نتناول هنا مقاصد العبادات، وأن الأصل في العبادات بالنسبة إلى المكلف التعبد دون الالتفات إلى المعاني، بعكس العادات؛ فالأصل فيها التعليل والالتفات إلى المعاني.
أهمية معرفة مقاصد العبادات:
وترجع أهمية معرفة مقاصد العبادات؛ حتى تؤدى كما ينبغي، تدفع الغفلة والتغافل، والمسارعة إلى الخيرات، وطرد الشيطان ووسوسته، والقيام بشكر الله كثيرًا، ويعلم أن للعبادات أثرها في حياة الإنسان المسلم.
مقاصد عامة في العبادات: من الملاحظ أن هناك مقاصد عامة مشتركة في جميع العبادات، ومن هذه المقاصد:
1 - اشتراط النية:
فجميع العبادات تؤدى بهذا المقصد، لا يجوز التوجه والعبادة إلا إلى الله وحده، ﴿ وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الأنعام: 79]، ولا عمل بدون نية؛ فهو لا يصلي إلا لله، ولا يزكي إلا لله، ولا يصوم إلا لله، ولا يحج إلا لله، وإن فعل غير ذلك لا يقبل منه هذا العمل؛ ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110]، ويقول صلى الله عليه وسلم: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى))[1].
2 - ربط العباد بالله سبحانه:
فنجد أن العبادات كلها تربط الإنسان بالله في توجهه وحياته، وأدائها؛ فهو يصلي - على الأقل - كل يوم خمس مرات، ويؤدي زكاة ماله، ويصوم على الأقل شهرًا كل عام، ويحج إن استطاع، وكل ذلك يجعل الإنسان ذاكرًا لربه، مرتبطًا به جل وعلا.
3 - استشعار العباد بالافتقار الدائم إلى الله: ليراقبوه فيحققوا العبودية؛ فدائمًا يستشعر العباد وهم يؤدون عبادتهم أنهم مفتقرون إلى الله، وهل قبلت أعمالهم فيحمدون الله، أم ردت عليهم؟! وهذا يحقق مقصد العبودية الخالصة لله عز وجل.
4 - التخفيف ورفع الحرج: فمن نعم الله علينا أن جعل التخفيف ورفع الحرج من مقاصد العبادات؛ قال سبحانه: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 28].
ففي الصلاة: إذا سافر الإنسان قصر في صلاته الرباعية وجمع، وإذا كان مريضًا، أو مطر ونحوه، يجوز له الجمع بين الصلوات، وفي الزكاة: لا تجب الزكاة إلا إذا بلغت النصاب وجاء وقت أدائها، وفي الصوم: جواز الإفطار للمريض والمسافر، وفي الحج: جعل على المستطيع ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 97].
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف