لا يقصد بهذه الكلمة علاج الإعاقة الذهنية، وإنما علاج لمشكلة الخاصة بنقص الذكاء لدى هؤلاء الذين يتزايد عددهم باستمرار، ثم اتخاذ العدة لهم حتى لا تصبح مشكلتهم مشكلة خطيرة في المستقبل القريب.
والآن سوف أستعرض الوسائل التي يمكن بها التخفيف من حدة المشكلة:
1 ـ الاكتشاف المبكر:
لحالات الإعاقة الذهنية قبل أن يستفحل الخطر وتصبح بعده البرامج العلاجية عديمة الجدوى، وذلك عن طريق التوعية بمظهر وعلامات الإعاقة الذهنية من جهة وتدريب العدد الكافي من الأطباء والتخصصين النفسين الذين يقومون بتشخيص الإعاقة الذهنية من جهة أخرى.
وكذلك:
وكذلك إعداد اختبارات الذكاء المقننة المناسبة.
توفير البيانات النفسية التي تقوم بعمليات التشخيص والتوجيه والتوعية.
2 ـ التدريب في وقت مبكر:
تلى خطوة الاكتشاف المبكر في الأهمية المساعدة والتدريب المبكر أيضا بالمدارس والمعهد الخاصة، والطفل في أثناء طفولته في مسيس الحاجة إلى المساعدة والتدريب.
فالطفل المعوق ذهنيا يلتحق بالمدرسة لتساعده على التعلم في حدود قدراته، وتنحصر مهمة المدرسة الخاصة في تعليم الأطفال المعوقين ذهنيا على:
- إصلاح السلوك وتكوين العادات الحسنة الصالحة.
- تعليم عناصر المعلومات النافعة.
وهذه المدارس تعمل على توزيع_ الأبناء المعوقين ذهنيا حسب قدراتهم العقلية في مجموعات متجانسة، الأمر الذي يساعد الابن على الاستفادة في حدود قدراته الذهنية دون الإحساس بالنقص.
وهناك أيضا:
الفصول الخاص في المدارس العادية للمعوقين ذهنيا من الدرجات العالية حيث لا يشعر الابن بما فيه من نقص بل يعتقد أنه كالأبناء الآخرين في محيط مدرسي واحد، وقد ثبت أن هذه الفصول قد أنتجت الفائدة المطلوبة، وأن معظم هؤلاء الأبناء ينجحون في مدارسهم لنجاح طبقا لقدراتهم الطبيعية إذا كان ما أعطوا العناية الخاصة.
3 ـ العلاج الطبي:
هناك بعض حالات الإعاقة الذهنية يفيدها العلاج الطبي، وذلك إذا انعدم أثر الوراثة: كنقص إفراز الغدة الدرقية، أو اضطراب العدة النخامية أو شرخ في عظام الجمجمة الداخلية أو ضغط جلطة دموية، أو حالات الإعاقة الذهنية المصحوبة بنوبات صرعية أو حالات الإعاقة الذهنية المصحوبة باضطرابات سلوكية.
جميع هذه الحالات تستفيد من بعض الأدوية في تحسنها.
ولخلاصة:
أن العلاج قيد ينجح في إزالة الأسباب الثانوية للإعاقة الذهنية، وكلما زادت الإعاقة الذهنية قل التحسن العلاجي.
4 ـ تعديل سلوك الابن لمعوق ذهنيا:
الهدف الرئيس من تعديل السلوك هو:
معاونة المعوقين ذهنيا ي حدود ما منحته الطبيعة لهم من قدرات وإمكانيات وفي ضوء خصائصهم واحتياجاتهم ليصبحوا مواطنين صالحين منتجين معتمدين على أنفسهم وليتحولوا بذلك إلى فئة منتجة بدلا من أن يظلوا عالة على أسرهم ومجتمعاتهم.
وبرنامج تعديل السلوك للطفل المعاق ذهنيا يجب أن يوجه نحو تحقيق الأهداف الثلاثة الآتية:
1 - التوافق الشخصي.
2 - التوافق الاجتماعي.
3 - التوافق الاقتصادي.
الاحتياجات الأساسية لتحقيق تعديل سلوك الابن المعاق ذهنيا:
فيما يلي بعض الاحتياجات الأساسية التي تساعد على تعديل سلوك الابن المعاق ذهنيا:
- تنمية القدرة على التعامل مع الآخرين عن طريق الاشتراك في المواقف والخبرات الاجتماعية المناسبة المتكررة.
- تحقيق التكيف والتوافق الانفعالي والاستقلال الذاتي في الأسرة، والمدرسة عن طريق تعديل السلوك المؤدي إلى الصحة النفسية.
- تنمية الوعي الصحي واكتساب العادات الصحية السليمة عن طريق برنامج متكامل لتربية الصحية، بالإضافة إلى ذلك واكتساب المهارات اللازمة، للوقاية وتجنب الحوادث مثل أخطار المرور، والحريق، والتسمم، والجروح، وغيرها.
- اكتساب المهارات الأكاديمية الأساسية من قراءة وكتابة، وحساب عن طريق برنامج مناسب.
- اكتساب المعرفة والمهارات اللازمة للقيام بالأعمال عن طريق برنامج النشاط الترفيهي.
- اكتساب القدرة على الاستقلال الاقتصادي، والتوافق المهني عن طريق برنامج توجيه وتدريب مهني يتفق مع قدرات الابن العقلية ونواحي القصور الجسمي الأخرى، وذلك للإعداد المهني للالتحاق بعمل مناسب.
- تأهيل الابن المعوق ذهنيا ليكون عضوا في أسرة وفي مجتمع أكبر عن طريق برنامج ثقافي – مصحوبا بتعديل السلوك الغير سوي – يؤكد مقومات الأسرة والوطن، ويعتمد على المشاركة والمساهمة في مواقف مشوقة.
*كيفية التعامل مع السلوك المضطرب أو غير الملائم اجتماعيا:
أسباب السلوك المضطرب للابن المعوق ذهنيا:
- عدم الراحة الجسمية والشعور بالألم ينتج عنها لسلوك العدواني.
- أسباب نفسية واجتماعية تؤدي إلى السلوك المزعج منها:
- التوبيخ بعنف والتعنيف بقسوة.
- إذا كانت المهمة التعليمية أصعب من قدرة الابن على الأداء.
- تشتت النشاط الروتيني الذي يقوم به الأبناء الانسحابيون – الذين لا ينظرون إلى الآخرين عندما يتكلمون معهم – يؤدي إلى غضبهم السريع.
- تغيير فريق العمل أو جدول العمل اليومي يزعج الأبناء الخائفين أو من يفتقدون الأمان.
- تغيير الهيئة المكانية: كتغيير أماكن الأثاث في الفصل مثلا يؤدي إلى اضطراب الابن الذي يعاني من عجز في إحدى الحواس.
- إجبار الأبناء كثيري النشاط على عدم الانشغال بنشاط ما أو إذا قدمت لهم تنبيهات حسبية أكثر من الضروري، الأمر الذي يؤدي إلى سوء استجاباتهم.
- وبوجه عام: فمن الممكن توقع الكثير من هذه الأسباب، كما يمكن استبعادها.
كيفية تعديل السلوك المضطرب:
- هناك عدد قليل من الأبناء المعوقين ذهنيا يغلب عليهم السلوك المضطرب أو المخرب أو الإتلافي – أو قد ينشغلون طول الوقت في أفعال وحركات نمطية متكررة، وقد لا ينتبهون تماما للبيئة من حولهم.
- ونظرا لأن المنزل لم ينجح في التحكم في هذه التصرفات فإنهم يأتون للمراكز العلاجية كمحاولة لمساعدتهم في تعديل سلوك لابن المعاق ذهنيا والمضطرب سلوكيا.
- بعض هؤلاء الأبناء في حاجة إلى مهدئات مستمرة أو تقييد لحركتهم المستمرة أو الاثنين معا وذلك لحمايتهم وحماية الآخرين من سلوكياتهم.
- وعلى الرغم من أن المعوقين ذهنيا المضطربين انفعاليا وسلوكيا يمثلون فئة قليلة من المعوقين ذهنيا عامة، إلا أن المعالجين للسلوك يقبلون هذا التحدي، ويقدمون المساعدة العملية لهم.
- الرعاية التمريضية: نظرا لأن الأبناء المضطرين انفعاليا أو سلوكيا أو انسحابيا كثرا ما يتعرضون للمرض أو الإصابة فهم في حاجة إلى الرعاية التمريضية.ولذا يفضل وجود ممرضة في الفريق العلاجي تقوم بالإشراف على النواحي الصحية، والإسعافات الأولية، والمواظبة على توقيت العلاج بالعقاقير إلى جانب قيامها بطرق تعديل السلوك مع باقي الفريق.
- تجنب تعزيز السلوك الخاطئ: من المهم جدا أن نتذكر أن برنامج التدريب قد يصاب بالضعف إذا قام أحد الفريق بتقديم تعزيزات للسلوك الخاطئ الذي يجب أن يهمل.
- ثورات الغضب: التي يقوم بها شديدو الإعاقة الذهنية من وقت لآخر، كثيرا ما تحدث بدون سبب واضح، إلا أنه من الممكن عادة أن نضع هذا السلوك المزعج في سياق له معنى لو استخدمنا الملاحظة الدقيقة، وقمنا بتتبع سلسلة الأحداث التي أدت إلى هذه الثورات.
دور المدرب مع المعوق ذهنيا وأسرته:
- محاولة الوالدين على تقبل الوضع الراهن للابن مع بذل الجهد في محاولة تقليل مشاعر الذنب والعار.
- العمل على تشجيع الوالدين على إلحاق الابن بمدارس التثقيف الفكري في محاولة لاستغلال القدرات العقلية المتاحة له.
- توجيه الوالدين لأسلوب معالجة الابن وتعريفهما باحتياجاته الخاصة، العادات التعليمية البسيطة المتعلقة بالمأكل، والملبس، وممارسة الأعمال التي لا تحتاج إلى ذكاء.
- تشجيع الأسرة والابن نفسه على شغل وقت فراغه بالأسلوب الذي يلائمه، وفي حدود قدراته.
- إكساب الابن العادات الصحية والغذائية المختلفة مثل: ترتيب المكان الذي ينام فيه، تعليم آداب الطعام، تنبيه الوالدين على ضرورة الاهتمام بالعمل على نظافته وخاصة في الحالات التي يصحبها عدم القدرة على التحكم في التبول.
- إتاحة الفرصة للابن المعوق ذهنيا بالرحلات ليتعلم كيف يعيش مع المجتمع ومع غيره من الناس.
- على المدرس أن يحب الأبناء المعوقين ذهنيا ويحتفظ بهدوءه عند حدوث أيتصرف خاطئ.
- يتيح الفرصة للتعامل مع الوالدين، وأن ينشئ علاقة طيبة مع زملائه في العمل، ويسترشد بالتخصصات الأخرى لمساعدة الابن المعاق ذهنيا.
- على المدرب أن يكون ناضج الشخصية، متزنا، خاليا من عوامل القلق وعدم الطمأنينة مؤمنا برسالته، معطيا إياها من ذات نفسه.
- على المدرس أن يقدر مشاعر الوالدين، الإصغاء لهم، توفير المعلومات وتوفير الفرص للمناقشة، على علم بالخدمات المتوفرة لمساعدة الابن المعاق ذهنيا.
- تجنب النقد للوالدين، ومحاولة التوجيه والإرشاد بطريقة خالية من التوبيخ والعقاب واللوم.
- إتاحة الوقت الكافي للاستماع إلى من هو معوق ذهنيا، وتجنب الافتراض أنه جاهل تماما وأنه لا رأى له أبدا في القيم والمبادئ.
وأخيرا كي تحقق الصحة النفسية للتلميذ المعاق ذهنيا والقابل للتدريب:
ينبغي أن يعتبر كوحدة متكاملة من التكوين البيولوجي، والبيئية، والخبرات، وبينما هو يتعلم كيف يعبر عن نفسه ويتصل بالآخرين يقوم باكتشاف من يكون هو، وما الذي يستطيع أداؤه، ويتعلم أنماطا مقبولة من السلوك الشخصي ومهارات نافعة في بيئة مأمونة.
ولكي يساهم المدرس في توفير الصحة النفسية للتلميذ المعاق ذهنيا:
- ينبغي أن يقوم المدرس بتخطيط المنهج وفقا للمعلومات التي يقدمها الطبيب النفسي والمتخصص الاجتماعي والوالدين، مع الدقة في كتابة الملاحظات والتسجيلات، والتقارير حيث أنها تعتبر العمود الفقري للخطط والخبرات اللازمة للتلميذ.
ويعتمد النجاح النهائي أو الفشل لأي برنامج تربوي للأبناء المعوقين ذهنيا والقابلين للتدريب على:
- مدى اهتمام وحماس المدير والمشرف الفني والمدرس والمستويات المستحدثة في تنفيذ البرنامج.
- ويمكن نجاح البرنامج في مساعدة الأبناء المعوقين ذهنيا على النضج الاجتماعي متى قبلهم كلا من المعنيين وتعاونوا معهم.
- وبذلك: يستطيع الابن المعاق ذهنيا أن ينعم بحياة هادئة ويكون قادرا على أن يحقق وجوده بقدرته على أداء عمله دون صعوبة فيشعر بالرضا والسعادة ويتحقق له التمتع بالصحة النفسية.
علامات التكيف الاجتماعي للابن المعاق ذهنيا:
- حين يستطيع التعامل مع الآخرين وأن يفهم نفسه.
- أن يمارس عادات حسنة في ميدان العمل وأن يتبع التعليمات.
- أن يعني بمظهره، وأن يحظى بثقة الناس، وأن يبلغ مستوى لائقا من العناية بمظهره.
- أن يتبع القواعد الصحية والشخصية والعامة.
- أن يكون قادرا على الاتصال والاختلاط بالآخرين دون مشاكل.
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف
العلاج لحالات الإعاقة الذهنية
العرض الشجري