معنى قوله: ﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى الله كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾:
قال العلامة السعدي في "تفسيره" (ص277): أي: مع كذبه وافترائه على الله، قصده بذلك إضلال عباد الله عن سبيل الله، بغير بينة منه ولا برهان، ولا عقل ولا نقل.
﴿ إِنَّ الله لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾[الأنعام:144]، الذين لا إرادة لهم في غير الظلم والجور، والافتراء على الله؛ اهـ.
هل يصح أن نطلق على أهل البدع أنهم مفترون؟
قلت: من هذه الآية يتضح الأمر جليًّا أن أهل البدع الداعون إليها، كذبة على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى الدين الحنيف، وانظر كلام الشيخ العقل المذكور في الصفحة التالية، والله المستعان، وهو أعلم.
معنى قوله تعالى: ﴿لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ... الآية﴾:
قال ابن كثير في "تفسيره" (4/565): أي: إنَّما قدَّرنا عليهم أن يقولوا ذلك، فيتحملوا أوزارهم ومن أوزار الذين يتبعونهم ويوافقونهم؛ أي: يصير عليهم خطيئة ضلالهم في أنفسهم، وخطيئة إغوائهم لغيرهم واقتداء أولئك بهم؛ كما جاء في الحديث: «من دعا إلى هُدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا... ».
وهكذا روى العوفي عن ابن عباس في قوله: ﴿ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾ [النحل:25]، إنها كقوله: ﴿ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالا مَعَ أَثْقَالِهِمْ ﴾ [العنكبوت:13].
وقال مجاهد: يحملون أثقالهم: ذنوبهم وذنوب من أطاعهم، ولا يخفف عمن أطاعهم من العذاب شيئًا؛ اهـ.
وقال العلامة ابن باز: قوله تعالى: ﴿وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ﴾ [النحل:25] يعني: عليه مثل أوزار من تبعه في بدعته، نسأل الله العافية؛ اهـ.
وقال الشيخ العقل في شرح هذه الآية "لهذه الرسالة": أراد بقوله سبحانه: ﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى الله كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾ [الأنعام: 144]، وهو باب واسع يدخل فيه التشريع بما لم يشرعه الله تعالى والابتداع؛ أي: إحداث البدع، ونسبة البدع إلى الشرع، والقول بأنها من شرع الله ودينه، كل هذا داخل في الافتراء والكذب على الله، ثم استدل بقوله تعالى: ﴿ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ﴾ [النحل: 25].
فهذا أراد به أن صاحب البدعة مرتكبٌ ذنبًا عظيمًا، ومما يتحمله صاحب البدعة أنه يتحمل أوزار الذين يقلِّدونه إلى يوم القيامة؛ اهـ.
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف