مكة المكرمة البلدة التى حرمها الله
حدود حرم مكة ثابتة ومعلومة منذ عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام فقد أوحى الله إلى صفيه وخليله أن يقصد الأرض المباركة فقصدها نبى الله ونزل وهبط بها ..
وبوّأ الله له فيها مكان الكعبة المشرفة وبيت الله الحرام .. دلّهعلى موضعه الوحى الأمين سيدنا جبريل عليه السلام وبين له حدود هذه البلدة التى باركها وحرمها الله ..
{ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ } .
أتى خليل الله بزوجته وولده إسماعيل وأسكنهما بجوار بيت الله وهو فى وادٍ خالٍ من الحياة لا زرع فيه ولا ماء ولا حسيس فيه ولا أنيس ..
وتقريراً بالحال ودون سؤال ابتهل سيدنا إبراهيم إلى الله وناجاه وقال : { رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ }.
التزمت السيدة هاجر جوار بيت الله وهى ترى ما تراه من صحراء جرداء وجبال صماء لارزق فيها ولا حياة ..
اشتد بها الجوع والعطش فقامت تبحث لها ولوليدها عما يروى الظمأ أو يسد الرمق ..
طافت حول الكعبة ثم صعدت إلى جبل الصفا وهى تنظر إلى بيت الله .. ثم هبطت إلى الوادى تسعى وتهرول ..
ثم ارتقت إلى جبل المروة داعية وطالبة العون من الله .. ثم هبطت ساعية ومهرولة ..
ذهبت وعادت وراحت وجاءت .. إلى أن رأت ماءً نبع فى هذه البيداء تفجر بأمر رب الأرض والسماء رأت ماء نبع بجوار الكعبة المشرفة عذباً صافياً راوياً للظمأ ساداً للرمق ..
وهو " ماء زمزم " .. ماء لاشبيه له ولامثيل .. فارتوت منه وروت .. ( مازال نبعه متدفقاً وسيظل متدفقاً إلى يوم الدين ) ..
المشاعر وأدء المناسك
فى يوم التروية ( الثامن من ذى الحجة ) يتوجه الحاج إلى مِنى للمبيت على أرضها ..
ثم يتجه بعد أداء صلاة الصبح ( فى اليوم التاسع من ذى الحجة ) إلى صعيد عرفة للوقوف عليه ..
ثم ينفر منها إلى مزدلفة للمبيت بها والوقوف على أرضها صباح يوم النحر .. ثم يتجه إلى موضع الجمرات بمنى لرمى جمرة العقبة " الجمرة الكبرى " ..
ثم ينحر هديه .. ثم يحلق أو يقصر .. ثم يتحلل .. ثم يتجه إلى البيت ويطوف طواف الإفاضة ..
ثم يتجه إلى منى للمبيت بها استعداداً لرمى الجمرات الثلاث ( فى اليوم الحادى والثانى والثالث عشر من ذى الحجة )..
مِنى
أرض مِنى : توجد ما بين وادى محسر وجمرة العقبة . وتبعد عن المسجد الحرام حوالى 7 كيلو متر تقريباً.
يتوجه الحجاج للمبيت بها فى يوم التروية وخلال أيام الرجم .. والمبيت فيها يتحقق طالما نزلت على أى جزء من أرضها قبل طلوع الفجر ..
ومساحتها شاسعة ولكنها ليست معدة بالكامل نظراً لوعورة صخورها وسفوح جبالها ..
نزل على أرضها كبش فداء سيدنا إسماعيل عليه السلام ..
ورمى فيها سيدنا إبراهيم عليه السلام ورجم إبليس اللعين فى المواضع التى ظهر له فيها عند موضع الجمرات الثلاث ( الصغرى والوسطى والكبرى ) .
وفيها نحر رسول الله صلى الله عليه وسلم هديه .. وفيها تمت بيعة العقبة .. وفيها نزلت سورة النصر .
يجب الحرص على أداء : صلاة الظهر . العصر . المغرب . العشاء .. صبح يوم عرفة .. على أرضها ..
يوجد بها : مسجد الخِيف .. بالقرب من الجمرة الصغرى . بُنى هذا المسجد فى الموضع الذى صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضى الله عنهم .
جبل عرفات
عرفات : سهل واسع منبسط .. يوجد ما بين المزدلفة والطائف .. ويبعد عن المسجد الحرام حوالى 21 كيلو متر تقريباً ..صعيده : حِل وليس حرم ..
يخترقه وادى يعرف باسم : " وادى عرنة أو بطن عرنة " هذا الوادى : حرمٌ وليس حل .. ولهذا : لايجوز وقوف الحاج عليه ..
وأرض عرفة يتم العمل على تسوية تلالها وجبالها وهضابها لكى تتسع لوقوف الحجاج عليها .
على صعيدها يقف الحجاج فى يوم عرفة ( التاسع من ذى الحجة ) وأى جزء يكون الحاج فيه واقفاً أو سائراً أو جالساً يتحقق به الوقوف حتى ولو كان لبرهة يسيرة ..
ويوجد بها : مسجد نَمِرة ..ويسمى " مسجد إبراهيم " .. بنى فى الموضع الذى خطب فىه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى بالحجيج صلاة الظهر والعصر جمعاً وقصراً فى يوم عرفة ..
وعلى أطراف عرفات يوجد : جبل الرحمة .. يصعده بعض الحجاج للوقوف عليه ..
وعلى الصخرات المفترشة منه يوجد : مسجد الصخرات .. وهو إحدى المواضع التى وقف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فى يوم عرفة .
المزدلفة
المزدلفة : هى المشعر الحرام .. توجد بين منى وعرفة .. وتبعد عن المسجد الحرام حوالى 10كيلو متر تقريباً .. وأرض مزدلفة : حرمٌ وليست حِل ..
يخترقها وادى يعرف باسم : وادى محسر أو بطن محسر . هذا الوادى حِلٌ وليس حرم .. ولهذا : لا يجوز
المبيت فيه أو الوقوف عليه .
ومساحة أرض مزدلفة منبسطة وواسعة ولكنها ليست معدة بالكامل لمبيت الحجاج فيها ..
يتوجه إليها الحاج بعد الوقوف على عرفة .. وعليه التأكد أنه نزل على أرضها لأنه بعدما كان فى الحل وهو فى عرفة .. لابد أن يكون فى الحرمعلى أرض مزدلفة .. يقول عز وجل :
{ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ }
فالمرء فى مناسك حجه كان فى حرم " منى " .. ثم خرج من الحرم إلى الحِل " عرفة " .. ثم خرج من الحل " عرفة " إلى الحرم " مزدلفة " ..
يصلى الحاج على أرض مزدلفة : صلاة المغرب والعشاء جمعاً وقصراً ..
ثم يقوم بالمبيت بها ويتحقق المبيت بالنزول على أى جزء منها قبل طلوع الفجر .. وفى الصباح يصلى الصبح ويقف على أرضها ..
يوجد بها : " مسجد المشعر الحرام " أو مسجد المزدلفة .. بنى هذا المسجد فى الموضع الذى وقف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلمصباح يوم النحر بعد المبيت على أرضها .
ويوجد بها : جبل قُزَح .. وهو الذى يلتقط الحجاج منه الحصى لرمى الجمرة الكبرى ورمى الجمرات ..
نحر الهدى
نحر الهدى : أمرٌ من الله ونسكٌ من مناسك الحج .. للمتمتع والقارن ..
فإن لم يجد المتمتع أو القارن هدياً . أو كان معسراً غير قادر : فعليه بالصوم ثلاثة أيام فى مكة .. وسبعة إذا رجع إلى بلده وموطنه .. يقول عز وجل :
{ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ }
ولم يجعل سبحانه وتعالى للمتمتع والقارن بديلاً عن نحر الهدى .. إلا الصيام .. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خذوا عنى مناسككم ) متفق عليه
لذا :