ننتظر تسجيلك هـنـا

 

{ إعلانات سـهام الروح اَلًيومُية ) ~
 
 
   
( فعاليات سـهام الروح )  
 
 

 

♥ ☆ ♥اعلانات منتدى سهام الروح♥ ☆ ♥

عدد مرات النقر : 3,456
عدد  مرات الظهور : 57,629,241
عدد مرات النقر : 3,695
عدد  مرات الظهور : 56,534,107
عدد مرات النقر : 3,088
عدد  مرات الظهور : 54,925,823
عدد مرات النقر : 4,708
عدد  مرات الظهور : 30,103,352
عدد مرات النقر : 2,791
عدد  مرات الظهور : 25,391,202منتديات سهام الروح
عدد مرات النقر : 2,868
عدد  مرات الظهور : 60,418,198
عدد مرات النقر : 3,444
عدد  مرات الظهور : 60,089,522
عدد مرات النقر : 4,541
عدد  مرات الظهور : 60,418,301
عدد مرات النقر : 4,391
عدد  مرات الظهور : 53,256,502

عدد مرات النقر : 2,208
عدد  مرات الظهور : 37,685,998
♥ ☆ ♥تابع اعلانات منتدى سهام الروح♥ ☆ ♥

عدد مرات النقر : 2,147
عدد  مرات الظهور : 31,003,357مركز رفع سهام الروح
عدد مرات النقر : 5,156
عدد  مرات الظهور : 60,418,117مطلوب مشرفين
عدد مرات النقر : 2,614
عدد  مرات الظهور : 60,418,109

الإهداءات



الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1  
قديم 04-28-2022, 05:10 PM
حلم مستحيل غير متواجد حالياً
مشاهدة أوسمتي
لوني المفضل Cadetblue
 عضويتي » 2389
 جيت فيذا » Oct 2020
 آخر حضور » 04-14-2024 (11:06 PM)
آبدآعاتي » 78,154
الاعجابات المتلقاة » 3918
الاعجابات المُرسلة » 38
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » حلم مستحيل will become famous soon enough
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  1
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي صوم التطوع



صوم التطوع


يدخل في هذا الباب ما نُهيَ عن صيامه وذكر ليلة القدر.

المقصود بالتطوع ما سوى الفريضة فيدخل في التطوع صوم النفل المطلق كصيام أيام مطلقة.

ويدخل فيه صوم النفل المعين، كصوم يوم عرفة لغير الحاج، وصوم يوم عاشوراء، وهو أفضل من النوع الأول.

وأما صوم الفريضة، فهو صوم شهر رمضان، ويدخل فيه صوم النذر، وصوم الكفارة؛ كالظهار، ومن جامع في نهار رمضان، وصوم القضاء.

فضل الصوم
1- أن الله سبحانه وتعالى اختصه من بين العبادات؛ كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله تعالى: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به))؛ واختُلف في معنى ((إلا الصوم فإنه لي وأنا جزي به))، أورد ابن حجر أقوالًا في الفتح 4/ 107؛ ومنها: أن الصوم لا يقع فيه الرياء كما يقع في غيره، وقيل: المقصود مقدار الثواب لا يعلمه إلا الله ولم يطلع الناس عليه، وقيل: الإضافة إلى الله إضافة تشريف وتعظيم، وقيل: إنه أحب العبادات المقدم عندي وغيرها.

2- أن النوافل عامة سبب في محبة الله، ومنها الصوم؛ كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند البخاري، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((قال الله تعالى: ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه)).

3- أن في صوم التطوع ترقيع ما يحصل من خلل ونقص في صوم الفريضة؛ كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند أبي داود والترمذي مرفوعًا: ((إن أول ما يحاسب عنه العبد من عمله الصلاة، فإن كان فيها نقص، قال الله لملائكته: انظروا هل لعبدي من تطوع؟... ثم يكون سائر عمله على ذلك)).

4- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من صام يومًا في سبيل الله، بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا))؛ [متفق عليه].

5- عن سهل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن في الجنة بابًا يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا، أغلق، فلم يدخل منه أحد))؛ [متفق عليه].

6- الصوم يجمع أنواع الصبر الثلاثة؛ ففيه صبر على طاعة الله، وصبر عن معصيته، وصبر على أقداره؛ وقد قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10]، هذه بعض فضائل الصوم.

المسألة الأولى: ما يسن صيامه
1- ثلاثة أيام من كل شهر:
من صام ثلاثة أيام من كل شهر، يحصل له أجر صوم الدهر، وهو سنة الصيام التي كان يحافظ عليها النبي صلى الله عليه وسلم.

ويدل على ذلك:
1- حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله))؛ [متفق عليه].

2- حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم: ((كان يصوم من كل شهر ثلاثة أيام، ولم يكن يبالي من أي الشهر يصوم))؛ [رواه مسلم].

3- أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بصيام ثلاثة أيام من كل شهر أبا هريرة رضي الله عنه؛ كما في الصحيحين، وأبا الدرداء رضي الله عنه كما في مسلم، وأبا ذر رضي الله عنه؛ كما في النسائي.

والأفضل أن يجعل هذا الأيام الثلاثة هي أيام الليالي البيض؛ وهي: اليوم الثالث عشر من الشهر، والرابع عشر، والخامس عشر.

ويدل على مشروعيتها: حديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ((إذا صمت من الشهر ثلاثة أيام، فصُمْ ثلاثة عشر وأربعة عشر وخمسة عشر))؛ [رواه الترمذي وحسنه، ورواه أحمد، والنسائي، وهذا الحديث مداره على موسى بن طلحة، وقد اختُلف عليه].

فائدة: سميت الأيام البيض بهذا الاسم؛ لابيضاض لياليها بنور القمر.

2- الإثنين والخميس:
أما صيام يوم الإثنين، فثابت في صحيح مسلم عن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل عن صوم يوم الإثنين، فقال: ((ذاك يوم وُلدت فيه، ويوم بُعثت فيه، أو أُنزل عليَّ فيه))، فكأن النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن أن صيام يوم الإثنين مطلوب لما فيه من الفضائل، ولذلك الدليل في صوم الإثنين قوي جدًّا.

وأما صيام يوم الخميس، فقد جاء فيه أحاديث اختلف فيها؛ من أشهرها ما رواه أبو داود والنسائي عن أسامة بن زيد رضي الله عنه لما سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن يومي الإثنين والخميس قال: ((هما يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين، وأحب أن يعرض عملي وأنا صائم))، لكن جاءت شواهد عديدة لهذا الحديث؛ منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند الترمذي وابن ماجه، وحديث عائشة رضي الله عنها عند الترمذي والنسائي وابن ماجه، وحديث حفصة رضي الله عنها عند أبي دواد والنسائي، ومجموع هذه الأحاديث يدل على الاستحباب، واستحباب صيام الإثنين والخميس محل اتفاق عند الفقهاء.

3- ستة أيام من شوال:
ويدل على استحبابها حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه عند مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من صام رمضان، ثم أتبعه ستًّا من شوال كان كصيام الدهر)).

قوله صلى الله عليه وسلم: ((من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال))، ظاهر الحديث أنه لا بد من إتمام صوم رمضان، وعليه، فمن كان عليه قضاء من رمضان، فيبدأ به، حتى ينتهي أيام القضاء، ليصدق عليه أنه صام رمضان كاملًا، ثم يتبعه بست من شوال كما هو ظاهر الحديث، وعلى هذا فالمرأة إذا أفطرت أيامًا من رمضان بسبب حيضها، فإنها تبدأ بالقضاء، ثم تتبعها بصيام ست من شوال.

وعلى هذا القيد يرد إشكالًا، وهو معنى هذا أن عائشة رضي الله عنها لم تكن تصوم ستة أيام من شوال دائمًا؛ لأنها تقول: ((كان يكون على الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان)).

والجواب على هذا نقول: يحتمل أن عائشة رضي الله عنها نقلت في حديث القضاء عن حالها في سنة من السنوات، أو سنتين، ولم تستطع وقتها أن تصوم من شوال، وليس معنى هذا أن ديدنها في القضاء كل سنة، ويحتمل أنها نقلت عن حالها في القضاء قبل مشروعية صيام ستة أيام من شوال.

قال شيخنا ابن عثيمين (في الممتع 6/ 466): "ثم إن السنة أن يصومها بعد انتهاء قضاء رمضان لا قبله، فلو كان عليه قضاء ثم صام الستة قبل القضاء، فإنه لا يحصل على ثوابها، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من صام رمضان))، ومن بقي عليه شيء منه فإنه لا يصح أن يقال إنه صام رمضان، بل صام بعضه".

يجوز صيام هذه الأيام الستة في أي أيام شوال سواء كانت متتابعة أو متفرقة، ويستحب أن تصام بعد يوم العيد مباشرة؛ لِما في ذلك من المسارعة إلى الخيرات.

4- شهر الله المحرم:
الإكثار من صيام شهر الله المحرم مستحب، وصومه أفضل الصيام بعد رمضان.

ويدل على ذلك: حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم))؛ [رواه مسلم].

وهذا الشهر آكد الأيام فيه صومًا اليوم العاشر (عاشوراء)، ثم التاسع.

5- عاشوراء:
وهو اليوم العاشر من شهر الله المحرم، وكان صيامه واجبًا أول الإسلام ثم نسخ وبقي استحبابه فيسن صيامه؛ ((لأنه يوم نجى الله فيه موسى عليه السلام وقومه وأهلك فرعون وقومه))؛ كما جاء في الحديث المتفق عليه عن أبي موسى، وثوابه أنه يكفر السنة التي قبله.

ويدل على ذلك: حديث أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: ((أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله))؛ [رواه مسلم].

قال ابن القيم في زاد المعاد 2/ 66: "وأما صيام يوم عاشوراء فإنه كان يتحرى صومه على سائر الأيام، ولما قدم المدينة وجد اليهود تصومه وتعظمه، فقال: ((نحن أحق بموسى منكم))، فصامه وأمر بصيامه، وذلك قبل فرض رمضان، فلما فرض رمضان قال: ((من شاء صامه، ومن شاء تركه)).

يستحب صيام اليوم التاسع مع العاشر:
ويدل على ذلك: حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لئن بقيت إلى قابل لأصومنَّ التاسع والعاشر))؛ [رواه مسلم]، و(قابل)؛ أي: إلى عام قابل.

ولا يكره إفراد اليوم العاشر بالصيام خلافًا للمذهب، وبإفراده ينال الثواب المترتب على صيامه؛ لثبوت النص به.

قال شيخ الإسلام في الاختيارات (ص: 110): "وصيام يوم عاشوراء كفارة سنة، ولا يكره إفراده بالصوم، ومقتضى كلام أحمد أنه يكره".

فائدة: حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا: ((خالفوا اليهود صوموا يومًا قبله أو يومًا بعده))؛ [رواه أحمد وابن خزيمة]، وعند البيهقي: ((يومًا بعده ويومًا قبله))؛ [وهو حديث ضعيف في سنده ابن أبي ليلى، وهو سيئ الحفظ].

ورواه عبدالرزاق والبيهقي موقوفًا بسند صحيح عن ابن عباس بلفظ: ((صوموا اليوم التاسع والعاشر، وخالفوا اليهود)).

6- تسع ذي الحجة:
والمقصود بها من أول يوم في شهر ذي الحجة إلى اليوم التاسع.

ويدل على استحبابها: حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام – يعني: العشر – قالوا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء))؛ [رواه البخاري]، والصوم من العمل الصالح.

هل هناك حديث ينص على تخصيص هذه الأيام بالصيام؟
هناك حديثان متعارضان:
1- جاء في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يصوم هذه الأيام التسع.

2- جاء عند أحمد والنسائي عن حفصة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يدع صيام هذه الأيام التسع.

قال الإمام أحمد: "إن المثبت مقدم على النافي"، فحديث إثبات الصيام مقدم على نفي صيام تلك الأيام.

وقال بعض أهل العلم: "تعارضا فتساقطا فيرجع إلى الحديث العام: ((ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام العشر))".

أجاب العلماء - ومنهم النووي - عن حديث عائشة رضي الله عنها في عدم صوم النبي صلى الله عليه وسلم الأيام التسع من ذي الحجة بأجوبة؛ منها:
أ- أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يصوم لعارض مرَّ به منعه من الصيام كسفر أو مرض وغيرهما.

ب- أن كون عائشة رضي الله عنها نفت صيام النبي صلى الله عليه وسلم لهذه لا يعني أنه كان لا يصومها، وعائشة هنا حدثت بما رأت، فهي لم تره صائمًا فيها، ولا يعني هذا أنه لم يكن يصومها.

قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى 25/ 287: "أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان، وليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة".

فائدة: قوله تعالى: ﴿ يَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ﴾ [الحج: 28]: هي أيام عشر ذي الحجة عند أكثر المفسرين؛ [انظر تفسير الطبري: 9/ 138].

7- يوم عرفة لغير الحاج:
ويوم عرفة هو اليوم التاسع من ذي الحجة، وهو آكد أيام تسع ذي الحجة، وثوابه أنه يكفر سنتين.

ويدل على ذلك: حديث أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل عن صوم يوم عرفة فقال: ((أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده))؛ [رواه مسلم].

ما المراد بالتكفير في حديث أبي قتادة في يوم عاشوراء أو يوم عرفة؟
قال النووي: "المراد الصغائر للآية؛ وهي قوله تعالى: ﴿ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ ﴾ [النساء: 31]، فإن لم تكن، رُجي التخفيف من الكبائر، فإن لم تكن، رُفعت له به الدرجات"؛ [شرح للنووي: 8/ 51].

الحاج لا يسن له صيام يوم عرفة، بل السنة في حقه أن يفطر ذلك اليوم؛ لِما ثبت في الصحيحين من حديث أم الفضل بنت الحارث رضي الله عنها: ((أنها بعثت للنبي صلى الله عليه وسلم لبنًا في ذلك اليوم وهو حاج فشربه))، ولما في الفطر من التقوِّي على العبادة والدعاء في حق الحاج.

قال ابن القيم في الهدي 2/ 77: "وكان من هديه صلى الله عليه وسلم إفطار يوم عرفة بعرفة".

قال في الإفصاح 1/ 253: "واتفقوا على أن صوم يوم عرفة مستحب لمن لم يكن بعرفة".

8- صوم يوم وإفطار يوم:
وهذا أفضل الصيام وهو صيام داود عليه السلام.

ويدل على ذلك: حديث عبدالله بن عمرو العاص رضي الله عنهما: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغه أن عبدالله بن عمرو يسرد الصوم؛ فيصوم كل يوم، ويقوم الليل، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: فصم وأفطر، إلى أن قال له النبي صلى الله عليه وسلم: صم يومًا، وأفطر يومًا، وذلك صيام داود عليه السلام، وهو أعدل الصيام، قال: قلت: فإني أطيق أفضل من ذلك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا أفضل من ذلك))؛ [رواه البخاري ومسلم].

فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا أفضل الصيام، فيكون هذا أفضل ممن يسرد الصوم فيصوم كل يوم.

ولكن هذا الصوم مشروط بما إذا لم يضيع واجبًا أوجبه الله عليه؛ كالصلاة، والعمل الذي فيه نفقة أهله، وإعاشتهم، فإن ضيع ما أوجب الله عليه، كان صومه منهيًّا عنه، لأنه لا يمكن أن تُضاع فريضة من أجل نافلة.

قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى 25/ 272: "فمتى كانت العبادة توجب له ضررًا يمنعه عن فعل واجب أنفع له منها، كانت محرمة مثل أن يصوم صومًا يضعفه عن الكسب الواجب أو يمنعه عن العقل أو الفهم الواجب...".

فائدة: صوم التطوع للمرأة لا بد أن تستأذن فيه زوجها، وأما الفرض لا يستأذن فيه زوج، ولا غيره.

ويدل على ذلك: حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تصوم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه))؛ [متفق عليه].

9- صوم شهر شعبان:
والمقصود الإكثار من الصوم في شهر شعبان؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الصوم فيه.

ويدل على ذلك: حديث عائشة رضي الله عنها قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صيامًا منه في شعبان))؛ [متفق عليه].

وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: ((قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان، فقال: ذاك شهر تغفل الناس عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم))؛ [رواه النسائي، وصححه الألباني].

اختلف أهل العلم في أسباب كثرة صيامهصلى الله عليه وسلمفي شعبان على عدة أقوال:
قيل: إنه كان يشتغل عن صوم الثلاثة أيام من كل شهر لسفر أو غيره، فتجتمع، فيقضيها في شعبان، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عمل بنافلة أثبتها، وإذا فاتته قضاها.

وقيل: إن نساءه كن يقضين ما عليهن من رمضان في شعبان، فكان يصوم لذلك؛ كما ورد عن عائشة رضي الله عنها أنها تؤخر قضاء رمضان إلى شعبان؛ لشغلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصوم.

وقيل: لأن صيام شعبان كالتمرين على صيام رمضان، لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده فيدخل رمضان بقوة ونشاط.

وقيل: لأنه شهر يغفل الناس عنه؛ لحديث أسامة السالف الذكر والذي فيه: ((ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان)).

قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله: "صيام شعبان أفضل من صيام الأشهر الحرم، وأفضل التطوع ما كان قريبًا من رمضان قبله وبعده، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها، وهي تكملة لنقص الفرائض، وكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده، فكما أن السنن الرواتب أفضل من التطوع المطلق بالصلاة، فكذلك يكون صيام ما قبل رمضان وبعده أفضل من صيام ما بعد عنه.

مسألة: اختلف أيهما أفضل في صوم التطوع شهر الله المحرم أو شعبان؟
فقيل: شهر الله المحرم؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم))؛ [رواه مسلم].

وقيل: شهر شعبان لإكثار النبي صلى الله عليه وسلم من الصوم فيه؛ كما في حديث عائشة المتفق عليه، وقد سبق.

والأظهر والله أعلم: القول الأول، وأن يقال كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم)).

وهو نص وصريح في هذه المسألة مع سنية الإكثار من الصوم في شعبان، وقوله صلى الله عليه وسلم مقدم على فعله، كما هو معروف من القواعد الأصولية.

فإن قيل: لماذا أكثر النبيصلى الله عليه وسلم من الصيام في شعبان دون المحرم؟
فالجواب: ما قاله النووي: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم"، تصريح بأنه أفضل الشهور للصوم، وقد سبق الجواب عن إكثار النبي صلى الله عليه وسلم من صوم شعبان دون المحرم، وذكرنا فيه جوابين: "أحدهما: لعله إنما علم فضله في آخر حياته، والثاني: لعله كان يعرض فيه أعذار من سفر أو مرض أو غيرها"؛ [انظر: شرح مسلم المجلد (8)، حديث (1163)].

المسألة الثانية: ما نهي عن صيامه
1- إفراد رجب بالصيام:
يكره إفراد رجب بالصيام؛ لأن فيه إحياء لشعار الجاهلية؛ فقد كان العرب يعظمونه في الجاهلية ولا يستحلون فيه القتال، ويقال: رجب مضر؛ لأن مضر كانوا أشد الناس تعظيمًا له، وأما في السُّنة فلم يرد تعظيمًا له، لكن إن أفطر بعض رجب أو صام مع رجب شهر آخر، زالت الكراهة لزوال تخصيصه وتعظيمه، ولعدم مشابهته برمضان.

وورد عن عمر بن الخطاب أنه كان يضرب أيدي الناس، ليضعوا أيديهم في الطعام في رجب، ويقول: لا تشبهوه برمضان.

ودخل أبو بكر فرأى أهله قد اشتروا كيزانًا للماء، واستعدوا للصوم، فقال: ما هذا؟ فقالوا: رجب، فقال: أتريدون أن تشبهوه برمضان؟ وكسر تلك الكيزان.

قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى 25/ 290: "وأما صوم رجب بخصوصه، فأحاديثه كلها ضعيفة بل موضوعة".

2- إفراد الجمعة:
يكره صيام الجمعة مفردًا، إلا أن يصام قبله يوم، أو بعده يوم.

ويدل على ذلك: حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تصوموا يوم الجمعة إلا وقبله يوم أو بعده يوم))؛ [متفق عليه].

فإن صام يومًا قبل الجمعة أو يومًا بعده، أو وافق صومه صيامًا معتادًا كان يصومه، بأن كان يصوم يومًا ويفطر يومًا، ووافق ذلك الجمعة، أو كان لصيامه سبب كالقضاء، أو وافق عرفة أو عاشوراء وما أشبهه، فإن الكراهة تزول والله أعلم – لأنه لم يخص الجمعة بذلك، وإنما وافقت سببًا عنده.

ويدل على ذلك: حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام، إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم))؛ [رواه مسلم].

فلا يشرع تخصيص يوم الجمعة بالصيام؛ لأن هذا يؤدي إلى الغلو فيه.

إذًا النهي عن صيام يوم الجمعة ينتفي بأحد أمرين:
الأول: إذا جمع مع يوم الجمعة يومًا قبله أو بعده؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تصوموا يوم الجمعة إلا وقبله يوم أو بعده يوم))، فإذا صام مع الجمعة يوم الخميس أو السبت، فصيامه جائز، ولا نهي فيه.

الثاني: أن يوافق يوم الجمعة صيامًا معتادًا عنده؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم)).

قوله: ((إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم)) دليل على أن النهي للكراهة لا للتحريم؛ إذ إنه لو كان للتحريم لما استثنى، والله أعلم.

قال النووي: "الحكمة في كراهة صومه أنه يوم دعاء، وذكر وعبادة، فاستحب الفطر فيه ليكون أعون عليها، ولأنه عيد الأسبوع الذي هدى الله إليه هذه الأمة، حينما أضل عنه اليهود الذين عظموا السبت، وأضل عنه النصارى الذين عظموا يوم الأحد، فالحمد لله على نعمته وهدايته".

3- إفراد السبت:
قال بعض أهل العلم: يكره إفراد السبت بالصوم وهو قول المذهب.

واستدلوا: بحديث الصماء بنت بسر رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم، فإن لم يجد أحدكم إلا عود عنب أو لحاء شجرة فليمضغه))؛ [والحديث رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي].

والقول الثاني: أنه لا يكره صومه سواء صامه مفردًا أو صام معه يومًا، وهذا القول هو الأظهر، والله أعلم، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، وأما حديث الصماء، فضعفه أهل العلم؛ لسببين: أولاهما: لنكارة متنه؛ حيث إنه خالف أحاديث صحيحة كالحديث السابق في صيام يوم الجمعة؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يخص بالصيام، وتزول الخصوصية لو صام اليوم الذي بعده، والذي بعده هو يوم السبت، ومخالف أيضًا لحديث جويرية بنت الحارث رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة، فقال: ((أصمتِ أمس، قالت: لا، قال أتريدين أن تصومي غدًا؟ قالت: لا، قال: فأفطري))؛ [والحديث رواه البخاري]، فهذا الحديث في صوم التطوع بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها أن تفطر، ولو كان صوم فرض، لما أمرها أن تفطر وتقطع صيامها، وأمرها إن كانت تجمع مع صيامها السبت، فلا حرج، وهذا يعارض حديث الصماء في النهي عن صيام السبت، فهذان حديثان كلاهما يدلان على جواز صيام يوم السبت.

والسبب الثاني: الاضطراب في سنده، فقد اضطرب الرواة فيه فتارة يرويه عبدالله بن بسر عن أخته الصماء، وتارة يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم كما عند النسائي وابن ماجه وأحمد، وتارة عن أمه كما في الفوائد للرازي، وتارة عن عمته كما عند ابن خزيمة والنسائي، وتارة عن خالته الصماء كما عند النسائي أيضًا، وممن ضعفه لهذين السببين جمعٌ من الحفاظ؛ منهم الإمام أحمد، ومالك، والنسائي، ويحيى بن سعيد، والطحاوي، والزهري، والأوزاعي، وابن القيم، وابن حجر، وأعله شيخ الإسلام ابن تيمية بالشذوذ أو النسخ.

4- يوم الشك:
يوم الشك: هو ليلة الثلاثين من شعبان إذا كان في السماء ما يمنع رؤية الهلال كغيم أو قتر؛ أي: غبار.

والقول الراجح والله أعلم: أن صيامه محرم (وقد سبقت مباحثه في باب وقت صوم رمضان ورؤية هلاله).

5- يوم العيدين:
يحرم صوم يومي العيد: الفطر والأضحى، بإجماع أهل العلم؛ [انظر مراتب الإجماع: لابن حزم ص: 40).

ويدل على ذلك: حديث أبي سعيد رضي الله عنه: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم يومين، يوم الفطر ويوم النحر))؛ [متفق عليه].

قال في الإفصاح 1/ 248: "وأجمعوا على أن يوم العيدين حرام صومهما، وأنهما لا يجزيان إن صامهما لا عن فرض ولا نذر، ولا قضاء ولا كفارة ولا تطوع، إلا أبا حنيفة، فإنه قال: إن نذر صوم يوم العيد، فالأولى أن يفطره ويصوم غيره، فإن لم يفعل وصامه أجزأه عن النذر".

6- أيام التشريق:
أيام التشريق: هي ثلاثة أيام تلي عيد النحر؛ سميت بذلك، قيل: من تشريق لحوم الأضاحي؛ أي: نشرها وبسطها لتجف، وقيل: لأن الهدْيَ والضحايا لا تُنحر حتى تشرق الشمس.

يحرم صوم أيام التشريق:
ويدل على ذلك: حديث نبيشة الهذلي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أيام التشريق أيام أكل وشرب))؛ [رواه مسلم].

من حج قارنًا أو متمتعًا ولم يجد الهدي، فإنه يصوم ثلاثة في الحج، وسبعة إذا رجع إلى أهله، فيجوز لمن عدم الهدي وكان قارنًا أو متمتعًا أن يصوم أيام التشريق، وهذا قول المذهب، وهو القول الراجح، والله أعلم.

ويدل على ذلك: حديث عائشة وابن عمر رضي الله عنهما أنهما قالا: ((لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي))؛ [رواه البخاري].

المسألة الثالثة: من دخل في فرض موسع حرم عليه قطعه
مثاله:
أ- في الصلاة: لما أذن لصلاة الظهر قام يصلي الظهر، ثم أراد أن يقطع الصلاة، ويصلي فيما بعد، فلا يحل له ذلك، مع أن الوقت موسع إلى العصر؛ لأن صلاة الظهر واجب قد شرع فيه.

ويستثنى من ذلك ما إذا كان لضرورة، أو ليأتي بما هو أكمل منه، كمن فاتته صلاة الظهر وصلى وحده، ثم دخلت جماعة، فقطع صلاته ليدخل معهم؛ فيدرك الجماعة.

ب- في الصيام:
سبق أن قضاء رمضان على التراخي؛ ويدل عليه حديث عائشة وفعلها مع النبي صلى الله عليه وسلم، إذًا قضاء رمضان فرض موسع، فمن شرع فيه، فلا يحل له قطعه إلا بعذر، فلو نوى أن يصوم يومًا من الأيام قضاءً لما أفطره في رمضان، فإذا شرع في صيامه، فلا يحل له قطعه إلا بعذر.

المسألة الرابعة: من دخل في صوم نفل يجوز له قطعه
وهذا هو قول المذهب، وهو الراجح، والله أعلم.

ويدل على ذلك:
1- حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ((يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أُهدي لنا حيس فقال: أرنيه، فلقد أصبحت صائمًا، فأكل))؛ [رواه مسلم]، والحيس: هو الطعام المتخذ من التمر والأقط والسمن؛ [النهاية في غريب الحديث 1/ 467].

2- حديث أبي جحيفة رضي الله عنه وفيه: ((قال أبو الدرداء لسلمان: كل فإني صائم، فقال سلمان: ما أنا بآكل، حتى تأكل فأكل... فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صدق سلمان))؛ [رواه البخاري].

دل هذا على أن من دخل في نفل يجوز له قطعه.

من صام نفلًا ثم قطعه لا يلزمه أن يقضيه:
مثاله: رجل نوى أن يصوم يوم الإثنين فأصبح صائمًا، ثم قطع صيامه فأفطر، فإنه لا يلزمه أن يقضى صيام يوم الإثنين؛ لأنه صيام نفل، وهكذا كل نفل، لأنه لو لزمه أن يقضيه للزمه إتمامه وعدم قطعه، وهذا هو قول المذهب، وهو الراجح، والله أعلم، ويستثنى من ذلك ما إذا شرع في حج أو عمرة تطوع، فإنه يجب إتمامها إذا شرع فيهما، ولو أفسدهما، لوجب قضاؤهما بلا خلاف بين أهل العلم.

ويدل على ذلك: قوله تعالى: ﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 196].

المسألة الخامسة: أحكام ليلة القدر
متى تكون ليلة القدر؟
قال الحافظ ابن حجر في بلوغ المرام: "اختلف في تعيينها على أربعين قولًا أوردتها في فتح الباري".

وليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان.

ويدل على ذلك:
1- حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان))؛ [رواه البخاري ومسلم].

2- حديث ابن عمر رضي الله عنه مرفوعًا: ((التمسوها في العشر الأواخر))؛ [رواه مسلم].

قال في الإفصاح 1/ 253: "واتفقوا على أن ليلة القدر في شهر رمضان إلا أبا حنيفة، فإنه قال: في جميع السنة".

وأوتار العشر الأواخر آكدها؛ وهي: الحادية، والثالثة، والخامسة، والسابعة، والتاسعة والعشرون.

ويدل على ذلك:
1- حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان))؛ [رواه البخاري].

2- حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليلة القدر في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى))، وفي رواية: ((في تسع يمضين))؛ [متفق عليه].

هل تكون ليلة القدر ثابتة في ليلة معينة من الأوتار أم أنها تنتقل؟
قال في الإفصاح 1/ 253: "... فقال الشافعي: ليلة إحدى وعشرين آكدها، ثم ليلة ثلاث وعشرين، وقال مالك: ليالي الإفراد من العشر الأواخر كلها سواء، وقال أحمد: ليلة سبع وعشرين".

قال ابن عثيمين في الممتع 6/ 492: "والصحيح أنها تنتقل فتكون عامًا ليلة إحدى وعشرين، وعامًا ليلة تسع وعشرين، وعامًا ليلة خمس وعشرين، وعامًا ليلة أربع وعشرين، وهكذا؛ لأنه لا يمكن جمع الأحاديث الواردة إلا على هذا القول، لكن أرجى الليالي ليلة سبع وعشرين، ولا تتعين فيها، كما يظنه الناس، فيبني على ظنه هذا أن يجتهد فيها كثيرًا، ويفتر فيما سواها من الليالي".

ومما يدل على أن آكدها ليلة سبع وعشرين، ما رواه أحمد ومسلم عن زر بن حبيش رضي الله عنه قال: سمعت أبي بن كعب يقول: ((وقيل له: إن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه يقول: من قام السنة أصاب ليلة القدر، فقال أبي: والله الذي لا إله إلا هو، إنها لفي رمضان، يحلف ما يستثني والله إني لأعلم أي ليلة هي، هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها، هي ليلة سبع وعشرين، وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها لا شعاع لها)).

ومما يدل على أنها تنتقل ما رواه أحمد ومسلم عن عبدالله بن أنيس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((رأيت ليلة القدر ثم أنسيتها، وأراني صبيحتها أسجد في ماء وطين، قال: فمطرنا في ليلة ثلاث وعشرين، صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انصرف، وإن أثر الماء والطين على جبهته وأنفه))، زاد مسلم: ((فكان عبدالله بن أنيس يقول: ثلاث وعشرين)).

الحكمة من إخفاء ليلة القدر:
ليجتهد المسلم في طلبها كما أخفيت ساعة الجمعة، واسم الله الأعظم وغير ذلك.

سبب تسمية ليلة القدر بهذا الاسم:
قيل: لأنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة إلى مثلها من السنة القادمة، والمراد التقدير الخاص لا العام؛ لأن العام متقدم على خلق السماوات والأرض؛ قال تعالى: ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾ [الدخان: 4]، قال قتادة: يفرق فيها أمر السنة، قال ابن القيم: وهذا هو الصحيح.

وقيل: لعظم قدرها عند الله، أو لأن للطاعات فيها قدرًا عظيمًا لمضاعفة الثواب فيها، ولا مانع من جمع السببين.

علامات ليلة القدر:
الأولى: ما ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن من علاماتها أن الشمس تطلع صبيحتها لا شعاع لها))، وفي رواية لأحمد من حديثه: ((مثل الطست)).

الثانية: ما ثبت من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عند ابن خزيمة والطيالسي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليلة القدر ليلة طلقة لا حارة ولا باردة، تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة)).

الثالثة: ما ثبت عند الطبراني من حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليلة القدر ليلة بلجة لا حارة ولا باردة، ولا يرمى فيها بنجم)).

الرابعة: ما ثبت في صحيح مسلم من حديث عبدالله بن أنيس رضي الله عنه السابق، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((... وأراني صبيحتها أسجد في ماء وطين، قال: فمطرنا ليلة ثلاث وعشرين صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انصرف، وإن أثر الماء والطين على جبهته وأنفه))، ولمسلم أيضًا من حديث ابن عمر رضي الله عنه نحوه.

فضل ليلة القدر:
أ- هي أفضل الليالي؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ [القدر: 1 - 5].

فمن فضائلها في هذه السورة:
1- أُنزل فيها القرآن الذي هو أفضل الكتب.
2- عظم شأنها وجلالة قدرها؛ كما في قوله تعالى: ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ﴾ [القدر: 2].
3- خير من ألف شهر، وقدَّرها أهل العلم بثلاث وثمانين سنة وأربعة أشهر.
4- نزول الملائكة والرحمة فيها.
5- وصفها بأنها سلام كلها، وخير كلها، لا شر فيها.
6- أن الله أنزل في فضلها سورة تتلى إلى يوم القيامة.

ب- وأما من السنة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه))؛ [متفق عليه].

قام ليلة القدر: أي: بالصلاة والقراءة والذكر والدعاء.

إيمانًا واحتسابًا: إيمانًا بما أعده الله من الثواب للقائمين في هذه الليلة العظيمة، واحتسابًا؛ أي: للأجر والثواب.

ماذا يقول من أدرك ليلة القدر؟
عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((يا رسول الله، إن وافقتها، فبمَ أدعو؟ قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنى))؛ [رواه أحمد وابن ماجه، وللترمذي بمعناه وصححه].





الموضوع الأصلي: صوم التطوع || الكاتب: حلم مستحيل || المصدر: منتديات سهام الروح

كلمات البحث

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات , مسابقات ، فعاليات ، قصص ، مدونات ، نكت , مدونات , تصميم , شيلات , شعر , قصص , حكايات , صور , خواطر , سياحه , لغات , طبيعة , مناضر, جوالات , حب , عشق , غرام , سياحه , سفر





 توقيع : حلم مستحيل

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن » 11:37 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها
ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009