ننتظر تسجيلك هـنـا

 

:: كل عام وانتم بخير ::  
♥ ☆ ♥اعلانات منتدى سهام الروح♥ ☆ ♥

عدد مرات النقر : 3,359
عدد  مرات الظهور : 55,790,562
عدد مرات النقر : 3,594
عدد  مرات الظهور : 54,695,428
عدد مرات النقر : 2,995
عدد  مرات الظهور : 53,087,144
عدد مرات النقر : 4,557
عدد  مرات الظهور : 28,264,673
عدد مرات النقر : 2,671
عدد  مرات الظهور : 23,552,523منتديات سهام الروح
عدد مرات النقر : 2,788
عدد  مرات الظهور : 58,579,519
عدد مرات النقر : 3,354
عدد  مرات الظهور : 58,250,843
عدد مرات النقر : 4,445
عدد  مرات الظهور : 58,579,622
عدد مرات النقر : 4,268
عدد  مرات الظهور : 51,417,823

عدد مرات النقر : 2,127
عدد  مرات الظهور : 35,847,319
♥ ☆ ♥تابع اعلانات منتدى سهام الروح♥ ☆ ♥

عدد مرات النقر : 2,063
عدد  مرات الظهور : 29,164,678مركز رفع سهام الروح
عدد مرات النقر : 5,047
عدد  مرات الظهور : 58,579,438مطلوب مشرفين
عدد مرات النقر : 2,537
عدد  مرات الظهور : 58,579,430

الإهداءات



الملاحظات

› ~•₪• نبضآت إسلآمِيـہ ~•₪•

 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1  
قديم 07-05-2022, 11:15 AM
حلم مستحيل غير متواجد حالياً
مشاهدة أوسمتي
لوني المفضل Cadetblue
 عضويتي » 2389
 جيت فيذا » Oct 2020
 آخر حضور » اليوم (01:09 AM)
آبدآعاتي » 76,101
الاعجابات المتلقاة » 3916
الاعجابات المُرسلة » 38
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » حلم مستحيل will become famous soon enough
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  1
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي شهر ذي الحجة، فضائل وأعمال



شهر ذي الحجة، فضائل وأعمال


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:

فإنه لَمِنَ المقرر المعلوم أن الأعمال الصالحة تتفاضل زمانًا ومكانًا، وإن من هذه الأزمنة التي تفضُل فيها الأعمال العشر الأُوَلَ من شهر ذي الحجة، فالعمل الصالح فيها يفضل بشتى أنواعه وصوره؛ لحديث عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما، أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال: ((ما من أيامٍ العملُ الصالح فيها أحبُّ إلى الله عز وجل من هذه الأيام؛ يعني أيام العشر، قال: قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجلًا خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء))؛ [أخرجه أحمد في مسنده (١٩٦٨)، وإسناده صحيح على شرط الشيخين شعيب الأرنؤوط، وأخرجه أبو داود (٢٤٣٨)، والترمذي (٧٥٧)، وابن ماجه (١٧٢٧)، وأحمد (١٩٦٨) واللفظ له)).



ويدل هذا الحديث الصحيح على فضل الأعمال الصالحة في العشر الأُوَلِ من شهر ذي الحجة؛ لِما فيها من مضاعفة لأجر العمل الصالح ما لا يتضاعف في غيرها من أيام السنة.



وظاهر الحديث من حيث المعنى والفهم الشامل له أطلق الأعمال الصالحة، ولم يقيِّدها بعمل صالح معين ومقيد، ولا يُقيَّد منها إلا ما ورد وصحَّ تقييدُه، وإلا يبقى على إطلاقه، والأعمال الصالحة الواردة تشمل: الذكر والتسبيح، والاستغفار وقراءة القرآن، والصدقة وصلة الرحم والصيام، وغيرها من أنواع القُرُبات والطاعات، ولعل من أسباب فضل العمل في العشر الأُوَلِ من شهر ذي الحجة على غيرها من الأوقات هو اجتماع أمهات العبادات فيها؛ كما ذكر الحافظ ابن حجر: "والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه؛ وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره"؛ [فتح الباري، 3/ 390].



لذا ينبغي للعبد المسلم الكيِّس الفَطِن أن يستقبل مواسم الطاعات والبركات - ومنها العشر الأول من شهر ذي الحجة - بالتوبة الصادقة، والرجوع إلى الله جل وعلا، ففي التوبة والأوبة فلاح ونجاح للعبد في الدنيا والآخرة؛ يقول الله تعالى: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31]؛ أي: ارجعوا - أيها المؤمنون - إلى طاعة الله تبارك وتعالى فيما أمركم به من الصفات الجميلة والأخلاق الحميدة، واتركوا ما كان عليه أهل الجاهلية من الأخلاق والصفات الرذيلة؛ رجاء أن تفوزوا بخيري الدنيا والآخرة.



وقال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [التحريم: 8]؛ أي: يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، ارجعوا عن ذنوبكم إلى طاعة الله رجوعًا لا معصية بعده، وتوبوا إلى الله جل وعلا من ذنوبكم توبة صادقة؛ عسى ربكم أن يمحوَ عنكم سيئات أعمالكم، وأن يدخلكم جنات تجري من تحت قصورها وأشجارها الأنهارُ، يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه، ولا يعذبهم، بل يُعلي شأنهم، نور هؤلاء يسير أمامهم وبأيمانهم حال مَشْيِهم على الصراط بقدر أعمالهم، يقولون: ربنا أتمم لنا نورنا حتى نجوز الصراط، ونهتديَ إلى الجنة، واعفُ عنا وتجاوز عن ذنوبنا واسترها علينا، إنك على كل شيء قدير.



ومما ينبغي أن يحرِص عليه العبد العزمُ الجادُّ، والإرادة القوية على اغتنام مثل هذه الأيام المباركات بالأعمال الصالحات، والإقلاع عن المعاصي والخطيئات، وأن يعمل على مجاهدة النفس على ذلك؛ قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69]؛ أي: والمؤمنون الذين جاهدوا أعداء الله، والنفس، والشيطان، وصبروا على الفتن والأذى في سبيل الله، سيهديهم الله سُبُلَ الخير، ويثبتهم على الصراط المستقيم، ومن هذه صفته فهو محسن إلى نفسه وإلى غيره، وإن الله سبحانه وتعالى لمع مَن أحسن مِن خلقه بالنصرة والتأييد، والحفظ والهداية.



فضائل العشر من شهر ذي الحجة:

أولًا: أنها من الأيام التي شرع فيها ذكر الله تبارك وتعالى:

إن هذه الأيام من الأيام المعلومات التي شرع فيها ذكره سبحانه وتعالى؛ قال الله تعالى: ﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ﴾ [الحج: 28]؛ أي: ليحضروا ما يعود لهم بالنفع من مغفرة الذنوب، والحصول على الثواب، وتوحيد الكلمة وغير ذلك، وليذكروا اسم الله جل وعلا على ما يذبحونه من الهدايا في أيام معلومات هي: عاشر ذي الحجة وثلاثة أيام بعده، شكرًا لله تعالى على ما رزقهم من (الإبل والبقر والغنم)، فكلوا من هذه الهدايا، وأطعموا منها من كان شديدَ الفقر.



فعن قتادة في تفسير قوله تعالى: ﴿ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ﴾، قال: "أيام العشر، والمعدودات: أيام التشريق".



وعن أبي بشر عن سعيد عن ابن عباس: الأيام المعلومات: "أيام العشر"، وعلقه البخاري عنه بصيغة الجزم به.



ويُروَى مثله عن أبي موسى الأشعري، ومجاهد، وعطاء، وسعيد بن جبير، والحسن، وقتادة، والضحاك، وعطاء الخراساني، وإبراهيم النخعي، وهو مذهب الشافعي، والمشهور عن أحمد بن حنبل.



ثانيًا: أن الله تعالى أقسم بالليالي العشر:

وإذا أقسم الله تبارك وتعالى بشيء دلَّ هذا على عظم مكانته وفضله؛ إذ العظيم لا يقسم إلا بالعظيم؛ قال الله تعالى: ﴿ وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾ [الفجر: 2]؛ أي: وأقسم بالليالي العشر الأولى من ذي الحجة.



قال ابن كثير: "والليالي العشر: المراد بها عشر ذي الحجة، كما قاله ابن عباس، وابن الزبير، ومجاهد، وغير واحد من السلف والخلف".



وقال القرطبي: "فهي ليالٍ عشر على هذا القول؛ لأن ليلة يوم النحر داخلة فيه، إذ قد خصها الله بأن جعلها موقفًا لمن لم يدرك الوقوف يوم عرفة، وإنما نُكِّرت ولم تُعرَّف؛ لفضيلتها على غيرها، فلو عُرِّفت لم تُستقْبَل بمعنى الفضيلة الذي في التنكير، فنُكِّرت من بين ما أقسم به، للفضيلة التي ليست لغيرها، والله أعلم.



ثالثًا: إن أيام العشر الأُوَلِ من شهر ذي الحجة أفضل أيام الدنيا؛ ففي الحديث عن جابر بن عبدالله رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أفضل أيام الدنيا العشر – يعني: عشر ذي الحجة - قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال: ولا مثلهن في سبيل الله، إلا رجل عفَّر وجهه بالتراب))؛ [صحيح الترغيب، الألباني (١١٥٠)، صحيح لغيره].



رابعًا: أن في العشر من شهر ذي الحجة يومَ عرفة:

إن يوم عرفةَ من الأيام الفاضلة، فكيف لا يكون كذلك، وهو يوم الحَجِّ الأكبر، ويوم مغفرة الذنوب، ويوم العتق من النيران؛ ففي الحديث عن عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار، من يوم عرفة، وإنه ليدنو، ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟))؛ [أخرجه مسلم (١٣٤٨)].



لذا فإنه يُشرَع ويُستحب صومُ عرفة؛ حيث أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن فضل صوم يوم عرفة أنه يكفر السنة الماضية والباقية؛ ففي الحديث عن أبي قتادة بن ربعي رضي الله تعالى عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل عن صوم يوم عرفة، فقال: ((يكفر السنة الماضية والباقية))؛ [أخرجه مسلم (١١٦٢)].



وكما هو ظاهر في هذا الحديث؛ حيث أجاب النبي صلى الله عليه وسلم من سأله عن صوم يوم عرفة أن من صامه يغفر الله جل وعلا له ذنوب سنتين؛ السنة الماضية، والسنة الآتية، وهذا الصوم يكون لغير الحاج؛ فإن الحاج يُكْرَهُ له صيام يوم عرفة؛ وذلك لأن الصوم في هذا اليوم يُضعِف الحاج عن الوقوف والدعاء، وأما غير الحاج، فإنه مخاطب بهذا الحديث في الفضل والنَّوال من الله عز وجل، والمراد بيوم عرفة: هو يوم التاسع من ذي الحجة، سُمِّيَ بذلك؛ لأن فيه ركنًا من أركان الحج؛ وهو الوقوف بعرفة بمكة.



خامسًا: أن في العشر من شهر ذي الحجة يومَ النحر، ويوم القَرِّ؛ ففي الحديث عن عبدالله بن قرط رضي الله تعالى عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر، قال أبو بكر: يوم القر يعني: يوم الثاني من يوم النحر))؛ [صحيح ابن خزيمة، ٤‏/ ٤٦٥].



سادسًا: أن في العشر من شهر ذي الحجة اجتماع أمهات العبادة فيها:

إن من أسباب فضل الأعمال في العشر الأول من ذي الحجة على غيرها من الأوقات هو اجتماع أمهات العبادات فيها؛ كما ذكر الحافظ ابن حجر: "والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه؛ وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره"؛ [فتح الباري لابن حجر، 3/ 390].



سابعًا: أن العمل يفضُل في الأيام العشر من شهر ذي الحجة على غيره من الأيام:

فالعمل الصالح فيها يفضل بشتى أنواعه وصوره؛ لحديث عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما، أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال: ((ما من أيامٍ العملُ الصالح فيها أحبُّ إلى الله عز وجل من هذه الأيام؛ يعني: أيام العشر، قال: قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجلًا خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء))؛ [أخرجه أحمد في مسنده (١٩٦٨)، وإسناده صحيح على شرط الشيخين شعيب الأرنؤوط، وأخرجه أبو داود (٢٤٣٨)، والترمذي (٧٥٧)، وابن ماجه (١٧٢٧)، وأحمد (١٩٦٨) واللفظ له].



من الأعمال المستحبة في العشر من شهر ذي الحجة:

إن من الأعمال التي يُستحَب للمسلم أن يحرص عليها ويُكْثِرَ منها في مثل هذه الأيام من مواسم الطاعات والبركات والقربات - ما يلي:

أولًا: أداء مناسك الحج والعمرة:

إن أداء مناسك الحج والعمرة من الأعمال الفاضلة التي ينبغي للعبد الحرص عليها؛ لعظيم ما يترتب عليها من أجر ومثوبة، والموفَّق من يسَّر الله جل وعلا له أداء الحج والعمرة؛ حيث أخبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أن الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، والحج المبرور هو: الذي لا يخالطه إثم، أو هو المتقبَّل الخالص الخالي من الرياء والسمعة، وقد تحققت فيه أركانه وواجباته، وهذا الحج جزاؤه عند الله تعالى هو الجنة؛ ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((العمرة إلى العمرة كفَّارة لِما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة))؛ [أخرجه البخاري (١٧٧٣)، ومسلم (١٣٤٩)].



ثانيًا: المحافظة على صلاة الفريضة والنافلة:

إنَّ من أجلِّ الأعمال وأعظمها أجرًا، وأكثرها فضلًا أداءَ الصلاة فرضًا ونفلًا؛ ولهذا يجب على المسلم المحافظة عليها في أوقاتها مع الجماعة، وعليه بالإكثار من النوافل في مثل هذه الأيام المباركات، فإنها من أفضل القُرُبات إلى رب البَرِيَّات جل وعلا؛ ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال: ((‏إن الله قال: مَن عادى لي وليًّا، فقد آذنتُه بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحبَّ إليَّ مما افترضتُ عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأُعْطِيَنَّه، ولئن استعاذني لأُعِيذَنَّه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن؛ يكره الموت، وأنا أكره مساءته))؛ [أخرجه البخاري، (٦٥٠٢)].



وإن من النوافل التي ينبغي للعبد المحافظة عليها صلاة الضحى، وصلاة الضحى هي صلاة الأوابين؛ ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((صلاة الضحى صلاة الأوابين))؛ [صحيح الجامع، الألباني، (٣٨٢٧)].



وفي رواية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((صلاة الأوابين حين تَرْمَضُ الفِصَالُ))؛ [أخرجه مسلم (٧٤٨)]، (الأوابين)؛ أي: المطيعين والمسبحين، كثيري الرجوع بالتوبة إلى الله تعالى، والإخلاص في الطاعة.



ويستفاد من الحديث: فضيلة صلاة الضحى في آخر الوقت، وفيه: إشارة إلى اغتنام العبادة والانشغال بالطاعة في أوقات الدعة والسكون والاستراحة.



ومن النوافل التي يترتب عظيم الأجر والثواب؛ وهو دخول الجنة - صلاة اثنتي عشرة ركعة دون الفريضة، وهي السنن الرواتب؛ ففي الحديث عن أم حبيبة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من صلى في يوم ثنتي عشرة سجدةً تطوعًا، بُنِيَ له بيت في الجنة))؛ [أخرجه مسلم، (٧٢٨)].



وفي هذا الحديث يبين النبي صلى الله عليه وسلم أن من صلى في يوم ثنتي عشرة سجدةً تطوعًا؛ أي: غير الفريضة، وهي السنن الرواتب؛ وهي: أربع قبل الظهر، وركعتان بعدها، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، وركعتان قبل الفجر، كما في سنن الترمذي، فمن فعل ذلك كان الجزاء والأجر لمن حافظ عليهن أن يبني الله له بيتًا في الجنة.



وفي الحديث: الحث على أداء صلاة التطوع.



وفيه: بيان فضل السنن الرواتب.



ثالثًا: الصيام:

يستحب ويشرع صيام الأيام التسع الأول من شهر ذي الحجة، وهو من جملة الأعمال الصالحة الوارد ذكرها في الحديث، وصومها محل اتفاق لدى الأئمة الأربعة: الحنفية والمالكية، والشافعية والحنابلة، كما هو مقرر وثابت في كتب الفقهاء؛ حيث قالوا: ويستحب صوم الأيام الثمانية الأول من شهر ذي الحجة، وهذا باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة: الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، وهو قول الظاهرية؛ [الفتاوى الهندية (1/201)، وحاشية الدسوقي (1/515، 516)، والمجموع للنووي (6/386)، وكشاف القناع للبهوتي (2/338)، والمحلى لابن حزم (7/19).



واستدلوا على ذلك بحديث عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما سالف الذكر.



ولقد أفتى ثلة من العلماء المعاصرين بجواز واستحباب صيام الأيام التسع الأول من شهر ذي الحجة، وقرروا أن صيامها من جملة العمل الصالح الوارد في الحديث، ومنهم فضيلة العلامة ابن باز، وفضيلة العلامة ابن عثيمين، رحمهم الله تعالى، وغيرهم من العلماء المعاصرين.



قال ابن عثيمين: ولنسأل: هل الصيام من الأعمال الصالحة؟ الجواب: نعم بلا شك، ولهذا جعله الله من أركان الإسلام، فالصيام بلا شك من الأعمال الصالحة حتى قال الله تعالى في الحديث القدسي: ((الصوم لي وأنا أجزي به))، وإذا كان كذلك، فإن الصوم مشروع، ومن زعم أن العشر لا تُصام، فليأتِ بدليل على إخراج الصوم من هذا العموم: ((ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر))... وإذا ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصُمْها، فهذه قضية عينٍ، ربما كان لا يصوم؛ لأنه يشتغل بما هو أنفع وأهم، لكن عندنا لفظ الرسول عليه الصلاة والسلام: ((ما من أيام العمل الصالح فيهنَّ أحب إلى الله من هذه الأيام العشر))، على أنه قد رُويَ عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يَدَعُ صيامها، وقدَّم الإمام أحمد هذا - أعني: أنه لا يدع صيامها - على رواية النفي، وقال: إن المثبت مقدم على النافي، لكن على فرض أنه ليس هناك ما يدل على أنه يصوم، فإنه داخل في عموم: ((ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر))"؛ [اللقاء الشهري، لابن عثيمين، 34].



وقال ابن باز: "ولكن عدم صومه صلى الله عليه وسلم العشر لا يدل على عدم أفضلية صيامها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد تعرض له أمور تشغله عن الصوم، وقد دلَّ على فضل العمل الصالح في أيام العشر حديث ابن عباس المخرج في صحيح البخاري، وصومها من العمل الصالح، فيتضح من ذلك استحباب صومها في حديث ابن عباس، وما جاء في معناه"؛ [مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز، 15/ 417].



وأما الاستدلال بما رواه مسلم بإسناده عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ((ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائمًا في العشر قط))، فقد أجاب عنه أهل العلم، كما ذكر الإمام النووي: "قول عائشة: ((ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائمًا في العشر قط))، وفي رواية: ((لم يصُمِ العشر))، قال العلماء: هذا الحديث مما يوهم كراهة صوم العشر، والمراد بالعشر هنا الأيام التسعة من أول ذي الحجة، قالوا: وهذا مما يُتَأوَّل، فليس في صوم هذه التسعة كراهة، بل هي مستحبة استحبابًا شديدًا، لا سيما التاسع منها؛ وهو يوم عرفة، وقد سبقت الأحاديث في فضله... فيتأول قولها: (لم يصُمِ العشر) أنه لم يصمه لعارض مرض أو سفر أو غيرهما، أو أنها لم تَرَهُ صائمًا فيه، ولا يلزم من ذلك عدم صيامه في نفس الأمر، ويدل على هذا التأويل حديث هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر، الاثنين من الشهر والخميس))؛ [رواه أبو داود وهذا لفظه، وأحمد، والنسائي]"؛ [شرح النووي على مسلم، 8/ 71].



وقد يترك النبي صلى الله تعالى عليه وسلم صيام العشر الأول من شهر ذي الحجة لعارض يعرَض له من سفر أو مرض أو غيرهما من الأعذار.



قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: "وأما حديث عائشة قالت: ((ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائمًا في العشر قط))، وفي رواية: ((لم يصم العشر))؛ [رواهما مسلم في صحيحه]، فقال العلماء: وهو متأول على أنها لم تَرَهُ، ولم يلزم منه تركه في نفس الأمر؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان يكون عندها في يوم من تسعة أيام، والباقي عند باقي أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، أو لعله صلى الله عليه وسلم كان يصوم بعضه في بعض الأوقات، وكله في بعضها، ويتركه في بعضها لعارض سفر أو مرض أو غيرهما، وبهذا يجمع بين الأحاديث"؛ [المجموع، للنووي (6/441)].



وقال الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى: "تقدمت أحاديث تدل على فضيلة العمل في عشر ذي الحجة على العموم، والصوم مندرج تحتها، وأما ما أخرجه مسلم عن عائشة أنها قالت: ((ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائمًا في العشر قط))، فقال العلماء: المراد أنه لم يصُمْها لعارض مرض أو سفر أو غيرهما، أو أن عدم رؤيتها له صائمًا لا يستلزم العدم، على أنه قد ثبت من قوله ما يدل على مشروعية صومها، كما في حديث الباب، فلا يقدح في ذلك عدم الفعل"؛ [نيل الأوطار، الشوكاني، (4/283)].



وربما يترك النبي صلى الله عليه وسلم العملَ وهو يحب أن يعمله؛ خشية أن يفرض على أمته.



قال ابن حجر: "لاحتمال أن يكون ذلك؛ لكونه كان يترك العمل وهو يحب أن يعمله؛ خشية أن يفرض على أمته"؛ [فتح الباري، 2/ 460].



رابعًا: الصدقة:

إن من جملة الأعمال الصالحة التي ينبغي للعبد الحرص عليها في مثل هذه الأوقات المباركات الحرصَ على الصدقة؛ حيث إن أهلها من الذين يرجون بذلك تجارة لن تكسُدَ ولن تهلِك ولن تبور؛ قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ﴾ [فاطر: 29، 30]؛ أي: إن الذين يقرؤون القرآن ويعملون به، وداوموا على الصلاة في أوقاتها، وأنفقوا مما رزقناهم من أنواع النفقات الواجبة والمستحبة سرًّا وجهرًا، هؤلاء يرجون بذلك تجارة لن تكسُد ولن تهلِك؛ ألا وهي رضا ربهم، والفوز بجزيل ثوابه؛ ليوفيهم الله تعالى ثواب أعمالهم كاملًا غير منقوص، ويضاعف لهم الحسنات من فضله، إن الله غفور لسيئاتهم، شكور لحسناتهم، يثيبهم عليها الجزيل من الثواب.



ولقد أثنى الله جل وعلا على الذين أدَّوا الصلاة على أتم وجوهها، وأدَّوا من أموالهم زكاتهم المفروضة، والنفقات المستحبة في الخفاء والعلن؛ قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ [الرعد: 22]؛ أي: وهم الذين صبروا على الأذى وعلى الطاعة، وعن المعصية طلبًا لرضا ربهم، وأدَّوا الصلاة على أتم وجوهها، وأدَّوا من أموالهم زكاتهم المفروضة، والنفقات المستحبة في الخفاء والعلن، ويدفعون بالحسنة السيئة فتمحوها، أولئك الموصوفون بهذه الصفات لهم العاقبة المحمودة في الآخرة.



خامسًا: التكبير والتحميد والتهليل والذكر:

يُستحَب الإكثار من التكبير والتحميد والتهليل في أيام العشر من شهر ذي الحجة؛ ففي الحديث عن عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من أيام أعظمَ عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر؛ فأكْثِروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد))؛ [أخرجه أحمد (٥٤٤٦)، والدارقطني في العلل (١٢/٣٧٦) واللفظ لهما، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (٢٩٧١)، وأحمد شاكر، تخريج المسند لشاكر ٩‏/١٤، إسناده صحيح].



وفي هذا الحديث يرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى فضل العمل الصالح في العشر الأوائل من ذي الحجة؛ فيقول صلى الله عليه وسلم: ((ما من أيام أعظم عند الله، ولا أحب إليه من العمل فيهن))، والمعنى: أن أفضل أيام السنة عند الله عز وجل، والتي يكون فيها العمل الصالح أقرب أن يُقبَلَ ويُزاد في الأجر، من هذه الأيام العشر؛ يعني: العشر الأوائل من ذي الحجة؛ فأكثروا فيهن من التهليل؛ وهو قول لا إله إلا الله، والتكبير؛ وهو قول: الله أكبر، والتحميد؛ وهو قول: الحمد لله، وهذا الذكر هو الباقيات الصالحات، ويحسُنُ عمل الطاعات بأنواعها في هذه الأيام مع الذكر والدعاء.



وفي الحديث: بيان عظم فضل العشر الأوائل من ذي الحجة على غيرها من أيام السنة.



وفيه: تفضيل بعض الأزمنة على بعض.



وفيه: أن العمل المفضول في الوقت الفاضل يلتحق بالعمل الفاضل في غيره من الأوقات.



ويستحب للمسلم أن يجهر بالتكبير في هذه الأيام ويرفع صوته به؛ حيث اتفق العلماء على أن التكبير مشروع عقب الصلوات وغيرها في الأضحى؛ قال البخاري: وكان عمر رضي الله عنه يكبر في قبته بمِنًى، فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتجَّ مِنًى تكبيرًا، وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام، وخلف الصلوات، وعلى فراشه، وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعًا؛ [كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق، السبكي، (ص361)، فتح الباري، لابن حجر العسقلاني، (315/ 2)، (التكبير أيام منى)].



(وكان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله تعالى عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبِّران ويكبِّر الناس بتكبيرهما).



قال ابن حجر في الفتح (2/ 458): "لم أرَهُ موصولًا عنهما، وقد ذكره البيهقي أيضًا معلقًا عنهما، وكذا البغوي".



قال ابن رجب في الفتح (9/ 8): "وأما ما ذكره البخاري عن ابن عمر وأبي هريرة، فهو من رواية سلام أبي المنذر، عن حميد الأعرج، عن مجاهد أن ابن عمر وأبا هريرة كانا يخرجان في العشر إلى السوق".



وصفة التكبير في العشر من شهر ذي الحجة:

اختلف العلماء في صفة التكبير في العشر الأولى من شهر ذي الحجة على أقوال:

الأول: "الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد".

الثاني: "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد".

الثالث: "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد ".

فيصح التكبير في أي صفة من هذه الصفات، والأمر في ذلك واسع.



وقت التكبير في العشر من ذي الحجة:

التكبير ينقسم إلى قسمين:

1- التكبير المطلق: وهو الذي لا يتقيد بشيء، فيُسَنَّ دائمًا، في الصباح والمساء، قبل الصلاة وبعد الصلاة، وفي كل وقت من اليوم والليلة.



2- التكبير المقيد: وهو الذي يتقيد بأدبار الصلوات.

ويُسَنَّ التكبير المطلق في عشر ذي الحجة وسائر أيام التشريق، وتبتدئ من دخول شهر ذي الحجة - أي: من غروب شمس آخر يوم من شهر ذي القعدة - إلى آخر يوم من أيام التشريق، وذلك بغروب شمس اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة.



وأما التكبير المقيد، فإنه يبدأ من فجر يوم عرفة إلى غروب شمس آخر أيام التشريق - بالإضافة إلى التكبير المطلق – فإذا سلم من الفريضة واستغفر ثلاثًا، وقال: "اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام"، بدأ بالتكبير؛ [مجموع فتاوى ابن باز، 13/17، والشرح الممتع لابن عثيمين، 5/ 220].



سادسًا: الإكثار من ذكر الله تبارك وتعالى في مثل هذه الأيام المباركات:

لقد أمر الله جل وعلا عباده بأوامر عظيمة جليلة، ومن هذه الأوامر ذكره تبارك وتعالى، بل جاء الأمر الرباني بالإكثار منه في مواضع عدة من كتاب الله جل وعلا، وما ذاك إلا لعظيم مكانتها، وجلالة قدرها، وكثير نفعها وأثرها، ومما يدل على فضل ومكانة الذكر سرًّا وعلانيةً حديثُ أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه عز وجل أنه قال: ((من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ من الناس، ذكرته في ملأ أكثر منهم وأطيب))؛ [أخرجه البخاري (٧٤٠٥)، ومسلم (٢٦٧٥)].



وفي رواية: ((يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ، ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إليَّ بشبر تقربت إليه ذراعًا، وإن تقرب إليَّ ذراعًا تقربت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولةً))؛ [أخرجه البخاري (٧٤٠٥)، ومسلم (٢٦٧٥)].



ومن الفضائل التي يبينها هذا الحديثُ فضلُ الله جل وعلا وكرمه على عباده، وأنه سبحانه وتعالى يعطي أكثر مما عمل وفعل من أجله وابتغاء وجهه الكريم.



ومن عظيم أثر الذكر أنه راحة للقلوب ودواء للنفوس؛ لحديث الأغر المزني رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنه لَيُغَان على قلبي، وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة))؛ [رواه مسلم، 2702].



قال النووي رحمه الله تعالى: "قال أهل اللغة: الغَين والغَيم بمعنًى واحد، والمراد هنا ما يتغشى القلب، قال القاضي: قيل: المراد الفترات والغفلات عن الذكر الذي كان شأنه الدوام عليه، فإذا فتر عنه أو غفل، عدَّ ذلك ذنبًا، واستغفر منه".



ومن هذه المواضع الوارد ذكرها في القرآن الكريم الدالة والحاثة على الإكثار من ذكره سبحانه وتعالى:

1- قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الأحزاب: 41، 42].

يأمر الله جل وعلا في هذه الآية المباركة من كتابه الكريم عباده الذين صدقوه جل وعلا، ورسوله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - بالإكثار من ذكره؛ من تهليل، وتحميد، وتسبيح، وتكبير، وغير ذلك من أنواع الذكر وأسبابه الداعية له؛ لذا عليكم - أيها العباد - أن تذكروه بقلوبكم وألسنتكم وجوارحكم ذكرًا كثيرًا، فلا تخلو أبدانكم من ذكره في حال من أحوال طاقتكم ذلك، واشغلوا أوقاتكم بذكره تعالى صباحًا ومساءً، وفي أدبار وأعقاب الصلوات المفروضات، وعند كل موضع له سبب لذكره سبحانه، وأكثروا من كل قول فيه قربة إلى الله جل وعلا، وأقل ذلك أن يلازم العبدُ أذكار الصباح، وأذكار المساء، ويحرص كل الحرص على المداومة على ذلك، وألَّا ينقطع عن ذكر ربه سبحانه وتعالى في جميع الأوقات، وعلى جميع الأحوال، فلا يشغله شاغل، ولا يمنعه مانع، ولا يحول دون ذلك حائل، وكذلك أمر الخالق عز وجل بالصلاة له غدوة؛ وهي صلاة الصبح، وعشيًّا؛ وهي صلاة العصر، فإن القيام بذلك من أعظم العبادات المشروعة والقربات، ومن الأسباب الموجبة لمحبة الله تعالى ومعرفته والقرب منه جل وعلا رب البريات، ومن المعينات على فعل كل الخيرات، وبُعْد اللسان عن التلفظ بكل قبيحات وزلَّات، وسُمِّيت الصلاة سبحةً؛ لِما فيها من تنزيه الله تعالى عن كل سوء.



ولقد جعل ذكر الله تعالى بلا تحديد نظرًا لسهولته، وعظيم الأجر والثواب المترتب عليه، وإن من نِعَمِ الله تعالى وفضله على العبد توفيقَه له للقيام بشكره وذكره سبحانه.



قال القرطبي: "أمر الله تعالى عباده بأن يذكروه ويشكروه، ويُكْثِروا من ذلك على ما أنعم به عليهم، وجعل تعالى ذلك دون حد لسهولته على العبد، ولعظم الأجر فيه؛ قال ابن عباس: لم يُعذَر أحد في ترك ذكر الله إلا من غُلِبَ على عقله، وروى أبو سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون))، وقيل: الذكر الكثير ما جرى على الإخلاص من القلب، والقليل ما يقع على حكم النفاق كالذكر باللسان".



وقال القرطبي: "قال محمد بن كعب القرظي: لو رُخِّص لأحدٍ في ترك الذكر لرُخِّص لزكريا بقول الله عز وجل: ﴿ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا ﴾ [آل عمران: 41]".



وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنها: لم يفرض الله تعالى فريضةً، إلا جعل لها حدًّا معلومًا، ثم عذر أهلها في حال العذر غير الذكر، فإنه لم يجعل له حدًّا يُنتهَى إليه، ولم يعذر أحدًا في تركه إلا مغلوبًا على عقله، وأمرهم به في كل الأحوال، فقال: ﴿ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ ﴾ [النساء: 103]، وقال: ﴿ اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 41]؛ أي: بالليل والنهار، في البر والبحر، وفي الصحة والسقم، وفي السر والعلانية، وقال مجاهد: الذكر الكثير ألَّا تنساه أبدًا.



سابعًا: الإكثار من الاستغفار لِما يترتب على ذلك من عظيم الأجر والثواب، وخاصة في هذه الأيام المباركات، والتي تتضاعف فيها الحسنات؛ لذا فلا شك أن الاستغفار من الأدعية العظيمة الجليلة، التي فيها الأثر البالغ على الإنسان في أمر دينه ودنياه، ولقد ورد ذكر الاستغفار والأمر به صراحة في كتاب ربنا جل وعلا، مع بيان لعظيم ثمراته الدينية والدنيوية، العائدة بخير حسي ومعنوي على العباد، ومن ذلك ما جاء في سورة نوح عليه الصلاة والسلام، ذكره وبيانه:

قال الله تعالى مخبرًا عن نوح عليه السلام: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا * مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا * أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا * وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ﴾ [نوح: 10 - 16]؛ أي: فقلت لهم: يا قوم، اطلبوا المغفرة من ربكم بالتوبة إليه، إنه سبحانه كان غفارًا لذنوبِ مَن تاب إليه من عباده، فهو سبحانه كثير المغفرة لمن تاب واستغفر، فرغَّبهم بمغفرة الذنوب، وما يترتب عليها من حصول الثواب، واندفاع العقاب.



وهذا يدل دلالة ظاهرة على عظيم ثمرات الاستغفار، والتي تشمل أمري الدين والدنيا، بالإضافة إلى تفريج الهم، والمخرج من الضيق، والرزق الكثير؛ ففي الحديث عن عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال: ((من لزم الاستغفار، جعل الله له من كل ضيق مخرجًا، ومن كل همٍّ فرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب))؛ [أبو داود، سنن أبي داود ١٥١٨، سكت عنه، وقد قال في رسالته لأهل مكة: كل ما سكت عنه فهو صالح، أخرجه أبو داود (١٥١٨) واللفظ له، والنسائي في السنن الكبرى (١٠٢٩٠)، وابن ماجه (٣٨١٩)، وعبدالله بن أحمد في زوائد المسند (٢٢٣٤)].



ثامنًا: قراءة القرآن الكريم:

يستحب الإكثار من قراءة القرآن، وخاصة في مثل هذه الأيام المباركات، والتي تتضاعف فيها الحسنات، ولما يترتب على ذلك من عظيم الأجر والثواب، ولما فيها من عظيم الأثر البالغ على الإنسان في أمر دينه ودنياه، فما أجمل الحياة والعيش مع القرآن الكريم! وما أجمل حب القرآن الكريم! وما أجمل تلاوة القرآن الكريم! وما أجمل تدبر القرآن الكريم؛ فهو ربيع للقلوب، ونور للصدور، وجلاء للغموم والأحزان!



لذا؛ فإن العيش والحياة مع القرآن الكريم حياة مطمئنة، وسكينة دائمة هنية، وله حلاوة ومذاق لا يعرفه إلا من عاش حياته مع كتاب ربه جل وعلا، والمحروم من حُرم تلك المصاحبة، وذاك العيش، وتلك المداومة، فهي الحياة الحقيقية للعبد في هذه الدنيا الفانية.



ولقد نُقل عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال: "لو سلِمت قلوبكم ما شبِعت من كلام ربكم".



ولا شك أن لقراءة القرآن الكريم وتلاوته وتدبره أجرًا عظيمًا، وهبات من الله جل وعلا ومزايا عظيمة، ومنافعَ جليلة؛ ومن ذلك ما يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن فضل الله على مَن قرأ القرآن بقوله: ((من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به؛ أي: يأجره الله عز وجل على قراءته للقرآن أن يكون له بكل حرف قرأه منه حسنة، والحسنة بعشر أمثالها؛ أي: يضاعف له الأجر إلى عشرة أمثاله؛ وذلك مصداقًا لقوله تعالى: ﴿ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ﴾ [الأنعام: 160]، ففي الحديث عن عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف))؛ [أخرجه الترمذي (٢٩١٠) واللفظ له، صحيح الترمذي، الألباني (٢٩١٠)].



تاسعًا: القيام بشعيرة الأضحية:

إن من عظيم القربات والأعمال التي ينبغي للمؤمن الحرص عليها ذبح الأضحية؛ لِما يترتب على ذلك من عظيم الأجر والثواب، ولِما فيها من عظيم الأثر البالغ على الإنسان في أمر دينه ودنياه، وخاصة في مثل هذه الأيام المباركات، والتي تتضاعف فيها الأجور والحسنات، فالأضحية: هي ما يُذبَح من بهيمة الأنعام - الإبل والبقر والغنم - تقربًا إلى الله تعالى في وقت مخصوص، بنية الأضحية.



ولقد ثبتت مشروعية الأضحية بالكتاب والسنة الصحيحة، والإجماع؛ قال الله تعالى: ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ [الكوثر: 2].



وقال الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162، 163]، وقال الله تعالى: ﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ﴾ [الحج: 34].



وفي الحديث عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: ((ضحَّى النبي صلى الله عليه وسلم بكبْشَيْنِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذبحهما بيده، وسمَّى وكبَّر، ووضع رجله على صِفاحِهما))؛ [أخرجه البخاري (٥٥٦٥)، ومسلم (١٩٦٦)].



ولقد أجمع المسلمون على مشروعية الأضحية، والأضحية سنة مؤكدة على المستطيع؛ قال الله تعالى: ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ [الكوثر: 2].



وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من كان له سَعَة ولم يُضحِّ، فلا يقرَبَنَّ مصلانا))؛ [أخرجه ابن ماجه (٢١٢٣) واللفظ له، وأحمد (٨٢٧٣)، الألباني، صحيح الجامع (٦٤٩٠)].



وعن البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه قال: ((خَطَبَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر بعد الصلاة، ثم قال: من صلى صلاتنا، ونَسَكَ نسكنا، فقد أصاب النُّسَك، ومن نسك قبل الصلاة، فتلك شاة لحم، فقال أبو بردة: يا رسول الله، والله، لقد نسكت قبل أن أخرج إلى الصلاة، وعرفت أن اليوم يومُ أكلٍ وشربٍ، فتعجَّلت فأكلت، وأطعمت أهلي وجيراني، فقال رسول الله: تلك شاة لحم، قال: فإن عندي عناقًا جذعةً خير من شاتي لحم، فهل تجزئ عني؟ قال: نعم، ولن تجزئ عن أحد بعدك))؛ [أخرجه البخاري (٩٦٥)، ومسلم (١٩٦١)].



ولا شك أن لمشروعية الأضحية حكمًا كثيرة؛ ومنها:

1- التقرب إلى الله تعالى بامتثال أوامره، ومنها إراقة الدم، ولهذا كان ذبح الأضحية أفضل من التصدق بثمنها.

2- تربية النفس على العبودية لله تبارك وتعالى بذبح النسك قربةً لله رب العالمين، وليس معه شريك سبحانه.

3- إظهار التوحيد لله تعالى بذكر اسم الله عز وجل وتكبيره عند ذبح الأضحية.

4- التوسعة على النفس والأهل، والفقراء والمحتاجين بالصدقة عليهم.

5- إظهار شكر نعمة الله جل وعلا على الإنسان ببذل المال في تطبيق شعيرة من شعائر الله تعالى.

إلى غير ذلك من الحِكَمِ العظيمة، والمقاصد الجليلة لمشروعية الأضحية.



عاشرًا: القيام بشعيرة صلاة العيد:

إنه لمن المعلوم ومما لا شك فيه أن صلاة العيد شعيرة من شعائر الإسلام العظيمة، التي ينبغي المحافظة والمداومة عليها، وإظهارها والاهتمام بها، وبحسن أدائها، ويعتبر عيد الأضحى من الأعياد المشروعة في الإسلام.



ففي الحديث عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: ((قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر))؛ [أخرجه أبو داود (١١٣٤)، والنسائي (١٥٥٦)، وأحمد (١٢٠٠٦) بإسناد صحيح].



وصلاة العيد ركعتان، يكبر المصلي لصلاة العيد تكبيرة الإحرام، ثم يدعو بدعاء الاستفتاح، ثم يكبر ستَّ تكبيرات سوى تكبيرة الإحرام، ويرفع يديه مع كل تكبيرة، ويسبح الله تعالى، ويحمده، ويثني عليه، ويصلي على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بين هذه التكبيرات، ثم يتعوذ ثم يقرأ جهرًا سورة الفاتحة، وبـ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾ [الأعلى: 1]، أو ﴿ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ﴾ [ق: 1] في الركعة الأولى.



وفي الركعة الثانية يقوم مكبرًا من السجود، ثم يكبر خمس تكبيرات بعد قيامه سوى تكبيرة الانتقال، ويرفع يديه مع كل تكبيرة، ويسبح الله تعالى، ويحمده، ويثني عليه، ويصلي على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بين هذه التكبيرات، ثم يتعوذ ثم يقرأ جهرًا سورة الفاتحة وسورة بعدها، فإن كان قد قرأ في الركعة الأولى: ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾ [الأعلى: 1]، قرأ في الركعة الثانية: ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ ﴾ [الغاشية: 1]، وإن كان قد قرأ في الركعة الأولى: ﴿ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ﴾ [ق: 1]، قرأ في الركعة الثانية: ﴿ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ﴾ [القمر: 1].



ويُستحَب التنوع في قراءة هذه السور، فيأتي بهذه مرة، وبهذه مرة أخرى؛ تطبيقًا وعملًا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.



وإن لم يتيسر له قراءة تلك السور، جاز له أن يقرأ بما شاء من آيات القرآن الكريم وسوره، كما تجوز القراءة في نحوها من الصلوات، ثم يقوم الإمام فيخطب الناس بعد انقضاء الصلاة، ويجلس الناس للاستماع للخطبة، لنَيلِ الأجر والثواب المترتب على الصلاة والخطبة.



ولا يوجد ذِكْرٌ محدد ومعين بين كل تكبيرتين في صلاة العيد، بل يسبح الله تعالى، ويحمده، ويثني عليه، ويصلي على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم.



ويشرع أن يقول بين كل تكبيرتين: (الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا، وصلى الله على النبي محمد وعلى وآله وسلم تسليمًا كثيرًا).



إلى غير ذلك من الأعمال الصالحة، والأفعال الفاضلة المتنوعة والمختلفة، كنشر العلم والخير بين المسلمين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتمسك بالأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة، وبر الوالدين، وإعانة المظلوم والملهوف، والإحسان إلى الناس وحب الخير لهم، وعدم إيذائهم بشتى صور الإيذاء، وسلامة الصدور، وصفاء القلوب، من الغل والحقد، والخبث والمكر، والحسد والنفاق وسيئ الأخلاق، وسواها من الأعمال الصالحة الفاضلة التي ينبغي للعبد الإكثار منها، لِما يترتب عليها من عظيم الأجر، وكبير الثواب، وعلو المنزلة، ورفعة المكانة، وعظيم القرب من ربنا وخالقنا جلَّت قدرته، وتعالت أسماؤه وصفاته، فالموفَّق من وفقه ربنا جل وعلا لاستثمار مثل هذه المواسم الخيرة، والأوقات الفاضلة حق الاستثمار.



والحمد لله رب العالمين.



هذا ما تم إيراده، نسأل الله العلي القدير أن يوفقنا لعمل الخيرات والصالحات والقربات، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن ينفع بما كتب، وأن يجعله من العلم النافع والعمل الصالح، والحمد لله رب العالمين.



المصادر والمراجع:

1- جامع البيان عن تأويل آي القرآن (تفسير الطبري)، للإمام محمد بن جرير الطبري.

2- الجامع لأحكام القرآن، (تفسير القرطبي)، للإمام محمد بن أحمد بن أبي بكر شمس الدين القرطبي.

3- تفسير القرآن العظيم، (تفسير ابن كثير)، للإمام عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كثير.

4- الدر المنثور في التفسير بالمأثور، للحافظ جلال الدين السيوطي.

5- تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، الشيخ عبدالرحمن السعدي.

6- المختصر في التفسير، مركز تفسير.

7- التفسير الميسر، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.

8- صحيح البخاري، للإمام محمد بن إسماعيل البخاري.

9- صحيح مسلم، للإمام مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري.

10-مسند الإمام أحمد، أبي عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني.

11-سنن أبي داود، سليمان بن الأشعث السجستاني.

12-سنن الترمذي، للحافظ أبي عيسى محمد الترمذي.

13-السنن الكبرى، لأبي عبدالرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي.

14- سنن ابن ماجه، أبي عبدالله محمد بن ماجه القزويني.

15- الجامع الصغير من حديث البشير النذير، للإمام جلال الدين السيوطي.

16- تخريج مسند الإمام أحمد بن حنبل، للمحدث أحمد شاكر.

17- سنن البيهقي، للإمام أحمد بن الحسين أبي بكر البيهقي.

18- زوائد عبدالله بن أحمد بن حنبل في المسند، لعبدالله بن أحمد بن حنبل.

19- فتح الباري بشرح صحيح البخاري، الحافظ ابن حجر العسقلاني.

20- جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثًا من جوامع الكلم، للحافظ ابن رجب الحنبلي.

21- صحيح ابن خزيمة، لأبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة النيسابوري.

22- نيل الأوطار، الإمام محمد بن علي الشوكاني

23- العلل الواردة في الأحاديث النبوية، لأبي الحسن علي بن عمر البغدادي الدارقطني.

24- شرح مشكل الآثار، أحمد بن محمد أبو جعفر الطحاوي.

25- كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق، للإمام محمود خطاب السبكي.

26- الفتاوى الهندية، تأليف لجنة علماء برئاسة نظام الدين البلخي.

27- حاشية الدسوقي على الشرح الكبير، أحمد الدردير - محمد عرفة الدسوقي.

28- المجموع شرح المهذب، للإمام محي الدين النووي.

29- كشاف القناع عن متن الإقناع، منصور بن يونس بن صلاح الدين البهوتي الحنبلي.

30- المحلى في شرح المجلى بالحجج والآثار، للإمام علي بن حزم الأندلسي الظاهري.

31- المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، للإمام يحيى بن شرف النووي.

32- صحيح الجامع، المحدث محمد ناصر الدين الألباني.

33- صحيح الترمذي، المحدث محمد ناصر الدين الألباني.

34- مجموع فتاوى ومقالات، للشيخ عبدالعزيز بن باز.

35- الشرح الممتع، واللقاء الشهري، للشيخ محمد صالح العثيمين.

كلمات البحث

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات , مسابقات ، فعاليات ، قصص ، مدونات ، نكت , مدونات , تصميم , شيلات , شعر , قصص , حكايات , صور , خواطر , سياحه , لغات , طبيعة , مناضر, جوالات , حب , عشق , غرام , سياحه , سفر





 توقيع : حلم مستحيل

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع




Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها
ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009