قول الروائية إيزابيل الليندي «أحتاج إلى الصعاليك والخارجين عن القانون والمغامرين والغرباء والمتمردين الذين يتساءلون ويغيرون القوانين ويقدمون على المجازفة، الناس الطيبون أصحاب المنطق السليم والرؤى النمطية ليسوا بشخصيات ممتعة تصلح للراوي».
والروائي السعودي إبراهيم الخضير يقول: لا أريد أن أكتب عن الأشخاص الطيبين، الذين يدخلون الحياة ويخرجون منها دون أي أثرٍ. هؤلاء يرحمهم الله، لكنهم ليسوا مادةً لرواية أو قصيدة.
إن مثل هذه العبارات التي تصدر عن الروائيين، قد تكون مدهشة على المستوى الشكلي، وقد تفتن البعض أو قد يتأثر بها البعض الآخر من الروائيين، خصوصا الروائيين الشباب أو بعض القراء، لكنها، في الحقيقة، مقولات تقدم الصورة النمطية عن الشخصيات الروائية، سواء الشريرة أو الطيبة. وهذا تصور خاطئ، فالروائي يستطيع أن يقدم نموذجاً مخالفاً لهذا التنميط الجاهز، ويبتدع نماذج لشخصيات طيبة تكون عظيمة في صفتها الروائية. وهناك شخصيات روائية شهيرة كانت تتحلى بالطيبة، وهي ليست طيبة السذاجة، بل الطيبة الإنسانية الواعية. مثل شخصية «ميلاني» وشخصية «آشلي» في رواية ”ذهب مع الريح»، لمارغريت ميتشل، وشخصية «ميلي» في رواية «أجنحة الحمامة» لهنري جيمس، وشخصية «أوغوستا» في رواية ضمير السيد زينو لإيتالو سفيفو، ولا أحد ينسى الست أمينة في ثلاثية نجيب محفوظ. المفارقة في هذا التذكر أن أغلب تلك الشخصيات هي شخصيات نسائية، باستثناء شخصية «آشلي». كل هذه الشخصيات هي نموذج للشخصيات الطيبة، وهو ما يعني أن الروائي يستطيع أن يبتدع شخصية طيبة لها القدرة على أن تصبح خالدة روائياً.
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف