أية صغيرة إذا أصررت عليها انقلبت كبيرة وأية كبيرة إذا استغفرت منها انقلبت صغيرة :
مثلاً في بعض الأحاديث الشريفة يقول عليه الصلاة والسلام:
((لا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع استغفار))
[أخرجه الحارث عن أبي هريرة وعبد الله بن عباس]
صغيرة تهلك، وكبيرة لا تهلك، يبدو أن هناك تناقضاً، صغيرةٌ ينجو صاحبها، صغيرةٌ يهلك صاحبها، وكبيرةٌ تردي صاحبها.
((لا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع استغفار))
من عادتي أن أوضح هذا النص بمثل: طريق عريض يقدر عرضه بستين متراً، عن يمينه وادٍ سحيق، وعن يساره وادٍ سحيق، مركبة تمشي على هذا الطريق في الوسط، لو أن قائد المركبة حرفة المقود سنتيمتراً واحداً، وثبت هذا الانحراف، واستمر هذا الانحراف، هذه المركبة مصيرها إلى الوادي، على أن الانحراف سنتيمتراً واحداً، لكن المركبة التي يحرف فيها قائدها المقود تسعين درجة، والطريق عريض، بإمكانه أن يعيد المقود إلى ما كان عليه ينجو، انحراف سنتيمتر أهلك إنساناً، وانحراف تسعين درجة أنجاه.
((لا صغيرة مع الإصرار))
أية صغيرة إذا أصررت عليها انقلبت كبيرة، وأية كبيرة إذا استغفرت منها انقلبت صغيرة، فهذا المثل يوضح هذا الحديث، أحياناً يأتي الحديث متعلقاً بمجردات لقضايا معنوية، لقضايا فكرية، قد تبدو شائكة، عويصة، غير مفهومة، يأتي المثل فيوضحها.
ضرب الأمثال أسلوبٌ أصيلٌ في اللغة التي أختارها الله لقرآنه الكريم :
الأمثال مألوفة بالأدب العربي، مثلاً: من يَهُنْ يسهل الهوان عليه، كيف؟ قال: ما لجرح بميت إيلام، من يهن، من يألف الهوان، يسهل عليه أن تهينه دائماً، كيف أوضح هذه الحقيقة؟ إنسان مات مهما جرحته وبالغت في الجرح لا يتألم، لأنه ميت، والله عز وجل وصف أهل الدنيا بأنهم:
﴿ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ﴾
[سورة النحل الآية:21]
وصفهم بأنهم في القبور:
﴿ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ ﴾
سورة فاطر]
في قبور شهواتهم، من يهن يسهل الهوان عليه، ما لجرح بميت إيلام، إنسان مدح النبي عليه الصلاة والسلام، قال: إن تفق الأنام فأنت منهم.
((إنما أنا بشر، أرضى كما يرْضى البشر، وأغْضَبُ كما يغضب البشر))
[أخرجه مسلم عن أنس بن مالك]
إن تفق الأنام، تتفوق على كل البشر فأنت منهم، قال: فإن المسك بعض دم الغزال، المسك يؤخذ من دم الغزال، محمد بشر وليس كالبشر، كيف؟ احترنا، بشرٌ وليس كالبشر، قال: فهو ياقوتة والناس كالحجر.
وإذا أراد الله نشـر فـضيلـةٍ طويت أتـاح لها لسـان حسودِ
لولا اشتعال النار فيمـا جاورت ما كان يُعرف طيب عرف العودِ
* * *
فضرب الأمثال أسلوبٌ أصيلٌ في هذه اللغة التي أختارها الله لقرآنه الكريم، ضرب الأمثال منهجٌ وأسلوبٌ أصيلٌ لهذه اللغة العربية التي جعلها الله جلّ جلاله لغة لكلامه.
عندما تسرب هذا الماء إلى باطن التربة، في التربة بذور، نبتت هذه البذور وأصبحت نباتاًً رائعاً، أصبحت ذات بهجة، جبل أخضر جميل جداً، البستان جميل، الحدائق جميلة، النبات بالأصل جميل،
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف