ننتظر تسجيلك هـنـا

 

:: كل عام وانتم بخير ::  
♥ ☆ ♥اعلانات منتدى سهام الروح♥ ☆ ♥

عدد مرات النقر : 3,364
عدد  مرات الظهور : 55,928,331
عدد مرات النقر : 3,601
عدد  مرات الظهور : 54,833,197
عدد مرات النقر : 3,002
عدد  مرات الظهور : 53,224,913
عدد مرات النقر : 4,568
عدد  مرات الظهور : 28,402,442
عدد مرات النقر : 2,679
عدد  مرات الظهور : 23,690,292منتديات سهام الروح
عدد مرات النقر : 2,792
عدد  مرات الظهور : 58,717,288
عدد مرات النقر : 3,358
عدد  مرات الظهور : 58,388,612
عدد مرات النقر : 4,450
عدد  مرات الظهور : 58,717,391
عدد مرات النقر : 4,278
عدد  مرات الظهور : 51,555,592

عدد مرات النقر : 2,131
عدد  مرات الظهور : 35,985,088
♥ ☆ ♥تابع اعلانات منتدى سهام الروح♥ ☆ ♥

عدد مرات النقر : 2,068
عدد  مرات الظهور : 29,302,447مركز رفع سهام الروح
عدد مرات النقر : 5,054
عدد  مرات الظهور : 58,717,207مطلوب مشرفين
عدد مرات النقر : 2,541
عدد  مرات الظهور : 58,717,199

الإهداءات



الملاحظات

› ~•₪• نبضآت إسلآمِيـہ ~•₪•

 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1  
قديم 12-26-2018, 10:20 AM
نسر الشام غير متواجد حالياً
Syria     Male
مشاهدة أوسمتي
لوني المفضل Whitesmoke
 عضويتي » 1738
 جيت فيذا » Aug 2017
 آخر حضور » 03-28-2020 (11:16 PM)
آبدآعاتي » 48,168
الاعجابات المتلقاة » 481
الاعجابات المُرسلة » 0
 حاليآ في » المانيا
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Syria
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » اعزب
 التقييم » نسر الشام has a reputation beyond reputeنسر الشام has a reputation beyond reputeنسر الشام has a reputation beyond reputeنسر الشام has a reputation beyond reputeنسر الشام has a reputation beyond reputeنسر الشام has a reputation beyond reputeنسر الشام has a reputation beyond reputeنسر الشام has a reputation beyond reputeنسر الشام has a reputation beyond reputeنسر الشام has a reputation beyond reputeنسر الشام has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »
بيانات اضافيه [ + ]
82 مفهوم العبادة



مفهوم العبادة

مفهوم العبادة في الإسلام: العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.



وهي تتضمن غاية الذل والحب؛ إذ تتضمن غاية الذل لله تعالى مع المحبة له وهذا المدلول الشامل للعبادة في الإسلام هو مضمون دعوة الرسل - عليهم السلام - جميعا وهو ثابت من ثوابت رسالاتهم عبر التاريخ فما من نبي إلا أمر قومه بالعبادة، قال الله تعالى ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 25].
شمول العبادة:
شمول العبادة للحياة كلها: بناء على مفهوم العبادة في الإسلام يتضح لنا أن الحياة كلها يمكن أن تكون مسرحا للعبادة مادام غايتها إرضاء الله تعالى بفعل الخير والكف عن الشر، وبيان ذلك كما يلي:
1 -إن الأعمال الصالحة عموما والتي لم تصبغ بصيغة تعبدية بحتة يمكن أن تتحول إلى عبادة، وذلك بإصلاح النية لله تعالى، وابتغاء مرضاته بذلك الفعل.



قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( كل سلامى من الناس عليه صدقه: كل يوم تطلع فيه الشمس يعدل بين اثنين صدقة، ويعين الرجل في دابته فيحمله، أو يرفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة، ويميط الأذى عن الطريق صدقة ).
2 -إن عمل الإنسان في أمور معاشه عبادة: شروط تحول هذه الأعمال إلى عبادة:

فقد رأى الصحابة رجلا فعجبوا من جلده ونشاطه، فقالوا: لو كان هذا في سبيل الله. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ( إن كان يسعى على ولده صغارا فهو في سبيل الله، وإن كان يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان خرج على نفسه يعفها فهو في سبيل الله، وإن كان خرج رياءً ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان ).


3 - إن الأعمال الغريزية يمكن أن تصبح عبادة بالنية الصالحة قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الرجل يأتي شهوته من امرأته قال: ( وفي بضع أحدكم صدقة ).
وكذلك الحال في الأكل والشرب إن قصد بهما التقوي على طاعة الله تعالى، ويتشرط لجميع هذه الأعمال حتى تصبح عبادات يثاب عليها أن تتوفر فيها الشروط التالية:
أ/ أن تصاحب جميع هذه الأعمال النية الصالحة قال - صلى الله عليه وسلم -:( إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى ).
ب/ أن يكون العمل مباحا في ذاته أما إذا كان منهيا عنه فان فاعله يأثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:( إن الله تعالى طيب ولا يقبل إلا طيبا).
ت/ أن يؤدي ذلك العمل بإتقان وإحسان قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:( إن الله كتب الإحسان على كل شيء ) ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ).
ث/أن يراعى فيه الضوابط الشرعية فيجتنب فيه الغش والظلم والفحش لقوله - صلى الله عليه وسلم -:( من غشنا ليس منا ) وقال الله تعالى:(( واجتنبوا قول الزور )).
ج/ ألا يشغله ذلك عن واجب ديني قال الله تعالى:(( يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله )).


الغاية من العبادة:
إن الباعث الأساسي للعبادة هو استحقاق الله تعالى، لذلك فنحن نعبد الله جل وعلا لأنه مستحق للعبادة تحقيقا للغاية التي من أجلها خلق الإنس والجن، كما قال الله تعالى ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56] فهو المستحق الوحيد للعبادة لعموم سلطانه على الكون وعظيم فضله على الخلق أجمعين.



ومع ذلك يجب أن نعلم أن الله تعالى غني عن العالمين، فالعبادة لا تزيده ولا تنقصه مثقال ذرة لأنه غني بذاته غنى مطلقا، فلا يحتاج إلى شيء مما في الوجود بل كل ما في الوجود محتاج إليه قال الله تعالى ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [فاطر: 15].



وعليه فإن ثمرة العبادة إنما ترجع إلى الشخص العابد نفسه؛ إذ هو المحتاج إلى الله تعالى والمفتقر إليه استعانة وتوكلا كما قال تعالى: ﴿ مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ﴾ [الإسراء: 15].
ثمرات العبادة:
تحقق العبادة للمؤمنين ثمرات كثيرة تعود عليهم بالنفع في دنياهم وأخراهم ومن أهم تلك الثمرات.


أولاً / تربية الروح وتغذيتها: ذلك أن الإنسان مكون من مادة وروح فإذا كان العنصر الجسدي فيه يجد حاجته في العناصر المادية في الكون من مأكل ومشرب وملبس وتناسل وغير ذلك، فإن العنصر الروحي لا يجد إشباعا لحاجته ألا بالقرب من الله تعالى إيمانا به، واتباعا حتى يشعر بمعيته، وذلك لا يتحقق إلا بالعبادة سواء في الضراء أو في السراء كما قال الله تعالى مخاطبا رسوله - صلى الله عليه وسلم -: ﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾ [الحجر: 97 - 99].



وقال تعالى: ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴾ [النصر: 1 - 3] فدل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على التقرب إلى الله تعالى وتعبده.
ثانياً / تحقيق حرية الإنسان: فالعبادة تحرر المؤمن من الخضوع لغير الله تعالى ومن الاستسلام للآلهة المزيفة، فتصبح بذلك حرا طليقا من سلطان سوى سلطان الله تعالى وبذلك يصل إلى شاطئ الأمان، ويحس بالسكينة إلى الله تعالى كما يجد قيمة كل أشياء العلم يحس بحريته أمامها جميعا، فإن مصدر العزة إنما هو اللجوء إلى الله تعالى ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ﴾ [فاطر: 10].
ثالثاً / تمحيص المؤمن بابتلائه بالعبادة إعدادا له للحياة الآخرة: قال الله تعالى على لسان موسى عليه السلام ﴿ يَاقَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ ﴾ [غافر: 39] فالدنيا دار ابتلاء ومادة هذا الابتلاء هي عبادة الله تعالى تحقيقا لأمره ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [الملك: 2].
رابعاً/ العبادة سبيل لصلاح المجتمع: بالنظر إلى العبادة بمفهومها الشامل نجد أنها شاملة لكل أوجه الإصلاح الفردي والاجتماعي حيث إن كل عمل يقوم به الفرد أو تقوم به الجماعة يدخل في إطار العبادة.



وقد شرع الإسلام مبدأ فروض الكفاية التي يراعي فيها صلاح الجماعة والمجتمع قال الله تعالى: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ﴾ [النور: 55].
الإصلاح الإسلامي في مجال العبادة:
جاء الإسلام والعالم يعج بألوان من العبادات شتى بعضها بقايا ديانات سماوية والبعض الآخر من وضع البشر، والذي له أصل سماوي قد دخله التحريف تغيرا في شكله أو مضمونه، أو وضعا له في غير محله أو زيادة فيه أو تنقيصا منه.



فبالغت بعض الأديان بالأشكال والمظاهر في طقوسهم، وبالغ آخرون في التحرر والانحلال من الرسوم و الأشكال في طقوسهم، كما تشدد البعض حتى صارت عبادتهم أصراراً وأغلالاً ورهبانية وغلا البعض الآخر في التسيب والترخص؛ حتى خرج من الفروض التعبدية، فجاء الإسلام مصلحا ومصححا لذلك كله، ومنشئا مبتدئا في غيره حيث جاء بمبادئ إصلاحية تحقق ذلك وتصونه وأهم تلك المبادئ:
أولاً / أنه لا معبود بحق إلا الله:
فقد جاء الإسلام أول ما جاء بكلمة التوحيد، وهي كلمة الشهادة التي يصبح بها المرء مؤمنا بالله ورسوله (( لا إله إلا الله محمد رسول الله )) وهذه الشهادة تعني أنه لا معبود بحق إلا الله تعالى، وبذلك قضى الإسلام على كل ألوان الشرك والتي تناقض كلمة الشهادة ومن أهم الوسائل التي جعلها حماية للتوحيد ما يلي:
أ //أنه جعل الشرك سببا لإحباط الأعمال والخروج من الدين قال الله تعالى مخاطبا رسوله - صلى الله عليه وسلم - ﴿ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الزمر: 65].
ب // سد كل الذرائع المفضية إلى الشرك: فقد حرص الإسلام على سد كل ما يؤدي إلى الشرك فقرر في ذلك ما يلي:
1 - أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - نهي عن تعظيمه وإطرائه بما يؤدي إلى الغلو في الاعتقاد فيه فبين بأنه عبد الله ورسوله فقال:( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، إنما أنا عبده ورسوله فقولوا: عبد الله ورسوله ).
2 - منع الاستغاثة به - صلى الله عليه وسلم - أو بأحد من الصالحين، فقد روي أن أحد المنافقين كان يؤذي المؤمنين فقال: بعضهم قوموا بنا نستغيث برسول الله من هذا المنافق، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -:( إنه لا يستغاث بي وانما يستغاث بالله ).
ج// أنه - صلى الله عليه وسلم - نهي عن اتخاذ القبور مساجد وحذر من ذلك أشد تحذير حتى إنه - صلى الله عليه وسلم - حين وفاته ظل يردد النهي عن ذلك حتى توفاه الموت، قال - صلى الله عليه وسلم -: ( إنه اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد )
د// أنه - صلى الله عليه وسلم - نهي عن الحلف بغير الله لأن الحلف ينطوي على تقدير وتعظيم للمحلوف به فنهى أن يكون الحلف إلا بالله تعالى قال - صلى الله عليه وسلم -: ( من كان حالفا فلا يحلف إلا بالله ) وقال - صلى الله عليه وسلم - ( من حلف بغير الله فقد أشرك ).
هـ// أنه منع من الذبح أو النذر لغير الله وعد ذلك من الشرك .
ثانياً // تحرير العبادة من سلطان الكهنوت:
أ// ذلك أن الأديان السابقة للإسلام بعد تحريفها اتخذ رجالها وسائل ومراسيم كثيرة لم يرد بها شرع الله، مما مكنهم من التسلط على رقاب العباد، والتأثير على ضمائرهم باحتكار العبادة مما جعل العباد لا يستطيعون الاستقلال في صلاتهم بالله تعالى إلا عبر تلك الوسائط والمراسيم التي تصب في جيوب رجال الدين؛ لذا جاء الإسلام بكل ما يصلح ذلك أو يمنعه، ومن ذلك أنه حرر الضمير من كل سلطان غير سلطان الله تعالى فالعلاقة بالله تعالى في الإسلام مفتوحة لكل مؤمن بدون وسائط، بل عد اتخاذ هؤلاء الوسائط من الشرك، ولو كان الوسيط من الرسل الكرام - عليهم السلام - وقد فتح الله تعالى باب دعائه وأمر المؤمنين بذلك فقال: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60] وقال تعالى آمرا رسوله - صلى الله عليه وسلم -: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186] أما العلماء فإنما يكون دورهم الشرح والبيان لأحكام الإسلام وشرائعه كما قال الله تعالى: ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ * بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ ﴾ [النحل: 43، 44].


ب// أنه حرر العبادة ذاتها من قيود المكان والزمان: فتح المكان كله للعبادة كما فتح الطريق بين العبد وربه قال الله تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 115] وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل ).



وهذه القاعدة عامة لا يخرج عنها إلا الحج الذي خص بالبيت الحرام إحياء لذكرى إبراهيم أب الأنبياء - عليهم السلام جميعا - أما الزمان فقد جعل الله تعالى لبعض العبادات مثل الصلوات الخمس ميقاتاً قال الله تعالى ﴿ أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴾ [الإسراء: 78] وقال في الحج: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ ﴾ [البقرة: 197] أما ما سوى ذلك كله فكله زمان للطاعات المطلقة.


ثالثاً // التوازن بين الروح والجسد:
إن مما مسته التحريفات للأديان السابقة على الإسلام مسألة التوازن بين الروح والجسد، حيث غلت فئة وأفرطت في شان الروح بينما غلت الفئة الأخرى، وأفرطت في الجانب المادي، أما الإسلام فقد تدارك ذلك حفاظا على جوهر الدين والرجوع به إلى صورته الحقة القائمة على التوازن وجاء في ذلك بمبادئ هامة منها:
1// الاعتراف التام بأن لكل من الروح والجسد متطلباته التي يجب إشباعها والوفاء بها قال - صلى الله عليه وسلم - إن لربك عليك حقا ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا فأعط كل ذي حقا حقه) وقال الله تعالى (( وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا )).



وعليه فقد شرع الله تعالى ما يشبع حاجات الروح المتمثلة في عبادة الله تعالى وطاعته كما أباح ما يشبع الجسد وذلك بإحلال الطيبات من الرزق.
2// إن الإسلام جعل الحياة الدنيا مزرعة للآخرة، وجعل وظيفة الإنسان في الأرض إعمارها بالصالحات التي تشمل كل خير يقدمه المؤمن لنفسه ولمن حوله من عموم الخلق، فلا خصومة في الإسلام بين الدين والدنيا، ولا تعارض بين الدنيا والآخرة بل الدنيا ميدان للعمل لتحصيل الآخرة، لذا نجد أن الله تعالى يعلم عباده أن يدعوه قائلين ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201].


رابعاً // التيسير ودفع الحرج في العبادات:
فقد جاء الإسلام بشرائعه جميعا ميسراً رافعا للحرج الذي كان في الديانات السابقة بل قد نص على ذلك صراحة بقوله تعالى: ﴿ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ﴾ [البقرة: 173].



القاعدة الثانية: المشقة تجلب التيسير: وفي هذه تدخل جميع الرخص الواردة في الشريعة الإسلامية مثل رخص السفر من جواز الفطر فيه في نهار رمضان، وقصير الصلاة وغير ذلك قال الله تعالى ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ [البقرة: 185].


شعائر العبادة في الإسلام:
شعائر العبادة في الإسلام المقصود هنا الشعائر الأربع الكبرى وهي الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج ).



وهذه الشعائر مع الشهادتين شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله هي أركان الإسلام الخمس التي بني عليها، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:( بني الإسلام على خمس شهادة ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا ).



وتعد هذه الأركان الأربع الحد الأدنى من العبادة الذي يعتبر التقصير فيه كبيرة من كبائر الذنوب، وقد يؤدي إلى الكفر، وقد ندب الشرع إلى الزيادة على هذه الشعائر وجعل ذلك سببا لزيادة القرب من الله تعالى كما قال - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه (( وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه )).
هذه العبادات قديمة جديدة:
لقد جاء نظير هذه العبادات في الديانات السابقة، وكانت من ثوابتها كما قال الله تعالى عن بعض الرسل - عليهم السلام -: ﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ﴾ [الأنبياء: 73] وذلك بعد الكلام عن موسى وإبراهيم وإسحاق ويعقوب - عليهم السلام - وقال تعالى في الصيام: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183] ويقول تعالى في الحج: ﴿ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ * وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴾ [الحج: 26، 27].



وبالضرورة فإن صور ومضامين هذه العبادات في الشرائع السابقة تختلف عنها في الإسلام، فصورة الصلاة في الإسلام تختلف عنها في اليهودية أو النصرانية، وكذلك الزكاة والصيام، والحج.


آثار العبادات الأربع:
هذه العبادات وإن كانت في الأصل شعائر تعبدية محضة واجبة الأداء مهما قصر إدراك المتعبد بها لأبعاد حكمتها، وآثارها التي ربما حصلت له دونما شعور منه إلا أن العلم بهذه الحكم والآثار يزيد القائم بها اطمئنانا لعظم أمرها، وأن الفقه بآثارها يضاعف من ثمارها في نفس فاعلها.
الصلاة:
منزلة الصلاة في الإسلام:
تعد الصلاة الركن الثاني في الإسلام بعد الشهادتين، وقد أكد عليها الإسلام، وحذر من عواقب التهاون بشأنها أو تركها، إذ هي عمود الدين ومفتاح الجنة، وأول ما يحاسب عليه المسلم يوم القيامة.



وهي كذلك أول التكاليف في رسالات الأنبياء بعد الإيمان بالله، يقول الله تعالى مخاطباً موسى - عليه الصلاة والسلام -: ﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴾ [طه: 14] وأخبرنا تعالى عن دعاء إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - أنه كان يقول: ﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ﴾ [إبراهيم: 40] كما أن إسماعيل - عليه الصلاة والسلام - كان يأمر بها أهله، قال تعالى: ﴿ وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا ﴾ [مريم: 55] وقد نطق بها المسيح - عليه الصلاة والسلام - منذ أن كان في المهد، قال الله تعالى حاكياً عن المسيح - عليه الصلاة والسلام - وهو يذكر ما أمره الله تعالى به: ﴿ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ﴾ [مريم: 31] كما أن الله عز وجل أمر بها خاتم الأنبياء محمد - صلى الله عليه وسلم - قال الله تعالى: ﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ﴾ [العنكبوت: 45].
آثار الصلاة:
1 - تزويد الروح بغذائها المناسب، وإشباع رغبتها في الصلة بربها والأمن به، مما يكسب الإنسان السعادة والطمأنينة.
2 -تطهير القلب من أدران الغفلة والخطايا من خلال الصلة المستمرة بالله تعالى والتوبة والإنابة إليه، وهذا ما أشار إليه الرسول - صلى الله عليه وسلم -:( أرأيتم لو أن بباب أحدكم نهرا غمرا يغتسل فيه كل يوم خمس مرات، هل يبقي من درنه شيئا؟ ) قالوا: لا يا رسول الله، قال وكذلك الصلوات الخمس، يمحو الله بهن الذنوب والخطايا ) وهو تأكيد لقول الله تعالى: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ﴾ [العنكبوت: 45].
3 -التأكيد على البعد الديني لكل الممارسات اليومية؛ إذ أن الحياة في نظر الإسلام يجب أن تكون متجهة كلها لله - تعالى - وأن تكون مجالاً لعبادته وذكره، وفي تكرار الصلاة خلال اليوم، وتخللها لمناشط الحياة اليومية تحقيق لهذا المعنى، حيث ينتقل المؤمن بالروح التي كسبها في صلاته؛ حتى يصبغ بها جميع أعماله الحياتية.
4 -تربية المسلم على احترام الوقت وحسن تدبيره واستغلاله، حيث تذكره الصلاة بمدى أهمية الوقت، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴾ [النساء: 103].
5 -تربية المسلم على روح المواظبة والاستمرار في الأعمال، ولو على القدر القليل مع فتح الباب للزيادة والتنافس، قال - صلى الله عليه وسلم -:( أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل ).


6 - تزكية معاني الأخوة والمساوة والتواضع، والاتحاد بين المسلمين.
الزكاة:
هي الركن الثالث من أركان الإسلام، وهي عبارة عن إخراج جزء معين من المال إذا بلغ قدراً محدداً؛ حتى يدفع لأصناف من الناس مخصوصين، في وقت معين؛ لتحقيق مصالح عامة.
الزكاة في الديانات السابقة:
عرفت الرسالات السابقة الزكاة بمعناها العام، وهي رعاية الفقراء بجزء من المال، قال الله سبحانه: ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ ﴾ [البقرة: 83] وذكر الله تعالى عن المسيح - عليه الصلاة والسلام - أنه قال في المهدي: ﴿ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ﴾ [مريم: 31].
الزكاة في الإسلام نظام شامل:
حض الإسلام في أول أمره على الإنفاق العام، قال الله تعالى( وفي أموالهم حق للسائل والمحروم )) فلما قامت دولة الإسلام بالمدينة فرضت الزكاة كشعيرة إسلامية، ذات نظام مميز تقوم على أسس ومبادئ منها:
1 -أنها فريضة تؤخذ من الغني، وليست مجرد تبرع أو إحسان منه، قال الله تعالى آمراً رسوله - صلى الله عليه وسلم -( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها )) وقال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 60].
2 -أنها تؤخذ من أصناف محدودة من الأموال، ولكل صنف نصاب معين تؤخذ منه عند بلوغه إياه، ويختلف القدر المأخوذ من صنف لآخر.
3 - أنه كلما كان جهد الإنسان المبذول في تحصيل المال أقل، زادت نسبة القدر المأخوذ في زكاته، وذلك مثل الزروع فما كانت سقيه بالمطر تزيد نسبة زكاته عما كانت سقياه بالري البشري.
4 -أنها تدفع لأفراد مخصوصين جاء النص عليهم في القرآن الكريم، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 60].
الزكاة مظهر لعناية الإسلام بالإنسان:
لقد كرم الله تعالى الإنسان، بقوله: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ﴾ [الإسراء: 70] ومن مظاهر هذا التكريم أن الله تعالى راعى الإنسان حال عجزه عن الوفاء بحاجاته وضروراته، فأوجب على المجتمع كفالته ورعاية حاجاته والوفاء بها في تشريعات كثيرة من أعظمها الزكاة.



غير أن هذا الاهتمام بتوفير حاجة الإنسان مشروط ببذل المحتاج وسعه في كسبه حتى يكون العطاء تكميلاً لما ينقصه، كما أن الاهتمام قد يكون لطارئ حل به أو عجز تام عن الكسب قائم به.
الزكاة مؤسسة مالية ترعاها الدولة:
إن الواجب على ولي الأمر أن يتولى جمع الزكاة وحفظها، وتوزيعها على المحتاجين المذكورين في الآية، قال الله تعالى لرسوله - صلى الله عليه وسلم -: ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾ [التوبة: 103].



ويقوم الوالي بتعيين الموظفين القائمين بأعمالها من جباة وحفظة، وكتبة وموزعين وغير ذلك، ويفرض لهم نصيباً من الزكاة مقابل أعمالهم.
الأهداف العامة للزكاة:
الزكاة طهارة شاملة وذلك لأنها:
1 - تطهر نفس الغني من الشح الذي يقوض البناء الاجتماعي بالأنانية الضيقة.
2 -وتطهر المال من حق الفقراء المتعلق به، حيث إن عدم إخراجها يمحق المال ويذهب بركته.
3 -كما أنها تطهر المجتمع كله، فقراءه وأغنياءه، بإزالة أسباب الصراع والفتن.
الزكاة نماء وزيادة للمال:
1 - فهي إنماء للشخصية الاجتماعية المعنوية للغني، حيث إن ذلك يزيد من طمأنينته وانشراح صدره؛ لأن فعل الخير من أهم أسباب ذلك، وهي كذلك نماء لشخصية الفقير حيث يشعر بتكاتف الآخرين معه.
2 -ثم هي نماء للمال وبركة فيه، فالنقص الظاهري الذي يبدو في المتداول بين الناس وفي مال الغني نفسه، حيث ترفع الزكاة عوامل الانحراف الإجرامي الناتجة عن الفقر والعوز، مما يؤدي إلى إشاعة الأمن والاستقرار الدافع لإنتاج وازدياد الكسب.


3 -الزكاة وسيلة من وسائل الضمان الاجتماعي، فالإسلام يأبى أن يوجد بين أفراد مجتمعه من لا يجد الضرورات الحياتية من غذاء وكساء ومسكن، فالواجب توفر هذه الأشياء لكل أفراده، قال الله - عز وجل -: ﴿ وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ﴾ [المعارج: 24، 25].
4 -تضييق الهوة بين الأغنياء والفقراء؛ لأن الإسلام يعترف بدوافع الفرد الفطرية ومنها حب التملك، ويحترم التفاوت القدري في الأرزاق؛ إذ هو ناتج عن التفاوت في المواهب والقدرات، غير أنه يضع ضوابط بحيث لا يطغى الغني بغناه، ولا يطحن الفقير بفقره، أو يلجأ إلى الانحراف بسبب الأحقاد والحسد، وتعد الزكاة وسيلة مهمة وفعالة لتحقيق هذه الغاية، كما قال الله - عز وجل - في قسمة الفيء: ﴿ مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ﴾ [الحشر: 7].
الزكاة هي الحد الأدنى للإنفاق:
ليست الزكاة الحد الأقصى للإنفاق في الإسلام، بل هي الحد الواجب أداؤه على الأغنياء، فقد ندب الإسلام جميع أفراده إلى الإنفاق، كل قدر استطاعته، قال الله تعالى: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾ [آل عمران: 92].
الصوم:
وهو الركن الرابع في الإسلام، ويراد به الإمساك عن شهوتي البطن والفرج - بعدم إتيانهما - من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس، طوال شهر رمضان المعظم، بنية التقرب إلى الله تعالى.
الصوم في الديانات السابقة:
لقد كان الصوم مفروضاً على أتباع الديانات السابقة للإسلام، وإن اختلفت صورته ومضامينه، قال الله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾[البقرة: 183].
آثار الصوم:
1 - تربية الإرادة الفردية: يربي الصوم في المسلم قوة الإرادة والعزم؛ حتى يصمد أمام تحديات الحياة، وذلك لما فيه من تحكم في الشهوات، وضبط للنفس، وصبر عن إتيان الرغبات والسلوكيات المعتادة في غيره من الأوقات.
2 - الصوم تعرف بالنعمة: إن نعم الله تعالى تحيط بالإنسان من كل جانب: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾ [النحل: 18] وغالباً ما ينسى الإنسان هذه النعم ولا يذكرها إلا عند زوالها، أو حصول أضدادها، والصوم فيه تذكير بكثير من النعم التي يعيشها الإنسان طوال حياته.


3 - الصوم تذكير بحرمان المحرومين: فهو يذكر الصائم بما يتعرض له الفقراء من ويلات الفقر والحرمان، وبالصوم يذوق الصائم الغني ما يذوقه أولئك الفقراء، ويتذكر أحوالهم، وتميل نفسه للأخذ بأيديهم.
4 - الصوم رعاية بدنية لصحة الجسم: فالصوم يعطي المعدة فرصة للراحة، كما يعود لمسلم على كثير من الخصال الحميدة مثل الإقلال من الأكل، وترتيب تناوله، والابتعاد عن العادات المضرة مثل التعلق الشديد بالمكيفات والمنبهات، وربما كثيراً من المحرمات.


5 - تحقيق العبودية الكاملة لله تعالى: فهو مثال صادق لتمام الخضوع لله تعالى، والخوف منه، حيث إنه لا رقيب عليه سوى الله تعالى في ترك الشهوات خلال النهار كله، ولا يفعل ذلك إلا تقرباً لله تعالى، لذا قال الله تعالى في الحديث القدسي: ( كلُّ عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به ).


الحج:
وهو خامس أركان الإسلام وآخرها نزولاً، وهو رحلة إيمانية ينتقل فيها المسلم من بلده إلى بيت الله الحرام بمكة المكرمة في أيام معلومات؛ لأداء شعائر معينة تقرباً لله تعالى.



الحج إحياء لذكرى إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - حيث أمره الله تعالى ببناء البيت الحرام رمزاً لتوحيده، ومكاناً لعبادته، كما قال الله - عز وجل -: ﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ﴾ [آل عمران: 96، 97].



فالإحرام الذي يتجرد فيه المسلم من ثيابه العادية، فيه رمز الوحدة والمساواة التي كان إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - رمزاً وداعياً لها، كما قال تعالى حكاية عنه: ﴿ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [إبراهيم: 36].



والسعي بين الصفا والمروة فيه تذكير بقصة زوجه هاجر التي تركها مع ولدها، حيث تركها إبراهيم عليه الصلاة والسلام متوكلاً على الله تعالى، قال الله تعالى في القرآن الكريم حاكياً ذلك عنه: ﴿ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ﴾ [إبراهيم: 37] وقد استجاب الله تعالى لهذه الدعوة الكريمة.



ورمي الجمرات فيه تذكير بقصة إبراهيم مع الشيطان الذي أتاه يوسوس له؛ ليصده عن أمر الله تعالى له بذبح ابنه، فأخذ إبراهيم يرميه بالحجارة، فشرع ذلك في شريعة الإسلام برمي الجمرات في الحج.


ثمرات الحج:
1 - فيه إحياء وتوكيد لشعار الإسلام:الذي هو وحدة والمساواة ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات: 10] كما أنه إعلان لتوحيد الله تعالى: ( لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك ).


2 - الحج شحنة روحية وعاطفية كبيرة: تلازم المؤمن طوال حياته، حيث يتذكر المؤمن بأن هذه المشاعر هي المواطن التي وقف فيها أفاضل خلق الله تعالى:﴿ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ ﴾ [الحج: 78] وقال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ ﴾ [البقرة: 130].
3 - الحج رحلة ثقافية تدريبية: وهذه المعاني يعرفها من عرف مشاعر الحج والمشاركين فيه، والدروب التي يسلكها الناس للوصول إليه، ففي كل هذه المواقف والمراحل تدريبات عملية حية وشحنات ثقافية عالية للمسلم.
4 - الحج مؤتمر عالمي جامع: وقد قال الله تعالى: ﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ﴾ [الحج: 27] فهذا الجمع الحاشد للمسلمين في كل مكان فرصة كبرى للتداول في شؤونهم وقضاياهم.
5 - تبادل المنافع الدينية والدنيوية: فالذي يأتي إلى الحج، أو يتابع مسيرته يقف على هذه المنافع الكبيرة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، قال الله تعالى: ﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ﴾ [الحج: 28].

الموضوع الأصلي: مفهوم العبادة || الكاتب: نسر الشام || المصدر: منتديات سهام الروح

كلمات البحث

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات , مسابقات ، فعاليات ، قصص ، مدونات ، نكت , مدونات , تصميم , شيلات , شعر , قصص , حكايات , صور , خواطر , سياحه , لغات , طبيعة , مناضر, جوالات , حب , عشق , غرام , سياحه , سفر





 توقيع : نسر الشام

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع




Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها
ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009