ولأنَّ المُستعمِلَ للمواقِعِ يظهَرُ عِبرَ حِسابٍ رَقميٍّ افتراضيٍّ
وغيرِ حقيقيٍّ إذ تختفي شخصيّتُهُ الواقعيةُ خلفَ شاشةِ
الكمبيوترِ أو الموبايل أو التاب مما أتاحَ حُريّةً مُطلَقةً لإظهارِ
الكامِنِ مِن سجاياهُ؛ فمِنهُم المؤدّبُ والمُحتَرَمُ في أُسلوبِهِ،
ومنهُم الوَقِحُ والمُتهَتِّكُ في نشرهِ وتعليقاتِهِ.. ولا يَخفى
بأنَّ الأمرَ إذا لم يكُنْ مَبنِيّاً على ضوابطَ ومُحدّداتٍ سينتهي
الى الفوضى..
إذ لا يجوزُ نشرُ الأخبارِ المكذوبَةِ، ويجِبُ التأكُّدُ قبلَ النَّشرِ
مِن صِحّةِ النَّصِّ وسَلامةِ مصدَرِهِ.
ثانياً: ضابِطٌ أخلاقيٌّ سُلوكيٌّ : يجِبُ اعتمادُ التأنّي وضبطِ
الأعصابِ تُجاهَ مَن يُخالِفُكَ الرأيَ والمُعتقَدَ ويتقاطعُ معكَ
في القناعاتِ، وتجنّبْ سُرعةَ الرَّدِّ بالتعليقِ على منشوراتِ
الآخرينَ، فإنَّ تَعَجُّلَ الردودِ قَد يجعَلُكَ تندمُ وخصوصاً في
الجَدَلِ على الأمورِ الخِلافيّةِ كالعَقيدَةِ والسياسَةِ.
ثالثاً: تجنّبِ الاندفاعَ في دَعمِ وترويجِ الأخبارِ والحوادثَ مِنْ
دونِ التثبُّتِ والتأكُّدِ منها: إذْ رُبّما تؤدّي إلى خَلَلٍ أمنيٍّ أو
فُوضى أو طَعنٍ أو نَيلٍ مِن عقيدةٍ أو رَمزٍ مُحترمٍ عندَ طائفةٍ
وفِئةٍ أو زَعزعةِ الأمنِ أو إثارةِ الشُّكوكِ ممّا يُوقِعُ في
العداواتِ والبغضاءِ، فيجِبُ التوقّفُ فوراً عن نشرِها، جاءَ
في الحديثِ: «كفى بالمرءِ إثمًا أنْ يُحَدِّثَ بكُلِّ ما سَمِعَ».
سادساً: التَزِمْ باستراتيجيةِ التوقيتِ والبرمجةِ وفوريّةِ المغادَرَةِ،
فلا تشغَلْ كُلَّ وقتِكَ وتستهلِكُهُ في التَّصَفُّحِ العشوائيِّ
ومُتابَعَةِ المقاطِعِ التافِهَةِ والصُّورِ المُبتذلةِ،
بَلْ حَدِّدْ لكَ فتراتٍ زمنيّةً مُعيّنةً لأهدافٍ نافِعَةٍ، وإذا وقعَ خِلافٌ
معَ شَخصٍ ما وتَطَوَّرَ الى شجارٍ وجَدَلٍ عَقيمٍ فبادِرْ الى المغادرَةِ
فوراً مِنْ حِسابِكَ أو الموقِعِ حتى لا يتحوّلَ الأمرُ الى أزمَةٍ
ومُشكِلَةٍ قد تجعَلُكَ في وَرطَةٍ كبيرةٍ وخصوصاً إنَّ البعضَ يوثِّقُ
ما تدوِّنُهُ بميزةِ التصويرِ المُباشِرِ (لقطةِ شاشةٍ) لردودِكَ ونَشرِكَ..
سابعاً: ضابِطُ المصداقيّةِ والصِّدقِ: فإذا كُنتَ ممّنْ يعملونَ على
إدارةِ صَفحاتٍ (بيجاتٍ) لترويجِ مُنتجاتٍ مُعيّنَةٍ كالأدويةِ والعقاقيرِ
وموادِ التجميلِ والعُطورِ أو بيعِ الطعامِ الدلفيري وغيرهِ فعليكَ
أنْ تلتَزِمَ بالصدقِ والمِصداقيّةِ وأنْ يكونَ المنتجُ المعروضُ في
الصِّوِرِ هو نفسُهُ الذي تبعَثُه الى المُشتري، وأنْ تجعلَ ضميرَكَ
هُوَ الرَّقيبُ وتخشى اللهَ في غِشِّ الزَّبونِ اوِ الاحتيالِ عليهِ،
فإضافَةً الى الإثمِ الذي ستُحاسَبُ عليهِ يومَ القِيامَةِ فإنَّ القانونَ
سيُلاحِقُكَ وسُمعَتُكَ ستكونُ سيئةً مما يوقِعُكَ في الخَسارَةِ،
وتُصابُ بالخَيبَةِ والإحباطِ.
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف