◄ قصة : فصاحة فتاة. خرج المأمون ذات يوم للصيد فأطلق عنان جواده خلف طريدة حتى أشرف على جدول ماء فإذا هو بفتاة عربية على درجة كبيرة من الجمال وبيدها (قربة) قد ملأتها ماء وحملتها على كتفها وبينما هي صاعدة انحلّت فوهة القربة فصاحت بصوت حنون : يا أبت أدرك فاها، قد غلبني فوها، لا طاقة لي بفيها، فعجب المأمون من فصاحتها وسألها : من أي العرب أنت ؟ قالت : أنا من بني كلاب. فقال لها : ما الذي حملك أن تكوني من الكلاب ؟ فقالت : والله لستُ من الكلاب، وإنما أنا من قوم كرام غير لئام يقرون الضيف ويضربون بالسيف، ثم قالت : يا فتى من أي الناس أنت ؟ فقال : أو عندك علم بالأنساب ؟ قالت : نعم. قال : أنا من مضر الحمراء. قالت : من أي مضر ؟ قال : من أكرمها نسباً وأعظمها حسباً وخيرها أُمّاً وأباً، ممّن تهابه مضر كلها. قالت : أظنّك من كنانة ! قال : أنا من كنانة. قالت : فمن أي كنانة ؟ قال : من أكرمها مولداً وأشرفها محتداً، وأطولها في المكرمات يداً، ممّن تهابه كنانة وتخافه. فقالت : إذن أنت من قُريش. قال : أنا من قريش. قالت : من أي قريش ؟ قال : من أجملها ذكراً، وأعظمها فخراً، ممّن تهابه قريش وتخشاه. قالت : أنت والله من بني هاشم، فمن أيهم ؟ قال : من أعلاها منزلة، وأشرفها قبيلة، ممّن تهابه هاشم وتخافه. عند ذلك قبّلت الأرض وقالت : السلام عليك يا أمير المؤمنين وخليفة رب العالمين. فعجب المأمون طرباً عظيماً وقال : لأتزوجن هذه الفتاة، وفعلاً تزوجها وهي والدة ابنه العبّاس.
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف