ننتظر تسجيلك هـنـا

 

{ إعلانات سـهام الروح اَلًيومُية ) ~
 
 
   
( فعاليات سـهام الروح )  
 
 

 

♥ ☆ ♥اعلانات منتدى سهام الروح♥ ☆ ♥

عدد مرات النقر : 3,469
عدد  مرات الظهور : 57,881,608
عدد مرات النقر : 3,709
عدد  مرات الظهور : 56,786,474
عدد مرات النقر : 3,101
عدد  مرات الظهور : 55,178,190
عدد مرات النقر : 4,722
عدد  مرات الظهور : 30,355,719
عدد مرات النقر : 2,804
عدد  مرات الظهور : 25,643,569منتديات سهام الروح
عدد مرات النقر : 2,877
عدد  مرات الظهور : 60,670,565
عدد مرات النقر : 3,453
عدد  مرات الظهور : 60,341,889
عدد مرات النقر : 4,553
عدد  مرات الظهور : 60,670,668
عدد مرات النقر : 4,405
عدد  مرات الظهور : 53,508,869

عدد مرات النقر : 2,218
عدد  مرات الظهور : 37,938,365
♥ ☆ ♥تابع اعلانات منتدى سهام الروح♥ ☆ ♥

عدد مرات النقر : 2,156
عدد  مرات الظهور : 31,255,724مركز رفع سهام الروح
عدد مرات النقر : 5,166
عدد  مرات الظهور : 60,670,484مطلوب مشرفين
عدد مرات النقر : 2,624
عدد  مرات الظهور : 60,670,476

الإهداءات



الملاحظات

› ~•₪• نبضآت إسلآمِيـہ ~•₪•

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1  
قديم 09-28-2018, 04:08 AM
نسر الشام غير متواجد حالياً
Syria     Male
مشاهدة أوسمتي
لوني المفضل Whitesmoke
 عضويتي » 1738
 جيت فيذا » Aug 2017
 آخر حضور » 03-28-2020 (11:16 PM)
آبدآعاتي » 48,168
الاعجابات المتلقاة » 481
الاعجابات المُرسلة » 0
 حاليآ في » المانيا
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Syria
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » اعزب
 التقييم » نسر الشام has a reputation beyond reputeنسر الشام has a reputation beyond reputeنسر الشام has a reputation beyond reputeنسر الشام has a reputation beyond reputeنسر الشام has a reputation beyond reputeنسر الشام has a reputation beyond reputeنسر الشام has a reputation beyond reputeنسر الشام has a reputation beyond reputeنسر الشام has a reputation beyond reputeنسر الشام has a reputation beyond reputeنسر الشام has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الأعاصير: أحكام وعبر



الأعاصير: أحكام وعبر

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهديه الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

أما بعد:
عباد الله، فإن خير الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وكل محدثه بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، معاشر المؤمنين، يقول ربنا العظيم - سبحانه وتعالى - في كتابه الكريم: ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ﴾ [يوسف: 105]، فنعوذ بالله أن نكون ممن ينظر إلى آياته، ويحضر عظاته، ثم هو لا يتفكر فيها، بل هو يعرض عنها، نعوذ بالله أن نكون من المعرضين.

آية في السماوات أو آية في الأرض، إياك ثم إياك، أن تمر عليك، وأنت معرضٌ عن التأمل والتّفكر فيها، قالها صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: "لقد أنزلت عليّ الليلة آيات، ويلٌ لمن قرأها، ولم يتفكّر فيها: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ ... ﴾ [آل عمران: 190، 191] ربنا ما أرسلت هذا باطلاً سبحانك، ربنا ما أنشأت هذا باطلاً سبحانك، ﴿ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [آل عمران: 191]، والرياح -أيها الإخوة - آية عظيمةٌ من آيات الله، سبحانه وتعالى- لمن يعقل، فهلا تأملتم فيها؟، ونظرتم إليها؟، ثم عرضتم أعمالكم بين أيديكم، وتساءلتم لأي شي أرسلت هذه الآية؟، إن تصريف الرياح: إن اختلافها شدةً وقوةً، شرقاً وغرباً، رحمةً وعذاباً، آيةٌ عظيمة من آيات الله، ويلٌ لمن لم يتفكر فيها، أما سمعت قول الله -عز وجل-: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 164] قال سبحانه: ﴿ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ ﴾ [البقرة: 164]، قال ابن سعدي رحمه الله: تارةً شمالاً وتارةً جنوباً وتارةً شرقاً وتارةً دبوراً، تارةً تأتي الرياح، فتثير السحاب، وتارةً تؤلف بينه، وتارةً تلقحه، وتارةً تُدِرُه وتعصره، وتارةً تمزقه وتفرقه، وتارةً تأتي بالعذاب... فلا إله ألا الله الذي يصرف الرياح كيف يشاء، ﴿ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ ﴾، قال ابن عثيمين رحمه الله تعالى: ولو أن الخلق كلهم اجتمعوا على أن يصرفوا الرياح الشديدة عن وجهتِها التي أرسلها الله إليها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، ولو اجتمعت المكائن العالمية النفّاثة على أن توجد هذه الرياح الشديدة ما استطاعوا إليها سبيلا، فسبحان الله الذي ينشأ الرياح، وسبحان الذي يصرفها كيف يشاء.

آية عظيمة من آيات الله، قد حضرتموها – أيها الإخوة -، أقسم الله سبحانه وتعالى في كتابه بها، أكثر من مرة، ﴿ وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا ﴾، أي ذاريات؟، ﴿ وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا ﴾، أي مرسلات؟، ﴿ فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا * وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا ﴾ [المرسلات: 2، 3]، إنها الرياح، والريح – يا عباد الله - ألا فعلموا سلمكم الله، ووقاكم كل سوء ومكروه، وحفظكم من بين أيديكم ومن خلفكم، أن الرياح ثمانية أنواع كما ذكر ذلك ابن كثير رحمة الله تعالى، أربعة منها رحمة: الناشرات، والمبشرات، والمرسلات، والذاريات، وأربعة منها عذاب: العقيم، والصرصر، والعاصف، والقاصف، يصرفها الله كيف يشاء، ويجعلها الله عذاباً، أو يجعلها رحمةً، كيف شاء سبحانه ! فلا إله إلى الله.

ومن مظاهر رحمه الله سبحانه وتعالى بعبادة في الرياح، أنه عز وجل يجعلها تسوق لهم المطر، بل تعصره لهم عصرا، فهي المعصرات، يرسلها سبحانه وتعالى بشراً بين يدي رحمته، تسوق المطر حيث شاء ربك سبحانه، رحمةً بعباده، فإذا نزل المطر، الذي دفعته الرياح، قال المؤمن: مطرنا بفضل الله ورحمته، ولم ينسب هذا الخير والرحمة والغيث إلى منخفضٍ جوي، أو إلى فصل شتوي، وإنما هو فضل الله سبحانه، فإياك أن تتعلق بغير ربك عز وجل، فإذا نزل المطر، قال العبد المؤمن: اللهم صيباً نافعا، لأن من المطر ما لا ينفع، لا ينبت الزرع؛ فنستفيد منه حالاً، ولا يسكن لنا في الأرض؛ فنستفيد منه مالاً، ولأن من المطر ما هو عذاب، "اللهم صيباً نافعًا"، هكذا كان يقول رسولكم صلى الله عليه وسلم، "اللهم سقيا رحمة، لا سقيا عذاب، ولا بلاء ولا هدم ولا غرق"، "اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام، والظراب وبطون الأودية، ومنابت الشجر، ﴿ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ﴾"، هكذا كان يفعل صلى الله عليه وسلم.

ومن مظاهر رحمة الله في الرياح، أنه سبحانه وتعالى، ينصر بها عباده المؤمنين، جند من جنود الله سبحانه، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ﴾، هل نسيتم أيها المسلمين يوم الأحزاب؟، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا ﴾، " قال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: "نُصرت بالصبا، وأُهلكت عادٌ بالدبور"، وما الصبا؟ وما الدبور؟، أما الصبا، فهي الريح الشرقية، نُصر بها صلى الله عليه وسلم، وأما الدبور فهي الريح الغربية، وغرب أي مكان، "وأهلكت عاد بالدبور"!، وعادٌ سكنت هذه الأرض التي فيها تسكنون، سكنت في حضرموت، وأُهلكت بالريح الغربية، فنعوذ بالله من العذاب، ونعوذ بالله من أسباب الهلكة - يا عباد الله -، ونصر الله نبيين كريمين بالريح، فكانت رحمة ونصره من الله رب العالمين، أما أولهم: فرسولنا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وأما الثاني فنبيٌ دعا، فكان من دعاءه: ﴿ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ، فقال ربي سبحانه: ﴿ فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ ﴾، هذه ريح الرخاء، وله ريح أخر، ﴿ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً ﴾، ينصر بها الله عباده المؤمنين، اللهم فاجعلها نصرةً لنا يا رب العالمين، اللهم وجعلها على أعداءنا؛ أعداء الدين يا رب العالمين.

أيها المؤمنون -عباد الله -، ومن مظاهر رحمة الله في الرياح، أن يسوق الله سبحانه وتعالى بها السفن في البحار، ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ * إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ ﴾ [الشورى: 32، 33]، فهلا أتعظنا – يا عباد الله- بآيات الله؟، هذه السفن التي تتحرك بالبضائع العالمية، تدفعها الرياح، حتى لو كانت بالوقود، فإن الوقود لا يحترق إلا بالريح والهواء، فيسوق الله بها السفن، فتنقل الناس، وتنقل حاجاتهم الشديدة التي لا ترتفع بالطائرة، ولا تدفع بالبر، ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ ، يفرح الناس إذا جاءت الرياح، ﴿ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ ﴾، وينزل المطر الذي ساقته الرياح، ﴿ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ ﴾، ويُحمل الناس على السفن التي تدفعها الرياح، ﴿ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ ﴾، وتتحرك البضائع العالمية عبر العالم بالسفن التي تدفعها الرياح، ﴿ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ، تشكرون الله على نعمة الرياح.

وتأتي هذه الريح - يا عباد الله - فتكون عذاباً ونقمة، نعوذ بالله من عذاب الله، يهلك الله بها الظالمين، ﴿ وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ ﴾، عقيم!، ما لقّحت شجرا، ولا أنزلت مطرا، بل أهلكتهم تماماً، ﴿ فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ ﴾ [الحاقة: 8]، هأنتم تسكنون أرضهم، أرأيتم من عاد من باقية في أرضكم ؟!، عاد التي لم يخلق مثلها في البلاد، عاد الذين قالوا من أشد منا قوة؟، فهلا اتعظتم؟، وقد أسكنكم الله مساكنهم، أم أنكم تأمنون!، ﴿ أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ ﴾، اللهم فسلّم سلم، اللهم لا تؤخذنا بما فعل السفهاء منا، اللهم ارحمنا برحمتك يا رحمن يا رحيم، اللهم اجعلها عذاباً على أعداءنا أعداء الدين، وانصرنا بها يا رب العالمين.

وتهب الريح الشديدة فتكون علامةً -أيها الإخوة- يستبشر بها كل مؤمن على هلاك ظالمٍ من الظلمة الكبار، يجعلها الله إن شاء كذلك، في صحيح مسلم: هاجت ريح شديدة، فقال صلى الله عليه وسلم: "بعثت هذه الريح لموت منافق"، فلمّا قدموا المدينة، رأوا أن منافقاً من عظيم المنافقين قد مات، اللهم يا رب العالمين فاأقر عيوننا بموت الظلمة يا رب العالمين، اللهم يا رب العالمين أمتع أسماعنا وأبصارنا بانتقامك من كل من ظلم عبداً مؤمناً مسلماً، اللهم عليك بالذين أكثروا الفساد، اللهم صب عليهم سوط عذاب.

وتأتي الرياح فتكون عذاباً، تقلع الأشجار، وتهدم الديار، وتثير الفيضانات، كفارة للمؤمن وشهادة لمن قتل، وتذكرة للعاصي، ولذلك لا يحل لك -أخي الكريم- أن تسب الريح، ولا يحل مهما دمرت من متاعك، أو أخذت من أموالك أن تلعن الريح، " لا تلعنوا الريح؛ فإنها مأمورة، وأنه من لعن شيئاً ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه"، رواه الترمذي، هي أمرٌ من الله سبحانه، وجند من جنود الله سبحانه، لكن إن كانت في خير فالحمد والشكر لله، وإن كانت غير ذلك فالتوبة والرجوع إلى الله، أخي المؤمن، والريح التي تحلّ بأرضنا؛ هل هي خير فنستبشر، أم شر فنحذر؟، لا يعلم أحد بهذا إلى الله سبحانه وتعالى، حتى يرى الناس نتائجها وآثارها، فإن وقع الخير والرخاء، وزادت المياه الجوفية في باطن الأرض، كانت خيرًا للناس، وإن قصفت وهدمت وكسرت ودمرت، كانت ذكرى للناس، هل نفرح بها أو نفزع منها؟، أما رسولنا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فماذا كان يصنع؟، هل كان يفرح أو يفزع ؟، قالت عائشة رضي الله تعالى عنها: كان صلى الله عليه وسلم إذا رأى الغيم أو الريح الشديدة، عُرف ذلك في وجهه، كان صلى الله عليه وسلم إذا رأى المخيلة في السماء، أقبل وأدبر، ودخل وخرج، وتغير وجهه من الكراهية، قلت: ي ارسول الله، إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا علّه أن يكون فيه المطر، وأراك إذا رأيت الغيم عُرفت في وجهك الكراهية، قال: " يا عائشة، ومايؤمِني أن تكون عذاباً، وقد عذب الله أقواماً بالريح، وأقوام فرحوا بها فكانت عذابًا، وقالوا: ﴿ هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا [الأحقاف: 24].

أيها الاخوة- ما ندري، إلى الان، ما ندري!، تكون من رياح الخير، فنفرح، ونحمد الله، ونسأله مزيداً من فضله، أو تكون من ريح الهلاك والعذاب، فنخاف ونفزع ! لكن المطلوب منا في هذه الأيام أن نقول كما قال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: كان إذا اشتدت الريح قال: "اللهم إني أسألك من خيرها، وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها، ومن شر ما فيها، ومن شر ما أرسلت به"، رواه مسلم، من حديث عائشة رضي الله عنها، كان صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إذا عصفت الريح، قال: "اللهم اجعلها لقحاً، ولا تجعلها عقيمًا"، كان صلى الله عليه وسلم ذات مرة - كما في حديث عقبة بن عامر - يسير فهاجت ريح وظلمة شديدة، تدرون ماذا فعل صلى الله عليه وسلم، أيها المؤمنون؟، أخذ يتعوذ: بقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، وقال: "يا عقبة، تعوذ بهما، فما تعوذ متعوذ بمثلهما"، هذا الذي ينبغي علينا -يا عباد الله- فاسألوا الله خيرها، واستعيذوا بالله من شرها، وأقبلوا على الصالحات، واتركوا الموبقات، وعاهدوا الله على التوبة، والرجوع إلى الله والإنابة، فإن كان بلاء رفعه الله عنا أو قبضنا على خير، وإن كان خيرًا سألنا الله سبحانه وتعالى أن يتمّه علينا، وأن ينعم به علينا، اللهم إنا نسألك من خيرها، ومن خير ما فيها، وخير ما أرسلت به، ونعوذ بك من شرها، ومن شرما فيها، ومن شر ما أرسلت به، قلت: ما سمعتم، واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.


الحمد لله على إحسانه، والشكر لله على توفيقه وامتنانه، أحمده سبحانه تعظيماً لشأنه، وأصلي وأسلم على رسوله الداعي إلى رضوانه، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
والإعصار - أيها الإخوة - ما حقيقته إلا ريح شديدة؛ كتل كبيرة من الهواء، تدور حول منطقة من مناطق الضغط المنخفض، بسرعة شديدة قد تتعدى مائة وثلاثين ميل في الساعة، ثم يصاحبها في العادة غيوم داكنةٌ، سميكة، قريبة من الأرض، فتحجب أشعة الشمس وضوء القمر، والنجوم، فيكون الناس في ظلمةٍ، شديدة في ليلهم وفي نهارهم، ويصحب ذلك كله، رعد قاصف، وبرق شديد، وأمطار كثيفة، وأصدق من وصفي الذي وصفته لكم الآن، وصف الله المعجز في القرآن، يوم أن قال سبحانه: ﴿ أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ ﴾، صوته مفزع، وإضاءته مخيفة، والظلمة تبعث على التوجس والحذر، فإذا بين الظلام راعدٌ قاصف، وضوء يخطف الأبصار، فاعتبروا يا أولي الألباب.

إذا جاءت الآيات، لا ينفع البشر أي احتياطات، وأي إجراءات استباقية، لو تكون أقوى دوله في العالم، ما تستطيع تقف في وجه قدر الله سبحانه، وإذا بأعاصير أرسلها الله، تلتهم كل احتياطاتهم واستعداداتهم، فتأخذهم بسرعة جارفة، وتقلع أبراجهم، وتهلك قوتهم، لا يستطيع أحد أن يوقفها أبداً، من ذا الذي يرد قدرة الله سبحانه!، فما الواجب علينا - عباد الله - ؟ ونحن يمر الذي علينا مرّ، وما زلنا نخشى الذي علينا سيأتي، تكلم الكثير عن الاحتياطات الاستباقية، وجميلٌ أن المؤمن يأخذ بالأسباب المادية، فيستعد، لكن أعظم من هذا وأكبر، وأجل من هذا وأخطر؛ أن تعلم أنك عاجز أن ترد قضاء الله وقدره إذا جاء، وما بقي عليك إلا أن تلجأ إلى الله، "فإذا رأيتم شيئًا من هذه الآيات"، أي التي يخوف الله بها عباده، "ففزعوا إلى ذكره، ودعائه، واستغفاره"، ما في حيلة، فلا ترتقي جبلاً، ولا تختبئ تحت أمر يحميك، لا عاصم من أمر الله إذا جاء.

فزع صلى الله عليه وسلم إلى المسجد، وصلى صلاةً طويلةً ما صلى مثلها قط، ففزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره، وتصدقوا واعتقوا وصلوا، علّ الله سبحانه وتعالى أن يسلمكم، وينجيكم.

كيف ندفع هذا البلاء؟، قبل أن يأتي مجدداً؟، أدرك نفسك سريعاً بالتوبة، أدرك نفسك سريعاً بالاستغفار، إن كان معك مال حرام تخلص منه سريعاً، قبل أن يأتي عذابٌ من الله وفي جوفك الحرام، إن كنت قطعت رحمك، فأدرك نفسك قبل أن يسبقك العذاب، لنتراحم - أيها الإخوة - إذا أردنا أن رحمة الله تنزل علينا؛ فلنتراحم، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، لا يرحم الله من لا يرحم، إذا أردنا رحمة السماء فعلينا بالتراحم في الأرض، إذا أردنا أن ندفع هذا العذاب، فلنعود لكتاب ربنا ولسنه رسولنا صلى الله عليه وسلم، والله ما نستطيع ندفعه بالسيوف ولا بالواقيات، لكن بالرجوع إلى كتاب الله وسنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرصة، والناس يفكرون أن يبنوا دولهً جديدة، فرصة أن نسعى في بنائها على شرع الله سبحانه وتعالى، ﴿ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾، ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾.

يا من عز فارتفع، يا من حكم فعدل، يا إله الأولين والآخرين، يا قيوم الأرَضين، يا رب العالمين، عبادك ضعفاء، اللهم إنا ضعفاء فقونا، اللهم إنا مساكين فأغننا، اللهم إنا مستضعفون فرحمنا، إلهنا، إلهنا لا تعذبنا فأنك علينا قادر، ربنا عافيتك أوسع لنا، يا رب العالمين، يا رب العالمين، يا رب العالمين، يا الله ارحم فينا أطفالاً رضع، وشيوخًا ركع، اللهم يا الله، يا إله الأولين والآخرين، يا ملاذنا إذا انقطع الأمل، ويا ملجأنا إذا سُدت الحيل، ويا مفزعنا إذا ضعف عندنا العمل، يا الله، ضعفت قوتنا، وقلت حيلتنا، وما رجاؤنا إلى فيك، اللهم إنك نسألك من خيرها ونعوذ بك من شرها، اللهم إنا نسألك من خيرها، وخير ما فيها، وخير وما أرسلت به، ونعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به، اللهم اجعلها لقحاً لا عقيمًا، اللهم اجعلها رحمة لا عذابًا، اللهم اجعلها سقيا رحمة، لا سقيا عذاب، ولا بلاء ولا هدم ولا غرق، اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب ومنابت الشجر وبطون الأودية، اللهم اسقنا الغيث، ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اغث قلوبنا بالإيمان، وأغث بلادنا برحمتك يا رحمن، اللهم اجمعنا سواءً على كتابك وسنة رسولك صلى الله عليه وسلم، اللهم اجعلنا أحبةً متعاونين، على الخير متناصرين، اللهم ادفع عنا البلاء، والوباء، والزلازل، والمحن، والفتن، ما ظهر منها وما بطن، اللهم اجعل بلانا هذا خاصة، وبلاد المسلمين عامة بلد أمن وإيمان، وسلامةٍ وإسلام، اللهم آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الموضوع الأصلي: الأعاصير: أحكام وعبر || الكاتب: نسر الشام || المصدر: منتديات سهام الروح

كلمات البحث

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات , مسابقات ، فعاليات ، قصص ، مدونات ، نكت , مدونات , تصميم , شيلات , شعر , قصص , حكايات , صور , خواطر , سياحه , لغات , طبيعة , مناضر, جوالات , حب , عشق , غرام , سياحه , سفر





 توقيع : نسر الشام

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن » 04:38 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها
ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009