ما زال الناس يهابون الحروب لما تحمله من تكلفة بشرية ومادية، ولا غبار على هذا الخوف، لكننا تطورنا واستقر لنا الأمن وازدهرت البلاد لدرجة أننا لا نشعر أننا نعيش حرباً يومياً. يموت كل ساعة في السعودية شخص واحد على الأقل بسبب الحوادث بمعدل 24 وفاة يومياً وتبلغ الإصابات اليومية من الحوادث في 2015م 100 إصابة. بلغ مجموع المتوفين من الحوادث بالسعودية 2015م أكثر من 8 آلاف شخص وهذا العدد في عام واحد أكبر بكثير مما خسرته السعودية إبان حرب الخليج والحرب ضد الحوثيين.
وحسب ما ذكره مدير الأنظمة واللوائح في مرور منطقة المدينة أن مجموع الوفيات في السعودية بسبب الحوادث للعقدين الماضية 86 ألف شخص، وهو ما يقارب عدد سكان محافظة الزلفي، فلك أن تتخيل لو لا قدر الله وفاة هذا العدد من هذه المحافظة بسبب حرب عسكرية! لصُنّفت على أنها حرب إبادة! ودائما ما تغضب الشعوب بسبب دخول دولها حروباً عسكريةً بسبب تكلفتها المادية والتي ترى المجتمعات أن صرفها على البنية التحتية أولى. لكن حرب الشوارع الذي تمارسه هذه الحوادث يُكلف السعودية سنوياً 21 مليار ريال يُضاف لها تكلفة ما يقارب 30٪ من الأسرّة في المستشفيات التي تذهب لمصابي الحوادث. وهذه التكلفة المادية مقاربة للتكلفة التي تصرفها السعودية على مبتعثيها.
توجهت الشركات إلى طريقة جديدة لمكافحة هذه الحرب بتصنيع واختبار سيارات ذاتية القيادة. وكان السبق في هذا المجال لشركة Tesla حيث استطاعت حتى عام 2016م من اختبار 130 مليون ميل من القيادة الذاتية. بينما سيارة قوقل اختبرت 2 مليون ميل علماً أن المتطلبات لإثبات أنها خيار آمن ليتم بيعها رسمياً يتطلب 275 مليون ميلاً.
هذا الخيار الذي قدمته الشركات ما زال يواجه مشكلة لدى العملاء فحسب استفتاء قامت به BCG & World Economic Forum شمل 1260 عميلاً من عشر دول، اختار 50٪ منهم أنهم لا يشعرون بالأمان باستخدام هذه السيارات، و 45٪ يرغبون أن يكونوا هم المتحكمين بالسيارة تماماً. وهذه النسب والتوجهات هي على العكس مما يحدث يومياً، لأن النسب العُظمى من الحوادث تكون بسبب الأخطاء البشرية. وأعتقد أن مثل هذا الخوف لدى العُملاء من هذه التقنية مصدره ما يُشاهد في الأفلام التي كررت فكرة اختراق أنظمة السيارة من قبل الهكرز وتحكمهم بها والتسبب بحادث ليتم التخلص من هذه الشخصية حسب سيناريو الفيلم. ولا أستبعد التأثير النفسي والقوي لمثل هذه الأفلام التي يرجع البعض الفضل لها في التمهيد مجتمعياً والضغط على أصحاب السلطة لإقرار زواج المثليين الذي أقرته أميركا مؤخراً.
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف