وقال الله تعالى في الحديث القدسي :
" كلُّ عملِ ابنِ آدمَ له إلا الصومُ فإنه لي وأنا أَجْزِي به "
فلماذا خص الله الصوم دون غيره ؟
ذكر ابن حجر - رحمه الله
في " فتح الباري "
الحكمة المستنبطة من الحديث القدسي
( إلا الصوم فإنه لي )
فقال :
" وقد اختلف العلماء في المراد بقوله تعالى
(الصيام لي وأنا أجزى به )
مع أن الأعمال كلها له وهو الذي يجزئ بها
على أقوال منها :
- أن الصوم لا يقع فيه الرياء كما يقع في غيره .
- أن المراد بقوله :
" وأنا أجزى به "
أني انفرد بعلم مقدار ثوابه وتضعيف حسناته
وأما غيره من العبادات فقد اطلع عليها بعض الناس .
- سبب الإضافة إلى الله أن الصيام لم يعبد به
غير الله بخلاف الصلاة والصدقة والطواف ونحو ذلك ...
- أن جميع العبادات توفى منها مظالم العباد الا الصيام "
إلى آخر ما ذكره ابن حجر - رحمه الله
يقول الشيخ الشعراوي - رحمه الله
في تفسير قوله تعالى:
{وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ}
" والصوم أخذ حُكْماً فريداً من بين أحكام التكاليف كلها
لذلك قال عنه الحق سبحانه :
« إلا الصوم ، فإنه لي ، وأنا أجزي به »
يعني :
قرار عالٍ فوق الجميع
فلماذا أخذ الصوم هذه المنزلة ؟
قالوا :
لأن الصوم هو العبادة الوحيدة
التي لم يعبد بها بشرٌ بشراً أبداً
فمن الممكن مثلاً :
- في شهادة أنْ لا إله إلا الله أنْ يأتي مَنْ يمدح آخر
فيقول له :
ليس في الكون إلا أنت
أنت النافع وأنت الضار
وهناك من قال عن نفسه :
أنا الزعيم الأوحيد
- كذلك في الصلاة نرى مَنْ يخضع ويسجد
لغير الله كما نخضع ونسجد نحن في الصلاة
- وكذلك في الزكاة نتقرب إلى العظيم
أو الكبير بالهدايا له أو لمن حوله .
- وكذلك الحج فالله أمرنا أن نطوف بالكعبة
وكم من القبور يطاف حولها
و يطاف بأشياء غيرها كما يفعل بعضهم ؟ !
لكن
هل قال بشر لبشر :
أنا أصوم شهراً أو يوماً تقرُّباً إليك ؟
لا
لأن الصيام للغير المماثل
تذنيب للمصوم له لا للصائم
لأنه سيُضطرّ لأنْ يظل طوال اليوم يراقبك
أكلتَ أم لم تأكل !! " (ا.هـ)
ولهذا يظهر والعلم عند الله أن المعنى الحقيقي لقوله :
" إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به "
أنه عبادة لا يمكن أن تقع لغير الله
ولهذا اختصها الله جل وعلا بنفسه
وأضافها الله - تبارك وتعالى - لذاته العلية إضافة تشريف .
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف