بحضور «450» ضيفًا من نجوم الفن المصريين والعرب والأجانب والشخصيات العامة، وبمشاركة نحو ثمانين فيلمًا عربياً وعالمياً.
أُقيم مؤخراً مهرجان الجونة السينمائي في دورته الثانية بصبغة عالمية للغاية وروح مختلفة عن أي مهرجان عربي سينمائي آخر، حيث تضاعفت جهود المنظمين هذا العام والتي انعكست على كل شيء تم تقديمه خلال المهرجان، من أفلام ولفتات تكريمية وجلسات حوارية وأفكار.
مهرجان الجونة السينمائي بكل ما يحيط به من عناصر جاذبة يقف خلفها المكان المميز والميزانية الضخمة والفريق المنظم والمحترف والفكر الشاب، لم يستطع أن يغير قناعات صحفيي ومراسلي المواقع الإخبارية العربية الذين حفظوا عن الغرب بعض الآليات ومازالوا مصرين على تطبيقها في كل محفل سينمائي أو فني دون أن يفهموها، فمعظم الموجودين منهم هناك لم يعوا قيمة المهرجان الذي يوجدون به، ولذلك جاءت كافة المقاطع التي تم تبادلها لهم من هناك وهم يتنافسون لمعرفة مصممي إطلالات النجوم الموجودين وماركة مستلزماتهم التي زينوا بها إطلالاتهم، حتى وصل الأمر بالمنافسة الساذجة بين أولئك المراسلين حد السؤال عن محتويات جيوب الفنانين وحقائب الفنانات وأطوال كعوب أحذيتهن!
الصحافة الدخيلة ليس في الجونة فقط، بل في كل محفل سينمائي وفني، تبذل أقصى ما لديها لتتنافس على توافه الأمر، حتى إن الجمهور لم يعد يعلم عن تلك المهرجانات السينمائية والفنية أكثر من أسماء النجمات وفساتينهم، ولم يعد يهتم بالبحث عن أي معلومات تخص تلك المهرجانات بقدر اهتمامه بالبحث عن صور إطلالات ضيوفه من المشاهير، ولو توقفت للحظة حتى تسأل معظم أهل الصحافة عن أسماء الأفلام الموجودة في تلك المهرجانات ستجد أكثر من «90 %» ممن يجهلون معظم التفاصيل الفنية، فظواهر الأمور هي الأهم، أما التفاصيل ليس لها أي قيمة حتى وإن كان المهرجان بأكمله قد أُقيم من أجلها!
في هوليوود يحدث الأمر نفسه لكن بآلية مختلفة ولأسباب أخرى، فالصحافة والمراسلون ومواقع وبرامج الموضة هم من يسألون عن تفاصيل الإطلالات ومن يقف خلفها من مصممين، بينما صحفيو المواقع والبرامج والمجلات الفنية يسألون عن التفاصيل الأهم، كأسماء المرشحين، ورؤية الضيوف المسبقة للمنافسة وتنبؤاتهم، بعكس ما يحدث في الوطن العربي حيث يتحول معظم المراسلين والصحفيين من كافة المجالات في لحظة إلى صحافة موضة وأزياء، وكأننا أمام مهرجان للملابس والإكسسوارات وليس للفن ونهضة السينما ودعم الصناعة الإبداعية!
ولو عدنا لنقطة البداية، لوجدنا أن جميع المهرجانات الفنية والسينمائية بالتحديد فقدت قيمتها الفنية وأهدافها بسبب قائمة ضيوفها من الإعلاميين؛ لأن معظم تلك القوائم لا تضم صحفيين ونقاداً سينمائيين، بل صحفيين «والسلام»، لذلك قليل من إعلاميي المهرجانات هم من ينشرون قيمة الحدث وأهميته. في حين وصلت الحال بالكثير من النجوم المدعوين من أجل المشاركة الفعلية بالمهرجان إلى الاختفاء طوال أيام المهرجان والاكتفاء بالوجود خلال حفلي الافتتاح والختام فقط؛ لأنهم يعلمون جيداً أنه وبحسابات الإعلام الجديد فالأهم هو تلك الليلتان، وليس المهرجان وأفلامه وجلساته وضيوفه وجوائزه.
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف