1- معنى الاتباع ومفهومه.
2- حث الشريعة على الاتباع ووجوبه وأهميته وتحريم الابتداع من الكتاب العزيز والسنة المطهرة وأقوال السلف.
3- الاتباع أحد شرطي قبول العمل.
4- اتباع الصحابة رضي الله عنه للرسول صلى الله عليه وسلم والانقياد للنصوص الشرعية دون السؤال عن العلة كقول عمر ( أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع).
5- الاتباع ليس قولا فقط بل بالفعل أولا.
6- لا يتحقق الاتباع لدى المسلم إلا عن معرفة به سبحانه.
7- حقيقة الاتباع لا تتم إلا بموالاة الصحابة ومحبة العلماء.
8- أثر الاتباع في الثبات على طاعة الله.
9- تربية الأولاد على الاتباع.
10- من أهم خصائص أهل السنة والجماعة الاتباع.
11- دروس وعبر في الاتباع مستفادة من حجة النبي صلى الله عليه وسلم.
12- نماذج سطرها جيل الصحابة هي من أنصع النماذج وأروع المواقف في اتباعهم وتعظيمهم لله ورسوله.
التعريف
تعريف الاتباع: هو اتباع القول الذي شهد الدليل بصحته، فيكون المتبع عاملا بعلم وعلى بصيرة بصحة مايعمل به ويكون متبعاً للدليل الشرعي. قال تعالى (اتبعوا ماأنزل إليكم من ربكم ولاتتبعوا من دونه أولياء) [الأعراف: 3]، وقال تعالى (وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون) [الأنعام: 155]، وقال تعالى (اتبع ماأوحي إليك من ربك) [الأنعام: 106]، وقال تعالى (قل إنما اتبع مايوحى إلي من ربي) [الأعراف: 203].
فالعمل بالوحي من الكتاب والسنة هو الاتباع كما دلت عليه هذه الآيات. قال ابن عبدالبر: الاتباع: هو أن تتبع القائل على مابان لك من فضل قوله وصحة مذهبه. والتقليد: أن تقول بقوله وأنت لاتعرفه ولا وجه القول ولا معناه [جامع بيان العلم (2/37)] .
وقال ابن عبدالبر: قال أبو عبدالله بن خويز منداد البصري المالكي: التقليد معناه في الشرع: الرجوع إلى قول لاحجة لقائله عليه، وذلك ممنوع منه في الشريعة، والاتباع: ماثبت عليه حجة. وقال في موضع آخر من كتابه: كل من اتبعت قوله من غير أن يجب عليك قوله لدليل يوجب ذلك فأنت مُقلده، والتقليد في دين الله غير صحيح. وكل من أوجب عليك الدليل اتباع قوله فأنت متبعه. والاتباع في الدين مسوّغ والتقليد ممنوع [جامع بيان العلم (2/117)
فالاتباع هو العمل بالدليل الشرعي، ويكون المفتي مخبراً بالدليل. هذا، وقد اعترض البعض على هذا الحد، وقالوا إن التقليد المذموم سُمِّي اتباعا أيضا في كتاب الله، كما في قوله تعالى (ولاتتبعوا من دونه أولياء) [الأعراف: 3]،
وقوله تعالى (إذ تبرأ الذين اتُبعوا من الذين اتَبعوا ورأوا العذاب) [البقرة: 166]، ولامشاحة في الاصطلاح طالما عُلم المعنى وعُرِف الفرق بين الاتباع والتقليد. قال ابن حزم: وقد استحى قوم من أهل التقليد من فعلهم فيه، وهم يقرّون ببطلان المعنى الذي يقع عليه هذا الإسم، فقالوا: لانقلّد بل نتبع.
قال ابن حزم: ولم يتخلصوا بهذا التمويه من قبيح فعلهم، لأن المحرَّم إنما هو المعنى فليسموه بأي اسم شاءوا [الإحكام (6 / 60)]، [فوائد من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية حول تقليد المجتهد (1/38) ]
1- عن عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- أنّه أتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فقرأه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فغضب فقال: «أمتهوّكون فيها يابن الخطّاب؟ والّذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقيّة، لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحقّ فتكذّبوا به أو بباطل فتصدّقوا به، والّذي نفسي بيده لو أنّ موسى صلّى اللّه عليه وسلّم كان حيّا ما وسعه إلّا أن يتبعني» [رواه أحمد (3/ 387)، وحسنه الألباني: انظر المشكاة (1/ 63)].
2- عن أبي موسى الأشعريّ- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ مثلي ومثل ما بعثني اللّه به كمثل رجل أتى قومه فقال: يا قوم، إنّي رأيت الجيش بعينيّ. وإنّي أنا النّذير العريان ، فالنّجاء ، فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا فانطلقوا على مهلتهم (وفي البخاريّ على مهلهم) وكذّبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم فصبّحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم. فذلك مثل من أطاعني واتّبع ما جئت به. ومثل من عصاني وكذّب ما جئت به من الحقّ» [رواه مسلم (2283)].
3- عن عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- قال: خطّ لنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خطّا، ثمّ قال: «هذا سبيل اللّه» ثمّ خطّ خطوطا عن يمينه وعن شماله، ثمّ قال: «هذه سبل» قال يزيد: متفرّقة على كلّ سبيل منها شيطان يدعو إليه، ثمّ قرأ: وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» [رواه أحمد (1/ 435) وقال الألباني: إسناده حسن].
4- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «كلّ أمّتي يدخلون الجنّة إلّا من أبى» قالوا: يا رسول اللّه، ومن يأبى؟. قال: «من أطاعني دخل الجنّة، ومن عصاني فقد أبى» [ رواه البخاري- الفتح 13 (7280)].
5- عن حذيفة بن اليمان- رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «اقتدوا باللّذين من بعدي أبي بكر وعمر» [رواه الترمذي (3662) وقال: هذا حديث حسن، وقال الألباني: صحيح، وهو في الصحيحة له (3/ 234) حديث (1233)].
6- عن أنس بن مالك- رضي اللّه عنه- أنّ نفرا من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم سألوا أزواج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عن عمله في السّرّ؟ فقال بعضهم: لا أتزوّج النّساء. وقال بعضهم لا آكل اللّحم. وقال بعضهم: لا أنام على فراش. فحمد اللّه وأثنى عليه فقال: «ما بال أقوام قالوا كذا وكذا، ولكنّي أصلّي وأنام، وأصوم وأفطر. وأتزوّج النّساء. فمن رغب عن سنّتي فليس منّي» [رواه مسلم (1401)].
7- عن العرباض بن سارية- رضي اللّه عنه- قال: صلّى بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ذات يوم، ثمّ أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول اللّه كأنّ هذه موعظة مودّع، فماذا تعهد إلينا؟، فقال: «أوصيكم بتقوى اللّه والسّمع والطّاعة وإن عبدا حبشيّا، فإنّه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء المهديّين الرّاشدين تمسّكوا بها، وعضّوا عليها بالنّواجذ ، وإيّاكم ومحدثات الأمور، فإنّ كلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة» [رواه أبو داود (4607) وقال الألباني في صحيح أبي داود (3/ 871): صحيح].
8- عن عبد اللّه بن عمر- رضي اللّه عنهما- قال: «سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: لا تمنعوا نساءكم المساجد إذا استأذنّكم إليها. فقال بلال بن عبد اللّه: واللّه لنمنعهنّ. قال: فأقبل عليه عبد اللّه فسبّه سبّا سيّئا. ما سمعته سبّه مثله قطّ. وقال: أخبرك عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وتقول واللّه لنمنعهنّ!» [ رواه البخاري- الفتح 3 (1573)].
9- عن عبد اللّه بن مغفّل- رضي اللّه عنهما-: «أنّه رأى رجلا يخذف «1»، فقال له: لا تخذف، فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نهى عن الخذف- أو كان يكره الخذف- وقال: إنّه لا يصاد به صيد ولا ينكأ به عدوّ ولكنّها قد تكسر السّنّ، وتفقأ العين. ثمّ رآه بعد ذلك يخذف، فقال له: أحدّثك عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه نهى عن الخذف أو كره الخذف وأنت تخذف، لا أكلّمك كذا وكذا» [رواه البخاري- الفتح 9 (5479)].
آثار
1- عن عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه-: أنّه جاء إلى الحجر الأسود فقبّله فقال: «إنّي أعلم أنّك حجر لا تضرّ ولا تنفع، ولولا أنّي رأيت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقبّلك ما قبّلتك» البخاري- الفتح 3 (1597).
2- عن حذيفة- رضي اللّه عنه- قال: «يا معشر القرّاء! استقيموا فقد سبقتم سبقا بعيدا، فإن أخذتم يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا» [البخاري- الفتح 13 (7282)].
3- قال ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- في معنى قوله تعالى: «وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً »،« اجعلنا أئمّة هدى ليهتدى بنا ولا تجعلنا أئمّة ضلالة» رواه البخاري- الفتح 13 (265).
4- قال ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- في قوله تعالى: «يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ »،«فأمّا الذين ابيضّت وجوههم فأهل السّنّة والجماعة وأولو العلم. وأمّا الّذين اسودّت وجوههم فأهل البدع والضّلالة» [أصول الاعتقاد (1/ 72)].
5- قال عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- «من كان منكم مستنّا فليستنّ بمن قد مات، إنّ الحيّ لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمّد كانوا أفضل هذه الأمّة: أبرّها قلوبا وأعمقها علما، وأقلّها تكلّفا. اختارهم اللّه لصحبة نبيّه ولإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم واتّبعوهم على أثرهم وسيرتهم فإنّهم كانوا على الهدى المستقيم» [إغاثة اللهفان (1/ 159)].
6- قال الحسن البصريّ- رحمه اللّه تعالى- في قوله تعالى-: «ُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ»، قال: «وكان علامة حبّه إيّاهم اتباع سنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم» وفي موضع آخر: «فقد جعلت علامة حبّهم اللّه اتباع رسوله» [أصول الاعتقاد (1/ 70)].
7- قال الزّهريّ- رحمه اللّه تعالى-: «كان من مضى من علمائنا يقولون: الاعتصام بالسّنّة نجاة والعلم يقبض قبضا سريعا، فعيش العلم ثبات الدّين والدّنيا، وفي ذهاب العلم ذهاب ذلك كلّه» [الدارمي (1/ 58) برقم (96)].
8- قال الأوزاعيّ- رحمه اللّه تعالى-: «كان يقال: خمس كان عليها أصحاب محمّد والتّابعون بإحسان: لزوم الجماعة، واتباع السّنّة، وعمارة المساجد، وتلاوة القرآن، والجهاد في سبيل اللّه»، وقال أيضا: «ندور مع السّنّة حيث دارت» [أصول الاعتقاد (1/ 64)].
9- قال سفيان- رحمه اللّه تعالى-: «اسلكوا سبيل الحقّ ولا تستوحشوا من قلّة أهله» [الاعتصام (1/ 34)].
10- قال أبو حفص: «من لم يزن أفعاله وأحواله في كلّ وقت بالكتاب والسّنّة ولم يتّهم خواطره، فلا يعدّ في ديوان الرّجال» [مدارج السالكين (2/ 464)].
متفرقات
1- قال ابن القيّم- رحمه اللّه تعالى-: «كان عمر- رضي اللّه عنه- يهمّ بالأمر ويعزم عليه فإذا قيل له: لم يفعله رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم انتهى» [إغاثة اللهفان (1/ 136)].
2- قال الشّاطبيّ- رحمه اللّه تعالى-: «إنّ الصّحابة كانوا مقتدين بنبيّهم صلّى اللّه عليه وسلّم مهتدين بهديه، وقد جاء مدحهم في القرآن الكريم، وأثنى على متبوعهم محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم وإنّما كان خلقه صلّى اللّه عليه وسلّم القرآن، فقال تعالى: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ فالقرآن إنّما هو المتبوع على الحقيقة، وجاءت السّنّة مبيّنة له، فالمتّبع للسّنّة متّبع للقرآن. والصّحابة كانوا أولى النّاس بذلك، فكلّ من اقتدى بهم فهو من الفرقة النّاجية الدّاخلة للجنّة بفضل اللّه، وهو معنى قوله عليه الصّلاة والسّلام «ما أنا عليه وأصحابي» فالكتاب والسّنّة هو الطّريق المستقيم، وما سواهما من الإجماع وغيره فناشيء عنهما» [الاعتصام للشاطبي (2/ 252)].
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف