يحكى أن لويس الرابع عشر حينما كان شاباً يافعاً، كان يتباهى بقدرته على الحديث والكلام والجدال؛ لكنه حينما تولى مقاليد الحكم صار أقلّ كلاماً ، بل لقد كان صمته أحد أهم أسلحته ومنبعاً من منابع قوّته؛
فمما يروى أن وزراءه كانوا يمضون الساعات في مناقشة القضايا الهامة ويجلسون لاختيار رجلين منهما لعرضها على الملك لويس الرابع عشر، وكانوا يمضون وقتاً غير قليل في اختيار من سيرفع الأمر إلى الملك، وعن الوقت المناسب لهذا الأمر، وبعد أن ينتهوا من النقاش يذهب الشخصان اللذان تم اختيارهما إلى الملك ويقومان بعرض الأمر عليه بالتفصيل والخيارات المطروحة، ولويس يتابعهم في صمت مهيب،
تغلب عليه روح الغموض وبعد أن يعرضا أمرهما ويطلبا رأي الملك، لا يزيد على أن ينظر إليهما ويقول بهدوء ، سوف أرى ثم يذهب عنهما.
ولا يسمع أحد من الوزراء كلاماً حول ما تمّ عرضه؛ بل فقط تأتيهم النتائج والقرارات التي أمضاها الملك.
ولقد كان لصمت لويس الرابع عشر أثر بالغ في إبقاء من حوله في حالة ترقّب دائم لردود أفعاله، وهو ما ترجمه سان سيمون فيما بعد بقوله:
لم يكن أحد يعرف مثله كيف يبيع كلماته، وابتساماته، وحتى نظراته..
كان كل شيء فيه نفيساً؛ لأنه خلق فوارق، ولقد اتسعت للويس الرابع عشر من ندرة كلماته...
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف