يكثر القول بأن الجنين يمتثل بتصرفات والدته , نعم ذلك صحيح ,
فقد أثبتت الدراسات أن الجنين يروض ثقافياً و فنياً و فكرياً في وقت مبكر
وحيث أن الجنين يستجيب للأصوات الخارجية ,
ويستطيع سماع صوت أمه بسبب إكتمال نمو الأذن الداخلية
و الأذن الوسطى مع نهاية الشهر الرابع ,
مما يؤدي لسماع صوت الام من خلال طبقات الصوت
التي تمر في العمود الفقري و تسبب إهتزازاً فيه ,
وكما نعلم فالرحم يستند على الجزء الخلفي من العمود الفقري ,
مما يوصل طبقات الصوت للجنين الذي يتأثر بهذا الصوت.
استناداً على هذه النظرية فان الحوار الذي تقيمه الأم مع جنينها
أثناء فترة الحمل وقراءة بعض المقتطفات من الشعر والأدب له
كما كانت تفعل سيدة يابانية حيث كانت تغني لطفلها ،
وتكثر من قراءاتها بصوت مرتفع ، وتداعب جنينها بانتقاء
الألفاظ الحانية والتعابير التي تضفي على الأمومة هالة ضخمة
من التضحية ومن توالد هذه الأحاسيس التي تتميز بها المرأة
الأم عن الأب ، وكانت نتيجة نشاطات هذه السيدة عندما
وضعت طفلها أنه كان شخصا عبقريا يقرأ الجرائد اليومية
بمنتهى اللاستيعاب والذكاء وهو لم يتجاوز السنتين فقط .
فهل تدرك الأمهات أهمية فترة الحمل لانها المسؤلة تقريباً
عن صفات الجنين المستقبلية ، ومدى أهمية ارتباطه عاطفياً
بالأم واحساسه من قبلها ان كان مرغوباً أم منبوذاً .
بالاضافة الى أن هذه الدراسة تجعلنا ندرك لماذا يمتاز شباب
اليوم بانخفاض من مستوى التذوق الأدبي والفني لديهم
في مقابل ارتفاع مستوى السلوكيات الاجتماعية الخاطئة ..
مادامت الأمهات لا يكفن عن الصراخ والنوم والأكل
اثناء فترة الحمل.