بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير الخلق سيدنا محمد
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اعلم أخي المسلم أن سادة البشر الحقيقيين ليسوا من بنى مملكة تفنى و إنما من كمل في الدنيا خلقه فنال في الفردوس الأعلى مملكة لا تأكلها النيران .
أخي المسلم : الزهد هو خلق المسلمين المؤمنين الصادقين , يهبهم الله إياه من دون جهد لهم أو تعب أو أنهم يحاولون اكتسابه اكتساباً بعون منه و فضل و منة , يتعرفون إلى حقيقة الدنيا و الآخرة فيزهدون في الأولى و يطلبون الثانية , و ما لهم لا يطلبون الباقي على الفاني و الرفيع على الوضيع و هم الذين يسيرون في طريق الحقيقة , يبحثون عنها و عن سبل النجاة و الفوز و الفلاح , لا يشغلون أنفسهم بتوافه الأمور عن عظائمها بل يملؤون أوقاتهم بالكد و النشاط و الهمة العالية , لا يرضون لأنفسهم الخنوع و الرضا بسفاسف الأمور بل يطلبون عاليها و رفيعها , و كيف لا و هم الذين أسلموا و آمنوا و صدقوا , يتمسكون بحبل الله عزوجل ليرشدهم و ليأخذ بهم إلى مرضاته و إلى جنانه و نعيمه الأبدي , يديمون الفكر و النظر و يجاهدون أنفسهم كي يفوزوا بالجائزة الأعظم , لا يملون من سؤال أنفسهم , هل أنا على طريق الحق و هل أنا فيما يرضي الله عزوجل و هل هذه هي سنة سيد الأولين و الآخرين , يتواضعون للعلم و لا يتكبرون عليه و على الناس مخافة أن يُسلب منهم العلم و العمل , يكثرون من الدعاء و الالتجاء إلى مولاهم و هم الذين يعلمون أن العلم نعمة منه فإن أرادوه فعليهم بسؤال صاحبه و من ثم عليهم الأخذ بأسباب تحصيله , يأخذون من الدنيا ما تبلغهم الآخرة , و لا يركنون إليها مخافة الفوت و الإبعاد , يعلمون أن الظفر مع الصبر و أن النجاح ثمرة التعب و الكد و الكفاح , و أن من كان الكسل و التكاسل و الغفلة و التغافل و الركون إلى الشهوات هو ديدنه فإن الفشل المرير هو أيضاً سيكون صديقه .
أخي المسلم : لن يزهد أحد في الدنيا إلا إذا عرف حقيقتها الوضيعة , و أما من توارى خلف حجب من الغفلة و فساد المنطق فإنه سيتخبط في حكمه على الأشياء حتى إذا ما بانت هذه الأخيرة على حقيقتها في ساعة لا ينفع فيها ندم عض ذاك المتغافل و هذا الفاسد على أصابعهما و ضاقت بهما الدنيا و تمنيا الأماني و لكن هيهات هيهات .
- عرض علي ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهبا , فقلت : لا يا رب و لكني أشبع يوما و أجوع يوما , فإذا جعت تضرعت إليك و ذكرتك و إذا شبعت حمدتك و شكرتك .
الراوي : أبو أمامة الباهلي - المصدر : الجامع الصغير - المحدث : السيوطي - خلاصة حكم المحدث :حسن
- الزهد في الدنيا يريح القلب و البدن , و الرغبة فيها تكثر الهم و الحزن , و البطالة تقسي القلب .
الراوي : عبد الله بن عمرو بن العاص - المصدر : الجامع الصغير - المحدث : السيوطي - خلاصة حكم المحدث : حسن
- من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره و جعل فقره بين عينيه و لم يأته من الدنيا إلا ما كتب له , و من كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره و جعل غناه في قلبه و أتته الدنيا و هي راغمة .
الراوي : زيد بن ثابت - المصدر : السلسلة الصحيحة - المحدث : الألباني - خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد رجاله ثقات .
- مراجع : الدرر السنية , الموسوعة الحديثة
الإمام أبي حامد الغزالي – إحياء علوم الدين
- الآيات القرآنية مكتوبة بقراءة حفص عن عاصم من موقع عبد الدائم الكحيل
الكاتب : د.محمد رأفت أحمد عثمان/دمشق – آخر تعديل 8 تشرين1 2012
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف