وسيُظهِر اللهُ الحقَّ ولو طال المدَى، وإن لم يظهَرْ في الدُّنيا فإنَّ هذه الدُّنيا فصلٌ مِن الرِّوايةِ، وليست الرِّوايةَ كلَّها، إنه سيُرفَعُ السِّتارُ عمَّا بقِيَ مِن فصولِها.
فلا يحكُم الإنسانُ على المريضِ أو البائسِ بظاهرِه فيشُكَّ في عدلِ اللهِ ورحمتِه، ولكن ليدخُلْ إلى الدَّاخلِ، لعلَّ وراءَ الجدارِ الخَرِبِ قصرًا عامرًا، ولعلَّ خلفَ البابِ الضَّخمِ كوخًا خرِبًا، ولعلَّ في هذه الثِّيابِ الرَّثَّةِ وهذا الجسمِ المُمزَّقِ البالي نَفْسًا مُشرِقةً سعيدةً وإنسانًا كاملًا.
بالإيمانِ استطَعْنا أن نحاربَ بسيوفٍ ملفوفةٍ بالخِرَقِ، وجنودٍ مُهلهَلةٍ ثيابُهم، خاويةٍ بطونُهم، أقوى جيوشِ الأرضِ، وأكمَلُها هيئةً وعتادًا، وأن ننتزِعَ منهم النَّصرَ.
ربما حسِب الرَّجلُ أنَّ كلَّ ما يدخُلُ يدَه فهو رِزقُه، فيَمُنُّ على مَن أعطاه، أو يَضِنُّ على مَن سأَلَه، مع أن فيه ما هو رزقُ غيرِه، رِزقُ ولدِه وأهلِه وخادمِه وتابعِه، وما هو في الحقيقةِ إلا مُوزِّعٌ.
فلماذا أبكي وأيئَسُ إن أصابني شرٌّ ما دُمْتُ أستطيعُ أن أستخلِصَ الخيرَ القليلَ الذي يكمُنُ فيه؟ لماذا أترُكُ الحيَّاتِ تلدَغُني بسَمِّها ما دُمْتُ أقدِرُ أن أُربِّيَها وأستفيدَ مِن سَمِّها.
فما لي بعد أمِّي صديقٌ! تلك هي التي كانت تقبَلُني على عِلَّاتي، والنَّاسُ لا يقبَلونَ إلا محاسِني، تلك التي كانت تُحبُّني أنا، والنَّاسُ يُحبُّون أنفسَهم فيَّ.
فالعنايةُ باليتيمِ الذي فقَدَ الأمَّ أو فقَد الأبَ أعلى درجاتِ الإحسانِ.
إنَّ المصائبَ مِن علاماتِ رضَا اللهِ عنِ العبدِ.
سيظَلُّ النَّاسُ تحت أثقالِ العُزلةِ المُخِيفةِ حتى يتَّصِلوا باللهِ ويُفكِّروا دائمًا أنَّه معهم وأنَّه يراهم ويسمَعُهم.
هذه هي ملذَّاتُ الحياةِ؛ إنَّها لا تلَذُّ إلا مِن بعيدٍ.
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف