منتديات سهام الروح - متى كان فرضُ الصوم والزكاة ؟

متى كان فرضُ الصوم والزكاة ؟

فرضت الزكاة على المسلمين، وهى الركن الثالث من أركان الإسلام؛ عن ابن عمر وعنهما، قال: «قال رسول الله رصـلى: «بنى الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا» [البخارى: 8 واللفظ له، ومسلم: 16].

ويقول صـلى الله عليه وسلم فى وصيته لمعاذ، حينما بعثه إلى اليمن: فاعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة فى أموالهم، تؤخذ من أغنيائهم، وترد على فقرائهم [البخارى: 1395 واللفظ له، ومسلم: 19].

النبى والصيام
وفى السنة الثانية فرض صيام رمضان على المسلمين، قال تعالى «يأَيُهَا الَذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَكُمْ تَتَقُونَ» [البقرة: 183]، وهو الركن الرابع من أركان الإسلام.

وكان هذا الشهر الكريم فرصة لتدارس النبى القرآن الكريم مع جبريل عليه السلام.
ومع كبير كرمه وعظيم جوده فى كل أوقاته وجميع أحيانه، فإنه كان يخص رمضان بكثرة الإنفاق والجود والبذل والعطاء، حيث كان أجود ما يكون فى رمضان.

فعن ابن عباس رضى الله عنهما، قال: «كان النبى أجود الناس بالخير، وأجود ما يكون
فى شهر رمضان؛ لأن جبريل كان يلقاه فى كل ليلة فى شهر رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه رسول الله القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة». [البخارى: 4997 واللفظ له، ومسلم: 2308].

وكان يعمر شهر رمضان بالذكر والعبادة والقيام والصدقة، ويسر بقدومه ويحدث عن عظيم فضله؛ عن أبى هريرة رضى الله عنه، عن النبى قال: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» [البخارى: 1901، ومسلم: 760].

وعنه رضى الله عنه، أن رسول الله قال: «الصيام جُنة» [البخارى: 1904، ومسلم: 1151/163].

الصيام شكرا لله لنجاة موسى:
وفى السنة الثانية من الهجرة صام النبى يوم عاشوراء، وحث أصحابه على صيامه؛ عن ابن عباس رعنهما، قال: قدم النبى المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: «ما هذا؟»، قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بنى إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى، قال:«فأنا أحق بموسى منكم»، فصامه، وأمر بصيامه. [البخارى: 2004 واللفظ له، ومسلم: 1130].

ولقد كانت قريش تصوم يوم عاشوراء وكان النبى يصومه منذ ما قبل مبعثه، فلما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يصومونه، فسألهم عن سبب صومهم له، فصامه وأمر أصحابه بصيامه.

فلما أمرهم بذلك امتثلوا أمره، فكانوا يصومون ويصومون أولادهم.

وعن الربيع بنت معوذ ابن عفراء رضى الله عنها، قالت: «أرسل رسول الله غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار، التى حول المدينة: «من كان أصبح صائما، فليتم صومه، ومن كان أصبح مفطرا، فليتم بقية يومه» فكنا، بعد ذلك نصومه، ونصوم صبياننا الصغار منهم إن شاء الله، ونذهب إلى المسجد، فنجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناها إياه عند الإفطار». [البخارى: 1960، ومسلم: 1136 واللفظ له].

فلما فرض رمضان على المسلمين كان صيام يوم عاشوراء على الاستحباب؛ عن عائشة رضى الله عنها، قالت: «كان رسول الله أمر بصيام يوم عاشوراء، فلما فرض رمضان كان من شاء صام ومن شاء أفطر». [البخارى: 2001 واللفظ له، ومسلم: 1125/115].
وعن جابر بن سمرة رعنهما، قال: «كان رسول الله صـلى الله عليه وسلم «يأمرنا بصيام يوم عاشوراء، ويحثنا عليه، ويتعاهدنا عنده، فلما فرض رمضان، لم يأمرنا، ولم ينهنا ولم يتعاهدنا عنده». [مسلم: 1128].

ولقد أراد النبى صلى الله عليه وسلم قبل وفاته أن يخالف اليهود فى صيامه يوم عاشوراء بأن يصوم يوما قبله؛ فعن ابن عباس، قال: «حين صام رسول الله يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا: يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى فقال رسول الله: «فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع»، فلم يأت العام المقبل، حتى توفى رسول الله صـلى الله عليه وسلم [مسلم: 1134، وأصله متفق عليه].