- الضَّاد: (بنبرة كلها أسى وحزن) سلام عليك أيها الأخ العزيز،
أنتَ محظوظ أيها الظاء، الكل يحبك ويصر على وجودك في
كل لفظ، أما أنا فأبناء العروبة نسوني، وتكاد لغة الضاد في
كتاباتهم تخلو من الضَّاد، فإلى متى سيضنُّون بحبهم لي؟
متى سأحظى باهتمامهم؟ وإذا تذكروني جعلوني في غير
موضعي في ألفاظ ليست لي..
- الظاء: (وبفخر) وعليك السلام ورحمة الله، لقد تفاخرت عليَّ
سنوات طويلة بأنك الأعزّ والأقوى، وبأن لغة القرآن سمِّيت بك،
فأنت حرف أسطوري لا نظير لك في لغات العالم، كما أنَّ مخرجك
عزيز، قلة قليلة من يجيدون نطقك نطقًا سليمًا.. وظلْتَ تتباهى
عليَ ثم تهزأ بي وبمخرجي السهل وتمكُّن الكثيرين من نطقي
بسلاسة ويسر، وها أنت الآن تجني ما زرعت..
- الضاد: نعم، أنا حرف مميز..فالضاد حرف من الحروف المجهورة،
وهي تسعة عشر حرفاً، والجيم والشين والضاد في حيز واحد،
وهذه الحروف الثلاثة هي الحروف الشَّجْريّة. خذ مثالا: ضأضأ:
الضِّئْضِئُ والضُّؤْضُؤُ: الأَصل والـمَعْدِنُ. وفي الحديث: "أَن رجلاً أَتَى
النبيَّ ï·؛، وهو يَقْسِمُ الغنائم، فقال له: اعْدِلْ فإِنك لم تَعْدِلْ
. فقال ï·؛: يخرج من ضِئْضِئي هذا قوم يَقْرَؤُون القرآن لا يُجاوِزُ
تَراقِيَهُمْ، يَمْرُقون من الدِّين كما يَمْرُق السَّهمُ من الرَّمِيَّةِ".
وحرف الضاد هو الحرف الخامس عشر من الحروف الهجائية في
اللغة العربية، كما يجمع خبراء الصوتيات أن اللغة العربية تمتاز
بهذا الصوت دون غيرها من اللغات حيث لا يوجد في أي نظام
صوتي لغوي رسمي صوت مماثل لصوت حرف الضاد أثناء نطقه
بشكل صحيح لذلك تسمى اللغة العربية بلغة الضاد..
لاحظ أيها الظاء هذه الكلمات التي ازدانت بالضاد: الضاحي:
الظاهر والبادي للعيان كالضحى. ضرام: اتقاد واشتعال ضرغام:
الأسد الضاري الشديد. ضيف: من ينزل عند غيره فيكون
مستحقا للتكريم و الإعزاز. ضياء: نور وإشراق.
- الظاء: لا تفتخر عليَّ يا رفيقي، فقد روى الليث أَن الخليل قال:
الظاء حرف عربي خُصَّ به لسان العرب لا يشركهم فيه أَحد من
سائر الأُمم، والظاء من الحروف المجهورة، والظاء والذال والثاء
في حيِّز واحد، وهي الحروف اللِّثَويَّة، لأَن مبدأَها من اللِّثة،
والظاء حرف هجاء يكون أَصلاً لا بدلاً ولا زائداً، قال ابن جني:
ولا يوجد في كلام النبَط، فإِذا وقعت فيه قلبوها طاء.. انظر
و تأمل في بعض كلماتي الجميلة: الظَّمَأُّ: العَطَشُ وهو أَخَفُّه
وأَيْسَرُه. وقال الزجاج: هو أَشدُّه. وفي التنزيل: "لا يُصِيبُهم
ظَمَأٌ ولا نَصَبٌ". ظافر: من الظفر بمعنى الفوز. ظاهر: في
الظهور على العدو غلبة وانتصار، وفي الظهور وضوح وعلو..
ولكني غيرة على لغتي لا أحب الخلط بين الضاد والظاء،
وعليكم أحبتي التمييز بينهما نطقا وكتابة فكلانا له خصائصه
و ألفاظه..
وعذرا رفيقي الضاد، لقد قسوت عليك قليلا، وذلك بسبب ما
أراه من تعدٍّ فاضح عليك وعليَّ في كتابات الكثير..
فـ يضنُّ بماله صارت: يظن، ومضرب المثل صارت: مظرب والنظافة
من الإيمان صارت: النضافة وقاعدة الضرب صارت: الظرب والظهر
أصبحت الضهر.. كفى أيها العرب فلتتقنوا لغتكم نطقا وكتابة
حتى يتقنها غيركم..
- الضاد: (بلهجة المعلم المحبّ الغيور) مما لا شك فيه أن حرف
الضاد هو من أصعب حروف اللغة من حيث الأداء، وهذا ما أجمع
عليه وأقر به أهل الأداء المتقنين من المتأخرين والمتقدمين على
حد سواء، غير أن الأمر وإن كان صعباً فهو ممكن. فتعالوا ننطق
الضاد بأيسر الطرق (فالنطق السليم يعني كتابة سليمة)
*- أن تركز جيدا: فأنت تتكلم بعقلك لا بلسانك فقط، أي يجب أن
تعطي أنت الإشارة لأعضاء حرف الضاد للعمل كما تريد أنت، لا
أن تتركها تعمل من تلقاء نفسها. *-ألصق إحدى حافتي اللسان
(أوالحافتين) بما يحاذيها من الأضراس العليا.
*- دع حافة اللسان تلتصق بالأضراس التصاقا تدركه بإحساسك
مع ترك اللسان رخوًا دون تصلب ليمتد امتدادا طبيعيا ويأخذ
صفة "الاستطالة".
*- يجب أن تدرك كل مرحلة مما سبق بعقلك من ناحية "توجيه
الأعضاء المتحركة وهي اللسان" ثم "التركيز على تسجيل
الشعور والإحساس المادي الناتج عن إلصاق حافة اللسان
بالأضراس العليا". يقول الإمام الجزري رحمه الله في المقدمة:
والضاد من حافته إذ وليا *** الأضراس من أيسر أو يمناها
و هكذا نكون قد وضعنا الحل و الباقي عليكم أيها الأعزاء..
رجاء.. الضاد ضاد و الظاء ظاء.. و لا تضنوا بجهودكم لرفعة
الضاد.. و تظاهروا لإنصاف الظاء..
يا ضاد مالَكَ و النَّظرْ *** يا ظاء دعْك من الضَّررْ
الضاد تقبع في مُضَرْ ** و الظاء ليست في الحضَرْ
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف