الفوضى وأدوات الخراب.!
السلام عليكم
اسعد الله أوقاتكم بكل خير
من السهل أن تكسب تعاطف الملايين من البشر بالعزف على جراحهم والمتاجرة بدمائهم وبيعهم الوهم، وللأسف غالبية الشعوب تكاد تنافس الذبابة في رداءة ذاكرتها.. وتستطيع بالوعود والبطولات الفارغة أن تأخذهم إلى الجحيم.. دون أي اعتراض أو دروس.
لا أحد يصدق ما حدث في الشانزليزيه وكيف لتلك الجادة الجميلة برصيفها الممتد ومقاهيها الهادئة، أن تتحول بين ليلة وضحاها إلى ساحة تعمها الفوضى والنيران من قوس النصر إلى ساحة الكونكورد في الجهة الأخرى.. قرار ـ ربما له مبرراته الاقتصادية ـ التقطته يمين التطرف وراحت تتاجر به والنتيجة فادحة.!
زمن الربيع العربي كانت أخبار الأعمال التخريبية رغيفنا اليومي.. الغوغاء تصورت أنها تحرق ماضيها لبناء المستقبل؛ حتى استحالت أحلامهم إلى سواد سحيق تسد آخره جثث من القتلى مرضاً ورمياً ونحراً.. وأخرى كمداً على حالها الذي وصلت إليه، وعندما انقشع السواد إذا بالربيع خراب لا يصدق، وإذا بالوطن أوطان كثيرة بلا أي حياة.
نتذكر محمد سعيد الصحاف يزف أخبار انتصارات القوات العراقية المتتالية وانتحار "العلوج" على أبواب بغداد؛ بينما الحقيقة أن القوات الأميركية كانت تتقدم بدون أي مقاومة حتى حاصرته في فندق (فلسطين)!!.. ثم وللأسف ذات الشعوب وبالتحريض ذاته انتجت دكتاتوريات جديدة تكرر ذات المغامرات دون أن تتعلم من الدرس السابق.
أيضاً نتذكر فداحة حكم جنرالات الحروب الكلامية وهزائمهم.. وكيف كانوا يستهدفون كل من يقف في وجه مشروعاتهم التوسعية.. وقتها كانت الجماهير رغم كل الهزائم والكذب تخرج مرددة بالروح بالدم.. ذلك الزمن عندما كان حافظ الأسد يلعن الصهاينة في خطبه الصباحية بينما يسهر حارساً لجنود الاحتلال على هضبة الجولان، وهو الذي لم يطلق رصاصة واحدة باتجاه المحتل لأربعين عاماً كان خلالها يبيع الوهم ويتهرب من العار بادعائه أنه لن يسمح للإسرائيليين بجره إلى الحرب.
كلها ماذا يجمعها؟
منذ إذاعة صوت العرب إلى قناة الجزيرة القطرية.!
آلة إعلامية بأجندة خطيرة.. تحريض يستهدف خبز الشعوب وأمنها ويروج للبطولات الفارغة.. حتى أصبح الذي يغتصب الأرض مسالماً مقارنة بمن يغتصب الوعي والمستقبل، لدرجة الاحتفاء بحديث أسيرة فلسطينية سابقة تصور بلا مواربة السجن الإسرائيلي: "كنا نعمل حفلات ونغني ونرقص وننط بالغرف نتهبل وكنت أقضي الوقت في دورة القانون ودراسة التوجيهي وقراءة الكتب ومشاهدة التلفزيون".!
خطاب يتاجر بالشعوب ومصائرها، يتصدره اليوم بكل دناءة من اختار أن يقف في صف الغوغاء والتنظيمات الإرهابية.. بداية من (القاعدة) وانتهاء بـ(الإخوان).. وشعوب لا تتعلم.. ولا تعتبر من دول الجوار ودروس التاريخ.. تكرر ذات الأخطاء وكأنها عن عمد تريد لهذا الجزء من العالم أن يبقى في عتمته وتيهه إلى الأبد.
محيط من الجهل تحدثه عن طموح "أوروبا الجديدة" ويحدثك عن مشروعات الخلافة وتصدير الثورة.!
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف