الحمد لله الذي يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون، ﴿ وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ ﴾ [الأنبياء: 19، 20]. أحمده حمداً يليق بكريم وجهه وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه، أرسله ربه ﴿ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾ [التوبة: 33]، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيراً.
أما بعد: عباد الله اتقوا الله حق التقوى، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].
أيها المؤمنون: إن للعبادة في حياة المسلم أثراً عظيماً، تأملوا معي أيها المسلمون - الصلاة والتي هي عمود الإسلام أول ما يحاسب به العبد بصلاحها يصلح سائر العمل وبفسادها يفسد سائر العمل.
ذكر الله تعالى أثرها في حياة المسلم قال تعالى: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ﴾ [العنكبوت: 45].
يقول ابن كثير في تفسيره يَعْنِي: أَنَّ الصَّلَاةَ تَشْتَمِلُ عَلَى شَيْئَيْنِ: عَلَى تَرْكِ الْفَوَاحِشِ وَالْمُنْكَرَاتِ، أَيْ: إِنَّ مُوَاظَبَتَهَا تَحْمِلُ عَلَى تَرْكِ ذَلِكَ.
إن إقامة الصلاة وتأديتها على الوجه المطلوب هو أنفع علاج للبعد عن الفواحش والمنكرات..
وليكن المسلم على صلة بربه جل وعلا، ومع نهاية المناسك قال تعالى: ﴿ فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ﴾ [البقرة: 200].
ذكر الله له أثر على القلب وطهارته وتزكيته.
وهكذا سائر العبادات والطاعات من تلاوة للقرآن وذكر للرحمن وبر للوالدين وصلة الأرحام والقيام بكل أنواع البر والإحسان.
عباد الله: لا بد من إتقان العبادات ولا بد من الإخلاص فيها ومتابعة النبي صلى الله عليه وسلم، فأول من يجني ثمارها أنت ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97].
أقول ما تسمعون واستغفر الله العظيم.
♦ ♦ ♦
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
إن من أثار العبادة ونحن بحاجة لها في هذه الحياة انشراح الصدر وراحة البال وسعة الرزق والسلامة من الشرور والآفات، وهذا كله يتحقق من خلال هذه العبادات بإذن الله تعالى.
قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾ [الأحزاب: 70]، وهذه عبادة ثم ذكر الأثر المترتب على ذلك، فقال تعالى: ﴿ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 71]، فصلاح الأعمال في الدنيا، ومغفرة الذنوب في الآخرة، من الآثار المترتبة على العبادة، وكما قال تعالى: ﴿ سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى ﴾ [الأعلى: 10] فإن خشية الله تعالى، توجب للعبد الانكفاف عن المعاصي والسعي في الخيرات.
فحري بالمسلم أن يحرص على العبادات وأن يعمل على إتقانها كما شرع الله تبارك وتعالى وبين رسوله صلى الله عليه وسلم، وفي القصة التالية عبرة من أجل إتقان العبادات والعناية بها:
((كان هناك رجلٌ بناء يعمل في إحدى الشركات لسنوات طويلة، بلغ به العمر أن يقدم طلب استقالة ليتفرغ، فقال له رئيسه سوف أقبل استقالتك بشرط أن تبني منزلا أخيرا، فقبل الرجل البناء العرض على مضض، وأسرع في تخليص المنزل دون (تركيز أو إتقان).
وسلم المفاتيح لرئيسه، ابتسم رئيسه وقال له هذا المنزل لك هدية من الشركة بنهاية خدمتك، فصدم الرجل وندم بشدة على أنه لم يتقن بناء منزل العمر.
هكذا عباد الله هي العبادة فهي في النهاية لك لا بد من إتقانها والحرص عليها والمداومة فالله غني عنا ونحن الفقراء إليه.
عباد الله صلوا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال جل ما قائل ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف