عناصر الموضوع
1- معنى الجحود و الفرق بينه وبين التكذيب .
2- أسباب جحود نعم الله .
3- من نواقض الإيمان: كفر الجحود والتكذيب .
4- الكفر مداره على أمرين : الجحود ، والاستكبار .
5- ما أقبح المرأة التي تجحد فضل زوجها وكرمه .
6- الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف .
7- نعم الله الكثيرة تستوجب الشكر .
8- الجحود والنكران لنعم الله وعدم شكرها يعرضها للزوال وانقلاب الأحوال كما حدث لقوم سبأ .
9- الجحود والمماطلة في رد الدين أكل أموال الناس بالباطل .
التعريف
الجحود لغة:
الجحود والجحد مصدر قولهم: جحد يجحد جحدا وجحودا وهو مأخوذ من مادّة (ج ح د) الّتي تدلّ على قلّة الخير. يقال: عام جحد: قليل المطر، والجحد من كلّ شيء، القلّة.
وقال الشّيبانيّ: أجحد الرّجل وجحد إذا أنفض وذهب ماله ... ومن هذا الباب الجحود، ولا يكون إلّا مع علم الجاحد به أنّه صحيح. قال اللّه تعالى: (وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ) [النمل: 14] وما جاء جاحد بخير قطّ [المقاييس (1/ 426) ] .
ويقول الجوهريّ: الجحود: الإنكار مع العلم. يقال: جحده حقّه وبحقّه، والجحد أيضا: قلّة الخير، وكذلك الجحد بالضّمّ ... والجحد بالتّحريك مثله. يقال: نكدا له وجحدا. وجحد الرّجل- بالكسر- جحدا، فهو جحد إذا كان ضيّقا قليل الخير، وأجحد مثله [الصحاح (2/ 452) ] .
وقال الرّاغب: يقال: رجل جحد شحيح، قليل الخير، يظهر الفقر ... وأجحد: صار ذا جحد [المفردات (88) ] .
والجحد والجحد: الضّيق في المعيشة، يقال: جحد عيشهم جحدا، إذا ضاق واشتدّ [اللسان (1/ 547) ] .
وجحد فلانا: صادفه بخيلا، قليل الخير ..وجحد: نكد. وفرس جحد- ككتف- غليظ قصير، وجمعه جحاد [التاج (4/ 376، 377) ] .
الجحود اصطلاحا:
قال الجرجانيّ: هو عبارة عن الإخبار عن ترك الفعل في الماضي [التعريفات (77) ] .
يقول الرّاغب: الجحود: نفي ما في القلب إثباته، وإثبات ما في القلب نفيه [المفردات (88) ] .
وقال المناويّ: الجحد إنكار ما سبق له وجود، وهو خلاف النّفي [التوقيف (121) ] .
أحاديث
1- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من تعلّم الرّمي ثمّ نسيه فهي نعمة جحدها» [ذكره المنذري في الترغيب والترهيب (2/ 282). وقال: رواه البزار والطبراني في الصغير والأوسط بإسناد حسن، وقال الألباني صحيح لغيره صحيح الترغيب والترهيب رقم(1294) ] .
2- عن أبي سعيد الخدريّ- رضي اللّه عنه- قال: خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في أضحى أو فطر إلى المصلّى، ثمّ انصرف فوعظ النّاس، وأمرهم بالصّدقة فقال: «أيّها النّاس، تصدّقوا، فمرّ على النّساء فقال:«يا معشر النّساء، تصدّقن، فإنّي رأيتكنّ أكثر أهل النّار». فقلن: وبم ذلك يا رسول اللّه؟. قال:«تكثرن اللّعن، وتكفرن العشير ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للبّ الرّجل الحازم من إحداكنّ يا معشر النّساء» ثمّ انصرف فلمّا صار إلى منزله جاءت زينب امرأة ابن مسعود تستأذن عليه.فقيل: يا رسول اللّه، هذه زينب. فقال: «أيّ الزّيانب؟» فقيل: امرأة ابن مسعود. قال: «نعم.ائذنوا لها» فأذن لها. قالت: يا نبيّ اللّه، إنّك أمرت اليوم بالصّدقة، وكان عندي حليّ لي فأردت أن أتصدّق بها فزعم ابن مسعود أنّه وولده أحقّ من تصدّقت به عليهم. فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «صدق ابن مسعود. زوجك وولدك أحقّ من تصدّقت به عليهم» [رواه البخاري- الفتح 3 (1462) واللفظ له، ومسلم (1000) مثله لكن من حديث زينب امرأة ابن مسعود] .
3- عن النّعمان بن بشير- رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر النّاس لم يشكر اللّه، والتّحدّث بنعمة اللّه شكر، وتركها كفر، والجماعة رحمة، والفرقة عذاب» [رواه أحمد (4/ 278)، وذكره الألباني في الصحيحة برقم (667)، (2/ 276)، وعزاه أيضا للقضاعي (3/ 1) ] .
آثار
1- قال ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- في تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) [العاديات: 6]: أي كفور.وكذا قاله جماعة، وقال أبو أمامة الباهليّ- رضي اللّه عنه-: الكنود: الّذي يأكل وحده، ويضرب عبده، ويمنع رفده.وقال الحسن البصريّ- رحمه اللّه تعالى-: الكنود هو الّذي يعدّ المصائب وينسى نعم اللّه عليه.[تفسير ابن كثير (4/ 542) ] .
2- قال كعب الأحبار- رحمه اللّه تعالى-: ما أنعم اللّه على عبد من نعمة في الدّنيا فشكرها للّه وتواضع بها للّه إلّا أعطاه نفعها في الدّنيا، ورفع له بها درجة في الآخرة، وما أنعم اللّه على عبد نعمة في الدّنيا فلم يشكرها للّه، ولم يتواضع بها إلّا منعه اللّه نفعها في الدّنيا، وفتح له طبقات من النّار يعذّبه إن شاء أو يتجاوز عنه.[عدة الصابرين (145) ] .
3- كتب ابن السّمّاك إلى محمّد بن الحسن رحمهما اللّه تعالى- حين ولي القضاء بالرّقّة: أمّا بعد، فلتكن التّقوى من بالك على كلّ حال، وخف اللّه من كلّ نعمة أنعم بها عليك من قلّة الشّكر عليها مع المعصية بها ، وأمّا التّبعة فيها فقلّة الشّكر عليها، فعفا اللّه عنك كلّ ما ضيّعت من شكر، أو ركبت من ذنب، أو قصّرت من حقّ.[ عدة الصابرين (130) ] .
أشعار
أشعار:
1- يقول علي العيسي
المرء إن لبس الحياة بساطـــةً *** ونزاهةً لم يَعْتَرضْهُ المَحْــــرَجُ
من سار في بُطءٍ تعثّر سيـــرُه *** ولقد يجاوز حدّه من يدلجُ
كم من بطيء أو سريع حاصـد *** عنتاً ، وكان يظنها لا تُفـــْرَجُ
فإذا استقر مع التوسط سَـــيْرُه *** فوق التباطؤ، دون ركضٍ يَفْلَجُ
فبذا يحقق ما الذي يســعى لـه *** بين الرقاد ، وبين طيشٍ يُزْعجُ
من أتقن النهج القويم مع التــــقى*** خلف النبي فخصمه لا يُبهَجُ
من يسبق الأحداث تكبو خــيله *** ومن استقر مع الجليد يُثَلّجُ
إن الجمود أو الجحود تخـفٌ *** أو رقدة لم ينتظرها المُســـرجُ
[مجلة البيان 92/66]
2- قال ابن المبارك- رحمه اللّه تعالى-:
يد المعروف غنم حيث كانت *** تحمّلها شكور أو كفور
ففي شكر الشّكور لها جزاء *** وعند اللّه ما كفر الكفور
دراسات
أرقام مخيفة:
نظراً للزيادة المستمرة في أعداد قضايا الحجر أعد المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية دراسة، أكد فيها أن عدد قضايا الحجر في تزايد مستمر؛ مما يؤكد أن الخلل مازال قائماً بل وفي تزايد، وفي مدينة القاهرة وحدها شهدت محاكمها خلال عام 2003 أكثر من 2000 قضية حجر، زادت في عام 2004 لتصل إلى 2900قضية، وفي عام 2005 وصل العدد إلى 3289، وهذا مؤشر خطير، وخاصة إذا عرفنا أن غالبية هذه القضايا ثبت أنها كيدية، وقام الأبناء برفعها على الآباء والأمهات طمعاً في ثرواتهم، أو الكيد لبقية الورثة، حيث تسبق قضية الحجر محاولات مستميتة لإجبار الأب أو الأم على التنازل برضاه إلا أنه يرفض ذلك، لأنه مازال بكامل قواه العقلية، أو يقومون بتحريضه لكتابة الميراث لمجموعة من الورثة وحرمان الباقي، وعندما يرفض هذه المؤامرات، فإن مصيره الوحيد والحتمي من وجهة نظر هؤلاء البنات والأبناء العاقين هو الحجر، الذي وصل لدرجة من القسوة أن الأبناء رفضوا استلام جثة أمهم بعد وفاتها، وقد كانت ثرية وفرضوا الحجر عليها، وأودعوها داراً للمسنين المجانية الحكومية، ولم يزوروها لسنوات، وعندما أبلغتهم دار المسنين بوفاتها ردوا جميعاً:"أدفنوها في مقابر الصدقة؛ لأننا ليس لدينا وقت للحضور وأخذ الجثة وإقامة عزاء. وتؤكد الإحصائيات الرسمية أن أكثر من 93% من قضايا الحجر كيدية تصدى فيها القضاء لمؤامرات الأبناء، وأنصف الآباء إلا أن محاولات الأبناء لرفع دعاوى جديدة والتشكيك في الحكم الصادر لصالح آبائهم وأمهاتهم يتطلب وقفة للتصدي لهذه المؤامرات الشيطانية التي يتفنن فيها شياطين الأنس أكثر من شياطين الجن.
متفرقات
1- قال ابن الأثير: من كان عادته وطبعه كفران نعمة النّاس وترك شكره لهم كان من عادته كفر نعمة اللّه- عزّ وجلّ- وترك الشّكر له.[ جامع الأصول (2/ 560)، ونقله عنه ابن مفلح في الآداب الشرعية (1/ 313) ] .
2- قال الشّنقيطيّ- رحمه اللّه تعالى- في معنى قوله تعالى: (أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ)،[النحل: 71] هذا إنكار من اللّه عليهم جحودهم بنعمته؛ لأنّ الكافر يستعمل نعم اللّه في معصية اللّه فيستعين بكلّ ما أنعم اللّه به عليه على معصيته؛ فإنّه يرزقهم ويعافيهم، وهم يعبدون غيره، وجحود النّعمة كفرانها.[أضواء البيان (3/ 288) ] .
تحليل
قال الدكتور أحمد المجدوب أستاذ الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية:
لا شك أن غياب التنشئة الإسلامية وكذلك التدليل أو الحرمان الزائد يؤديان لنفس النتيجة، وهى عدم وجود أسوياء من بين الأولاد، الذين يطمعون في الاستمتاع بما في يد أبيهم أو أمهم دون احترام أية مشاعر إنسانية؛ حيث سيطرت عليهم الأنانية، وتكون النتيجة الحتمية لذلك هي تدمير الروابط الأسرية، وفقدان الثقة في الأبناء والبنات الذين قد يضطرون إلى "جرجرة" آبائهم وأمهاتهم في المحاكم،ولهذا فإن على مؤسسات الإعلام والتعليم والتثقيف دوراً في إعادة الهيبة المفقودة للوالدين وانشغال الجميع بجمع المال. وقد لاحظت أن غالبية من رُفِعَت عليهم قضايا حجرهم ممن يسيئون معاملة الأبناء والبنات بدرجات متفاوتة، أو يشعرون بأن وجود الآباء والأمهات عقبة في سبيل تحقيق أحلامهم، ولهذا فإن قطار مطامعهم يسير، ويقتل كل من يعترض طريقه، حتى لو كان أعز الناس إليهم. وفي بعض الحالات يتحمل الآباء والأمهات المسؤولية عما جرى لهم لأن هذا ما جنته أيديهم من حق أنفسهم وأسرهم حيث ينشغل الآباء والأمهات عن تربية ومراقبة أبنائهم وتركوا لهم الحبل على الغارب.
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف