:: كل عام وانتم بخير :: | |||||||||
|
♥ ☆ ♥اعلانات منتدى سهام الروح♥ ☆ ♥
|
|||||||||
♥ ☆ ♥تابع اعلانات منتدى سهام الروح♥ ☆ ♥
|
|||
الإهداءات | |
› قٍّصِّصِّ وٍّرِوٍّآيِّآتٍّ سَّهِّآمِّ آلِّرِوٍّحَّ |
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||
أرجوك.. اختلف معي .!
لسنوات طوال وأنا أشرب قهوتي بسكر، وكنت استغرب ممن يشربها مُرّة، فلما تغير الحال وشربتها مُرّة، تحولت للضفة الثانية، فكيف يشربون القهوة بسكر؟! تعلمت درساً لن أنساه: ضع نفسك مكان الآخرين ترى الصورة كاملة.
لي صديق يكرر دائماً: الإختلاف ضرورة حضارية. ومع هذا لا يسمح لأحد بأن يختلف معه، فالمجتمعات العربية تربت وشبت وشابت على الرأي الواحد، والصوت الواحد، واللون الواحد، حتى غدت النتيجة سلبية للغاية، فعلاً بضاعتنا رُدت إلينا. وهو ما نلمسه من فوضى وضوضاء ومعارك طاحنة تحاصرنا وتحبطنا، ولو فكرنا فيها لوجدنا أن شرارتها تتلخص في عدم قبول الآخر، وتحويل الاختلاف إلى خلاف، وفي ذلك ما أكثر المتنافسون. يُحكى أن ثلاثة رجال عميان دخلوا غرفة بها فيل، وطُلب من كل واحد منهم وصفه. الأول تحسس أرجل الفيل فقال إنها أربع عمدان على الأرض، والآخر مسك الخرطوم فصرخ: إنه ثعبان، أما الثالث بعدما لمس ذيل الفيل اعتبر إنها مكنسة. تجادل الرجال الثلاثة وظل كل منهم يتهم الآخر بالكذب والتزوير. الحقيقة التي غابت عنهم أنه لم يخطأ أحد، كل القصة أنهم رأوا الفيل بانطباعات سابقة وأفكار معلبة، فلم يرق لأحد قبول أن الآخرين كانوا على صواب أيضاً. لاحظوا مثلاً: من يشتري سيارة سوداء يُقال له: وكيف تختار هذا اللون ونحن بلداً طقسه حار جداً؟!، ومن يختار اللون الأبيض يجد من يجادله: يا رجل البلد كلها سيارات بيضاء، فلماذا تكون صورة من الآخرين. من يقيم حفلة كبرى لزواجه يُنتقد على هذه الخسارة والتبذير، ومن يختصر حفلته يُنتقد أيضاً على هذا البُخل وازدراء العادات والتقاليد. من يقضي إجازته في أمريكا يُقال له معقول تفضلها على عاصمة النور؟ ومن يسافر لباريس يظهر له من يستغرب تركه عاصمة الضباب والسفر لغيرها. إذا أكلت في مطعماً صينياً جاءك من ينصح: "حرام عليك" كيف تترك الأكل الهندي وتتجه للصيني؟! في نهاية الأمر ينسى هؤلاء أن الأذواق والأختيارات لم تُخلق لتكون على مزاج واحد لا تتبدل ولا تتغير. إدارياً.. لا ينجح القائد الذي يرسخ نظرية فرعون "ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد". القائد الناجح هو من يسمح لفريقه بالاختلاف معه ويحرضهم على ذلك، فإن قرر كانوا أول من ينفذ قراره بقوة وإصرار، وإن سمع لهم ضمن أنه سلك الطريق الصحيح. أذكر رئيس مجلس إدارة شركة كبرى استشارني في مسألة ما وطريقة التعاطي معها، فقلت رأيي واتفق معي في ذلك، ثم هاتف رئيس الشركة التنفيذي ليبلغه بهذا، بدوره، الرئيس التنفيذي، اختلف كثيراً مع (رئيسه) وأصر على الحل الآخر. في نهاية المطاف قال رئيس مجلس الإدارة أنت المسئول وأنت من يتخذ القرار حتى لو اختلفت معك. لا أخفيكم اعجابي بمثل هذا الفكر في الاختلاف الحضاري وتغليب المصلحة العامة لا الخاصة، وفعلاً أثبتت الأيام أن رأيه هو الصواب، بينما رأيي أنا و (رئيسه) على خطأ. هناك من لا يقبل بأي حال من الأحوال أن يكون نسخة من الآخرين، يغضب ويرفض هذه المحاولات ويعتبرها تشويهاً لشخصيته واستقلالية تفكيره، غير إنه يعمل بكل قوة، في اللاوعي، على أن يكون الآخرين نسخة مكررة منه. الاختلاف سنة كونية، فهل نتخيل أن اليوم كله صباح، أو كله مساء؟ قبولنا بآراء من حولنا، ولو اختلفنا معها، تزيد رصيدنا لديهم، وتعزز من علاقتنا معهم، وترفع من قدرنا عندهم، والعكس صحيح، فلماذا نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير؟ |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|