الدانتيل، يستحق بجدارة لقب :"ملك الأقمشة"..استخدمه الملوك قديما في أزيائهم ولايظال الدانتيل متربعا على عرش الأناقة إلى اليوم. وصفه بات أرنشو، مؤلّف كتاب Lace Machines and Machine Laces في العام 1986 ب "الثقوب المحاطة بالخيوط"، وهو قماش يجمع بين تقنيّات التطريز، الحياكة، الغزل، الكروشيه وغيرها.
في القرن ال 16 كان الدانتيل يغزل يدويا وكان ذلك يتطلب وقتا طويلا وجهد ومهارة عالية وبالتالي تكلفته كانت كبيرة لذا كان أرتدائه حكر على الملوك والملكات من الطبقة الحاكمة والأثرياء، حتى تم اختراع مغزل لصنع الدانتيل في القرن ال 19.
مخترع مغزل الدانتيل هو الانجليزي جون هيثكوت المولود في شهر أغسطس 1783 في دربيشاير لأب مزارع أصابه العمى بعد وقت قصير من ولاده أبنه فقرر بيع المزرعة وشراء مغزل يأجر ماكيناته للخياطين حتى يجلب دخلا يساعده في الانفاق على أسرته.
هيثكوت تلقى تعليمه في مدرسة القرية وكان سريع التعلم خصوصا في الحساب والقواعد. قرر والده أن يتدرب على صناعة ماكينات الغزل وقد تدرب بالفعل على يد أتنين من الصناع المحنكين وكان سريع التعلم كذلك وأكتسب سمعة جيدة وأصبح لديه شركته الخاصة.
حين قرر الزواج أختار أرملة والدها يعمل في نفس مجاله وفي ذلك الوقت قرر أن يتفرغ ويركز على أختراع آله غزل جديدة تنتج قماش الملوك: الدانتيل.
بدأ بالفعل يعمل على الآله الجديدة هو وأخو زوجته وبالفعل توصل في عام 1804 لآله تصنع الدانتيل بواسطة البكرة واستطاع هيثكوت أن يحصل على براءة الإختراع في عام 1808 وبعدها بعام حصل على براءة اختراع أخرى لماكينه معدلة ، بعد ذلك مباشرة دخل في شراكة مع أحد أكبر مصنعي الدانتيل وبحلول عام 1816 كانت الشركة الجديدة تمتلك 55 ماكينة لتصنيع الدانتيل.
اختراع هيثكوت حقق له نجاح شخصي كبير لكنه لم يحقق شعبية كبيرة في المجال لأنه هدد أرزاق العديد من صناع الدانتيل اليدوي المهرة وبالفعل قامت حركة احتجاجية ضد تحول صناعة النسيج للآلات وعدم الاعتماد على العمالة اليدوية. في ذلك الوقت تعرض مصنع هيثكوت للهجوم والتدمير واطلاق النار على الحراس وحرق مخزون الدانتيل من 17 متمرد من المسلحين وألحقوا به خسائر كبيرة تم تقديرها في ذلك ما بين 8 آلاف إلى 10 ألاف جنيه استرليني.
دعا هجوم المتمردين هيثكوت وشركاءه إلى نقل نشاط مصنعهم لمدينة تيفرتون بمقاطعة ديفون الانجليزية واستمر المصنع في النمو والتطور واستفاد من طاقة بخار الماء ووصل عدد ماكيناته ل 300 ماكينة وفتح باب رزق ل 2000 عامل.
استمر هيثكوت في تطوير براءات اختراع لآلات غير نسيجية، مثل المحراث البخاري. حصل على آخر براءة اختراع في عام 1843 ثم تقاعد عن العمل.
أثناء التقاعد، عمل هيثكوات على تحسين جودة التعليم في تيفرتون وقام بتمويل بناء مدرسة جديدة تم افتتحها في يناير 1843.
شارك هيثكوت في الحياة السياسية كعضو برلمان في تيفرتون بين 1832 و1859 .
توفي هيثكوت في عام 1861 وشركته مستمرة حتى اليوم في انتاج الأقمشة الرومنسية الجميلة، أقمشة الملوك: الدانتيل!
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف