احذروا وضع الأذى في الطريق

احذروا وضع الأذى فى الطريق وأذية المارين به


‏حدثني ‏ ‏سويد بن سعيد ‏ ‏حدثني ‏ ‏حفص بن ميسرة ‏ ‏عن ‏ ‏زيد بن أسلم ‏

‏عن ‏ ‏عطاء بن يسار ‏ ‏عن ‏ ‏أبي سعيد الخدري ‏

‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال" ‏ ‏إياكم والجلوس في الطرقات

‏ ‏قالوا ‏ ‏يا رسول الله ما لنا بد من مجالسنا نتحدث فيها

قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم" ‏اما اذا أبيتم

فأعطوا الطريق حقه"

قالوا وما حق الطريق يارسول الله

قال غض البصر وكف الأذى والأمر بالمعروف

والنهي عن المنكر"

صحيح البخارى (6229)(164/7)





‏هذا الحديث كثير الفوائد , وهو من الأحاديث الجامعة , وأحكامه ظاهرة ,

وينبغي أن يجتنب الجلوس في الطرقات لهذا الحديث ,

ويدخل في كف الأذى اجتناب الغيبة , وظن السوء , وإحقار بعض المارين ,

وتضييق الطريق , وكذا إذا كان القاعدون ممن يهابهم المارون , أو يخافون منهم ,

ويمتنعون من المرور في أشغالهم بسبب ذلك لكونهم لا يجدون طريقا إلا ذلك الموضع . ‏






عن حذيفة بن أسيد رضى الله عنه قال :

قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم"من آذى المسلمين في طرقهم ،

وجبت عليه لعنتهم "

السلسلة الصحيحة (2294)(572/5)






اللهم اكفنا شر الطريق.. فهل للطريق شر أم هو تعبير مجازي

يقصد به ما قد يتعرض له الانسان اثناء ذهابه وعودته من عمله

أو قضاء مصالحه من مضايقات.. ومعاكسات.. وحوادث..

اصبح الطريق شرا.. فقد غابت آدابه واصبح مشاعا لكل من يريد ان

يفعل ما يحلو له متناسيا حقوق الاخرين من حوله

فأصبحنا نري معاكسات من الشباب للفتيات بالقول والفعل..

والاعتداء علي الرصيف من اصحاب المقاهي والمحلات والسيارات

التي تقف فوقه مع حرمان للمارة من السير في طريق آمن..

وعدم النظافة وإلقاء القاذورات..

وارتفاع اصوات الباعة

واصوات اشرطة الكاسيت بدءا من القرأن الكريم وانتهاء

بالاغاني الهابطة..




فهل للطريق حق قرره ديننا الاسلامي

إن الطريق هو الشارع والاماكن العامة..

و هي ملك لكل الناس وليس لأحد بعينه





وعلي ذلك فلا يجوز لأحد أن يكون حرا في هذه الاماكن

العامة حرية تؤذي الاخرين

فليس لأحد أن يقيم بناء وسط الطريق

وليس لأحد أن يؤذي مشاعر الاخرين بلفظ خارج

أو أن يثير غرائزهم بعرض ما يؤدي الي ذلك في الاماكن العامة

أو الشوارع لانها ملك للجميع..

وعليه فيجب أن يحافظ علي قواسم مشتركة بين الجميع..




فهذا الحديث تحصين للفرد والمجتمع.. :

لما كان الجالس علي الطريق لا يسلم غالبا من النظر الي محرم

أو سماع لما لا يحل أو اساءة إلي الغير




نهي النبي صلي الله عليه وسلم من الجلوس بالطرقات

فاعتذروا إليه قائلين لا غني لنا عنها لانها أماكن اجتماعنا نتبادل فيها الاحاديث

نروح عن أنفسنا ونتفاهم في مصالحنا في دنيانا وديننا..

والسر في أنهم راجعوا الرسول صلي الله عليه وسلم ولم يسارعوا الي تنفيذ طلبه

أنهم ربما فهموا ان الجلوس في الطريق ليس ممنوعا في حد ذاته

وإنما منع لتقصير في القيام بحقه..

لذا فإنه صلي الله عليه وسلم عذرهم وبين لهم أن الجلوس في الطريق له حق

وذكر حقوقا خمسة منها

غض البصر للرجل والمرأة فلا يجوز ان ترسل بصرك للتمتع بمنظر سيدة أو فتاة

أو السخرية من أحد

وكف الاذي فلا يحل ان تؤذي ماشيا بلسانك أو بيدك

أو تلقي في الطريق بفضلات الطعام وقشر الفاكهة مما يعرض المارة للضرر

ورد السلام لانه دعامة قوية في تأليف قلوب المسلمين..

والامر بالمعروف والنهي عن المنكر لانه شعار هذه الامة..





وقد أضاف النبي صلي الله عليه وسلم في أحاديث اخري منها اغاثة الملهوف

وإرشاد الضال.. مما يساعد علي تحقيق هذه الاداب هو تربية الاطفال منذ

الصغر في المنزل والمدرسة علي تعلم هذه الحقوق والآداب.




الاسلام نظر الي الطريق علي أنه منفعة عامة لجميع المسلمين بل للخلق أجمعين

ولا يجوز لأحد أن يستغله استغلالا سيئا أو أن يفعل فيه ما يؤذي الناس أو يضرهم

حتي لو كانت له منفعة خاصة..




فالمنفعة العامة تقدم علي المنفعة الخاصة

وكذلك الخير العام الذي يتعدي نفعه علي الناس جميعا له ثواب أكبر من

الخير الذي يقتصر نفعه علي الانسان..





وفي ضوء ذلك نفهم لماذا جعل الاسلام ثوابا كبيرا عند دفع الاذي عن الطريق

وهو الشكر من الله تعالي علي عمله واستحقاقه المغفرة علي الذنوب الصغيرة

التي سلفت منه بل ودخوله الجنة




وفي المقابل رتب الاسلام عقوبة كبيرة علي من آذي المسلمين في طرقهم

وهي اللعنة من الله والملائكة والناس أجمعين




والاذي في الطريق ليس الاذي الحسي فقط من القاء القمامة والقاذورات التي تسبب

الامراض وان كان هذا الاذي ما نهي عنه الاسلام نهيا شديدا

وإنما يمتد إلي الاذي المعنوي الذي ينتهك الانسان به حقوق المارة في المشي في أمان

نفسي وروحي وسمعي وبصري..





فالكاسيات العاريات في الشوارع ينتهكن حق الطريق وأصوات السيارات العالية

والافعال الفاضحة مع كونها كبيرة من الكبائر فإنها تدخل ايضا ضمن الاساءة الي

طرق المسلمين ولو يعلم المسلمون ان نظافة طرقهم من كل أنواع الاذي الحسية

والمعنوية وان محافظتهم علي الذوق العالي في التعامل مع الطريق هو خير دعوة

لدينهم لانه لا يوجد دين أو مذهب شرعي اهتم بالطريق مثل الاسلام حتي جعله شعبة

من شعب الايمان..




قال عليه الصلاة والسلام 'الايمان بضع وسبعون شجعبة أعلاها لا إله إلا الله وأدناها

إماطة الاذي عن الطريق'..



وإن تقصير المسلمين في هذا الجانب هو صد لغير المسلمين عن الاهتداء للاسلام فالعالم

المتحضر اليوم يقيس الامم والشعوب بمدي محافظتها علي الآداب العامة في الطريق من

النظافة ومراعاة مشاعر الاخرين وعدم التعدي علي حقوقهم في الاستمتاع بالطريق العام.





. ونحن نمدح الشعوب غير الإسلامية بذلك

وننسي أن هذه هي آداب الاسلام تخلينا عنها نحن.. والتزموا هم بها!

الموضوع الأصلي: احذروا وضع الأذى في الطريق || الكاتب: فارس الشهباء || المصدر: منتديات سهام الروح

سهام الروح

كلمات البحث

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات , مسابقات ، فعاليات ، قصص ، مدونات ، نكت , مدونات , تصميم , شيلات , شعر , قصص , حكايات , صور , خواطر , سياحه , لغات , طبيعة , مناضر, جوالات , حب , عشق , غرام , سياحه , سفر