نوال الكويتية.. الأولى في الخليج رغم أحقاد المتربصين
ابتعدت ابتسام لطفي وانزوت ليلى عبدالعزيز ورحلت رباب واعتزلت ريم المحمودي في بداياتها فلم تبق سوى نوال الكويتية، لم تبق فنانة من ذهب تتخذها نجمات الخليج الشابات المتواجدات على الساحة اليوم كقدوة لهن غيرها، فهي وحدها في الخليج التي اختصرت كل معاني "الاستمرارية" وظلت شامخة متربعة على عرش الأصالة والإحساس تنافس أهم الأصوات النسائية الكبيرة في الوطن العربي وتغني أجمل الكلمات والألحان، فلم تحرق تاريخها بمراهقة تطبيقات التواصل المتأخرة التي أصابت الجميع، وزلاّت البرامج الحوارية الكثيرة.
نوال التي يعيش الخليجيون كل أحاسيسهم عبر أغنياتها، استطاعت أن تطير بذاك الإحساس الحر إلى مصر ولبنان والمغرب العربي، لذلك فعندما يُقال اسمها هناك يردون بأغنية، وليس بتعليق على مشكلة عنها أو تصريح سابق لها مثير للجدل.. ببساطة، نوال هي الواجهة الفنية النسائية الحقيقية التي يراها كل الوطن العربي وتحتمي بوجودها وهالتها اللامعة كل الفنانات الشابات في الخليج اللواتي يحلمن بالاستمرارية.
لذلك، ولأن نوال اسم صُنع من ذهب عبر مسيرة فنية حقيقية طويلة، كان لابد أن تُحارب، وكان لابد أن يظهر من يشكك بأن ليس كل ما يلمع ذهباً، ولطالما استهدفت تلك الحروب جوانب أخرى، من أهمها "الوطنية" على غرار ما يحدث دوماً في ساحة الحروب الفنية، فإما استهداف الوطنية وإما الحياة الخاصة.. لا ثالث بينهما!. وبرغم أن نوال لا تربطها بتطبيقات التواصل أي صلة، إلا أن الجمهور يعرفها جيداً، ويعرف كل تفاصيل حياتها الهادئة البعيدة عن الخلافات، أمومتها الجميلة لحنين، وزوجها الملحن مشعل العروج، وعائلتها الصغيرة.. فلم يكن ضرب الحياة الخاصة سهلاً ولذلك جاء الخيار الآخر، الوطنية!، ولو أنها حرب فاشلة ولكن وجب الرد عليها.
فنانة تغني في قصور قطر، منبوذة من الأسرة الفنية العربية والخليجية، صنعت لها تطبيقات التواصل مجد باطل، جمهورها من متربصي الفضائح والزلات، سخرت لنفسها جيوشاً من المراهقين سيئي السلوك، وحمت ظهرها بإعلاميين أقل ما يُقال عنهم "أضحوكة الشاشات والمواقع"، تقود حرباً ضد نوال الكويتية منذ سنوات، ولكنها فشلت في كل فصول تلك الحرب رغم أن نوال لم تنزل معها يوماً بشكل شخصي إلى تلك المعركة، لكن جماهيرها العريضة التي تثور لأجلها من كل حدب وصوب أرهقت تلك الفنانة التي تلفظ الآن أنفاسها الأخيرة وبدلاً من أن تغادر بصمت، ها هي تستعين بدروع إعلامية ضعيفة للغاية معتقدة أنها تستطيع قصف نوال بالضربة الأخيرة القاضية، فما كان من جمهور نوال سوى حملها إلى الانتصار.. لتثبت جماهيرية نوال أنها ليست وطنية فقط، بل فنانة كل الخليج.
مسيرة نوال الكويتية، أو "نوالة الخليج" المليئة بالمؤامرات ضدها، أثبتت أن البقاء لا يحتاج قوة، لا يحتاج سلطة ونفوذ، لا يحتاج مال وملايين المتابعين.. البقاء يحتاج لإحساس من ذهب، لموهبة لا نسمع صوتها سوى عندما تصدح بالغناء الحقيقي، لمسيرة مليئة بالإنجازات الفنية والتعاونات القيّمة، لهدوء كهدوئها ورقيَ مثل رقيها، وثقة في الجمهور.
نوال الكويتية.. الأولى في الخليج رغم أحقاد المتربصين
