قول الله تعالى: ﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ﴾ [الأعراف: 55] في تفسير خفية: أي: اعتقدوا عبادته في أنفسكم؛ لأن الدعاء معناه العبادة[1].
يقول تعالى ذكره: ادعوا - أيها الناس - ربكم وحده، فأخلصوا له الدعاء، دون ما تدعون من دونه من الآلهة والأصنام، ﴿ تَضَرُّعًا ﴾ يقول: تذللًا واستكانة لطاعته ﴿ وَخُفْيَةً ﴾ لا جهارًا ومُراءاة، وقلوبكم غير موقنة بوحدانيته وربوبيته؛ كفِعْلِ أهل النفاق والخداع لله ولرسوله[2].
والخطاب بـ﴿ ادْعُوا ﴾ [الأعراف: 55] خاص بالمسلمين؛ لأنه تعليم لأدب دعاء الله تعالى وعبادته، وليس المشركون بمتهيِّئين لمثل هذا الخطاب، وهو تقريب للمؤمنين وإدناء لهم، وتنبيه على رضا الله عنهم ومحبته، وشاهدُه قوله بعده: ﴿ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الأعراف: 56]، والخطاب مُوَجَّه إلى المسلمين بقرينة السياق، والدعاء حقيقته النداء، ويطلق أيضًا على النداء لطلب مهم، واستُعمل مجازًا في العبادة لاشتمالها على الدعاء والطلب بالقول أو بلسان الحال، كما في الركوع والسجود، مع مقارنتها للأقوال وهو إطلاق كثير في القرآن[3].
وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: حدثنا عبدالرحمن بن مهدي، حدثنا شعبة، عن زياد بن مخراق، سمعت أبا نعامة عن مولى لسعد أن سعدًا سمع ابنًا له يدعو وهو يقول: اللهم، إني أسألك الجنة ونعيمها وإستبرقها ونحوًا من هذا، وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها، فقال: لقد سألت الله خيرًا كثيرًا، وتعوذت بالله من شر كثير، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنه سيكون قوم يعتدون في الدعاء، وقرأ هذه الآية ﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ [الأعراف: 55]، وإن بحسبك أن تقول: اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل[4].
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف