يقول: ذهبتُ مع أبي قبل خمسين سنة الى الحج
بصحبة قافلةٍ من الجمال، وعندما تجاوزنا منطقةً
يُقال لها "عفيف"،
قال لي أبي: أنزلني من البعير يا ولدي لأقضي
حاجتي، فأنزلته من البعير وذهب ليقضي حاجته،
وقال لي أبي: اذهب أنت مع القافلة، وسوف ألحق
بكم.
أكملتُ مع القافلة، وبعد فترة وجيزة، نظرتُ خلفي،
وجدت نفسي والقافلة قد ابتعدنا كثيرا عن مكان
أبي،
فرجعت جارياً على قدمي، ورأيت أبي يمشي بخطاه
الثقيلة نحونا، فهرعت إليه وحملته على كتفي ثم
أنطلقنا رجوعاً الى القافلة.
وأنا أمشي أحسست برطوبة نزلت على وجهي
وإلا بدموع أبي تنهمر على خدّيه، وراح يبكي ،
فقلت له: يا أبي، يا أبي، والله أنك عندي خفيف
ولا أحس بالتعب، وهذا كالعسل على القلب،
واني لمرتاح.
فقال الأب: ليس لهذا بكيتُ يا ولدي، ولكن بكيتُ
لانني في هذا المكان حملتُ "أبي"، جدّك، على
كتفي قبل ثلاثين سنة عندما أراد أن يحج،
وانت الآن تحملني على كتفيك تماماً كما فعلتْ.
ان فقدتَ مكان بذورك يوماً ما، سيخبرك الغيث
أين زرعتها.
من بدأ بالعطية من غير طلب وأكمل المعروف
من غير أمتنان، فقد أكمل الأحسان.
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف