ننتظر تسجيلك هـنـا

 

:: كل عام وانتم بخير ::  
♥ ☆ ♥اعلانات منتدى سهام الروح♥ ☆ ♥

عدد مرات النقر : 3,365
عدد  مرات الظهور : 55,963,723
عدد مرات النقر : 3,602
عدد  مرات الظهور : 54,868,589
عدد مرات النقر : 3,003
عدد  مرات الظهور : 53,260,305
عدد مرات النقر : 4,569
عدد  مرات الظهور : 28,437,834
عدد مرات النقر : 2,680
عدد  مرات الظهور : 23,725,684منتديات سهام الروح
عدد مرات النقر : 2,793
عدد  مرات الظهور : 58,752,680
عدد مرات النقر : 3,359
عدد  مرات الظهور : 58,424,004
عدد مرات النقر : 4,451
عدد  مرات الظهور : 58,752,783
عدد مرات النقر : 4,279
عدد  مرات الظهور : 51,590,984

عدد مرات النقر : 2,132
عدد  مرات الظهور : 36,020,480
♥ ☆ ♥تابع اعلانات منتدى سهام الروح♥ ☆ ♥

عدد مرات النقر : 2,069
عدد  مرات الظهور : 29,337,839مركز رفع سهام الروح
عدد مرات النقر : 5,056
عدد  مرات الظهور : 58,752,599مطلوب مشرفين
عدد مرات النقر : 2,542
عدد  مرات الظهور : 58,752,591

الإهداءات



الملاحظات

› ~•₪• نبضآت إسلآمِيـہ ~•₪•

 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1  
قديم 01-31-2020, 10:37 AM
نسر الشام غير متواجد حالياً
Syria     Male
مشاهدة أوسمتي
لوني المفضل Whitesmoke
 عضويتي » 1738
 جيت فيذا » Aug 2017
 آخر حضور » 03-28-2020 (11:16 PM)
آبدآعاتي » 48,168
الاعجابات المتلقاة » 481
الاعجابات المُرسلة » 0
 حاليآ في » المانيا
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Syria
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » اعزب
 التقييم » نسر الشام has a reputation beyond reputeنسر الشام has a reputation beyond reputeنسر الشام has a reputation beyond reputeنسر الشام has a reputation beyond reputeنسر الشام has a reputation beyond reputeنسر الشام has a reputation beyond reputeنسر الشام has a reputation beyond reputeنسر الشام has a reputation beyond reputeنسر الشام has a reputation beyond reputeنسر الشام has a reputation beyond reputeنسر الشام has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »
بيانات اضافيه [ + ]
88 علو شأن العبادة وأهميتها



علو شأن العبادة وأهميتها



الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آلِه وصحبِه وتابعيهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

وبعد:
فإنَّ لكلِّ شيءٍ ذي بال ثمرةً، وثمرةُ العقيدة الصَّحيحة إفرادُ الله سبحانه وتعالى بالعبودية، ومن ثَمَّ تحقيقها بصرفِها لله وحدَه لا شريك له، وإفرادُ الله سبحانه وتعالى بالعبوديَّة هو سرُّ قَبولِها؛ لأن الله سبحانه لا يقبل من العملِ إلاَّ ما كان خالصًا لوجهِه الكريم، كما قال في كتابه الكريم: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ﴾ [البينة: 5].

وإفرادُ الله بالعبادة هو ممَّا أمر اللهُ به جميعَ الناس بقوله: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 21]، وهو أوَّل أمرٍ مِن الله لعباده في القرآن بحسب ترتيب المصحف الشَّريف؛ للدلالة على أهميَّة العبادة.

والعبادةُ منها ما هو ظاهر، ومنها ما هو خفِي؛ فهنالك عبادةٌ ظاهرة يراها كلُّ الناس أو بعضهم؛ منها إقام الصلاة، والحجُّ، والأمرُ بالمعروف والنهي عن المنكر، ومنها ما هو خفِي؛ كالإخلاصِ وتقديم محبَّة الله على جميع المَحابِّ، والإِنابة وإجلال الخالق وتوقيره.

وكذلك العبادةُ منها ما هو لازمٌ لفاعلها، ومنها ما هو متعدٍّ لغيره؛ فمِن العبادات اللازمة: قيامُ الليل وقراءة القرآن والاستغفار، ومن العبادات المتعدِّية التي يعمُّ نفعُها: الجهادُ والعلم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

فالعبادةُ تدور مع المسلم أينما كان وصار، فكلُّ حياتِه عبادة لربِّه سبحانه وتعالى؛ كما في التنزيل يقول تعالى آمرًا نبيَّه صلى الله عليه وسلم: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162، 163]؛ ولذلك خلَق اللهُ الخلقَ؛ كما في قوله: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]؛ فلهذا وغيرِه نجد أنَّ معظم آياتِ القرآن تشير إلى أقوالِ الأنبياء عليهم السلام وهم يدْعون أقوامَهم إلى إِفراد الله تعالى بالعبوديَّة.

هذا وإنَّ بين العقيدةِ الصَّحيحة وإفراد العبودية لله لتلازمًا وترابطًا؛ فهما صنوان لا ينفكَّان؛ لأن العقيدة الصحيحة - وهي توحيده سبحانه وتعالى - لا بدَّ لها من عبوديَّة خالصة لوجهِه الكريم، وممَّا يؤكِّد هذا ويؤصِّله أنَّ "التوحيد الذي جاءَت به الرُّسل لا بدَّ فيه من التوحيدِ بإخلاص الدِّين لله وعبادته وحده لا شريك له"، والاهتمامُ بشأنِ العبادة في الشَّريعة الغرَّاء يدلُّ دلالةً قاطعةً على علوِّ شأنِها ووجوب توجيهها لله سبحانه وتعالى؛ وذلك لعدة أمور، منها:
1- العبادة أساس دعوة المرسلين عليهم السلام:
فما مِن نبيٍّ ولا رسولٍ إلا وبَنَى صرحًا شامخًا للعبادةِ، ودعا قومَه لإفراد الله بالعبوديَّة، فاز فيه مَن فاز، وخسر فيه مَن خَسِر، فدعوة كلِّ الأنبياء هي إفرادُ الله بالعبوديَّة وتركُ عبادة ما سواه؛ كما قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾ [النحل: 36]، وكقوله: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 25]، وهكذا يقولُ الأنبياء عليهم السلام لأقوامهم: ﴿ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ﴾ [الأعراف: 59، 65، 73، 85].

ولأهميَّة العبادة وتحقيقها لله وحدَه لا شريك له؛ حذَّر اللهُ عزَّ وجلَّ خلقَه على أَلْسنة رسلِه عليهم السلام من مَغَبَّة الشِّرك، وأنَّ مَن يصرف العبادةَ أو جزءًا منها لغيرِ الله فقد أَشرك بالله ومأواه النَّار، وتَحرُم عليه الجنَّة؛ كما في التنزيل: ﴿ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الزمر: 65]، وكقوله تعالى: ﴿ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾ [المائدة: 72]، فإفرادُ الله بالعبوديَّة كأساس البناء؛ إِن هُدِم مِن جانب تتابع البناءُ في الانهيار والهَدْم، أمَّا إِن كان الأساس متينًا، قد شيد على عقيدةٍ سليمة فسيرتفع ليسامي السماءَ، وهذا ما يدعو إليه دينُ الأنبياء جميعًا.

2- تحقيق العبودية لله أصل قَبول الأعمال:
فالله سبحانه الخالِق وحدَه لا شريك لـه في خلقِه، يستلزم ذلك من الخَلْق إفرادُه بالعبوديَّة؛ فلا يُعقل أنَّ الله يخلق الخلقَ ويرزقُهم، ويحيهم ويميتهم، وهو القادِر والقاهر فوقَ عباده، وهو بهم رؤوف رحيم، ويأتي أحدُ العاصين مِن خلقه مَن لا يساوي شيئًا يدعو غيرَ الله تعالى ويعبد غيرَه.

وذو الفِطرة السَّليمة يأبى مثلَ هذا؛ إذ كيف يأخذ الإنسانُ شيئًا ما في حياتِه الدُّنيا ويذهب ليشكر غيرَه؟ إذا كان هذا في أمور الدنيا مُحالاً، فهو في حقِّ الله جلَّ وعلا أشد وأعظم؛ إذ يَخلُق ويُعبَد غيرُه! ويَرزق ويُشكر سواهُ...، وهكذا.

وإنَّ من أعلى مراتِب الشكر في الدنيا شُكرَه على أنْ شرَّفنا بعبادتِه؛ فلا يحقُّ لإنسانٍ أن يشكرَ غيرَ الله شُكر عبوديَّة؛ فيجب على الإنسان أن يصرف جميع أنواع العبادةِ لهذا الخالق الرَّزاق سبحانه وتعالى، والله جعل لنا كلَّ النعم الظاهرة والباطنة لنشكره عليها، وقد ابتدأ القرآن قبل تعداد بعضِ النِّعم بقوله تعالى: ﴿ نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ ﴾ [الواقعة: 57]، ثمَّ عدَّد بعضَ النِّعم بقوله تعالى: ﴿ فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ﴾ [الواقعة: 70]، وقال بعد أن خفَّف عن المسلمين وأراد بهم اليُسر: ﴿ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185]، ونِعَم الله على خلقِه عديدة، والأمر كما قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 243]، فاعترافُ الخَلْق وإقرارهم له بالربوبيَّة والألوهيَّة يستلزم أن يُفرد بكلِّ ما تحمله الألوهيَّة من معاني العبوديَّة، حتى يفوز وينجو في الدَّارين ويكون من المقبولين عِند الله عزَّ وجلَّ ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89].

3- تحقيق العبوديَّة يؤصِّل العزَّة في النفوس:
فالعابِد الذي يعلم أنَّه يعبد إلهًا حقًّا لا شريك له، يشعر بسعادةٍ تغمره لا يعلم مداها إلاَّ واهبها له سبحانه، أمَّا إِن تشتَّتَت بالنَّاس الأفكارُ، وتشعَّبَت بهم الظُّنون والأوهام، وكثرة الشهوات والأهواء، فإنَّ الإنسان يشعر بمهانَة ومذلَّة؛ لأنه سيكون إمَّا عبدًا لمالٍ أو لجاهٍ، أو لمنصبٍ أو لفلانٍ من المخلوقين...، فيشعر بامتهانٍ إذا خاطبه؛ لأنه لو لم يَعْقل ذلك سُلبَت منه تِلك النعمة - في نظر فاسدِ العقيدة - فلذلك يفعل الشيءَ ويتمنَّى الخلاصَ من المذلَّة والمهانة، وقد يرى غيرَه يعبد أو يعظِّم مخلوقًا آخَر وحاله أفضل؛ فيتمنَّى زوالَ معبودِه ليذهب إلى ذاك ويَرْبَح أكثر، وهكذا حال مَن يترك عبادةَ الله وحده لا شريك له؛ يتقلَّب من هوًى إلى هوًى، ومن معبودٍ - باطل - إلى غيرِه، ولسانُ حاله يقول: تبًّا لك من معبودٍ، لولا كذا ما عبدتُك ولا ولا...، وممَّا يزيد الأمرَ سوءًا على سوءٍ عنده أنَّه يَعلم تمام العلمِ، ويُوقنُ تمام اليقين أنَّ ذلك المعبود الذي يعبده لا يضرُّ ولا ينفع.

أمَّا من يعبد اللهَ الماجدَ الواحد سبحانه، فإنَّه يطابِق فطرتَه، فلا يجد شيئًا يناقِض توجُّهه إلى ذلك المعبود - بحقٍّ - وهو الله سُبحانه؛ بل فعلُه هذا يتماشى مع الفِطرة التي فُطِر عليها؛ كما قال سبحانه وتعالى: ﴿ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ﴾ [الروم: 30]، ففي هذه الحالة اتَّزنَ حالُه واعتدلَ، فهذا خالِقٌ أَحَد صمَدٌ، رزاقٌ حافظ،...، له الأسماء الحسنَى والصفات العليا، فيستحقُّ العبادةَ ممَّا سواه وممَّن سواه، وحينما ينظر إلى المخلوقاتِ حوله، سواء منها: الإنسُ والجنُّ، الناطقات أو الحيوانات العجماوات، أو الجمادات الصامتات، أو الملائكة، وسائر السموات... - الكل يعبد نفسَ المعبود الذي يعبده، فيشعر بعزَّة، وتزول الوَحْشة التي كانت تُراوده من حينٍ لآخر ومن آنٍ لآخر، فالكلُّ مُقِرٌّ له وخاضعٌ؛ فيشعر بعزَّةٍ.

والرسولُ صلى الله عليه وسلم الذي يُعلِّم ذلك يجده أولَ العابدين؛ لذلك يستشعر عظمةً في قلبِه وعزَّة؛ فيرى الحاكمَ والمحكوم، الكبيرَ والصغير، الرجل والمرأة، الحرَّ والعبد، الكل يتَّجه للهِ الواحد في دعاءٍ وفي صلاة وفي حجٍّ و...، فالعزَّة لله وحده لا شريك لـه، كما قال سبحانه: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ﴾ [فاطر: 10]، ويُبَكِّت من يطلبون العزَّة من غيره بقوله: ﴿ الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا ﴾ [النساء: 139]، فالعزَّة لله، ومَن دعا لدينِه مِن رسول ومَن صدَّقه مِن مؤمنين؛ فهي لله ومِن الله، يعطيها للخُلَّصِ من خَلْقه المؤمنين، كما في قوله تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [المنافقون: 8]، فالمسلم بعبادتِه لربِّه وحده عَزِيز؛ لأنَّه يعبد اللهَ وحده لا شريك له.

4- احتياج المخلوقين للعبادة:
فالله خلق الخلقَ كلَّهم لعبادتِه، وإنَّ خَلْق الله لا بدَّ لهم مِن عبادةٍ؛ فالنَّفْس مجبولةٌ مفطورة على العبادة، فإن تُرِكَت وشأنها ما عبدَت إلاَّ الله سبحانه، وإن أثَّر فيها مؤثِّرٌ خارجِي تأثَّرَت به؛ مِن والدَين أو صديقٍ أو بيئةٍ أو شيطانٍ، وقد خلق الله الخلقَ كلَّهم حنفاء، كما قال الله عزَّ وجل في الحديث القدسي: ((إنِّي خلقتُ عبادِي حنفاءَ كلَّهم، وإنَّهم أَتَتْهم الشياطينُ فاجتالَتْهم - وفي رواية: فأضلَّتهم - عن دينِهم))، وكذلك في قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: ((مَا من مولودٍ إلاَّ يُولد على الفِطرة؛ فأبواه يهوِّدانِه وينصِّرانه ويمجِّسانه)).

فكلُّ خلقِ الله على الفِطرة التي خلقهم الله عليها، وكلُّ مولودٍ يولَد إنَّما يولد على الفِطرة التي خلقه الله عليها، وهي دين الإسلام، فلو مات صغيرًا قبل سنِّ التكليفِ فإنَّما يموت على فِطرة الله وإن لم يكن أَبواه مسلمين؛ لأن الفطرةَ واحِدة في جميع الخَلْق، ولكن الكفرَ يتلبَّس به المرءُ بعد ذلك، وجميعُ المخلوقين دائمو الحاجةِ إلى العبادةِ المستحقَّة لله وحده لا شريكَ له؛ لأن الخلقَ بدون هدايَةِ الله لهم بالرُّسلِ على انحرافٍ يؤدِّي بهم إلى النَّار، كما قال تبارك وتعالى: ﴿ وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [آل عمران: 103]، فكلُّ الخلق في حاجةٍ إلى إِفراد الله تعالى بالعبوديَّة، وقد قرَّر هذا المعنى وأَوْضحه شيخُ الإسلام ابن تيميَّة بقوله: "وحاجتُهم إليه في عبادتِهم إيَّاه كحاجتِهم وأعظم في خلقِه لهم وربوبيَّته إيَّاهم؛ فإنَّ ذلك هو الغاية المقصودة لهم، فليس في الكائناتِ ما يسكُنُ العبدُ إليه ويطمئنُّ به ويتنعَّم بالتوجُّه إليه إلاَّ الله سبحانه، ومَنْ عبَدَ غيرَ الله - وإن أحبَّه وحصل له به مودَّة في الحياةِ الدنيا ونوعٌ من اللَّذة - فهو مفسدةٌ لصاحبِه أعظمُ من مفسدة الْتِذاذ أكلِ الطَّعامِ المسموم...، ولو حصل للعبد لذَّات أو سرورٌ بغيرِ الله فلا يدوم ذلك؛ بل ينتقل مِن نوعٍ إلى نوع، ومِن شخصٍ إلى شخص، ويتنعَّم بهذا في وقتٍ وفي بعض الأحوال، وتارة أخرى يكون ذلك الذي تنعَّم به والتذَّ غير منعم له ولا ملتذٍّ له، [وأحيانًا يكون عدوًّا له، لا يأبه به ولا ينفعه]؛ بل قد يؤذِيه اتِّصالُه به ووجوده عنده ويضرُّه ذلك، وأمَّا إلهه [الحقُّ، وهو الله سبحانه وتعالى] فلا بدَّ لـه مِنه في كلِّ حالٍ وكلِّ وقتٍ وأينما كان فهو معه".

فاتِّجاه الكائناتِ إلى إلهٍ يعبدونه قسمان: قسم يتَّجه إلى إلهٍ باطلٍ، ومنهم يتَّجه إلى إلهٍ حقٍّ؛ فالَّذي لم تتأثَّر فطرتُه بمؤثِّر خارجيٍّ يتَّجه إلى الإله الحقِّ، وهو اللهُ ربُّ العالمين.

"وإذا كان لا بدَّ للنَّفس مِن مرادٍ محبوبٍ لذَاتِه لا تصلح إلاَّ به ولا تكمُل إلاَّ به، وذلك هو إلهُها، فليس لها إلهٌ يكون به صلاحُها إلاَّ الله؛ ولهذا قال الله تعالى: ﴿ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ﴾ [الأنبياء: 22]، وليس ذلك للإنسانِ فقط؛ بل للملائكة والجنِّ؛ فإنَّهم أحياء عقلاء ناطقون...؛ فلهذا كان دين جميعِ الرسل عبادَةَ الله وحده لا شريك له".

فلا بدَّ للإنسان مِن إلهٍ يعبده، وعبادةٍ يتعبَّد بها، والإلهُ الوحيد الذي يستحقُّ العبادةَ بجميعِ أنواعها هو الذي خلقَ تلك المخلوقاتِ وغيرَها سبحانه وتعالى.

5- العبودية دليل على علوِّ الله تعالى على خلقه:
إنَّ ممَّا يعتقده المؤمن نحوَ الله عزَّ وجلَّ أنَّه متَّصف بكلِّ صفاتِ الكمال، ومنزَّه عن صفاتِ النَّقص، وإنَّ من أبرز صفاتِ الكمال علوَّ اللهِ على خلقه علوًّا يشمل علوَّ الذَّاتِ، وعلوَّ الأسماء والصفات، وعلوَّ القَهْر على سائر الكائنات والمخلوقات؛ فالكلُّ مخلوقٌ لله، والله خالقهم جميعًا، وكلُّ ما سِوى الله عالَم، والله رب العالمين؛ كما يقولها المسلمون صباحَ مساءَ: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2]، فالله عزَّ وجلَّ عالٍ على خَلْقه؛ لأنَّه الخالق، ولو اختلط الخالِق بالمخلوقِ لما أصبَح هناك عابِدٌ ومَعْبود، وهذا مُحالٌ؛ إذ إنَّه لا يصحُّ أن يكون هناك آلهة مَع الله، وإذًا لفسد كلُّ شيءٍ؛ كما قال تعالى: ﴿ أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ * لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ﴾ [الأنبياء: 21، 22]؛ أي: لفسدَت السمواتُ والأرض، فكيف يُعقل أن يكون مخلوقٌ يعبد من دون الله؟! والله سبحانه متَّصفٌ بالعلوِّ في آياتٍ كثيرة، منها قوله تعالى: ﴿ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ [البقرة: 255]، وقوله: ﴿ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴾ [سبأ: 23]، وقوله: ﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ ﴾ [الرعد: 9]، والله سبحانه وتعالى استوَى على العرشِ استواءً يليق بجلالِه سبحانه، كما في القرآن؛ حيث ذكر في سبعِ مواضع منها قوله: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5]، فَمَنْ هذه صفتُه جديرٌ بإفراده بالعبادة؛ إِذ لم يشارِكْه أحدٌ فيها، ولم يَدَّعِ أحدٌ تلكَ الأوصاف مِن علوِّ الأسماء والصفات، والاستواءِ على العرش، والذي هو فوق كلِّ المخلوقات، إضافة إلى ذلك علو القَهْر على سائرِ المخلوقات، كما في قوله تعالى: ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴾ [الأنعام: 18]؛ لذا فالله مستحقٌّ لإفراد العبادة؛ إذ العابِد لا بدَّ وأن يعبدَ عن رجاءٍ، أو عن خوفٍ، أو يجمع بينهما؛ هذا في كلِّ عابدٍ على حقٍّ أو باطل، ولو نظرنا إلى حال من عُبد من دون الله فهو قد وُجد وعاش ثمَّ مات، وإن كان من الإِنس فقد أتى إلى الدُّنيا وهو عارٍ مِن كلِّ شيءٍ، وسيخرج منها أيضًا عاريًا مِن كل شيءٍ، فأين ملكُه؟! أمَّا المالكُ الحقيقِي فهو الله ربُّ العالمين، وهكذا سائر المعبودات؛ إنَّما هي مصنوعةٌ ليسَت بأبديَّة مخلَّدة؛ فلهذا وغيرِه وَجَب على الخلقِ أن يُفردوا اللهَ بسائر أنواعِ العبادات، ويدعوه خوفًا وطمعًا، ورَغَبًا ورهَبًا؛ لأنه هو بحقٍّ ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الفاتحة: 4].

فظهر ممَّا تقدَّم ذِكرُه مدَى أهميَّة العبادة وعلوِّ شأنها، وأنَّ للعبادة مكانةً مهمَّة في شريعتنا الغرَّاء؛ إذ لا تصحُّ عبادة إذا أشرك بالله أحدًا مِن خلقه في أيِّ نوعٍ مِن أنواعِ العبادة؛ فالعبادةُ والعقِيدة متلازمتان كتلازُم الاسم للمسمَّى.

هذا ولأهمِّية العبادة واشتمالها على أمورٍ لا تصرف إلاَّ لله وحدَه لا شريك له عرَّفها الإمامُ ابن تيميَّة تعريفًا جامعًا شاملاً بقوله:" الْعِبَادَةُ هِيَ اسْمٌ جَامِعٌ لِكُلِّ مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَيَرْضَاهُ: مِنْ الْأَقْوَالِ وَالْأَعْمَالِ الْبَاطِنَةِ وَالظَّاهِرَةِ فَالصَّلَاةُ وَالزَّكَاةُ وَالصِّيَامُ وَالْحَجُّ وَصِدْقُ الْحَدِيثِ وَأَدَاءُ الْأَمَانَةِ؛ وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ وَصِلَةُ الْأَرْحَامِ وَالْوَفَاءُ بِالْعُهُودِ وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنْ الْمُنْكَرِ"، فتعريفُه للعبادة قد جمع كلَّ أنواع العبادة: عبادة الجَنان، وعبادة اللِّسان، وعبادة الأركان، كما شمل تعريفُه قسمَي العبادة: من قولٍ ومن عملٍ، ثمَّ جمعه بين القولِ والعملِ تأكيدٌ لمنهج السَّلَف الصالح مِن ربطِ القولِ بالعمل، وأنَّه لا نجاةَ للعبدِ إلاَّ باجتماعِهِما عنده، "ومِن المعلوم أنَّ مدار أمورِ الدِّين على الاعتقاداتِ والآدابِ والعبادات والمعاملاتِ والعقوبات".

إلاَّ أنَّ العلماءَ في كتبِهم الفقهيَّة يبدؤون بالأهمِّ فالأهم؛"لذا اعتاد الفقهاءُ تقديمَ العبادات على غيرها؛ اهتمامًا بشأنها؛ لأنَّ العِبَاد لم يُخلقوا إلاَّ لها".

فخلاصة القول: إنَّ العبادة تنبني على العَقيدة التي نادَى بها الأنبياءُ عليهم الصلاة والسلام، كما كثرَت الإشاراتُ إلى ذلك في الكتاب والسنَّة، وهي أساسُ دعوةِ أنبياء الله كلِّهم عليهم الصلاة والسلام.

والأمورُ التعبديَّة تنبني على أمور عقديَّة؛ فمَن عَبَدَ اللهَ تعالى دون تصحيحٍ لها وفق هَدْيِ الكتاب والسنة، ضلَّ وزاغَ عن الطَّريق، أو خلط في العبادة؛ ولهذا وغيرِه فإنَّنا نجد أنَّ من فضَّل طريقَ الزُّهدِ بلا اتِّباعٍ للكِتاب والسنَّة كان ممَّن وقع في أوحالِ أهلِ البِدَع، ومَن أطلَق لِعَقْلِه العَنان دون تقيُّد بالوحي، تخبَّط في براثن كلام الفلاسِفَة أو علماءِ الكلام والرَّأي، وكذلك من تشعَّبَت به السُّبُل فطرق سبيلَ الفِرَق المنحرِفَة بشهوةٍ أو شبهة عن المنهاج القويم...، وهكذا.

بالعبوديَّة الحقَّة يعزُّ منهج من اهتدى بوحيِ الله تعالى، وبهدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عن طريق شريعتِه المحمديَّة الغرَّاء، وثَبَتَ واستقرَّ وبقي.

والحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، كلَّما ذكره الذَّاكرون، أو غفل عن ذكره الغافلون.

الموضوع الأصلي: علو شأن العبادة وأهميتها || الكاتب: نسر الشام || المصدر: منتديات سهام الروح

كلمات البحث

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات , مسابقات ، فعاليات ، قصص ، مدونات ، نكت , مدونات , تصميم , شيلات , شعر , قصص , حكايات , صور , خواطر , سياحه , لغات , طبيعة , مناضر, جوالات , حب , عشق , غرام , سياحه , سفر





 توقيع : نسر الشام

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع




Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها
ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009