الاعتصام بالكتاب والسنه سبب الجاة في الدنيا والآخره
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نواف بن توفيق العبيد ( حفظه ألله )
أيها المسلمون أتقو الله تعالى تعالى وتمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى تمسكوا بوصية نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم التي قال فيها "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا "......كتاب الله وسنتي ..... "الحديث
نعم كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم الكتابان المهيمنان على كل الكتب وكل القوانين والأنظمة البشرية التي تعجز أيها الحبيب ولو بذلت ما بذلت لكي تأتي بمثلهما الدستوران الخالدان في الأمة إلى قيام الساعة المحفوظان من الزيادة والنقصان الشاملان لجميع نواحي الحياة فهما الصالحان لكل مكان وزمان إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ تكفل الله عزوجل بحفظهما لكي لا تصل إليهما أيدي العابثين كما وصلت إلى الكتب السابقة حينما وكل حفظها إلى الناس قال تعالى:
"مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (46)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا)
أيها المسلمون :
كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فيهما الهدى والنور قال تعالى: (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا وقال تعالى: (( قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ))
وقال تعالى: عن الجن لما سمعوا القرآن (( وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا و قال تعالى فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) وقال تعالى : ((الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ))(1)
فيهما العزة والنصر (( وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ))وقال تعالى: ((مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ ))
وقال تعالى : (( يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ))
من تمسك بهما نجا في الدنيا و الآخرة ومن أعرض عنهما خاب وخسر في الدنيا والآخرة ولم ينل إلا الهموم و الغموم والأمراض النفسية والعصبية (( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )) وقال تعالى : (( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ وقال تعالى وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ))
عباد الله: ما حالنا مع القرآن والسنة هل قمنا بهما حق القيام هل تدبرنا ما فيهما فعملنا به
فكنا ممن قال الله فيهم :
أو الذين قال فيهم اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ
أوقال فيهم ((وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ))
عباد الله:
إذا نحن كنا ممن هذا حالنا نسينا ذكر الله وأعرضنا عنه وألهتنا تجارتنا وأموالنا وأهلون فنحن مستحقون لما يحصل لنا من الحروب والنزاعات الاضطرابات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية .
نعم لأننا لم نعمل بوصية رسول الله "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وسنتي تمسكوا بمها وعضوا عليهم بالنواجذ فكل ما يحصل لنا وما حولنا ما كان إلا من عندي أنفسنا فما كان الله ليظلمنا ولكننا ظلمنا أنفسنا بعدم تحكيم كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم في حياتنا (( فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)) لأن الله لا يغير على عبادة نعمة أنعمها عليهم إلا حتى يغيروا ما بأنفسهم
((ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (53) كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ))( لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ))
لماذا هذا لأننا ما نصرنا الله عزوجل قال تعالى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)) لأننا ما شكرنا الله على نعمه الظاهرة والباطنة، وأعظمها نعمة الإسلام والقرآن والسنة
((وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7) وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ (8) أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (9) قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ )) فهذا عين الإعراض والكفر بالكتاب وما جاء به الرسل عليهم الصلاة والسلام من التوحيد والعبادة لله وحده لا شريك له .
ولأننا أيضاً أتبعنا هواء أنفسنا الآمرة بالسوء ((وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ )) لأننا انغمسنا في متاع الحياة الدنيا وملذاتها (( وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ))
عباد الرحمان :
الله الله بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتمسك بهما والاعتزاز بهما فنحن كما قال الخليفة الراشد عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ نحن قوماً أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله .
فلن يعزنا وينصرنا إلا ماعز و أصلح أولنا وهو الاعتصام بالكتاب والسنة والعمل بهما والتحاكم إليهما قال تعالى: (( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)
طبق الصحابة هذا في حياتهم فخافهم العدو من كل مكان ،خافهم الروم والفرس وقبائل العرب لأنهم طبقوا حقيقة ما أمرهم الله به فضحوا بأموالهم وأولا دهم وأهلهم وبلدانهم لا أجل هذا الدين فمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر الذي تنجوا به الأمة كما قال عليه الصلاة والسلام "لاتأمرون بالمعروف ولا تنهون عن المنكر أو لا يوشكن الله أن يبعث عليكم عذاباً فيهلككم " وعدلوا بين الناس ،ودعوا إلى الله على بصيرة من العلم الصافي النابع من الكتاب والسنة وكل ذلك مما أمر الله فيها بالكتاب وحث عليه النبي صلى الله عليه وسلم بالسنة .
أيها المسلم :
ليس الاعتصام والتمسك بالكتاب والسنة أمراً صعب عليك فليس كون بلدك أو عملك لا يحكمون الكتاب والسنة فـأنت كذلك لا بل أبدء بنفسك أولاً في مأكلك ومشربك وملبسك ومالك
ثم بمن تعول ثم بعشيرتك الأقربين وهكذا قال تعالى: ((وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى)) وقال تعالى (( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ)) فلندعو جميعاً إلى الكتاب والسنة ولنعتصم بهما قال تعالى: ((وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )) وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ))ولا شك أن حبل الله هو الكتاب والسنة لان كلاهما من عند الله يقول النبي صلى الله عليه وسلم لقد أوتيت القرآن ومثله معه
الله أرزقنا الاعتصام بكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف