الغَرَضُ الذي سِيقَتْ له: التمهيد لمنع المشركين من دخول المسجد الحرام.
ومناسبتها لما قبلها: أنه لما أعلن البراءة من المشركين وأمر بقتالهم وبيَّن حكمة ذلك، مهَّد لمنعهم من دخول المسجد الحرام.
ومعنى ﴿ مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ ﴾: ما صح ولا استقام للوثنيين الذين يعبدون غير الله فيسخطونه - أن يزوروا بيوته التي بُنيتْ لعبادته وحده لا شريك له، حالة كونهم مقرِّين على أنفسهم بالشرك بلسان الحال أو المقال بألسنتهم: لبيك لا شريك لك، إلا شريكًا هو لك، تملكه وما ملك.
و﴿ أَنْ يَعْمُرُوا ﴾ اسم كان، ونفي زياراتهم لها نفي لإشرافهم أو هيمنتهم عليها.
وقد قُرئ (مسجد الله) يعني: المسجد الحرام، ومحتمل أن المراد الجنس، فيعم المساجد كلها.
وقرئ: (مساجد الله)، فيحتمل عموم المساجد، ويجوز أن يراد المسجد الحرام خاصة، وإنما جمع لأن كل بقعة منه مسجد، أو لأنه قِبلة المساجد كلها وإمامها.
ومعنى (حبطت أعمالهم)؛ أي: بطلتْ أعمالهم التي يفتخرون بها، ويظنون أنها من الخير؛ لأن مَن أشرك بالله حبط عمله.
وجملة ﴿ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ ﴾ مستأنفة لتقرير النفي السابق مِن جهة نفي اتباع الثواب.
وجملة ﴿ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ ﴾ مستأنفة كذلك لتقرير النفي السابق من جهة نفي استدفاع العذاب.
وقوله: ﴿ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴾؛ أي: فحق أو خليق أن يكونَ أصحاب هذه الصفات من الراشدين المفلحين، وفي التعبير بـ(عسى) من جانب أصحاب هذه الفضائل قطع لأطماع المشركين المتصفين بأخبث الرذائل.
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف