رأيتها وهي تخفي دموعها في عينيها .. كئيبة .. حزينة .. رأيتها هذه المرة كأنها تكتب قصة حزينة على ضوء شمعة. يبدو أنها قد تعبت حقاً. سألتها: ما بالك يا صغيرتي يا ابنة أخي!! أرى عليك علامات الحزن والكآبة ما الخبر يا بنيتي؟.
وما هي إلا عدة ثوان حتى صرخت .. لا أحبها .. أكرهها .. ( ما ودي أشوفها ).. حاولت أن أهدي من روعها ومعرفة ما بها .. فهي ذات العشر سنوات .. لا زالت صغيرة على مشاكل الحياة .. ( من هي اللي ودك ما تشوفينها يا بنتي؟ ).. تنهدت تنهيدة طويلة! .. ( مرة أبوي يا عمي ) ( ورتني نجوم الضحى ) ( بهذلتني يا عمي ) ( كل يوم تطقني وابوي ساكت) .. ( أبوي ما يقدر يقول لها أي شيء ).. وأنا اليوم يا عمي سوف أبقى عندكم.
إنها مسكينة.. توفت أمها منذ سنة .. وقد تزوج ( والدها ) بهذه المرأة التي عرفتم قصتها في البداية مع هذه البنية الصغيرة .. أين الرحمة! .. أين القلوب النيرة! .. أين مخافة الله في قلوب البشر! .. صحيح أهل القلوب القاسية لا يعرفون الرحمة وليس للعاطفة في صدورهم مكان! إنهم كالحجارة الصماء .. جفاف في المشاعر والأحاسيس الإنسانية.. نحن في زمن فقدنا فيه الإحساس بمحبة الصغار .. بلغ بنا الجهل والكبر وقلة الرأي مع الأطفال!! كان أنس رضي الله عنه إذا مر بصبيان سلم عليهم، وقال:( كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله ) متفق عليه.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت:( كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤتى بالصبيان فيدعو لهم فأتي بصبي فبال على ثوبه فدعا بماء فأتبعه إياه ولم يغسله) رواه البخاري. وعن أنس رضي الله عنه قال:( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلاعب زينب بنت أم سلمة، وهو يقول: يا زوينب، يا زوينب، مراراً .. ) صحيح الجامع. وعن محمود بن الربيع رضي الله عنه قال:( عقلت من رسول الله صلى الله عليه وسلم مجةً مجها في وجهي من دلو، من بئر كانت في دارنا، وأنا ابن خمس سنين ) رواه البخاري ومسلم.
عشنا واقع هذه البنية الصغيرة ومعاملة زوجة أبيها .. ونعلم أن بيوتنا تزهر بالصغار والأطفال الذين يحتاجون إلى حنان الأبوة وعاطفة الأمومة وإدخال السرور على قلوبهم الصغيرة .
أخيراً ودي أقول :اتقي الله يا من لك من النصيب في مثل حالة هذه الصغيرة .. والحمد لله أن هذه الحالة نادرة إن شاء الله في مجتمعنا .. دعواتكم بأن يفتح الله لمن هم على شاكلة هذه المسكينة والنصح لزوجة أبيها.
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف