العيد موسم جميل يترقبه المسلمون مرتين في العام؛ الأول: بعد رمضان، والثاني: بعد الحج، وكون العيدان شُرِعا بعد عبادتين عظيمتين، يجعلهما محل اهتمام واعتناء، وتأهب وفرح.
ومن شعائر العيد العظيمة:
صلاة العيد، التي لها أحكامها الخاصة، ويخرج الناس لأدائها في المصليات المعدَّة لها خارج المدينة، ومن السُّنَّة أن يخرج لها الكبار والصغار، الرجال والنساء، حتى ذوات الأعذار كالحُيَّض والنفساء، والعواتق اللاتي لم يبلغن.
وكم هو جميل ذلك المشهد الرائع، وقد خرج الرجال بملابسهم البيضاء، والنساء بجلابيبهن متسترات، كلهم سواسية متحابون متآلفون، لا فرق بين عظيمهم ووضيعهم، ولا بين عربهم وعجمهم، يكبرون الله ويوحدونه ويمجدونه ويعظمونه!
ثم بعد خطبة العيد والصلاة يسلم بعضهم على بعض، يتصافحون ويتعانقون ويُظهِرون فرحتهم في هذا اليوم العظيم الذي شرعه الله موسمَ فرحٍ وبهجةٍ، وأنس وسعادة، حتى لو كانت هناك مآسٍ وأحزانٌ، فلا تتعطل هذه الشعيرة.
لكن هذا العام شهِد العالم عيدًا آخر مختلفًا عن بقية الأعياد، عيدًا دون صلاة ولا تجمُّعٍ ولا تصافح، وأُغلقت المساجد والمصليات، وبقي الناس في بيوتهم محجورين لا يخرجون نتيجة الوباء "كوفيد 19" الذي انتشر في أرجاء المعمورة، فكان حدثًا نادرًا بهذا الانتشار المخيف.
صحيحٌ أن البعض صلى صلاة عيد الفطر مع أولاده في البيت صلاة العيد، والبعض صلى وحده، ونسبةٌ من بينهم لم يصلُّوا العيد أصلًا، وهذا مما يزيد الحزن والأسى، ويضاعف الألم والوجع، وكيف يصلون العيد بينما فرطوا في الفرض، وهجروا المساجد أيام الرخاء والصحة وهم يسمعون "الله أكبر، حيَّ على الصلاة".
نعم، جاءنا عيد الفطر بعد رمضان ونحن في البيوت لا نغادرها، تعطلت الكثير من الأعمال، وتوقفت المدارس والجامعات والمؤسسات.
ولا ندري كيف يكون حالنا مع العيد القادم عيد الأضحى، نسأل الله عز وجل أن يكتب لنا السلامة والعافية، ونسأله أن يرفع هذا الوباء عنا وعن جميع الناس.
وهي فرصة لي ولأخواني الأعزاء وأخواتي الكريمات أن نعلن التوبة النصوح، ونراجع أنفسنا وندقق في ملفاتنا وحساباتنا ما دمنا على قيد الحياة، وباب التوبة مفتوح، والله يفرح بتوبة التائبين، ويقبل عباده المذنبين.
وهذه الأوبئة والزلازل والفيضانات والتغيرات التي تحصل للعباد هي رسائل للناس حتى ينتبهوا من غفلتهم، ويصحوا من نومهم، ويُقبِلوا على طاعة ربهم، ويبتعدوا عن معصيته ومخالفة أمره.
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف