تزوجت بدور ابن عمها وهي لم تتم عامها السابع عشر بعد، وانتقلت لتعيش في كنف اهل زوجها. كانت والدة زوجها صارمة وقاسية القلب تعشق اولادها عشقا غير طبيعي، لكنها تقبلت وجود بدور في حياة ابنها على مضض، فهي مصابة بمرض السرطان القاتل وفي مرحلة متأخرة، وكان املها أن تسعد بأحفادها قبل ان تغادر الدنيا.
لكن للأسف مر شهر واثنان وثلاثة وخمسة، ولم تعلن بدور عن انها حامل، فدب القلق في قلب الأم المريضة التي كاد الانتظار يدفعها الى الجنون، فهي تنتظر الموت بين لحظة وأخرى. وقرر زوج بدور اصطحابها الى طبيبة النساء للاطمئنان عليها، فأجرت التحاليل والفحوصات، وبينت النتائج انها لا تعاني من أي مشكلة تعيقها عن الحمل. وعلى استحياء طلبت بدور من زوجها ان يجري هو الآخر التحاليل والفحوصات للاطمئنان عليه.
في البداية رفض الزوج واعتبر هذا الطلب جرحا لكرامته ورجولته، لكنه بعد أن تذكر رغبة والدته الملحة لحفيد يسعدها قبل ان ترحل عن الدنيا، توكل على الله وتوجه الى الطبيب المختص الذي أبلغه بعد اجراء التحاليل والفحوصات بأن لديه مشكلة معقدة تحتاج الى علاج من ستة اشهر الى سنة.
صارح زوجته بدور بالحقيقة طالبا منها ان تساعده في ايجاد حل لهذه المشكلة. وبعد تفكير عدة ايام اهتدت الى فكرة شيطانية شرحتها لزوجها المسكين بان يبلغ والدته المريضة اولا بأن بدور حامل، لتهدأ قليلا وتتشبث بالأمل في الحياة لرؤية حفيدها، بعدها تبحث بدور عن سيدة مسكينة او عائلة فقيرة أو حتى فتاة في ورطة ممن يخطئن وتود احداهن ان تتخلص من حملها السفاح بعيدا عن العيون.
بالفعل عثرت بدور على خادمة احدى صديقاتها اخطأت مع السائق، وهددتها صديقتها بإحالتها الى الجهات المختصة لتنال عقابها مع صديقها السائق. لكن بدور اتفقت مع صديقتها على ان تأخذ الخادمة بعيدا عن العيون الى حين وضعها الطفل لتدعي بعدها بأنه طفلها. فشاركتها صديقتها الخطة بعد ان شرحت لها بدور اسباب اقدامها على تلك الخطوة الخطرة. وحرصت بدور بعد ذلك على ان ترتدي ما يظهر حملها، وأم الزوج المسكينة تنتظر الحفيد على احر من الجمر.
وضعت الخادمة الآسيوية الطفل، وعلى الفور ادعت بدور بأنها ستسافر مع زوجها الى بلد خليجي لزيارة شقيقتها لأمر مهم. وبعد وصولها بأيام هاتفت أم زوجها وأهلها وأبلغتهم بأنها وضعت طفلها لدى شقيقتها. وبعد شهر عادت الى أرض الوطن تحمل طفل الخادمة بين احضانها لتضعه بين يدي والدة زوجها. ولاحظت الجدة الذكية ان ملامح الطفل اسيوية، وأصرت على معرفة الحقيقة، فاعترف لها ابنها بما فعلته بدور من اجله واجلها، فكان اعترافه فرصة ذهبية للتخلص من بدور. أبلغت الأم عما فعلته بدور فتم القبض عليها وعلى الخادمة بعد ان ارشدت عنها. الخادمة وجهت اليها المحكمة تهمة الزنى والحمل السفاح، اما بدور فقد وجهت إليها المحكمة تهمة التزوير في محررات رسمية بعد ان أحضرت بلاغ ولادة من البلد الخليجي التي كانت في زيارته وبالطبع كان مزورا.
واصدرت المحكمة حكما بالسجن على الخادمة وشريكها السائق ثلاثة اعوام مع الشغل والنفاذ والإبعاد، وعلى بدور بالسجن ثلاث سنوات وستة اشهر مع الشغل والنفاذ....
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف
الحفيد
العرض الشجري