للتقبيل.. مكتبة ثقافية
السلام عليكم
اسعد الله أوقاتكم بكل خير شكل هذا الإعلان ألماً عنيفاً، ووخزاً عميقاً، للكثير من المثقفين والمتابعين من المعنيين، وأولهم عبدالله الغذامي، الذي تعامل مع الخبر بشيء من الاحتواء والتسامي، وكأنّ شيئاً لم يحدث، بينما مفرداته غارقة في وجع أزلي، وخيبة أمل كبيرة بحجم العمر، الذي كرّسه لنشر الثقافة والوعي منذ نعومة أظافره وحتى هذا اليوم، فهو مثل مهندس بناء أمضى العمر كله في تشييد بناء وفجأة ينهار هذا البناء أمام ناظريه.
لقد حاول المُنظِّر الثقافي أن يزرع الوعي ويكرسه في أذهان الجيل، وبدل أن يستوعبه الجيل يرفضه رفضاً قاطعاً، وهو ما حدث من إعلان إغلاق أول صالون ثقافي نتيجة الإهمال، وعدم الإقبال، لكن من المسؤول عن هذا التراجع الثقافي؟ هل هو المثقف لأنه فشل في ذلك؟ أم أن المسؤولية تقع على عاتق هذا الجيل الذي بات مفلساً إلا من السير خلف قطعان السوشيل ميديا، والتي كرست كل ما له علاقة بالاستهلاك وأهملت العقل، تخيلوا أن تفلس مكتبة وتغلق أبوابها، وتزدهر أسواق الاستهلاك، تخيلوا أن تموت الثقافة ويحيا الهياط والتخلف بديلاً عنها، إنه لأمر مغلق ونذير شؤم يقرع الجرس، لعلنا نصحو قبل فوات الأوان.
أيها الناس هناك بوادر لهذا التراجع الثقافي، نلحظه مثلاً في الجيل الذي تسلم مهامه في كواليس الصحافة الورقية، وكذلك في المرئي والمسموع، بعض نماذج هذا الجيل شبه فارغة، ولا تملك إلا الحضور فقط، أيها الناس يجب أن ننطلق من حيث تم الإعلان عن إغلاق هذه المكتبة، لنلتفت للمناهج الدراسية التي هي المسؤولة بالدرجة الأولى عن ذلك، لقد كانت هناك علامات سبقت إغلاق هذه المكتبة منها كثرة الشيلات، وإعلانات الفن الهابط لمسابقات تكرس عقدة اللهاث وراء الثراء السريع، كلها كانت بوادر على هذا الانحدار والتراجع الثقافي.
إن الشعوب والأمم لا تستطيع تحقيق ذاتها والنفاذ إلى آفاق المستقبل، إلا بالثقافة وبالتحديد في الإقبال على الكتاب لخلق وعي عام قادر على التغيير، والسير في ركب التقدم والتطور الحضاري، ولنا في الشعوب المتحضرة خير مثال، فهناك شعوب ثرواتها الطبيعية صفر، ومع ذلك اعتمدت في حياتها على الوعي حتى أصبحت في طليعة الدول المتقدمة، لأن الأموال والثروات تزول بينما الوعي باقٍ لا يزول، فالشعوب الأكثر قراءة هي الشعوب الأكثر تقدماً وتحضراً، والشعوب التي لا تقرأ هي شعوب تدور في أفلاك مشاكلها وخيباتها وانكساراتها، يقول افونسو كروش: الثقافة لا تستهلك، فكلما استخدمتها زادت أملاكك.
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف
للتقبيل.. مكتبة ثقافية
شكل هذا الإعلان ألماً عنيفاً، ووخزاً عميقاً، للكثير من المثقفين والمتابعين من المعنيين، وأولهم عبدالله الغذامي، الذي تعامل مع الخبر بشيء من الاحتواء والتسامي، وكأنّ شيئاً لم يحدث، بينما مفرداته غارقة في وجع أزلي، وخيبة أمل كبيرة بحجم العمر، الذي كرّسه لنشر الثقافة والوعي منذ نعومة أظافره وحتى هذا اليوم، فهو مثل مهندس بناء أمضى العمر كله في تشييد بناء وفجأة ينهار هذا البناء أمام ناظريه.
العرض العادي
