ننتظر تسجيلك هـنـا

 

:: كل عام وانتم بخير ::  
♥ ☆ ♥اعلانات منتدى سهام الروح♥ ☆ ♥

عدد مرات النقر : 3,364
عدد  مرات الظهور : 55,950,130
عدد مرات النقر : 3,601
عدد  مرات الظهور : 54,854,996
عدد مرات النقر : 3,002
عدد  مرات الظهور : 53,246,712
عدد مرات النقر : 4,568
عدد  مرات الظهور : 28,424,241
عدد مرات النقر : 2,679
عدد  مرات الظهور : 23,712,091منتديات سهام الروح
عدد مرات النقر : 2,792
عدد  مرات الظهور : 58,739,087
عدد مرات النقر : 3,358
عدد  مرات الظهور : 58,410,411
عدد مرات النقر : 4,450
عدد  مرات الظهور : 58,739,190
عدد مرات النقر : 4,278
عدد  مرات الظهور : 51,577,391

عدد مرات النقر : 2,131
عدد  مرات الظهور : 36,006,887
♥ ☆ ♥تابع اعلانات منتدى سهام الروح♥ ☆ ♥

عدد مرات النقر : 2,068
عدد  مرات الظهور : 29,324,246مركز رفع سهام الروح
عدد مرات النقر : 5,055
عدد  مرات الظهور : 58,739,006مطلوب مشرفين
عدد مرات النقر : 2,541
عدد  مرات الظهور : 58,738,998

الإهداءات



الملاحظات

~•₪• منتدى القران الكريم ,الاعجاز العلمي في القرآن~•₪•<

 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1  
قديم 06-04-2019, 11:54 PM
نسر الشام غير متواجد حالياً
Syria     Male
مشاهدة أوسمتي
لوني المفضل Whitesmoke
 عضويتي » 1738
 جيت فيذا » Aug 2017
 آخر حضور » 03-28-2020 (11:16 PM)
آبدآعاتي » 48,168
الاعجابات المتلقاة » 481
الاعجابات المُرسلة » 0
 حاليآ في » المانيا
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Syria
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » اعزب
 التقييم » نسر الشام has a reputation beyond reputeنسر الشام has a reputation beyond reputeنسر الشام has a reputation beyond reputeنسر الشام has a reputation beyond reputeنسر الشام has a reputation beyond reputeنسر الشام has a reputation beyond reputeنسر الشام has a reputation beyond reputeنسر الشام has a reputation beyond reputeنسر الشام has a reputation beyond reputeنسر الشام has a reputation beyond reputeنسر الشام has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »
بيانات اضافيه [ + ]
88 صراحة القرآن (1)



صراحة القرآن (1)



توطئة:

هناك آياتٌ واضحةٌ صريحةٌ في القرآنِ الكريم، لا تحتاجُ إلى مناقشةٍ ولا تأويلٍ، فيها توجيهٌ وتذكير، تبدو من خلال المواقفِ والموضوعاتِ التالية، وإنما هي نماذجُ أذكرها، فالقرآنُ كلُّهُ بيانٌ للناس.

وأعني بصراحةِ القرآنِ صريحه، وهو لفظٌ مستَخدَمٌ أو شائع.


صراحة مع الإنسان:

الإنسانُ الذي كرَّمه الله وجعلَ له شأنًا في هذا الكون، ليسَ كاملَ الصفات، بل فيه صفاتُ نقص، وهو يبدو من خلالِ تصرُّفاتهِ متسرِّعًا، ويقدِّمُ نفسهُ أحيانًا كثيرة على أنه مهيَّأ ومستعدٌّ لخوضِ أصعبِ المشاريع، وبأحسنِ ما يكون، ولو كان في ذلك هلاكه!

وبدا هذا واضحًا عندما عُرضتْ عليه فكرةُ تحمُّل (الأمانة)، التي تعني الفرائضَ والتكاليف، وحُسنَ الطاعةِ والانقياد، وعدمَ الإخلالِ بها، فإذا قامَ بحقِّها أُثيب، وإنْ ضيَّعها عُوقب. فقَبِلَ حملَها، وبيَّنَ استعدادَهُ للالتزامِ بها، والمحافظةِ عليها، وأدائها كما يجب، فكانَ بذلكَ ظالماً لنفسهِ، مُبالِغًا في الجهلِ بما قَبِلَه، مُعتَدًّا بنفسهِ عندما وافقَ على شروطِ هذهِ الأمانةِ الصَّعبة، وقد عُرضتْ من قبلُ على السماواتِ والأرضِ فأبتْ أن تحملَ هذهِ الأمانة، خوفًا من أنْ لا تقومَ بحقِّها. يقول سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ﴾ [سورة الأحزاب : 72].

ويقولُ الله تعالَى في موضعٍ آخرَ من كتابهِ الكريم: ﴿ خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ ﴾ [سورة الأنبياء :37].

أي: خُلِقَ الإنسانُ مطبوعًا على العجلةِ والتسرُّع، فهو قليلُ الصَّبر، لا تكادُ تنفكُّ عنهُ العجَلة، ولو كانَ فيما يطلبهُ مضرَّةٌ له!

وهو (مجادلٌ) أيضًا: ﴿ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً [سورة الكهف: 54].

أي أنَّ الإنسانَ بحسَبِ طبعهِ كثيرُ المخاصَمةِ والمجادلة.

وهو بخيلٌ، يقول الله تعالَى في حقِّه: ﴿ قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَّأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنفَاقِ وَكَانَ الإنسَانُ قَتُوراً[سورة الإسراء : 100].

تفسيرها: قلْ لهؤلاءِ المعاندينَ المكابرين، الذين لا يزالونَ يُطالبونَ بالمعجزاتِ كما يوافقُ أهواءَهم: لو كنتُم تملكونَ خزائنَ رزقِ اللهِ ونِعمهِ الكثيرة، لبَخِلتُم بها على عبادِ الله، وامتنعتُم من إنفاقِها خوفًا من أن يُصيبَكمُ الفقر، وكانَ الإنسانُ بخيلاً، قليلَ الإنفاق.

قالَ ابنُ كثيرٍ رحمَهُ الله: اللهُ تعالَى يَصِفُ الإنسانَ من حيثُ هو، إلاّ من وفَّقَهُ اللهُ وهداه، فإنَّ البخلَ والجزَعَ صفةٌ له...

ويوصَف في القرآن أيضًا بأنه (كفور). فيقول عزَّ من قائل: ﴿ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُوراً [ سورة الإسراء: 67].

أي أن سجيَّتهُ هذا، ينسَى النِّعمَ ويجحدها، إلا من عصمَ الله. كما يقولُ ابنُ كثير رحمهُ الله.

وفي معناهُ قولهُ تعالى: ﴿ إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ [سورة العاديات : 6]. أي أنَّ الإنسانَ جَحودٌ لنِعَمِ اللهِ عليه، مُنكِرٌ لفضلِه،{وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ}[العاديات: 7] أي: إنَّهُ لشاهدٌ على جُحودِهِ بما يَصنع، وبما يظهَرُ من أثرهِ عليه.

ولعلَّ السببَ هو حبُّه الشديدُ للمال، وفي الآيةِ الثامنةِ من السورةِ نفسها: ﴿ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ﴾ويعني بالخيرِ هنا: المال. وتأكيدهُ في قولهِ تعالَى:﴿ وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً ﴾ [سورة الفجر : 20] أي: تُحبُّونَ جمعَ المالِ حُبًّا كثيرًا طاغيًا.

ولكنْ ليتنبَّهِ الإنسان، فإنه إذا غنيَ بطرَ وطغَى، فقد وردَ في القرآنِ الكريم: ﴿ كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى ﴾ [سورة العلق : 6] أي: كلاّ لمنْ كفرَ بنعمةِ الله. إنَّ الإنسانَ ليَتجاوزُ حدَّه، ويستَكبِرُ فيَكفرُ بربِّه، ويَستَغرِقُ في حُبِّ الدُّنيا، ﴿ أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى ﴾ [العلق: 7] أي: إذا رَأى نفسَهُ غنيًّا، فكثُرَ مالُه، وزادتْ آثارُ النِّعمةِ عليه، ونسيَ الـمُنعِمَ عليه.

فتنبَّه، فإنَّ وراءها حسابًا:﴿ إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى ﴾ [العلق: 8] أي: إنَّ إلى ربِّكَ المرجِعُ والمصيرُ لا إلى غيرِه، فيُحاسِبُكَ على مالِكَ وأعمالِك.

ويقولُ سبحانهُ فيما يشاكلهُ هنا: ﴿ بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴾[سورة الأعلى : 16].

تفسيرها: بل تُقدِّمونَ الدُّنيا على الآخرة، حُبًّا للعاجِل، وجهلاً بالباقي. والكافرُ يُعرِضُ عن الآخرةِ كُفرًا بها، والمسلمُ إذا فعلَ فلإيثارِ معصيةٍ وغلَبةِ نفس، وقبلَ ذلك لضَعفٍ في الإيمان.

﴿ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [الأعلى: 17] أي: معَ أنَّ تقديمَ الآخرةِ هو الذي فيهِ النَّفعُ والفَلاح، فنَعيمُها أفضل، وأبقَى دوامًا وعافية، والدُّنيا شَهواتًها مُكدَّرَة، ولذَّاتُها فانية، وعليها حسابٌ وتَبِعات.

والإنسانُ في ابتلاءٍ مستمرّ، قال سبحانه:﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ﴾ [سورة الملك : 2].

أي: الذي أوجدَ الموتَ والحياةَ في الحياةِ الدُّنيا ليَختبركم أيُّكم أفضلُ عمَلاً وأحسنُ طاعةً لربِّه.

وفي حقِّهِ يقولُ ربُّنا تباركَ وتعالَى: ﴿ فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ ﴾ [سورة الفجر : 15].

فإذا اختبرَ اللهُ الإنسانَ بالغِنَى والعافية، فأكرمَهُ بالمال، ونعَّمَهُ بما وسَّعَ عليه من زينةِ الدُّنيا، وجعلَ لهُ وَجاهَةً أو مَنصِبًا، اعتقدَ أنَّ ذلكَ إكرامٌ من اللهِ له. وليسَ كذلك، بل هو ابتلاءٌ وامتحانٌ منه، ليَنظُرَ هل يَشكرُ أم يَكفُر، وهل يَعدِلُ أم يَظلِم، وهل يُطيعُ اللهَ أم يَعصيه؟

﴿ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ﴾ [الفجر: 16] أي: وأمَّا إذا ضيَّقَ اللهُ عليه، فابتلاهُ بالفقر، اعتبرَ ذلكَ عقوبةً لهُ ومَهانَة، وأنَّ اللهَ لو لم يُرِدْ إهانتَهُ لَما ضيَّقَ عليه في رزقه! وإنَّما أرادَ امتحانَه، ليَنظُرَ هل يكونُ مؤمنًا صابرًا راضيًا بقضاءِ الله، أم متضجِّرًا جَزوعًا يائسًا، ضعيفَ الإيمانِ ساخطًا؟


ويذكِّرُ القرآنُ العبادَ بأصلِ خلقهم ليعرفوا من هم أصلاً، ولئلاّ يتكبَّرو ويتعالَوا على الحقّ، في آيات كثيرة، مثاله:﴿ قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ﴾ أي: لُعِنَ المكذِّبُ بالبَعثِ والنُّشورِ ما أشدَّ كُفرَه!

﴿ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ : من أيِّ شيءٍ مَهينٍ خلقَه؟ما أصلُهُ وما مبدَؤهُ حتَّى يتكبَّرَ ويُعرِض؟


﴿ مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ [سورة عبس: 17- 19]: خلقَهُ من نُطفةٍ ضعيفة، ثم قدَّرَهُ أطوارًا إلى أن تمَّ خلقُه، وهيَّأهُ لِما يَصلُحُ له.

كما يذكِّرهم القرآنُ بأنهم إذا ظلموا فإنَّ عاقبةَ ظلمهم تعودُ إليهم ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [سورة يونس : 23].

يا أيُّها النَّاس، اعقِلوا واحذَروا، فإنَّ هذا الظُّلمَ الذي تُمارسونَه، والفسادَ الذي تنشُرونَه، والدِّماءَ التي تَسفِكونَها، والإعلامَ المـُضَلِّلَ الذي تبثُّونَه، إنَّما هو جنايةٌ على أنفسِكم، فوَبالُهُ يعودُ عليكم، وعاقبتهُ تَرجِعُ عليكم، ولا تضرُّونَ اللهَ به شيئاً، وما أنتم فيه متاعٌ قليل، ولذَّةٌ فانية، وحياةٌ قصيرة، ثمَّ تعودونَ إلينا يومَ الحِساب، فنُخبركم بجميعِ ما كسَبتُموه، ونُحاسبُكم عليه ونُوفِيكم حَقَّه، فانتظروا ذلك اليوم.

الدعوة بالرفق:

يلاحظُ قارئ كتابِ الله في دعوةِ الأنبياءِ عليهم الصلاةُ والسلامُ لأقوامهم الرفقَ واللطفَ بكلِّ معناه، وحتى التهديدُ والوعيدُ يكونُ مشفوعًا بالشفقة، وفي بيانٍ وتذكيرٍ فقط، مما يؤكدُ دورهم في التبليغِ وحده، والله يتولَّى أمرهم بعد ذلك.

فعندما قالَ قومُ نوحٍ له: ﴿ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [الأعراف: 60].

كان جوابهُ لهم هادئًا غيرَ مهيِّج: ﴿ قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 61] ﴿ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف: 62].

أي: أبلِّغكم ما أمرني اللهُ بتبليغهِ إليكم، وأنا ناصحٌ لكم بأمانةٍ وإشفاق، فأتحرَّى ما فيه خيرُكم وصلاحُكم، وأرغِّبكم في قبولِ أوامرِه، وأحذِّرُكم من نواهيه، حتَّى لا يُصيبَكم عقابُه، وأنا أعلمُ أشياءَ لا علمَ لكم بها، فاتَّقوا ربَّكم، واسمَعوا نصيحتي، ولا تكونوا من الكافرينَ المتكبِّرين.

﴿ أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُواْ وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [سورة الأعراف:60- 62].


ولماذا تتعجَّبونَ وتستبعدونَ مجيءَ موعظةٍ وبيانٍ من ربِّكم، يُوحي بهِ على رجلٍ من جنسِكم، ليُحَذِّرَكم من العذابِ والهلاكِ إذا عصيتُم، ولتتَّقوا بذلكَ نقمتَه، وليَرحمَكم ويُحسِنَ إليكم إذا آمنتُم واتَّقيتُم؟!.

ومثلهُ قولُ عادٍ لهودٍ عليه السلام:﴿ قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 66، 67].

وانظرْ إلى شفقةِ نبيِّ الله صالحٍ عليه السلام على قومهِ بعد أن داهمهم العذاب: ﴿ فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ [سورة الأعراف : 79].

أي: فأعرضَ عنهم صالحٌ وهو مُتَحسِّرٌ على ما فاتَهم من الإيمان، وخاطبَهُم كما خاطبَ رسولُنا صلى الله عليهِ وسلم موتَى المشركينَ في غزوةِ بدر: يا قوم، لقد أبلغتُكم رسالةَ ربِّي كما طلبَ منِّي، وكانَ فيها فوزُكم ونجاتُكم لو أطعتُم ولم تُعانِدوا، ونصحتُكم كما ينبغي، وأنا مُشفِقٌ عليكم، وودِدْتُ لو آمنتُم عن آخِرِكم، ولكنَّكم لا تَوَدُّون الناصحين، وتُعادونَ المخلِصين، فكانَ هذا جزاءَكم، وفي الآخرةِ عذابٌ أشدُّ وأبقَى.

وحتَّى لو كانوا جاهلينَ ومرتكبينَ للكبائر، فإن الداعي لا يخرجُ عن حِلمه، حتى لا يؤدِّي جوابهُ أو تصرُّفهُ إلى مفسدةٍ أكبر.

وهذا أحدُ مواقفِ قومِ موسى الشديدةِ مع نبيِّهم: ﴿ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ﴾ [الأعراف: 138].

قولهم: اجعلْ لنا تِمثالاً نعبده، يَعني نُعَظِّمهُ ونتقرَّبُ بتعظيمهِ إلى الله! كما يفعلُ هؤلاء.

فقالَ لهم موسى عليه السلام: إنَّكم قومٌ تجهلونَ عظمةَ اللهِ وربوبيَّتَهُ وتوحيدَه.

﴿ إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 139].

إنَّ هؤلاءِ العاكفينَ على هذه الأصنامِ هالِكٌ ما هُم فيه، وباطلٌ زائلٌ عملُهم، وإن قَصدوا بذلك التقرُّبَ إلى الله، فلا ينفعُهم عَملُهم هذا أصلاً.

﴿ قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 140].

قالَ لهم موسَى عليهِ السَّلام: هل أطلبُ لكم معبوداً يستَحقُّ العبادةَ غيرَ اللهِ وهو الربُّ المعبود، وقد فضَّلكم على العالَمينَ في زمانِكم، فهل الذي تطلبونَهُ الآنَ يوافقُ مكانتَكمُ المفضَّلةَ ويناسبُ سؤالَكم؟!


وليتفكَّرِ القارئ في أسلوبِ الردِّ، موضوعِ الحديث.

صراحة الأنبياء مع أقوامهم:

دعوةُ الأنبياءِ عليهم الصلاةُ والسلامُ لأقوامهم واضحةٌ جليَّةٌ بيِّنة، فهم يدعونهم إلى توحيدِ الله وعبادتهِ وحده، ونبذِ الشركِ وأهله، وتركِ الفواحشِ والبعدِ عن المنكرات، والنهي عن الظلم. وهم في كلِّ مرةٍ يؤكدون بشريَّتهم، ويذكرونَ لهم مهمَّتهم في التبليغ، مع تأييدهم بالمعجزاتِ القاهرةِ التي لا يقدرُ عليها البشر، ولكنَّ أكثرهم يجادلو ويأبَون الإيمان، ويطلبون المزيدَ من الآيات!

يأمرُ الله تعالَى نبيَّهُ محمدًا صلى الله عليه وسلم أن يقولَ لقومه:﴿ قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ ﴾ [سورة الأنعام : 50].

قل أيُّها النبيُّ للمُشركينَ من قومِك، وهم يقترحونَ من الآياتِ ما يقترحون: إنَّني لا أملِكُ خزائنَ ربِّي، ولا أقدِرُ على التصرُّفِ فيها كما أشاء، ولا أن أرزقَكُم منها ما تُريدون، ولا أقولُ لكم إنِّي أعلمُ الغيبَ فأخبرُكمْ بما غابَ ممّا مضَى وبما سيكون، ولا أعلمُ من ذلكَ سِوَى ما أطلعني اللهُ عليه، ولا أدَّعي أنِّي من الملائكة، بل واحدٌ من البشرِ أنعمَ اللهُ عليَّ بالوحي لأنذِرَكم به. ولا أخرجُ عمّا يوحَى إليَّ، فما أفعلهُ بتوجيهٍ من اللهِ وتسديدٍ منه.

وقالَ الكافرونَ لأنبيائهم: ﴿ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴾ [سورة إبراهيم : 10].

قالوا لهم: ما أنتم سِوَى بشرٍ مثلِنا، كأيِّ واحِدٍ من بني آدم، ولا فضلَ لكم علينا بشيء، وإنَّما تريدونَ بدعوتِكم إلى التَّوحيدِ أن تَصرِفونا وتمنَعونا من اتِّباعِ الدِّينِ الذي كانَ عليهِ آباؤنا من غيرِ داعٍ لتركه، فأتُونا بمعجزةٍ ودليلٍ خارقٍ على صحَّةِ دعواكمْ.

﴿ قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَعلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [إبراهيم : 11].

قالت لهم رسُلهم: حقًّا إنَّنا بشرٌ مِثلُكم في الصِّفاتِ الآدميَّة، ولكنَّ اللهَ يتفضَّلُ على عبادٍ له ويُنعِمُ عليهم بنِعَمٍ غيرِ موجودةٍ عند آخَرِين، وقد فضَّلَنا عليكم بأن أوحَى إلينَا بالنبوَّةِ وأمرَنا بتبليغِ رسالتِهِ إليكم، ولا مقدرةَ لنا على الإتيانِ بالمعجزاتِ والخوارقِ التي تطلبونَها إلاّ بأمرِ اللهِ ومشيئتِه، فهو وحدَهُ الذي يخلقُها ويُقَدِّرُها. وعلى اللهِ وحدَهُ فليَعتمدِ المؤمنونَ إذا أرادوا التوكُّلَ عليه، فهوَ الذي يحفظُهم من كيدِ الأعداء، وشرِّ الأشرار.

الموضوع الأصلي: صراحة القرآن (1) || الكاتب: نسر الشام || المصدر: منتديات سهام الروح

كلمات البحث

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات , مسابقات ، فعاليات ، قصص ، مدونات ، نكت , مدونات , تصميم , شيلات , شعر , قصص , حكايات , صور , خواطر , سياحه , لغات , طبيعة , مناضر, جوالات , حب , عشق , غرام , سياحه , سفر





 توقيع : نسر الشام

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع




Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها
ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009