هل يرضى بالدنيا إلا من أفسد آخرته؟
هل يرضى بالدنيا إلا من أفسد آخرته؟
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [آل عمران: 157]. القتل في سبيل الله أعظم أمنية لأهل الإيمان، وهم عليه أحرص من أهل الدنيا على دنياهم، ولقد كان سلف هذه الأمة يخوضون غمرات الموت، ويقتحمون دروبه، لعلمهم أنه يفضي بهم إلى رضوان الله تعالى، ويبلغهم درج الجنان. وكان كل واحد منهم يمني نفسه بتلك الرتبة المنيفة، ويتشوف لك المنزلة الشريفة، فإذا لاحت لهم أعلامها طاروا إليها زرافات ووحدانًا؛ ولو كانوا من ذوي الأعذار؛ وهذا عَمْرَو بْنُ الْجَمُوحِ كَانَ رَجُلًا أَعْرَجَ شَدِيدَ الْعَرَجِ، وَكَانَ لَهُ بَنُونَ أَرْبَعَةٌ مِثْلَ الْأُسْدِ، يَشْهَدُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَشَاهِدَ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ أَرَادُوا حَبْسَهُ، وَقَالُوا لَهُ: إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ: قَدْ عَذَرَكَ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إنَّ بَنِيَّ يُرِيدُونَ أَنْ يَحْبِسُونِي عَنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَالْخُرُوجِ مَعَك فِيهِ، فو الله إنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَطَأَ بِعَرْجَتِي هَذِهِ فِي الْجَنَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ عَذَرَكَ اللَّهُ فَلَا جِهَادَ عَلَيْكَ، وَقَالَ لِبَنِيهِ: مَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَمْنَعُوهُ، لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَهُ الشَّهَادَةَ فَخَرَجَ مَعَهُ فَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ[1]. وهذا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ كَانَ رَجُلا أَعْمَى، وَكَانَ يقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أَسْتَطِيعُ الْجِهَادَ لَجَاهَدْتُ. ومع أنه الله تعالى عذره إلا أنه خرجَ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ يُقَاتِلُ وَعَلَيْهِ دِرْعٌ له، ومَعَهُ رَايَةٌ سوداء. وهذا سَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ يُسَاهِمُ أَبَاهُ فِي الْخُرُوجِ إلى غزوة بَدْرٍ، فَقَالَ سَعْدٌ لِأَبِيهِ: إنّهُ لَوْ كَانَ غَيْرَ الْجَنّةِ آثَرْتُك بِهِ، إنّي لَأَرْجُو الشّهَادَةَ فِي وَجْهِي هَذَا! فَقَالَ خَيْثَمَةُ: آثِرْنِي، وَقِرْ مَعَ نِسَائِك! فَأَبَى سَعْدٌ، فَقَالَ خَيْثَمَةُ: إنّهُ لَا بُدّ لِأَحَدِنَا مِنْ أَنْ يُقِيمَ. فَاسْتَهَمَا، فَخَرَجَ سهمُ سَعْدِ فقتلَ بِبَدْرٍ. وهل يرضى بالدنيا إلا مَنْ سفه نفسه، أو أفسد آخرته! ألم يقل اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ﴾ [التوبة: 38]. وكيف يرضى بالدنيا مَنْ سَمِعَ قَولَ تَعَالَى: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾ [آل عمران: 169]. [1] سيرة ابن هشام (2/ 91). |
رد: هل يرضى بالدنيا إلا من أفسد آخرته؟
موضوع رائع ومميز
طرحت فابدعت دمت ودام عطائك سلمت اناملك الذهبيه على ماخطته لنا اعذب التحايا لك لكـ خالص احترامي |
رد: هل يرضى بالدنيا إلا من أفسد آخرته؟
|
رد: هل يرضى بالدنيا إلا من أفسد آخرته؟
يعطيكم العافية
للتواجد المميز شكري ووردي |
رد: هل يرضى بالدنيا إلا من أفسد آخرته؟
يعَطَيَكَ اَلَعَآفَيَـهَ عَلَىَّ اَلَإنَتَقَآء اَلَرَوًّعَـهَ
شَكَرَاًَ لَكَ مَنَ اَلَقَلَبَ عَلَىَّ هَذآ اَلَمَجَهَُوًّدَ , مَاَأنَحَرَمَ مَنَ عَطَـآءكَ اَلَمَمَيَزَّ يََ رَبَ ! دَمَتَ بَحَفَظَ اَلَلَهَ وًّرَعَآيَتَهَ |
رد: هل يرضى بالدنيا إلا من أفسد آخرته؟
جُزاكّ الله خُير علىّ مُـا قُدمتّ
ورزُقكّ بُكُل حَرف خّطتهَ أناملكّ جُزيل الحُسناتّ وُ جعلكّ مُباركة حيثُ كُنت |
رد: هل يرضى بالدنيا إلا من أفسد آخرته؟
موضوع راقي
كل الشكر للانتقاء المميز تقديري |
رد: هل يرضى بالدنيا إلا من أفسد آخرته؟
جزاك الله خير
وجعله في موازين حسناتك وانارالله دربك بالايمان ماننحرم من جديدك المميز امنياتي لك بدوام التألق والابداع دمـت بحفظ الله ورعايته |
رد: هل يرضى بالدنيا إلا من أفسد آخرته؟
|
رد: هل يرضى بالدنيا إلا من أفسد آخرته؟
جزاك الله خير
كُلّ الثُنايَا وْ التُقديرَ لفَائِق العُنايةَ بالطُرحَ المُفيدَ دُمتّ وْ الضُياءْ |
الساعة الآن » 05:47 AM.
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها
ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف