إذا أستحلت أمتي خمساً فعليهم الدمار

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إذا أستحلت أمتي خمساً فعليهم الدمار
عن عمران بن حصين،رضي الله عنه،قال،قال رسول الله، في هذه الأمة خسف،ومسخ،وقذف،
قال رجل من المسلمين، يارسول الله،ومتى ذاك،
قال،إذا ظهرت،القينات،والمعازف،وشربت الخمور)أخرجه الترمذي،وصححه الألباني،
المعازف، اسم لكل الات الملاهي التي يعزف بها،كالزمر،والطنبور،والعاقل من إتعظ وإعتبر،
فقد حذر النبي،مما سيعتري أمته من الفتن في آخر الزمان، وما يصيبهم منها إذا هم ابتعدوا عن طريق الجادة التي تركهم عليها، وما زالت توجيهاته لأمته لكي يعتصموا بالكتاب والسنة، وقد وردت أحاديث كثيرة في الحث على التمسك بالدين والبعد عن الفتن، والمبادرة إلى الأعمال الصالحة من قبل أن يأتي زمان لا يستطيع المرء فيه حفظ دينه إلا من شاء الله تعالى،فقد قال،فيما رواه مسلم،
عن أبي هريرة،قال،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم،بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً،ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا)
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه،أن رسول الله،صلى الله عليه وسلم،قال(إذا استحلّت أمتي ستاً فعليهم الدمار، إذا ظهر فيهم التلاعن، وشربوا الخمور، ولبسوا الحرير، واتخذوا القِيَان، واكتفى الرجال بالرجال، والنساء بالنساء)رواه الطبراني،والبيهقي،وصححه الألباني،
فهذا الحديث يشير فيه النبي أن أمته إذا استحلت هذه المعاصي التي ورد النهي عنها في الكتاب والسنة استحقت الدمار والعياذ بالله،ومنها كثرة اللعن، وهو لعن المسلم أخاه المسلم،والمرأة أختها المسلمة،
أيضاً انتشار شرب الخمور،ولبس الحرير،واستماع القيان (وهي المعازف) مثل آلات الطرب التي انتشرت كثيراً في غالب أنحاء الأرض،
وأيضاً اكتفى الرجال بالرجال،والنساء بالنساء، وهي من أشد المعاصي الموجبة لسخط الله وغضبه،
وقد ورد في كتاب الله تعالى،عما حدث لقوم لوط عندما تركوا النساء التي أباحها الله لهم وآتوا الرجال والعياذ بالله، فاستحقوا غضب الله تعالى،ونزّل عليهم عذابه كما قال تعالى(فَأَخَذَتْهُمْ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ ،فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ)الحجر،
وفي هذه الأزمنة، كثر ذلك العمل، بل وأصبحت لمن يفعلونه جمعيات ومؤسسات ولهم حقوق يطالبون بها والعياذ بالله، وأي حقوق هذه في مخالفة فطرة الله تعالى التي فطر الناس عليها،
وأيضاً(والنساء بالنساء) فهو عدول الناس عمّا أباحه الله من الزواج إلى ارتكاب فاحشة،وهو إتيان المرأة المرأة وهو السحاق،العياذ بالله،
ومع كثرة وسائل الإعلام الفاسدة التي تنشر الاختلاط وتنشر الإباحية ظهر في أمة النبي هذه المعصية، حتى أصبحت المرأة تخاف من معاشرة الرجل، وتخشى من تبعات الزواج ومسؤلياته فانصرفت إلى معاشرة المرأة مثلها، وهذا أيضاً من انتكاس الفطر، لقوله تعالى(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)الروم،
لهو ولغو،وتصدية، باعث النفاق في القلب، وصوت الشيطان، كلّها أوصافٌ وأسماءٌ تعلّقت بالغناء المصاحب لآلات اللهو والطرب، تلك الأسلحة الفتّاكة التي يستخدمها إبليس لحصد ضحاياه من البشر وسوقهم إلى المعاصي بمختلف أنواعها،
وفي قوله تعالى(وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ)الإسراء،
الموسيقى، التي تُسكر القلوب،
والخمور، التي تُغيّب العقول،
ومزامير الشيطان،من النساء، التي تفتن بأصواتها، وتُخدّر المشاعر بسمومها، وقد عقد الشيطان بين هذه الأمو عقداً لا ينفسخ، وأحكم بينها برباطٍ لا ينفصم، وما فسد الناس إلا حين أطلقوا لغرائزهم العنان فتساهلوا في السمع، وأطلقوا لأبصارهم ،وجعلوا جلسات الطرب وقوداً لشهواتهم، وحطباً لملذاتهم،
وعن المعازف واستحلالها، والمغنّيات وانتشارهنّ،
وبين أشراط الساعة،حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه، أنه سمع النبي،صلى الله عليه وسلم،يقول(ليكوننّ من أمتي أقوام، يستحلّون الحر والحرير، والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحةٍ لهم،يأتيهم،يعني الفقير،لحاجةٍ فيقولون،ارجع إلينا غداً،فيبيّتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة)رواه البخاري،
فالعلَم، هو الجبل،
ومعنى(يروح عليهم بسارحةٍ لهم) يعني،يذهب إليهم الراعي بغنمهن،
والمقصود بالتبييت، الإهلاك بالليل،
ووضع العلم، هو الأمر الكوني الإلهي بسقوط الجبل على رؤوسهم،
أما التلاعن، فهو،كثرة اللعن، أن يلعن الناسُ بعضهم بعضاً،
وأما اكتفاء الرجال بالرجال، وهو إتيان الرجل الرجل فعل قوم لوط ،اللواط،والعياذ بالله،
وأما القيان، فهو جمع قينة،يُقصد به التي تقوم بالغناء أو العزف،
وهم المغنون والمغنيات،
عن سهل بن سعد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال(سيكون في آخر الزمان خسف وقذف ومسخ)قيل،ومتى ذلك يا رسول الله، قال(إذا ظهرت المعازف والقينات)رواه ابن ماجة، وقال الألباني،صحيح)
وعن عمران بن حصين رضي الله عنه، أن رسول الله،صلى الله عليه وسلم،قال(يكون في أمتي قذفٌ ومسخٌ وخسفٌ)قيل،يا رسول الله،ومتى ذاك،قال(إذا ظهرت المعازف، وكثُرت القيان، وشُربت الخمور) أخرجه الترمذي،
فالمعازف قد انتشرت في جميع مناحي الحياة وعمّت بها البلوى، ولا يكاد المرء يسلم من سماعها راضياً كان أم مُكرهاً،فقد تزايد المستحلّون لها والمفتون بجوازها والمجادلون في حرمتها،مغالطةً منهم ولبساً للحقّ بالباطل،
والقينات المعاصرة، ممتهنات الفنّ والطرب من المغنّيات،تذيب القلب كمداً وتملؤه أسى ولوعة،فلا شكّ أن الغناء يصد ويُلهي عن ذكر الله،
وقال الضحاك،الغناء مفسدة للقلب مسخطة للرب،
وكتب عمر بن عبد العزيز إلى ولده قائلاً،ليكن أول ما يعتقدون من أدبك بغض الملاهي التي بدؤها من الشيطان، وعاقبتها سخط الرحمن جلّ وعز،فإنه بلغني من حملة العلم أن حضور المعازف واستماع الأغاني واللهو بها، ينبت النفاق في القلب كما يُنبت الماء العشب،
فقد جاء أحدهم إلى ابن عباس رضي الله عنهما، فسأله عن الغناء،فقال له،أرأيت الحق والباطل إذا جاءا يوم القيامة، فأين يكون الغناء،قال الرجل،يكون مع الباطل،
فقال ابن عباس رضي الله عنهما،اذهب، فقد أفتيت نفسك،
،فإذا خالف الناس أوامر الله تعالى استحقوا غضبه وأليم عقابه، فعلى الجميع أن يبتعدوا عن هذه المعاصي التي تسبب الدمار والهلاك في الدنيا والعذاب الأليم في نار الجحيم في الآخرة، والإقبال على طاعة الله، والبعد عن معاصي الله ففي ذلك النجاة في الدنيا والآخرة.

اللهم ابعد عنا الفتن ماظهر منها وما بطن.

الموضوع الأصلي: إذا أستحلت أمتي خمساً فعليهم الدمار || الكاتب: محروم || المصدر: منتديات سهام الروح

سهام الروح

كلمات البحث

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات , مسابقات ، فعاليات ، قصص ، مدونات ، نكت , مدونات , تصميم , شيلات , شعر , قصص , حكايات , صور , خواطر , سياحه , لغات , طبيعة , مناضر, جوالات , حب , عشق , غرام , سياحه , سفر