إن الحمد لله نحمده ونستغفره ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبد الله وعلى ءاله وصحبه ومن والاه.
أما بعد عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله العلي العظيم . يقول الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً﴾ سورة الأحزاب/70.
فالقول السديد أخوة الإيمان والإسلام هو القول الموافق لدين الله، الموافق لكتاب الله، الموافق لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وكعادتنا وعملاً بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تحذّركم من قول بعضهم أثناء كلامهم واستعمالهم كلمة أنا "أعوذ بالله من كلمة انا" فإن التعوذ من كلمة "أنا" عند كل استعمال لها باطل معارض لِما ورد عن رسول الله، فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أنا سيد ولد ءادم يوم القيامة ولا فخر". وقال : "أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب". ومعارض لِما جاء في القرءان في قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ﴾.
فاستعمال كلمة "أنا" على غير وجه الكبر والفخر إنما لبيان أمر من الأمور الحسنة لا بأس به، فمن قال "أعوذ بالله من كلمة أنا" إن كان يفهم من ذلك أعوذ بالله من أن أقولها على وجه الكبر والفخر لا يكفر لكن يقال له: "إطلاق هذه الكلمة لا يجوز".
لا يخفى أن مقصود البعض من قول ( أعوذ ) أي ألتجئ إلى الله تعالى وأعتصم به من شرِ كلمة (أنا) لما قد تدخله هذه الكلمة أثناء الثناء على النفس من الغرور والعجب فيحدث ما لا يحمد عقباه مما لا يخفى ، فيقول : أنا تصدقتُ ، أنا بذلتُ ، أنا علّمتُ ودرستُ ، أنا كذا وكذا .
و هذه فتوى نقلتها كما هي من موقع الارشاد للفتاوى الشرعية، تبين لنا أكثر حكم قول ، أعوذ بالله من كلمة أنا
لا يُذمّ قول ( أنا ) في كل حال ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : أنا .
فقد قال عليه الصلاة والسلام : إنَّ أتقاكم وأعْلمكم بالله أنا . رواه البخاري ومسلم .
وكذلك من بعده من الصالحين .
قال ابن مسعود رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من مات يشرك بالله شيئا دخل النار . وقلت أنا : مَن مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة . رواه البخاري ومسلم .
والأمثلة على ذلك كثيرة جدا .
وإنما يُذمّ قول ( أنا ) في حَال التعالي والاعتداد بالـنَّفْس والتفاخُر ، ونحو ذلك .
فإن الإنسان متى ما اعتَدّ بِنفسه ووثق بها وُكِل إليها ، وإذا وُكِل إليها وُكِل إلى عجز وضعف وعورة .
قال ابن القيم رحمه الله : وليحذر كل الحذر مِن طُغيان ( أنا ، ولِي ، و عندي ) ؛ فإن هذه الألفاظ الثلاثة ابْتُلِي بها إبليس وفرعون وقارون ، فـ (أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ) لإبليس ، و (لِي مُلْكُ مِصْرَ) لفرعون ، و(إِنَّمَاأُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي) لقارون . وأحْسن ما وُضِعَت ( أنا ) في قول العبد : أنا العبد المذنب المخطئ المستغْفِر الْمُعْتَرِف ونحوه . و ( لِي ) في قوله : لي الذنب ، و لِي الْجُرْم ، و لِي الْمَسْكَنة ، و لِي الفقر والذّل . و ( عندي ) فيقَوله : اغفر لي جِدّي وهَزلي وخَطئي وعَمدي ، وكل ذلك عندي . اهـ .
وكان سلف هذه الأمة في غاية التواضع مع ما هُم فيه مِن عُلو ورِفعة
وقال رجل للإمام أحمد رحمه الله : بلغني أنك مِن العَرب . فقال : نحن قوم مساكين .
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية يُكثر أن يقول : أنا الْمُكَدِّي وابن الْمُكَدِّي .. وهكذا كان أبي وجَدّي .
وأين حال أولئك النجوم الزاهرة في مقابل عقول لم تَسْتَنِر بِنُور العِلْم تتباهى بالعِلْم ، وتتشبّع بِما لم تُعطَ ؟!
وأين ذلك مِن نُفوس تتكبّر وتتعالى ، وهي ليس فيها إلا البدعة والْخُرافة ؟!
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف