كلمة مسيحي (باليونانية Χριστιανός وأيضاً χρηστιανός) هي نسبة إلى المسيح "،[16][17] والمسيح في العربية هو الممسوح وربما تكون مشتقة من الكلمة الآرامية السريانية (ܡܫܝܚܐ) (مشيحا) والآرامية هي لغة المسيح،[18] وكلمة مسيحي في معظم اللغات الهندوأوروبية مشتقة من الكلمة اليونانية "كريستوس" بمعنى المسيح.
كلمة " مسيح " في اللغة العبرية هي "ماشيح - מָשִׁיחַ" من الفعل "مشح" أي "مسح" ومعناها في العهد القديم الممسوح بالدهن المقدس، ونقلت كلمة "ماشيح" إلى اللغة اليونانية كما هي ولكن بحروف يونانية " ميسياس -Мεσσίας" ومن ثم ترجمت ترجمة فعلية " خريستوس -Хριτός" من الفعل اليوناني " خريو -chriw" أي يمسح؛ وجاءت في اللاتينية " كريستوس ـ Christos" ومنها في اللغات الأوربية " Christ"؛ إن عملية المسح تتم في العهد القديم بواسطة الدهن المقدس الذي كان يصنع من زيت الزيتون مضافًا إليه عددًا من الطيوب (سفر الخروج 22:30-31)، وقد ظل هذا التقليد حتى أيامنا هذه في المسيحية في سر الميرون؛ وكان الشخص أو الشيء الذي مسح يصبح مقدساً ومكرساً للرب؛ وحصر استخدامه للكهنة، الملوك والأنبياء (خروج 30:30)؛ ولهذا دعوا بمسحاء الرب (المزامير 15:105)، ومفردها " مسيح الرب " (صموئيل الثاني 1:23)، ويصفهم الله بمسحائي (أخبار الأيام الأول 22:16)؛ لكن الوحي الإلهي في أسفار العهد القديم يؤكد أن هؤلاء " المسحاء " جميعاً؛ كانوا ظلاً ورمزاً للآتي والذي دعي منذ داود فصاعداً بـ " المسيح "، وكانوا جميعاً متعلقين بمسيح المستقبل الذي سيأتي في ملء الزمان ودعاه دانيال النبي المسيح الرئيس (دانيال 24:9)، و" المسيح " و" قدوس القدوسين " (دانيال 25:9)، لأنه سيجمع في شخصه الصفات الثلاث: الكاهن والنبي والملك؛ وهذا الشخص وفق العقيدة المسيحية هو يسوع، بينما لا تزال الديانة اليهودية تنتظر قدومه.
تاريخ استخدام الكلمة
كنيسة القديس بطرس في أنطاكية، وفي هذه المدينة إتخذ أتباع يسوع لقب مسيحيين.
الراجح أن يسوع وأتباعه الأوائل - طبقاً للكتاب المقدس - لم يبتدعوا اسماً يميزون به أنفسهم عن سائر اليهود، فالمسيح لما طلب من المرأة السامرية أن تعطيه يشرب استنكرت عليه ذلك وقالت: «كَيْفَ تَطْلُبُ مِنِّي لِتَشْرَبَ، وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا امْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ؟»[19] ومع ذلك لم يبد أي اعتراض على نعتها إياه بيهودي بل استطردا في حديثهما إلى أن قال لها: «أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ، أَمَّا نَحْنُ فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ . لأَنَّ الْخَلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ».[20] وعلى هذا فهو يرى نفسه كواحدٍ من اليهود، وكذلك فإن شاول الطرسوسي المعروف ببولس لم يجد حرجاً في أن يعتبر نفسه يهوديًا بالرغم من تنصره واتباعه للمسيح، وليس أدل على أن التلاميذ استمروا في استخدام مصطلح يهود مما رواه بولس في رسالته إلى أهل غلاطية حيث قال:
قُلْتُ لِبُطْرُسَ قُدَّامَ الْجَمِيعِ: «إِنْ كُنْتَ وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ تَعِيشُ أُمَمِيًّا لاَ يَهُودِيًّا، فَلِمَاذَا تُلْزِمُ الأُمَمَ أَنْ يَتَهَوَّدُوا؟»
وقد ظهر استخدام كلمة مسيحي لأول مرة بين سنتي 42 - 43 م، وأقدم نص مكتوب يذكر كلمة «مسيحي» ورد بكتابات المؤرخ تاسيتس (ولد سنة 56 ميلادي)، ويبدو أن كلمة "مسيحي" في الأصل أطلقت على أتباع يسوع الأوائل بهدف التوبيخ والتحقير من شأنهم، ولكن شاع استخدامها فيما بعد وأقرها المسيحيون فيما بينهم، حيث تقول دائرة المعارف الكتابية تحت مادة «مسيح - مسيحيون»:
ولعلها (أي كلمة مسيحي) كانت تنطوي أساساً على نوع من التهكم، ويبدو أن المسيحيين أنفسهم لم يتقبلوا هذا الاسم بصدر رحب في البداية، ولكنه على توالي الأيام، التصق بهم وصاروا يعرفون به"[24]
ويذهب كاتبو قاموس الكتاب المقدس لنفس الرأي فيقولون تحت مادة «مسيحي»:
دعي المؤمنون مسيحيين أول مرة في أنطاكية (اع 11: 26) نحو سنة 42 أو 43 م. ويرجّح أن ذلك اللقب كان في الأول شتيمة (1 بط 4: 16)..." [25]
استعمال حديث
عليّة صهيون، حيث تم العشاء الأخير والعنصرة، وكانت مركز المسيحية المبكرة الأول.
بالإمكان العثور على مجموعة واسعة من المعتقدات والممارسات في جميع أنحاء العالم بين هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم مسيحيين. لا يوجد تعريف موّحد بين الطوائف والمذاهب حول تعريف "المسيحية". على سبيل المثال، يشير تيموثي بيل التفاوت من المعتقدات بين أولئك الذين يعرفون أنفسهم كمسيحيين في الولايات المتحدة على النحو التالي:
على الرغم من أن الجذور التاريخية لهذه الطوائف تعود إلى كل من اللاهوت المسيحي والتقاليد المسيحية. الاّ أن هناك البعض قد لا يعتبر فئات أخرى ضمن تصنيف أكبر وهو المسيحية؛ على سبيل المثال معظم المعمدانيين والأصوليين المسيحيين، لا يعتبرون المورمونية أو العلم المسيحي أنهم ضمن العائلة المسيحية. في الواقع، فإن ما يقرب من 77 في المئة من الأميركيين يعرّفون نفسهم بأنهم مسيحيين وينتمون إلى مجموعة متنوعة من التقاليد المسيحية.
حاولت ليندا هولم تقديم تعريف شائع حول من هم المسيحيين مشيرة إلى أنّ "حول أيًا كان قد يختلف حوله المسيحيين؛ على الأقل هناك اتفاق في الإعتقاد بأن يسوع له أهمية فريدة من نوعها".[27] الفيلسوف مايكل مارتن، في كتابه القضية ضد المسيحية' يقيّيم ثلاثة عقائد مسيحية تاريخية (قانون الإيمان الرسوليّ والنيقاوي والأثانسياوسي) لوضع مجموعة من الإفتراضات الأساسية والتي تشمل الإعتقاد والإيمان بالله، وتاريخية يسوع، وسر التجسد، والخلاص من خلال الإيمان بيسوع، والإيمان في يسوع بإعتباره قدوة أخلاقية.
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف