حلم مستحيل
04-28-2022, 03:35 AM
أهمية التيامن في الإسلام
أيها المسلم الكريم، من السنن النبوية صلى الله عليه وسلم التي غابت من واقع كثير من الناس اليوم، هي سنة التيمن، والتَّيَمُّنُ كما يقول ابن الأثير (رحمه الله) هو: "الِابْتِدَاءُ فِي الأفعالِ باليدِ اليُمْنى، والرِّجْلِ اليُمْنَى، والجانِبِ الأيْمَن" [1].
ولقد علَّمَنا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم البَدْء باليمينِ في شؤوننا كلها؛ لأن اليَمين جِهةٌ مُبارَكةٌ في مُسمَّاها؛ فأهلُ اليمينِ لهم البشرى في الآخرة فهم أهلُ الجنَّةِ قال تعالى: ﴿ وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ * فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ * وَظِلٍّ مَمْدُودٍ * وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ * وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ * وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ * إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا * لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴾ [الواقعة: 27 - 38].
فالتيامن سنة واظب عليها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في كل شؤونه، طوال حياته وحثنا على فعلها، تقول السيدة عائشة (رضي الله عنها): ((كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ التَّيَمُّنَ مَا اسْتَطَاعَ فِي شَأْنِهِ كُلِّهِ فِي طُهُورِهِ وَتَرَجُّلِهِ وَتَنَعُّلِه )) [2].
والحديث ذكرت فيه ثلاثة أمثلة:
(أولها: التطهُّر)، فالسنة في الوضوء والغسل: البداءة باليد اليمنى، والقدم اليمنى،
(وثانيها: الترجُّل) وهو تسريح الشعر ودهنه، فالسنة البداءة بجانبه الأيمن،
(وثالثها: التنعُّل) وهو لبس النعل؛ فالسنة البداءة بالقدم اليمنى.
وقال ابْن عُمَرَ رضي الله عنه: إنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ، وَإِذَا شَرِبَ فَلْيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ، وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ)) [3].
فالسنة النبوية أوضحت أمورًا كثيرة ينبغي على المسلم مباشرتها بيمينه ففي الوضوء الذي هو مقدمة الدخول في الصلاة نبدأه باليمين في غسل اليدين وكـذلك الرجلين، وفي الصلاة نضع اليد اليمنى على اليسرى، وإذا صلى اثنان أحدهما إمام للآخر، وقف المأموم على يمين الإمام، وفي الخروج من الصلاة، فإن التسليم يكون أولًا من جهة اليمين، وكذلك الأمر في كثير من شؤوننا الحياتية، نبدأ لباسنا باليمين ثوبًا، أو نعلًا، وغيرها.
ولذلك يقول الإمام النووي (رحمه الله): "هذه قاعدة مستمرة في الشرع وهي إنما كَانَ مِنْ بَابِ التَّكْرِيمِ وَالتَّشْرِيفِ؛ كَلُبْسِ الثَّوْبِ وَالسَّرَاوِيلِ وَالْخُفِّ وَدُخُولِ الْمَسْجِدِ وَالسِّوَاكِ، وَالِاكْتِحَالِ وَتَقْلِيمِ الْأَظْفَارِ وَقَصِّ الشَّارِبِ، وَتَرْجِيلِ الشَّعْرِ وَهُوَ مَشْطُهُ، وَنَتْفِ الْإِبْطِ وَحَلْقِ الرَّأْسِ، وَالسَّلَامِ مِنَ الصَّلَاةِ، وَغَسْلِ أَعْضَاءِ الطَّهَارَةِ، وَالْخُرُوجِ مِنَ الْخَلَاءِ، وَالْأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَالْمُصَافَحَةِ، وَاسْتِلَامِ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا هُوَ فِي مَعْنَاهُ يُسْتَحَبُّ التَّيَامُنُ فِيهِ.
وَأَمَّا مَا كَانَ بِضِدِّهِ؛ كَدُخُولِ الْخَلَاءِ وَالْخُرُوجِ مِنَ الْمَسْجِدِ وَالِامْتِخَاطِ وَالِاسْتِنْجَاءِ، وَخَلْعِ الثَّوْبِ وَالسَّرَاوِيلِ وَالْخُفِّ، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ، فَيُسْتَحَبُّ التَّيَاسُرُ فِيهِ، وَذَلِكَ كُلَّهُ بِكَرَامَةِ الْيَمِينِ وَشَرَفِهَا وَاللَّهُ " [4].
فلْنحرص على هذه السُّنَّة النبوية الجميلة، وليكن اليمين مُقَدَّمًا في جميع شؤوننا، في مأكلنا، ومشربنا، وملبسنا، ونومنا، ....إلخ، اقتداءً بسنة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.
نسأل الله تعالى لنا ولكم الحفظ، والسلامة، والعافية من كل داء، وحسن الختام، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
[1] النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير:(5/ 302).
[2] صحيح البخاري، كتاب الصلاة - باب التَّيَمُّنِ فِي دُخُولِ الْمَسْجِدِ وَغَيْرِهِ: (1/ 116)، برقم (426).
[3] صحيح مسلم، كتاب الأشربة - بَابُ آدَابِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَأَحْكَامِهِمَا: (3/ 1598)، برقم (2020).
[4] شرح النووي على صحيح مسلم: (3/ 160).
أيها المسلم الكريم، من السنن النبوية صلى الله عليه وسلم التي غابت من واقع كثير من الناس اليوم، هي سنة التيمن، والتَّيَمُّنُ كما يقول ابن الأثير (رحمه الله) هو: "الِابْتِدَاءُ فِي الأفعالِ باليدِ اليُمْنى، والرِّجْلِ اليُمْنَى، والجانِبِ الأيْمَن" [1].
ولقد علَّمَنا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم البَدْء باليمينِ في شؤوننا كلها؛ لأن اليَمين جِهةٌ مُبارَكةٌ في مُسمَّاها؛ فأهلُ اليمينِ لهم البشرى في الآخرة فهم أهلُ الجنَّةِ قال تعالى: ﴿ وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ * فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ * وَظِلٍّ مَمْدُودٍ * وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ * وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ * وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ * إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا * لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴾ [الواقعة: 27 - 38].
فالتيامن سنة واظب عليها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في كل شؤونه، طوال حياته وحثنا على فعلها، تقول السيدة عائشة (رضي الله عنها): ((كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ التَّيَمُّنَ مَا اسْتَطَاعَ فِي شَأْنِهِ كُلِّهِ فِي طُهُورِهِ وَتَرَجُّلِهِ وَتَنَعُّلِه )) [2].
والحديث ذكرت فيه ثلاثة أمثلة:
(أولها: التطهُّر)، فالسنة في الوضوء والغسل: البداءة باليد اليمنى، والقدم اليمنى،
(وثانيها: الترجُّل) وهو تسريح الشعر ودهنه، فالسنة البداءة بجانبه الأيمن،
(وثالثها: التنعُّل) وهو لبس النعل؛ فالسنة البداءة بالقدم اليمنى.
وقال ابْن عُمَرَ رضي الله عنه: إنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ، وَإِذَا شَرِبَ فَلْيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ، وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ)) [3].
فالسنة النبوية أوضحت أمورًا كثيرة ينبغي على المسلم مباشرتها بيمينه ففي الوضوء الذي هو مقدمة الدخول في الصلاة نبدأه باليمين في غسل اليدين وكـذلك الرجلين، وفي الصلاة نضع اليد اليمنى على اليسرى، وإذا صلى اثنان أحدهما إمام للآخر، وقف المأموم على يمين الإمام، وفي الخروج من الصلاة، فإن التسليم يكون أولًا من جهة اليمين، وكذلك الأمر في كثير من شؤوننا الحياتية، نبدأ لباسنا باليمين ثوبًا، أو نعلًا، وغيرها.
ولذلك يقول الإمام النووي (رحمه الله): "هذه قاعدة مستمرة في الشرع وهي إنما كَانَ مِنْ بَابِ التَّكْرِيمِ وَالتَّشْرِيفِ؛ كَلُبْسِ الثَّوْبِ وَالسَّرَاوِيلِ وَالْخُفِّ وَدُخُولِ الْمَسْجِدِ وَالسِّوَاكِ، وَالِاكْتِحَالِ وَتَقْلِيمِ الْأَظْفَارِ وَقَصِّ الشَّارِبِ، وَتَرْجِيلِ الشَّعْرِ وَهُوَ مَشْطُهُ، وَنَتْفِ الْإِبْطِ وَحَلْقِ الرَّأْسِ، وَالسَّلَامِ مِنَ الصَّلَاةِ، وَغَسْلِ أَعْضَاءِ الطَّهَارَةِ، وَالْخُرُوجِ مِنَ الْخَلَاءِ، وَالْأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَالْمُصَافَحَةِ، وَاسْتِلَامِ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا هُوَ فِي مَعْنَاهُ يُسْتَحَبُّ التَّيَامُنُ فِيهِ.
وَأَمَّا مَا كَانَ بِضِدِّهِ؛ كَدُخُولِ الْخَلَاءِ وَالْخُرُوجِ مِنَ الْمَسْجِدِ وَالِامْتِخَاطِ وَالِاسْتِنْجَاءِ، وَخَلْعِ الثَّوْبِ وَالسَّرَاوِيلِ وَالْخُفِّ، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ، فَيُسْتَحَبُّ التَّيَاسُرُ فِيهِ، وَذَلِكَ كُلَّهُ بِكَرَامَةِ الْيَمِينِ وَشَرَفِهَا وَاللَّهُ " [4].
فلْنحرص على هذه السُّنَّة النبوية الجميلة، وليكن اليمين مُقَدَّمًا في جميع شؤوننا، في مأكلنا، ومشربنا، وملبسنا، ونومنا، ....إلخ، اقتداءً بسنة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.
نسأل الله تعالى لنا ولكم الحفظ، والسلامة، والعافية من كل داء، وحسن الختام، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
[1] النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير:(5/ 302).
[2] صحيح البخاري، كتاب الصلاة - باب التَّيَمُّنِ فِي دُخُولِ الْمَسْجِدِ وَغَيْرِهِ: (1/ 116)، برقم (426).
[3] صحيح مسلم، كتاب الأشربة - بَابُ آدَابِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَأَحْكَامِهِمَا: (3/ 1598)، برقم (2020).
[4] شرح النووي على صحيح مسلم: (3/ 160).