بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتى وأخواتى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حديثى إليكم اليوم عن ( النزاهه )
ترى ماذا تعنى لك النزاهه .. أهى الملبس الأنيق وبعثرة المال على مايستحق وما لا يستحق .. بالطبع لا.. ليست هذه نزاهه...
النزاهه أخوتى وأخواتى نوعان هما .. 1- النزاهه عن المطامع الدنيه ... 2- النزاهه من مواقف الريبه... وسوف أتناولهما فى إيجاز..
أولا النزاهه عن المطامع الدنيه
الطمع ذل والدناءة لؤم وهما يدفعان الإنسان بعيدا عن المروءة وقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يقول فى دعائه : اللهم إنى أعوذ بك من طمع يهدى إلى طبع.. وقال بعض الشعراء ..
لا تخضعن لمخلوق على طمع.... فإن ذلك نقص فى الدين
وأسترزق الله مما فى خزائنه ..... فإنما هو بين الكاف والنون
والباعث على الطمع فى ما فى يد غيره .. شيئان هما الشره وقلة الأنفه.... فلا يقنع بما رزقه الله وإن كان كثيرا لأجل شرهه .. ولا يستنكف عن مامنع وإن كان حقيرا وذلك لقلة أنفته... وهذه حال من لا يرضى لنفسه قدرا... ويرى المال أعظم خطرا.. فيرى بذل أهون الأمرين لأجلهما مغنما ..
وروى أن رجلا قال يارسول الله أوصنى : قال : عليك باليأس مما فى أيدى الناس ، وإياك والطمع فإنه فقر حاضر، وإذا صليت صلاة فصلى صلاة مودع، وإياك وما يعتذر منه .
وقال بعض الشعراء
ومن كانت الدنيا مناه وهمه .... سبته المنى وأستعبدته المطامع
وحسم هذه المطامع يأتى بشيئان .. هما اليأس والقناعه .. أن تيأس مما فى أيدى غيرك وتقنع بما كتبه الله لك.. فالرزق لا يأتى بالمعاصى إنما يأتى بالطاعه.
أما مواقف الريبه .. فهى التردد بين مواقف الحمد والذم والوقوف بين حالتى السلامه والسقم .. فتتوجه إليه لائمة المتوهمين.. ويناله ذلة المريبين .. وكفى بصاحبها موقفا .. فإن صح أفتضح وإن لم يصح أمتهن.. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ).
وسئل محمد بن على عن المروءة فقال ( أن لا تعمل فى السر عملا تستحى منه فى العلانيه )
وقال حسان بن أبى سنان ( ما وجدت شيئا هو أهون من الورع . قيل كيف . قال : إذا أرتبت بشىء تركته .
أكتفى بهذا القدر أعزائى.. وإلى أن نلتقى حفظكم الله ورعاكم وعلى طريق الحق ثبت خطاكم
أخيكم روح وريحان
المصدر.. كتاب أدب الدنيا والدين للماوردى
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف