من كبار الولاة وأعدلهم في عهد العباسيين، وأخيه روح بن حاتم بن قبيصة كان وليًا عادلًا جوادًا للعباسيين أيضًا.
قال عنه الذهبي في "سير أعلام النبلاء":
"يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي.
البصري، الأمير.
ولي إمرة مصر سنة أربع وأربعين ومائة، فدام سبع سنين، ثم ولي المغرب مدة للمهدي، والهادي، والرشيد، ومهد إفريقية، وذلل البربر، وكان بطلا، شجاعا، مهيبا، شديد البأس".
وكان من قواد عسكر أبي جعفر المنصور، ذو رأيٍ ومشورةٍ عنده، وولاه المنصور على مصر ثم إفريقية، وهو من أهل بيتٍ كبيرٍ اجتمع فيه خلقٌ كثيرٌ من الأعيان الفضلاء والنجباء؛ فجَدُه المهلب بن أبي صفرة وأخوه روح بن حاتم، وعم أبيه يزيد بن المهلب، ومن ولده الوزير أبو محمد الحسن بن محمد المهلبي.
وقد مدحه كثير من الشعراء؛ ومما قيل فيه لابن المولى:
وإذا الفوارس عددت أبطالها
عدوك في أبطالهم بالخنصر
وعن صفوان بن صفوان أنه قال بداهة في يزيد:
لم أدر ما الجود إلا ما سمعت به
حتى لقيت يزيدا عصمة الناس
لقيت أكرم من يمشي على قدم
مفضلا برداء الجود والباس
لو نيل بالمجد ملك كنت صاحبه
وكنت أولى به من آل عباس
وفيه يقول ربيعة بن ثابت:
لشتان ما بين اليزيدين في الندى
يزيد سليم، والأغر ابن حاتم
فهم الفتى الأزدي إتلاف ماله
وهم الفتى القيسي جمع الدراهم
ولا يحسب التمتام أني هجوته
ولكنني فضلت أهل المكارم
وفى سنة تولي يزيد بن حاتم مصر ظهرت دعوة محمد النفس الزكية وإبراهيم ابني الحسن بن علي بن أبى طالب - رضي الله عنه - وبايعهما كثيرٌ من الناس، فحصلت معارك بينهم وبين الخليفة أبي جعفر المنصور، وكان الناس بمصر قد أظهروا هياجاً لذلك، وخرج "علي بن محمد" من أحفاد "الحسن بن علي بن أبي طالب" على العباسيين سنة 145هـ في مصر، وتوارى في قرية طوخ الخيل في الصعيد غربي النيل وتُوفي بها مختبئاً، فمنع يزيدُ أهل مصر من الحج، ولم يقصد مكة أحدٌ من الشام ومصر بسبب الاضطرابات الحاصلة في تلك السنة.
فلما قُتل إبراهيم وانتهت الفتنة حج يزيد بن حاتم بأهل مصر سنة 147هـ، ولما عاد من الحج أعدَّ جيشاً لغزو الحبشة لظهور الخوارج فيها، فتوجه إليهم في حملة وتحقق النصر له عليهم، فضم له المنصور على إثرها ولاية برقة زيادةً على عمل مصر سنة 149هـ، وبذلك يكون هو أول من جمع له ولاية مصر وبرقة في خلافة المنصور.
ثم خرج في أيام يزيد القبط في بعض مصر، فجهز يزيد جيشاً كثيفاً لقتالهم، لكنهم ردوه مهزوماً، فأعفاه الخليفة من ولاية مصر سنة 152هـ.
ثم ولاه المنصور ولاية المغرب سنة 154هـ، وأرسله لمقاتلة الإباضيين الذين غلبوا على أفريقية، فشخص إلى إفريقية بعد أن أناخ في مصر برهة، وتحقق له النصر على الخوارج في طرابلس وقتل أبا حاتمٍ وأبا عادٍ الإباضيين في ثلاثين ألفاً من أشراف أصحابهم وكبرائهم، وتتبعهم بالقتل طلباً لدم ابن عمه الذي قتل على أيديهم، ثم دخل مدينة القيروان ونادى في أهلها بالأمان سنة 155هـ، وأرسل من قواده من تتبع فلول البربر وأوقع بهم، وظل كذلك حتى ركدت ريح الخوارج من البربر وافترق جمعهم.
وقد أمن في حكمه العباد وصلحت به البلاد إذ مهد طرقها، ورتب أسواقها، وأفرد لكل صناعة مكاناً، وجدد بناء جامعها، وضبط الأمور فيها أحسن ضبط، ولازال بها مقيماً في خلافة أبي جعفر وخلافة المهدي إلى أيام الرشيد حتى وافته المنية فيها بعد أن استخلف ابنه داود عليها، لكن الرشيد عزل داودَ بعد اضطراب الأمور في القيروان لسوء إدارته، وأوكل الأمر إلى روح بن حاتم المهلبي.
قيل: كان عادلًا، يحسن حكم الرعية، فأحبه الناس.
وقال فيه ربيعة بن ثابت الرقى لمّا عُزل عن إمرة مصر:
بكى أهل مصر بالدموع السواجم
غداة غدا عنها الأغر ابن حاتم
ويُذكر أن أشعب قدم على يزيد بن حاتم مصر، فجلس في مجلسه من الناس، فدعا يزيدُ أحد غلمانه وأسَرَّ له بشيء، فقام أشعب فقبَّل يد يزيد فقال له: ولمَ فعلت هذا؟ قال أشعب: رأيتك أسررت إلى غلامك بشيء! فعلمت أنك قد أمرت لي بِصِلَة. فضحك منه وقال: ما فعلتُ، ولكني أفعل. وأمر له بالعطاء.
وقد مات يزيد بن حاتم: بالمغرب، في رمضان، سنة سبعين ومائة، واستخلف ولده داود على المغرب.
رد: أعلام توفوا في شهر الصيام يزيد بن حاتم بن قبيصة
ألف شكر لك على هذا الطرح المميز
تسلم الانامل على الذوق الرفيع
و الابداع والتميز يعطيك الف عافية
ولا تحرميناا من ابداعاتك وتميزك المتواصل
فنحن بانتظار جديدك الرائع والجميــــــل
كوجودك المتواصل والجميل معنا
دمت ودام لنا تميزك
لروحك أكاليل الورد
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف