فضائل المتقين وإكرام الله لهم، وما بُشروا به في الدنيا والآخرة كثيرة جدًّا، تفوق مائتي فضيلة وبشارة، أَذْكُر ما تيسر منها مع تعليقٍ يسير على بعضها.
وقد ذكر الفيروز آبادي في "بصائر ذوي التمييز" (2/ 301) سبعًا وعشرين بشارة، مما بشَّر الله به المتقين في القرآن، أذكرها مضيفًا في طياتها مالم يذكر من الأدلة، مع تصرفٍ يسير غير مخل، ثم أُعقبها بذكر مالم يذكر من البشارات والفضائل:
1 ـ البشرى بالكرامات:
قال الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى ﴾ [يونس: 63ـ 64].
2 ـ 3 ـ البُشرى بالعون والنُّصرة:
قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا ﴾ [النحل: 128].
وروى ابن جرير في "جامعه" (22/ 435- 437) عن سعيد بن جبير في قوله تعالى: ﴿ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ ﴾؛ يعني: هدى يُتبصر به من العمى والجهالة، ويغفر لكم، ففضَّلهم بالنور والمغفرة؛ ا .هـ.
8 ـ 9 ـ البشرى بتكفير الذنوب وتعظيم الأجور وإثابتهم على العمل اليسير:
وقال عمر رضي الله عنه: إن الذين يشتهون المعاصي ولا يعملون بها، أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى، لهم مغفرة وأجر عظيم، ذكره ابن رجب في "لطائفه" (ص432).
وقال الله تعالى: ﴿ ذَلِكَ أَمْرُ اللهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَن يَتَّقِ اللهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ﴾ [الطلاق:5].
وروى البخاري برقم (3011)، ومسلم (377)، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والعبد إذا اتقى ربه، وأطاع مواليه، فله أجران».
وروى البخاري برقم (1957)، واللفظ له، ومسلم (1841) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنما الإمام جنة يقاتل من ورائه، ويتقى به، فإن أمر بتقوى الله وعدل، فإن له بذلك أجرًا».
10 ـ البشرى بالمغفرة لجميع الذنوب:
قال الله تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴾ [المائدة: 65].
قال الله تعالى: ﴿ وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾ [الطلاق:4].
12 ـ البشرى بالخروج من الغمِّ والمِحنةِ:
قال الله تعالى: ﴿ وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ﴾ [الطلاق: 2].
قال الإمام ابن الجوزي في "صيد الخاطر" (ص204): ضاق بي أمر أوجب غمًّا لازمًا دائمًا، وأخذت أبالغ في الفكر في الخلاص من هذه الهموم بكل حيلة وبكل وجه، فما رأيت طريقًا للخلاص، فعرضتْ لي هذه الآية: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴾ [الطلاق: 2]، فعلمتُ أن التقوى سبب للمخرج من كل غمٍّ، فما كان إلا أن هَممتُ بتحقيق التقوى، فوجدت المخرج.
وقد رُوي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: لو أطبقت السماء على الأرض، لجعل الله للمتقين فتحتات يخرجون منها، ألا ترون قول الحق تبارك وتعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴾.
وفي "الكامل في التاريخ" (2/ 175) عن عبدالرحمن بن عبدالله الغافقي - أمير الأندلس - أنه قال: إن السماوات والأرض لو كانتا رتقًا، لجعل الله للمتقين منها مخرجًا.
وما أحسن ما قيل - ونسبه بعضهم إلى الشافعي -:
عليك بتقوى الله إن كنت غافلًا
ليأتيك بالأرزاق من حيث لا تدري
فكيف تخاف الفقرَ واللهُ رازقٌ؟
فقد رزق الأطيار والحوت في البحر
وقال الآخر:
ومـن يتـقْ الله فـإن الله معْه ُ*** ورزق الله مؤتـاب وغـادي
14 ـ البشرى بالنَّجاة من العذاب والعقوبة:
قال الله تعالى: ﴿ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا ﴾ [مريم:72].
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف