ننتظر تسجيلك هـنـا

 

{ إعلانات سـهام الروح اَلًيومُية ) ~
 
 
   
( فعاليات سـهام الروح )  
 
 

 

♥ ☆ ♥اعلانات منتدى سهام الروح♥ ☆ ♥

عدد مرات النقر : 3,526
عدد  مرات الظهور : 58,687,207
عدد مرات النقر : 3,766
عدد  مرات الظهور : 57,592,073
عدد مرات النقر : 3,156
عدد  مرات الظهور : 55,983,789
عدد مرات النقر : 4,789
عدد  مرات الظهور : 31,161,318
عدد مرات النقر : 2,870
عدد  مرات الظهور : 26,449,168منتديات سهام الروح
عدد مرات النقر : 2,932
عدد  مرات الظهور : 61,476,164
عدد مرات النقر : 3,509
عدد  مرات الظهور : 61,147,488
عدد مرات النقر : 4,610
عدد  مرات الظهور : 61,476,267
عدد مرات النقر : 4,468
عدد  مرات الظهور : 54,314,468

عدد مرات النقر : 2,272
عدد  مرات الظهور : 38,743,964
♥ ☆ ♥تابع اعلانات منتدى سهام الروح♥ ☆ ♥

عدد مرات النقر : 2,212
عدد  مرات الظهور : 32,061,323مركز رفع سهام الروح
عدد مرات النقر : 5,226
عدد  مرات الظهور : 61,476,083مطلوب مشرفين
عدد مرات النقر : 2,677
عدد  مرات الظهور : 61,476,075

الإهداءات



الملاحظات

~•₪• منتدى القران الكريم ,الاعجاز العلمي في القرآن~•₪•<

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1  
قديم 09-08-2022, 08:23 PM
حلم مستحيل غير متواجد حالياً
مشاهدة أوسمتي
لوني المفضل Cadetblue
 عضويتي » 2389
 جيت فيذا » Oct 2020
 آخر حضور » 04-14-2024 (11:06 PM)
آبدآعاتي » 78,154
الاعجابات المتلقاة » 3918
الاعجابات المُرسلة » 38
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » حلم مستحيل will become famous soon enough
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  1
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي وقفة تأمل في سورة البقرة الآيات (151-157)



وقفة تأمل في سورة البقرة الآيات (151-157)


لقد اشتملت هذه الآيات على توطين النفوس على المصائب قبل وقوعها، وبيان ما تقابل به إذا وقعت، وما يقال عند ذلك، وما يعين على الصبر، وما للصابرين من الأجر، وبهذا يتبين- ولله الحمد- الفرق بين المؤمن الذي يثق بوعد الله ورحمته به ويحتسب مصابه وبين غيره، وخلاصة القول أنه ينبغي للمؤمن عند المصيبة مراعاة ما يلي:

أولاً: الاستعانة بالصبر والصلاة والتسليم والرضا بقضاء الله وقدره، وأن يقارن ما أخذ الله منه بما أعطاه، من النعم التي لا تحصى كما قال صلى الله عليه وسلم لما أرسلت له إحدى بناته أن ابناً لها في الموت قال صلى الله عليه وسلم: "مرها فلتصبر ولتحتسب، فإن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى"[1].



وأن يقول: "﴿ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾ [البقرة: 156] اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها"[2] معترفاً بقلبه أنه ملك لله عز وجل يدبره كيف يشاء ومرده إليه، واختياره سبحانه له أحسن من اختياره لنفسه، فيحتسب عند الله مصيبته ليطمئن قلبه وينشرح صدره، فإن الكثيرين منا يقولون هذه المقالة من غير تدبر لمعناها، والذي لو تدبرناه حقّاً، ووطَّنّا أنفسنا عليه، لهوّن علينا المصاب بإذن الله تعالى.



كما أن على المؤمن أن يتذكر ما وعد الله به الصابرين في هذه الآيات من معيته لهم، وبشارتهم والثناء عليهم ورحمتهم وتأكيد هدايتهم، وما وعدهم به في غيرها، كما قال تعالى ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10]، وقال تعالى: ﴿ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 96]، وقال تعالى: ﴿ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [المؤمنون: 111] وقال تعالى: ﴿ أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا * خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ﴾ [الفرقان: 75، 76].



ولما قالت فاطمة رضي الله عنها: "واكرب أبتاه" قال صلى الله عليه وسلم: "لا كرب على أبيك بعد اليوم"[3].



وقوله عز وجل في الحديث القدسي: "ما لعبدي المؤمن إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا، ثم احتسبه إلا الجنة"[4].



وقوله صلى الله عليه وسلم لما مات ابنه إبراهيم عليه السلام: "إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزنون"[5].



وقوله صلى الله عليه وسلم: "عجباً لأمر المؤمن لا يقضي الله قضاءً إلا كان خيراً له، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له"[6].



وقال صلى الله عليه وسلم: "ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب حتى الشوكة يشاكها إلا كفر به من خطاياه"[7].



قال الشاعر:

فإذا بليت بمحنة فاصبر لها
صبر الكريم فإن ذلك أحزم
وإذا بليت بكربة فالبس لها
ثوب السكوت فإن ذلك أسلم
لا تشكون إلى العباد فإنما
تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم[8]


ثانياً: ينبغي للمصاب أن يتأمل في حقيقة الدنيا وطبيعتها، وأنها دار فناء لا دار بقاء، دار غرور ومتاع قليل، وأن الدار الآخرة هي الدار الحقة، كما قال تعالى: ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 26، 27]. وقال تعالى: ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185، الحديد: 20]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ ﴾ [الرعد: 26].



وقال تعالى: ﴿ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [القصص:60، الشورى:36]، وقال تعالى: ﴿ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ﴾ [التوبة: 38] وقال تعالى: ﴿ بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [الأعلى: 16، 17]، وقال تعالى: ﴿ وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى ﴾ [الضحى: 4]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [العنكبوت: 64].



وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير، قام وقد أثر في جنبه، فقلنا: يا رسول الله، لو اتخذنا لك وطاء؟ فقال: "مالي وما للدنيا، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها"[9].



وقال صلى الله عليه وسلم: "لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافر شربة ماء"[10].



وقال صلى الله عليه وسلم: "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر"[11].



ولهذا قال ابن عمر رضي الله عنهما: "إذ أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء"[12]. قال الشاعر:

تعز فلا شيء على الأرض باقياً
ولا وزر مما قضى الله واقيا[13]



وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

لا شيء مما ترى تبقى بشاشته
يبقى الإله ويفنى المال والولد[14]



وقال أبو الحسن التهامي لما مات ابنه[15]:

حكم المنية في البرية جاري
ما هذه الدنيا بدار قرار
طبعت على كدر وأنت تريدها
صفواً من الأقذاء والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها
متلمس في الماء جذوة نار
وإذا رجوت المستحيل فإنما
تبني الرجاء على شفير هار
فالعيش نوم والمنية يقظة
والمرء بينهما خيال ساري
والنفس إن رضيت بذلك أو أبت
منقادة بأزمة الأقدار
فاقضوا مآربكم عجالاً إنما
أعماركم سفر من الأسفار
وتراكضوا خيل الشباب وبادروا
إن تسترد فإنهن عوار


وقال الآخر:

متاع غرور ولا يدوم سرورها
وأضغاث حلم خادع ببهائه
فمن أكرمت يوماً أهانت له غداً
ومن أضحكت قد آذنت ببكائه
فكم في كتاب الله من ذكر ذمها
وكم ذمها الأخيار من أصفيائه[16]


وقال لبيد بن ربيعة[17]:

بلينا وما تبلى النجوم الطوالع
وتبقى الديار بعدنا والمصانع
وما المرء إلا كالشهاب وضوئه
يحور رماداً بعد إذ هو ساطع
وما المال والأهلون إلا ودائع
ولابد يوماً أن ترد الودائع
أليس ورائي إن تراخت منيتي
لزوم العصا تحنى عليه الأصابع


وقال الآخر:

فهن المنايا أي واد سلكته
عليها طريقي أو عليّ طريقها[18]



وقال الآخر:

ومن لم يمت بالسيف ما ت بغيره
تنوعت الأسباب والموت واحد[19]



ثالثاً: ينبغي أن يعلم المصاب أن في طي المحنة منحة، وفي البلية نعمة، وأن الخيرة فيما يختاره الله، كما قال تعالى: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ﴾ [البقرة: 216]، وقال تعالى: ﴿ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19].



قال أبو تمام[20]:

قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت
ويبتلي الله بعض القوم بالنعم



وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه[21]:

لا تكره المكروه عند حلوله
إن العواقب لم تزل متباينة
كم نعمة لا يستهان بشكرها
لله في طي المكاره كامنة


وقال الآخر:

فلرب أمر مسخط
لك في عواقبه الرضا
ولربما اتسع المضيق
وربما ضاق الفضا[22]


ومن هنا ينبغي أن يعلم المصاب بفقد حبيب من ولد أو والد أو زوج أو أخ أو قريب أو صديق أن ما عند الله خير للمؤمن.



لأن الشيطان قد يأتي لأهل المصاب ليحزنهم ويزيد مصابهم فيوسوس لهم أن ميتهم المسكين خسر حياته أو خسر شبابه، أو أن المسكين مات بهذا الحادث أو بهذا المرض الخطير، أو مات فجأة، ونحو ذلك. فينبغي أن يعلم أن المؤمن إذا مات بأي وقت من عمره وبأي سبب فما عند الله خير له وهو مأجور على ما أصابه، وبموته انتقل من الضيق إلى السعة، ومن العناء إلى الراحة، ومن الخوف إلى بر الأمان، كما قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [الأحقاف: 13]، فلا خوف عليهم مما أمامهم، ولا هم يحزنون على من خلفهم، فالله يتولاهم ويتولى من خلفهم.



رابعاً: ينبغي أن يتذكر المصاب بمصيبته المصيبة العظمي بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم وانقطاع الوحي من السماء.



قال أبو العتاهية[23]:

اصبر لكل مصيبة وتجلد
واعلم بأن المرء غير مخلد
أوما ترى أن المصائب جمة
وترى المنية للعباد بمرصد
من لم يصب ممن ترى بمصيبة
هذا سبيل لست فيها بأوحد
وإذا أصبت مصيبة تشجي بها
فاجبر مصابك بالنبي محمد


عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "قال أبو بكر رضي الله عنه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر: انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها، فلما انتهينا إليها بكت، فقالا لها: ما يبكيك؟ ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم، فقالت: ما أبكي أن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم، ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء، فهيجتهما على البكاء، فجعلا يبكيان معها"[24].



قال حسان رضي الله عنه:

بطيبة َ رسمٌ للرسولِ ومعهدُ
منيفٌ وقد تعفو الرسومُ وتَهمدُ
ظللتُ بها أبكي الرسولَ فأسعدتْ
عُيون وَمِثْلاها مِنَ الجَفْنِ تُسعدُ
فَبُورِكتَ يا قبرَ الرّسولِ وبورِكتْ
بِلاَدٌ ثَوَى فيهَا الرّشِيدُ المُسَدَّدُ
وبوركَ لحدٌ منكَ ضمّنَ طيباً
عليهِ بناءٌ من صفيحٍ مُنضّدُ
تهيلُ عليهِ التربَ أيدٍ وأعينٌ
عليهِ وقدْ غارتْ بذلكَ أَسعُدُ
لقد غَيّبوا حِلْماً وعِلْماً وَرَحمة ً
عشية َ علوهُ الثرى لا يُوسّدُ
وَرَاحُوا بحُزْنٍ ليس فيهِمْ نَبيُّهُمْ
وَقَدْ وَهَنَتْ منهُمْ ظهورٌ وأَعْضُدُ
يُبَكُّونَ من تبكي السمواتُ يومَهُ
ومَن قدْ بَكَتْهُ الأرضُ فالناس أَكْمُدُ
وهلْ عدلتْ يوماً رزية ُ هالكٍ
رزية َ يومٍ ماتَ فيهِ محمدُ
تَقَطَّعَ فيهِ مُنزِلُ الوَحْيِ عَنهُمُ
وَقَد كان ذا نورٍ يَغورُ ويُنْجِدُ
فَبَيْنَا هُمُ في ذلكَ النّورِ إذْ غَدَا
إلى نُورِهِمْ سَهْمٌ من المَوْتِ مُقصِدُ
فأصبحَ محموداً إلى اللهِ راجعاً
يُبَكِّيهِ جفنُ المرسلاتِ ويحمدُ
وأمستْ بِلادُ الحَرْم وَحشاً بقاعُها
لِغَيْبَة ِ ما كانَتْ منَ الوَحْيِ تعهدُ
قِفاراً سِوَى مَعْمورَة ِ اللَّحْدِ ضَافَها
فَقِيدٌ يُبَكّيهِ بَلاطٌ وغَرْقدُ
وَمَسْجِدُهُ فالموحِشاتُ لِفَقْدِهِ
خلاءٌ لهُ فيهِ مقامٌ ومقعدُ
فبكِّي رسولَ الله يا عينُ حسرةً
ولا أَعرِفَنْك الدهرَ دمعك يجمد
وما لي لا أبكي لذي النعمة التي
على الناس منها سابغ يُتغمد
فجودي عليه بالدموع وأعولي
لفقد الذي لا مثله الدهر يُوجد
فما فقد الماضون مثل محمد
ولا مثله حتى القيامة يُفقد


خامساً: أن يعلم المصاب أن المصيبة الكبرى والبلية العظمي أن يصاب الإنسان في دينه فيخسر دنياه وأخراه، كما قال تعالى: ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [العصر: 1 - 3].



وقال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾ [الزمر: 15].



قال شريح رحمه الله: "إني لأصاب بالمصيبة فأحمد الله عليها أربع مرات: أحمده إذ لم تكن أعظم مما هي، وأحمده إذ رزقني الصبر عليها، وأحمده إذ وفقني للاسترجاع لما أرجو فيه من الثواب، وأحمده إذ لم يجعلها في ديني"[25]؛ فإن من كل شيء عوضاً إلا الدين.



سادسا: على المصاب انتظار الفرج من الله تعالى: كما قال تعالى: ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 5، 6].



وقال صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما: "واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً"[26].



ولهذا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لن يغلب عسر يسرين"[27].



قال الشاعر:

وكل الحادثات إذا تناهت
فموصول بها الفرج القريب[28]



وقال الآخر:

ولرب نازلة يضيق بها الفتى
ذرعاً وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها
فرجت وكان يظنها لا تفرج[29]


وقال الآخر:

عسى فرج يأتي به الله إنه
له كل يوم في خليقته أمر[30]



وقال أبو العتاهية[31]:

يا صاحب الهم إن الكرب منفرج
أبشر بخير فإن الفارج الله
اليأس يقطع أحياناً بصاحبه
لا تيأسن فإن الكافي الله
الله يحدث بعد العسر ميسرة
لا تجزعن فإن الكاشف الله
إذا بليت فثق بالله وارض به
إن الذي يكشف البلوى هو الله
والله ما لك غير الله من أحد
فحسبك الله في كل لك الله


سابعاً: ينبغي أن يتأسى المصاب ويتسلى بأحوال السلف عند المصائب وما هم عليه من قوة الصبر والتسليم لقضاء الله وقدره، والرضا به.



والأخبار عنهم في هذا مستفيضة، فقد رُوي أن أبا ذر رضي الله عنه كان لا يعيش له ولد، فقيل له في ذلك، فقال: "الحمد لله الذي يأخذهم في دار الفناء، ويدخرهم في دار البقاء"[32].



ولما حضرت بلالاً رضي الله عنه الوفاة أنشأ يقول:

"غداً نلقى الأحبه
محمدا وحزبه"



فقالت امرأته: "واويلاه". فقال: "وافرحاه"[33].



وقد روي أن عروة بن الزبير رضي الله عنه وقعت في رجله الأكلة فقطعها من الساق ولم يمسكه أحد وهو شيخ كبير، ولم يدع ورده تلك الليلة، ومات أحد أبنائه، فقال رحمه الله: "اللهم إن كنت ابتليت فقد عافيت، وإن كنت أخذت فقد أبقيت، أخذت عضواً وأبقيت أعضاءً، وأخذت ابنا وأبقيت أبناءً"، وتمثل بهذه الأبيات:

لعمري ما أهويت كفي لريبة
ولا نقلتني نحو فاحشة رجلي
ولا قادني سمعي ولا بصري لها
ولا دلني رأيي عليها ولا عقلي
وأعلم أني لم تصبني مصيبة
من الدهر إلا قد أصابت فتى مثلي[34]


ولما مات عبد الملك بن عمر بن عبدالعزيز رحمه الله قال عمر: "الحمد لله الذي جعلك في ميزاني ولم يجعلني في ميزانك، رضينا بقضاء الله وسلمنا لأمر الله والحمد لله رب العالمين، وإنا لله وإنا إليه راجعون".



ومات ولد لعقبة اسمه يحيى، فلما أنزله في قبره قيل له: "والله لقد كان نعم القائد للجيش فاحتسبه. فقال: وما لي لا أحتسبه وقد كان من زينة الحياة الدنيا، وهو اليوم من الباقيات الصالحات".



وقيل لرجل: كم لك من الولد؟ فقال: تسعة، فقيل له: نحن لا نعرف لك إلا ولداً واحداً، فقال: "الحمد لله كان لي عشرة من الولد فقدمت تسعة أحتسبتهم عند الباري جل وعلا، وبقي واحد، لا أدري هل أنا له، أم هو لي".



وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لمصابٍ: "إنك إن صبرت جرت عليك المقادير، وأنت مأجور، وإن جزعت جرت عليك المقادير وأنت مأزور".



وروي في مناقب الشافعي للبيهقي[35]: أن عبد الرحمن بن مهدي مات له ولد فجزع عليه جزعاً شديداً؛ حتى امتنع من الطعام والشراب. فبلغ ذلك الشافعي فكتب إليه: أما بعد، فعزِّ نفسك بما تعزي غيرك، واستقبح من فعلك ما تستقبحه من فعل غيرك، واعلم أن أمضّ المصائب فَقْد سرور وحرمان أجر، فكيف إذا اجتمعا مع اكتساب وزر، ألهمك الله عند المصائب صبراً، وأجزل لنا ولك بالصبر أجراً، وكتب إليه:

إني معزيِّك لا أني على ثقة
من الخلود ولكن سنة الدين
فما المعزَّى بباق بعد ميته
ولا المعزِّي وإن عاشا إلى حين


ويشاء الله أن يموت بعدها ابن للشافعي رحمه الله الذي كان يعزي أصبح يعزى، فتمثل بهذا البيت:

ما الدهر إلا هكذا فاصطبر له
رزية مال أو فراق حبيب



ولما قتل أبناء الخنساء الأربعة في معركة القادسية وجاءها الخبر ما زادت على أن قالت: "الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته"[36]. وهي التي كادت تهلك جزعاً لما مات أخوها صخر في الجاهلية، حيث تقول:

يذكرني طلوع الشمس صخرا
وأذكره لكل غروب شمس
ولولا كثرة الباكين حولي
على إخوانهم لقتلت نفسي
فلا والله لا أنساك حتى
أفارق مهجتي ويشق رمسي
فقد ودعت يوم فراق صخر
أبي حسان لذاتي وأنسي
فيا لهفي عليه ولهف أمي
أيصبح في الضريح وفيه يمسي[37]


ثامناً وأخيراً: ينبغي أن يُعلم أنه ما سلم أحد من المصائب، حتى الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وكما قيل:

ولو كانت الدنيا تدوم لأهلها
لكان رسول الله حياً مخلدا[38]



بل وحتى الوحوش في القفار، والأسود في الغابات والحيتان في أعماق البحار، وكما قيل:

هي الليالي وقاك الله صولتها
تصول حتى على الآساد في الأجم[39]



وقد روي أن الأسكندر المقدوني ويقال: ذا القرنين لما حضرته الوفاة أمر أمه أن تصنع طعاماً إذا مات وتدعو له جميع الناس، وأن تكتب على الباب أنه لا يأتي إليها إلا من لم يصب بمصيبة قط، ففعلت ذلك، فلم يأتها أحد، فقالت: لم لم يأت إليَّ أحد؟ فقيل لها: إنك كتبت أنه لا يأتي إليك إلا من لم يصب بمصيبة قط، وما من أحد إلا وقد أصيب بمصيبة، فعلمت السر في وصية ابنها لها بذلك وقالت: "لقد عزيتني عن نفسك بنفسك"[40].



المصدر: «عون الرحمن في تفسير القرآن»

[1] أخرجه البخاري في الجنائز (1284)، ومسلم في الجنائز (923)- من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه.
[2] سبق تخريجه.
[3] أخرجه البخاري في المغازي (4462)، والنسائي في الجنائز 1844، وابن ماجه في الجنائز 1629؛ من حديث أنس رضي الله عنه.
[4] أخرجه البخاري في الرقاق (6424)- من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
[5] أخرجه البخاري في الجنائز (1303)، ومسلم في الفضائل (2315)، وأبو داود في الجنائز (3126)- من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
[6] أخرجه مسلم في الزهد والرقائق (2999)- من حديث صهيب رضي الله عنه.
[7] أخرجه البخاري في المرضى 5642، ومسلم في البر والصلة 2573، والترمذي في الجنائز 966؛ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
[8] الأبيات لزين العابدين بن الحسين رضي الله عنهما، وتنسب للشافعي رحمه الله. انظر: "عيون الأخبار" (2/ 284)، "الدر الفريد وبيت القصيد" (1/ 154).
[9] أخرجه الترمذي في الزهد (2377)، وابن ماجه في الزهد- مثل الدنيا (4109)- وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح".
[10] أخرجه الترمذي في الزهد (2320)، وابن ماجه في الزهد (4110)- من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه، وقال الترمذي: "حديث صحيح غريب".
[11] أخرجه مسلم في الزهد والرقائق (2956)، والترمذي في الزهد (2424)، وابن ماجه في الزهد (4113)- من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
[12] أخرجه البخاري في الرقاق (6416)، والترمذي في الزهد (2333)، وابن ماجه في الزهد (4114).
[13] البيت لم يسم قائله. انظر: "الجني الداني في حروف المعاني" ص292، "أوضح المسالك" 1/ 275، "المغني" 2/ 612 .
[14] انظر: "الإمتاع والمؤانسة" ص347، "العمدة في محاسن الشعر وآدابه" 1/ 34. والبيت ورد في عدة مصادر مع اختلاف فيه، ولم ينسب لقائل .
[15] انظر: "ديوانه" ص48.
[16] الأبيات لابن مشرّف. انظر: "ديوانه" (ص38).
[17] انظر "ديوانه" ص56، ويوجد فيه اختلاف يسير .
[18] البيت بلا نسبة. انظر: "مجموع الفتاوى" 15/ 215، "بدائع الفوائد" 1/ 119 .
[19] البيت لابن نباتة السعدي. انظر: "الدر الفريد" 7/ 447، "المحاضرات والمحاورات" للسيوطي ص379.
[20] انظر: "ديوانه" ص577 .
[21] انظر: "الفرج بعد الشدة" 5/ 26، "الصناعتين" ص226، "خزانة الأدب" 2/ 377، مع اختلاف في بعض الكلمات.
[22] البيتان لصفي الدين الحلي. "الغيث المنسجم" ص113، "الكشكول" 1/ 208 .
[23] انظر: "ديوانه" ص129 .
[24] أخرجه مسلم في فضائل الصحابة (2454)، وابن ماجه مختصراً في الجنائز (1635).
[25] أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" 12/ 347 (9507)، وابن عساكر في "تاريخه" 23/ 42. وانظر: "الكبائر" للذهبي ص195، "سير أعلام النبلاء" 4/ 105 .
[26] أخرجه الترمذي في صفة القيامة (2516)، وأحمد (1/ 293، 303، 307)، وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح".
[27] أخرجه مالك في الجهاد (978).
[28] البيت لابن السكيت. انظر: "الكشكول" 2/ 52 .
[29] البيتان لإبراهيم بن العباس الصولي. انظر: "الفرج بعد الشدة" 5/ 15 .
[30] البيت لمحمد بن إسماعيل. انظر "الصاحبي في فقه اللغة" ص157 .
[31] انظر: "المحاسن والأضداد" ص157 .
[32] أخرجه ابن أبي شيبة في"المصنف" 7/ 124 (34687)، والطبراني في "الكبير" 2/ 150 (1629)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 160 .
[33] انظر: "سير أعلام النبلاء" 1/ 359.
[34] انظر: "الكبائر" للذهبي ص192، وانظر: "صفوة الصفوة" لابن الجوزي 1/ 349، "تاريخ دمشق" لابن عساكر 40/ 261 .
[35] 2/ 89-90 .
[36] انظر: "الاستيعاب في معرفة الصحاب" 4/ 1827 وما بعدها، "شرح ديوان الحماسة" 2/ 278، "خزانة الأدب" 1/ 438.
[37] انظر: "ديوان الخنساء" ص84.
[38] البيت ينسب لحسان. انظر: "الكشكول" (1/ 289) وليس في ديوانه.
[39] البيت لأبي عبد الله العربي العقيلي. انظر: "نفح الطيب" (4/ 529).
[40] انظر: "العقد الفريد" 3/ 233، "المستطرف" 2/ 587، "مروج الذهب" 1/ 292، "مختار الحكم" ص، 239، وانظر: "تاريخ دمشق" 17/ 358، "التبصرة" لابن الجوزي 1/ 173.

كلمات البحث

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات , مسابقات ، فعاليات ، قصص ، مدونات ، نكت , مدونات , تصميم , شيلات , شعر , قصص , حكايات , صور , خواطر , سياحه , لغات , طبيعة , مناضر, جوالات , حب , عشق , غرام , سياحه , سفر





 توقيع : حلم مستحيل

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن » 05:51 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها
ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009