07-01-2019, 12:53 PM
|
|
|
خلّي طلبني عنب يوم العنب يابس
(خلّي طلبني عنب يوم العنب يابس، سبعة عناقيد لازايد ولا ناقص) بهذه الأهزوجة وغيرها من الأهازيج الجميلة يبتدي الحطّابون يومهم بعد التوكل على الله، ففي أول أيام نجم الطرف الربيعي والمشهور بمناخه البارد والذي يصادف عادة الشهر الثاني من بداية السنة الميلادية عندما تحتّ أوراق الشجر، يتوجه عدد من الحطابين إلى بساتين العنب الموجودة في ضواحي الطائف في قرى بلاد ثمالة وبني سالم ووادي ليا وبني سعد والقيم والعرج شرق الطائف ووادي محرم، وقد تخصص بهذه الحرفة أشخاص قلائل من جيلنا السابق يعدّون على أصابع اليد الواحدة وأعني بهم الأشخاص الحرفيين الذين إمتهنوا هذه الحرفة وأجادوا فيها، ووالدي حفظه الله من الأشخاص القلائل الذين عملوا في هذه الحرفة وأجاد فيها فكان يذهب في موسم التحطيب لمدة شهر تقريبا وهي الفترة المناسبة والصالحة لتقليم أشجار العنب في تلك القرى، فحطب أو تقليم أشجار العنب من الحرف التي كانت موجودة في الجيل الماضي ولا زالت حتى وقتنا الحاضر وإن كانت ليست بالجودة التي كانت عليها في ماضي الزمن، وأذكر أنني رافقت والدي حفظه الله في صغري لعدة بساتين وأتذكر أن الأجواء كانت باردة جدا في تلك الفترة التي كان يعمل بها لحطب أشجار العنب وقد تعجّبت وأنا أنظر إليه بمقصه (الذهبي) الذي يحب أن يسميه كيف يقوم بقص فروع الأشجار فتجده يصادف فرعيين من أغصان شجرة العنب ولا تكاد تلحظ الفرق بينهما فيقص أحدهما ويترك الآخر ويستطيع أن يفرق بين الفرعين وكما ذكر لي أنه يترك القديم الذي له من العمر مايقرب من العام تقريبا ويقص الجديد ليتيح للشجرة تكوين أغصان جديدة تكون أكثر كثافة لتنتج محصولا جيدا للموسم القادم فتعطي أكبر كمية من المحصول وبأحسن وأجود نوعية.. ويقوم بعد ذلك بمساعدة أحد الأشخاص الذين يرافقونه عادة في هذه المهنة بترفيع الأغصان وترتيبها ووضع الدعائم من الأعواد المناسبة لها وتسمى القعيد وهي تقص من أشجار العرعر الذي كان يجلب من منطقة الشفا محملا على الجمال. رحم الله تلك الأيام والذكريات الجميلة.
|