بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسولالله .. وبعد
إن اللهتعالى أنزل هذا الدين ليعمل به، ولما كان من أهم أسباب العمل هو التفاؤل بالنجاح، فقدأكد النبي ^ على التفاؤل مرات ومرات، بل إنالنبي ص كان متفائلا في أحلك الأوقات ومن تأمل السيرة النبوية تأكد له ذلك، ولايمكن للإنسان أن يصارع جيش الشيطان الرجيم إلا وهو واثق بالنصر والتأييد من الله تعالى،بل لا يمكن للإنسان أن يفتح تجارة إلا وهو متفاؤل بالكسب، ولا يمكن لرجل أو امرأة أنيتزوج إلا وهو متفائل بالحياة السعيدة، ولا يمكن للمتشائم أن يعمل أو ينتج بل هوخبيث النفس كسلان.
إن التفاؤلهو ذلك السلوك الذي يصنع به الرجال مجدهم، فهو نور وقت شدة الظلمات، ومتنفس وقتضيق الكربات، وفيه تُحل المشكلات.
إن التفاؤلهو دقات القلب النابض بالحياة، وهو روح تسري في الروح؛ فتجعل الفرد قادراً علىمواجهة الحياة وتوظيفها، وتحسين الأداء، ومواجهة الصعاب
فالتفاؤلقرار ينبثق من داخل النفس
التفاؤل هوتوقع الخير وهو الكلمة الطيبة تجري على لسان الإنسان.
والتفاؤلكلمة والكلمة هي الحياة! بل إن التفاؤل هو الحياة. حسنالظن بالله تعالى هو قمة التفاؤل
حسن الظن فيما يستقبلفيحسن العبد ظنه بربه. (تفاءلوا بالخير تجدوه) ما أروعها من كلمة، وما أعظمها منعبارة. المتفائل بالخير سيحصد الخير في نهاية الطريق؛ لأن التفاؤل يدفع بالإنساننحو العطاء والتقدّم والعمل والنجاح التشاؤمخلق ممقوت
لقد اتخذالإسلام موقفا حازما من التشائم، فلقد نهى عنه ربنا فقال(لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ الله))، وقال سبحانه: ((وَمَنْ يَّقْنَطُ مِنرحْمَة رَبِّه إلا الضَّالُّون)).
وقال: ((ولاتيْأَسوا مِن رَوْحِ الله إنّه لا ييْأَسُ مِن رَوْح الله إلا القومُ الكافرون)).
وروىاِلْبُخَارِيّ ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِيّ: ((لا طِيَرَة، وَخَيْرهَاالْفَأْل))، قَالوا: وَمَا الْفَأْل يَا رَسُول اللَّه؟ قَالَ: ((الْكَلِمَةالصَّالِحَة يَسْمَعهَا أَحَدكُمْ))، وَفِي رِوَايَة أخرى: ((لا طِيَرَة، وَيُعْجِبنِيالْفَأْل: الْكَلِمَة الْحَسَنَة الْكَلِمَة الطَّيِّبَة))، وَفِي رِوَايَة: ((وَأُحِبّالْفَأْل الصَّالِح)).
وإنالتشاؤم يعذب به صاحبه ويتألم به قبل وقوع أي أمر عليه، فإن بعض الناس قد يجمعونبين المصائب بسبب سوء ظنهم بربهم وتشاؤمهم، وبين الألم والخوف والعذاب قبل وقوعالمصائب.
ومن أخطاءالمتشائمين النظر إلى الناس على أساس أنهم فجرة ظلمة فسقة، وفي الحديث الشريف: (إذاقال الرجل: هلك الناس فهو أهلكهم) فالنظرة إلى الناس على أنهم جاهليون خطأ كبير، بلجعل الله تعالى في هذه الأمة خيراً، ولا يخلو عصر من قائم لله بحجة، وحتى أولئكالمفرطون والعصاة، في دواخل الكثير منهم بقية من معاني الخير والبر والإيمانوالندم، وهم بحاجة إلى الاستنبات والتحريك، وسقي تلك البذور وتنمية تلك المشاعرالخيرة لتنمو وتورق وتثمر. فوائدالتفاؤل
إن التفاؤليعين على تحسين الصحة العقلية؛ فالمتفائل يرى الأشياء جميلة يرى الأشياء كما هي؛فيفكر باعتدال ويبحث عن الحلول ويحصد الأرباح والمكاسب بعيداً عن سيطرة الوهموالخوف والتشاؤم.
يعين علىتحسين الصحة النفسية؛ فالمتفائل سعيد يأكل ويشرب وينام ويستمتع ويسافر ويشاهدويسمع ويبتسم ويضحك ويجدّ دون أن يمنعه من ذلك شعور عابر من الخوف أو التشاؤم.
التفاؤليعين على تحسين الصحة البدنية؛ فإن النفس تؤثر على الجسد وربما أصبح الإنسانعليلاً من غير علة ويا لها من علة؛ أن تكون النفس مسكونةً بهواجس القلق والتشاؤموتوقع الأسوأ في كل حال.
المتفائليعيش مدةً أطول وقد أثبتت الدراسات أن المُعَمَّرين عادةً هم المتفائلون في حياتهم.
التفاؤل يقاومالمرض وقد ثبت طبياً أيضاً أن الذين يعيشون تفاؤلاً هم أقدر من غيرهم على تجاوزالأمراض وحتى الأمراض الخطيرة فلديهم قدرة غريبة على تجاوزها والاستجابة لمحاولاتالشفاء.
المتفائليسيطر على نفسه ويشارك في صناعة مستقبله بشكل فعال وكفء؛ فهو يؤمن بالأسباب ويؤمنبالحلول كما يؤمن بالمشكلات والعوائق.
المتفائلليس أعمى ولا واهماً يعيش في الأحلام وإنما هو واقعيٌ؛ يدرك أن الحياة -بقدر مافيها من المشكلات- يوجد إلى جوارها الحلول وبقدر العقبات فهناك الهمم القوية التيتحوِّل أبداً المشكلة والأزمة إلى فرصة جميلة.
المتفائلينجح في العمل؛ لأنه يستقبله بنفس راضية وصبر ودأب ويعتبر أنه في مقام اختبار وهومصر على النجاح.
وينجح فيالتجارة؛ لأنه يستقبل مشاريعه ومحاولاته برضا وثقة وطمأنينة ويحسب خطواته بشكل جيد.
ينجحبالزواج؛ لأن لديه القابلية الكبيرة على الاندماج مع الطرف الآخر والتفاهم وحسنالتعامل والاستعداد للاعتذار عند الخطأ والتسامح عند خطأ الطرف الآخر.
والفأل كلهخير؛ لأن الإنسان إذا أحسن الظن بربه ورجا منه الخير وكان أمله بالله كبيرا فهوعلى الخير ولو لم يحصل له ما يريد، فهو قد حصل له الرجاء والأمل والتعلق باللهوالتوكل عليه، وكل ذلك له فيه خير وهذهكلمات قصيرة، ورسائل سريعة:
إياك أنتتحدث عن حظك العاثر!
إياك أنتتحدث عن حياتك التعيسة!
إياك أنتسمح للحظة عابرة من الإخفاق أو الفشل أن تحكم على حياتك كلها.
خالط الناس،وشاركهم أحاديثهم، واستفد منهم، وأفدهم، وقد يكون من نجاحك أن تكون سبباً وسلماًلنجاح الآخرين.
نحن بحاجةإلى الأمل الذي يحيي النفوس، والعمل الذي يرفع عن الأمّة حالة الذلّ والهوان.
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف